حلاوة الإيمان - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334069 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          7أفكار لوجبات خفيفة للأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          أضرار مشروبات الطاقة: حقائق صادمة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 29-09-2021, 04:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي حلاوة الإيمان

حلاوة الإيمان



عبدالله بن عبدالرحمن الرحيلي




الحمد لله، الحمد لله الكريم المنان، امتن على عباده بالإنعام والإحسان، وزين في قلوبهم الإيمان، والصلاة والسلام على سيد ولد عدنان، نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أولي الفضل والعرفان، وسلم تسليما كثيرا إلى يوم تشيب فيه الولدان.







أما بعد: فاتقوا الله عباد الله واعملوا بطاعته، واحذروا سخطه باجتناب معصيته، وأنيبوا إليه تظفروا في الدنيا بلذة الإيمان وحلاوته، وتفوزوا في الآخرة برضوانه ودار كرامته.







عباد الله.. إن الله سبحانه متصف بصفات الكمال والجمال، فهو جواد كريم شكور، يجازي المحسن على إحسانه حسنات، فلا يضيع عنده أجرُ من أحسن في العبادات.







وفق عبده للطاعة وهداه إليها، ثم تقبلها منه وأثابه أحسن الثواب عليها.







ومن أعظم ما يجازي اللهُ به العباد على أعمالهم في الدنيا: ما يشرح به القلوب والصدور، وما يفيض به عليهم من اللذة والأنس والسرور؛ جزاء قوة إيمانهم، وثمرة يقينهم.







من أجل ثمرات الإيمان: أن يذوق العبد حلاوته، ويجد في قلبه طعمه ولذته.



إنها سعادة تغمر قلب العبد أثناء العبادة، فتعلوه السكينة، ويغشاه الأنس والطمأنينة.



قلوب ذائقيها إلى الله منقطعة، وجوارحهم بالتعبد له منشغلة.







إنها زينة الإيمان في القلب، تغيث الفؤاد بالوابل الصيب، من النعيم والعيش الطيب، ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97].







إنه نعيم الانقياد للكتاب والسنة، نعيمٌ لا نعيمَ فوقه إلا نعيمُ الجنة.



حلاوة.. يتلذذ صاحبها بالطاعات، ويستعذب من وجدها المشقات، ويقاوم في سبيلها العقبات.







إنه طعم يفوق كل الطعوم، ومذاق يعلو كل مذاق، ونشوة دونها كل نشوة، حلاوة روحية قلبية، تسري سريان الماء في العود، وتجري جريان الدماء في العروق، تفيض على صاحبها المنن والنعم، وتشع النور في حالك الظلم، فلا قلق ولا نصب، ولا ضيق ولا تعب؛ بل سعة ورحمة، ورضى ونعمة.







يقول من وجدها (لو عَلِم الملوكُ وأبناءُ الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف).



ويقول من ذاقها (إنَّ في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة).



ويقول من طعم طعمها (ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، أين رحتُ فهي معي لا تفارقني).







حلاوة لا يجد طاعمها أطيبَ منها؛ فيقول (مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها: محبة الله والأنس به والشوق إلى لقائه والإقبال عليه).







إنه نعيم يذكرهم بنعيم الجنة فيقول قائلهم: (إنه ليمرُّ بالقلب أوقات أقول: إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب).







حلاوة مشبهة بمنتهى اللذائذ: يقول ابن القيم رحمه الله (سرور القلب مع الله لا يشبهه شيء من نعيم الدنيا، وليس له نظير يقاس به، وهو حال من أحوال الجنة).







عباد الله..



يقول نبيكم "ذاق طعمَ الإيمان مَن رضيَ بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد نبيًّا ورسولاً".







ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وخالقا ومدبرا فاطمئن إلى حسن تدبيره وكمال أقضيته، وعرف كمال ذاته وأسمائه وصفاته.







فمن كان بربه أعرف، كان أعظم إيمانا وأبهج حالا.







وذاق طعم الإيمان من رضي بالإسلام دينا منزلا من عند الله، لا يقبل الله من العباد سواه، وأيقن أن فيه سعادتَه في دنياه وأخراه.








وذاق طعم الإيمان من رضي بنبينا محمد مرسلا من عند الله، آمن به وصدقه وكان هواه تبعا لهداه.







وقال رسول الهدى صلى الله عليه وسلم: "ثلاثٌ من كنَّ فيه وجدَ حلاوةَ الإيمان: أن يكونَ الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، وأن يحبّ المرء لا يحبّه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذَف في النّار".







عباد الله..



من ذاق حلاوة الإيمان ذاق حلاوة محبة الله والإخلاص له؛ فليس في القلب السليم أحلى ولا أطيبُ ولا ألذُ من عبودية الله ومحبته له وإخلاص الدين له.







فمحبة الله تعالى تورث القرب منه، والقرب منه تعالى يوجب الأنس به، ومن أنس بالله تعالى انقطع إلى عبادته واستغنى به عما سواه، فقويت صلته بمولاه، وتلك هي ثمرة ذوق حلاوة الإيمان.







يذوق طعم الإيمان من أنِس بمناجاة الله ودعائه.. قال بعضهم: إنه ليكون لي إلى الله حاجة فأدعوه فيفتح لي من حلاوة مناجاته ما لا أحب معه أن يعجل قضاء حاجتي، خشية أن تنصرف نفسي عن ذلك".







وللذكر من بين الأعمال لذة لا تشبهها لذة، فما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28].







والقرآن العظيم أنيس المتهجدين، ولذة العابدين.. لا يخلق عن كثرة الرد، وكلما تكرر حلا وعلا،



وَخَيْرُ جَلِيسٍ لَا يُمَلُّ حَدِيثُه *** وَتَرْدَادُهُ يَزْدَادُ فِيهِ تَجَمُّلًا!



ولو أصلح العبد قلبه وإيمانه، ما شبع من كلام ربه سبحانه.







حلاوة يجدها طلاب العلم الذين نبذوا الدنيا وراءهم، وجعلوا تحصيل العلم غذاءهم، فتعلم السنن أنسهم وسرورهم، ومجالس العلم حبورهم.







والصلاة قرة عيون المحبين و لذة أرواح الموحدين، يحملون هم الفراغ منها إذا دخلوا فيها كما يحمل الفارغ البطال همها حتى يقضيها سريعا.







لا يزال المحب في ضيقٍ حتى يدخلَ فيها؛ قال -صلى الله عليه وسلم- فيها: "أرِحنا بها يا بلال".







يسعد المتقون بظلام الليل لتحلو لهم الصلاة والقيام:



قال الفضيل بن عياض رحمه الله: إذا غربت الشمس فرحت بالظلام لخلوتي بربي وإذا طلعت حزنت لدخول الناس علي.







ويقول آخر: (والله، إنَّ أهلَ الليل في ليلِهم مع الله، ألذّ من أهل اللّهوِ في لهوِهم).







وللتوبة والاستغفار حلاوة وأي حلاوة.. فمَن ترك المعصيَة مخافةَ الله أثابه الله إيمانًا يجِد حلاوتَه في قلبه.







فليفرح المؤمن الذائق حلاوة الإيمان بفضل الله عليه، وليعرف قدر ما ساقه الله إليه، ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ﴾ [يونس: 58].







عباد الله..



سأل هِرقلُ مَلِك الروم أبا سفيان عمن آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم: هل يرتدُّ أحدٌ منهم سَخطةً لدينه؟! فقال: لا، قال: كذَلِك الإيمان إذا خالَطَت حلاوتُه بشاشةَ القلوب.







الله أكبر..



إن ذوق لذة الطاعة أمارة على استكمال الإيمان، و الارتفاع إلى وَلاية الرحمن.



فهنيئا لواجديها، ويا بشرى ذائقيها







قال يحيى بن معاذ مناجيا الله: هذا سروري بك خائفاً، فكيف سروري بك آمناً? هذا سروري بك في المجالس فكيف سروري بك في تلك المجالس، هذا سروري بك في دار الفناء فكيف يكون سروري بك في دار البقاء.







اللهم ارزقنا حلاوة طاعتك ومناجاتك ونعيم الأنسِ بك.



رضينا بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمّد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولاً.







الخطبة الثانية



الحمد لله ولا نعبد إلا إياه، شرح قلوب أوليائه بلذة العبادة وحلاوة المناجاة، وصلى الله وسلم على نبيه وعبده ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد.







فإن للإيمان حلاوةً لا يعدلها شيء، من لم يجدها فهو فاقد الإيمان أو ناقصه وهو ممن قال الله فيهم (( قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)).








من لم يجد حلاوة الإيمان فليكثر التوبة والاستغفار، وليلازم الاجتهاد بحسب الإمكان..







قال الحسن رحمه الله: تفقدوا الحلاوة في ثلاث: في الصلاة، وفي القرآن، وفي الذكر، فإن وجدتموها فامضوا وأبشروا، وإن لم تجدوها فاعلموا أن بابكم مغلق.







وقال شيخ الإسلام رحمه الله: "إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك، فاتّهمه؛ فإن الرب شكور ".







إن الذنوب التي رانت على القلوب حجبت حلاوة الإيمان ولذة العبادة:



وأنى يذوقُ المصرون على الذنوب حلاوة الإيمان..



قال بشر رحمه الله: لا تجد حلاوة العبادة حتى تجعل بينك وبين الشهوات سداً أو حائطاً من حديد.



وقيل لوهيب ابن الورد رحمه الله: يجد طعم العبادة من يعصي؟ قال: ولا من يهم بالمعصية.







فيا عبدالله..



إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله، وإذا فرحوا بالدنيا فأفرح أنت بالله، وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله، وإذا تعرفوا إلى كبرائهم لينالوا بهم العزة فتعرف أنت إلى الله.. تنل بذلك غاية العز والرفعة، وتجد منتهى الأنس واللذة.







ويا من ذاق حلاوة الإيمان إياك والنكوص على عقبيك.. لا تترك نعيما عظيما ساقه الله إليك..







جاهد نفسك على الثبات.. " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا.







وبعد عباد الله.. فهذه هي حلاوة الإيمان وذاك هو سبيلها، والحقائق أعظم من عبارات الواصفين، فاتقوا الله ربكم، وتعاهدوا الإيمان في قلوبكم، اسلكوا سبيل العبادة ولا ترغبوا عنه، وسلوا ربكم الثبات عليه والمزيد منه ﴿ وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا ﴾ [طه: 112].







ثم صلوا وسلموا عباد الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، من ذاق حلاوة الإيمان ولذة المناجاة، الذي جُعِلَتْ قرة عينه في الصلاة..







اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم.



وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.06 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]