المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القول الواضح المبين لكل جني معين وإنسي مستعين


ابن حزم المصري
16-04-2007, 02:19 PM
هذه الرسالة أوجهها لكل إنسي وجني يخشي الله ويخاف يوم الحساب يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم



قريبا" فانتظرونا



أخوكم ومحبكم في الله



ابن حزم الظاهري

فاديا
16-04-2007, 02:46 PM
جزاك الله خيرا اخي الفاضل ابن حزم وبانتظار ما سوف يلي اعانكم الله ووفقكم الى كل خير

جند الله
16-04-2007, 03:02 PM
زادك الله من علمه أخي الحبيب

ونحن في انتظار ما تجود به قريحتكم من جديد

وجزاك الله خيرا

أحلام باسمة
16-04-2007, 07:57 PM
زادك الله من علمه اخي الفاضل
ونحن في انتظار ما ستقدمه
جزاك الله خيرا

ابو صمود
16-04-2007, 09:58 PM
شفا الله كل مريض ومريضة بئذن الله والسلام ختام

ابن حزم المصري
21-04-2007, 11:44 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خير وخاتم المرسلين وآله الطاهرين وصحبه ومن اهتدي بهديه بإحسان إلي يوم الدين
ثم أما بعد

الاستعانة بالجان من الموضوعات التي أخذت حيزا" كبيرا لدي كل باحث في علوم الرقي الشرعية وكل راق ومتابع لهذا الأمر وتصدي له الفقهاء والعلماء الجهابذة كلا" يدلي بدلوه في هذه المسألة الخطيرة .
وإذا ما نحن نظرنا إلي جميع جوانب هذه المسألة سنجد أن غالبية العلماء أخذوا موقفا" جاد وصارم لكل متعاون مع الجن بأي شكل من أشكال هذا التعاون محذرين ومنذرين من عواقب تلك المعاونة التي قد يشوبها الكثير والكثير من المحظورات الشرعية حتى إننا نستطيع أن نقول أن العلماء قد أجمعوا علي حرمة هذا التعاون حيث لا أساس ولا مستند شرعي يقول به بل النصوص تحظر علي عباد الله المتقين من إنس وجن الدخول إلي هذه العملية الخطيرة التي قد تجلب المصائب علي فاعليها.
اللهم إلا عالم أو اثنين أباحوا مثل هذا التعامل ولكن بشروط وضوابط شديدة في الجان المعين والإنسي المستعين حتى يمكننا القول إنهم حظروا من حيث أباحوا مثل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة ولكن المستعينين بالجان والمتعاملين معهم أخذوا تلك الفتوى من الشيخ متكئا" لهم وباب للخلوص ممن يرمونهم بالعرافة والكهانة وسنتعرض لقوله في حينه بإذن الله تعالي .


وبالعموم يمكننا أن نقول أن كافة العلماء أجمعين قد اجتمعوا علي تحريم الاستعانة بالجان تحريم قطعي نهائي إذا ما كانت الاستعانة بهم علي ما حرم الله أو بطريقة عبادتهم وتعظيمهم أو إشراكهم بالله تعالي أو بأي طريقة محرمة شرعا وهذا لا نعلم له مخالف أبدا".
وهؤلاء هم السحرة الفجرة وعباد الشيطان أذلهم الله دنيا وآخرة .


أما الخلاف فقد وقع في الاستعانة بالجان بطريقة ليس فيها مخالفة شرعية ( من وجهة نظرهم ) وعلي أمور مباحة مشبهين الاستعانة بالجان بالاستعانة بالإنسان لا فرق بينهما قائلين كما تستعين بالطبيب الإنسي علي معالجة أمراضك فنحن كذلك نستعين بالجان لا فرق!!

وهؤلاء هم محل بحثنا الموجز هذا لأنهم ضلوا وأضلوا ، قليلهم عن جهل و كثيرهم عن عمد ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ودعونا نرجع الأمر إلي أصله حتى لا تتشتت بنا السبل ونقول ما هي الاستعانة أو الاستخدام أو الاستعمال فهي كلها مترادفات مستعملة في الاستعانة بالجان:

الِاسْتِعَانَةُ مَصْدَرُ اسْتَعَانَ , وَهِيَ : طَلَبُ الْعَوْنِ , يُقَالُ : اسْتَعَنْته وَاسْتَعَنْت بِهِ فَأَعَانَنِي وَالْمَعْنَى الِاصْطِلَاحِيُّ لَا يَخْرُجُ عَنْ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ
الِاسْتِعْمَالُ فِي اللُّغَةِ : طَلَبُ الْعَمَلِ , أَوْ تَوْلِيَتُهُ , وَاسْتَعْمَلَهُ : عَمِلَ بِهِ , وَاسْتُعْمِلَ فُلَانٌ : وَلِيَ عَمَلًا مِنْ أَعْمَالِ السُّلْطَةِ , وَحَبْلٌ مُسْتَعْمَلٌ : قَدْ عُمِلَ بِهِ وَمُهِنَ . وَالِاسْتِعْمَالُ فِي عُرْفِ الْفُقَهَاءِ لَا يَخْرُجُ عَنْ مَعْنَاهُ اللُّغَوِيِّ
الِاسْتِخْدَامُ لُغَةً : سُؤَالُ الْخِدْمَةِ , أَوْ اتِّخَاذُ الْخَادِمِ . وَلَا يَخْرُجُ الِاسْتِعْمَالُ الْفِقْهِيُّ عَنْ هَذَيْنِ الْمَعْنَيَيْنِ . (: .( الموسوعة الفقهية )

إذا تبين لنا أن الاستعانة والاستعمال والاستخدام مشتقين من أصل واحد هو طلب العون أو العمل أو الخدمة .

أما الجان
فهم: نوع من المخلوقات ذات أجسام وأرواح ، وهي عاقلة مدركة مريدة مكلفة على نحو ما عليه الإنسان ، خلقوا من مادة أصلها مارج النار وهو خالصه وأحسنه ، وطبيعة خلقتهم لها ماهية لا يعلم كنهها وكيفيتها إلا الله ، مستترون عن الحواس في أصل خلقتهم)….. منهج الشرع في بيان المس والصرع (
(وقال ) ابن عقيل : انما سمي الجن جنا للإستجنانهم واستتارهم عن العيون منه ، سمي الجنين جنينا والجنة للحرب جنة لسترها والمجن مجنا لستره للمقاتل في الحرب.

إذا" الاستعانة أو استخدام أو استعمال الجان معناها:
طلب العون أو العمل أو الخدمة من مخلوقات ذات أرواح وأجسام عاقلة مدركة مريدة مكلفة مخلوقة من مادة أصلها النار وطبيعة خلقهم لها ماهية لا يعمل كنهها وكيفيتها إلا الله ، مستترون عن الحواس وهم الجان .

ابن حزم المصري
21-04-2007, 11:46 AM
وبعد أن عرفنا الاستعانة بالجان نريد أن نوضح أصناف المستعينين من الإنس الذين يزعمون بأنهم يستعينون بالجان المسلم الصالح المؤمن :

الصنف الأول :منهم الممسوس والمسحور الذي لبس عليه شيطانه فوسوس له بأنه يحبه وأنه يريد أن يخدمه في أمور كثيرة والشيطان عدو الإنسان المبين ( إن الشيطان لكم عدوا فاتخذوا عدوا ) فإذا كان شيطان فالموضوع منتهي من حيث ظهور حرمته ولكن قد يكون الجني جاهلا" بالحكم الشرعي فيستحل ما حرم الله من تلبسه بجسد ذلك الإنسان وأنا أعرف حالات كثيرة كان يظن الإنسي أنه صار من أصحاب الكرامات وأنه من أولياء الله الصالحين رغم أن ظاهر علمه وعمله لا يدل علي ذلك أبدا وبالكشف عليه اتضح إصابته بمس من جني صوفي
وكان الجني يظن أنه يحميه من بعض الشياطين المتسلطين عليه أو أنه يحبه في الله ويريد مصلحته وعند تذكرته بأن هذا محرم عليه أن يفعل فإذا كان رب العباد قد أمرنا أن نستأذن عند دخولنا بيوت الناس ولا ندخل بغير رضاهم أبدا وإذا قالوا لنا أرجعوا بعد الاستئذان وجب علينا الرجوع احتراما" لخصوصياتهم وحرماتهم فما بالك بجسد الإنسان وهو أشد خصوصية وحرمة يقول تعالي في سورة النور (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون َفَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ))
وكذلك هذا نوع من الاعتداء الذي حرمه الله تعالي جميعه بأن قال (وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) فلو كان يخشى الله ولم يكن بحق شيطان رجيم فإنه يرضخ لقول الله تعالي ويتركه طاعة لله ورسوله صلي الله عليه وسلم.
وهذا النوع من الاستعانة ضلالته بينة وحرمته ظاهره ولا يعارض في هذا من يملك مثقال ذرة من علم من إنس ولا جن والله تعالي أعلي وأعلم.



الصنف الثاني منهم : يتبع طرق الصوفية المبتدعة فيأخذ في ترديد اسم أو أكثر من أسماء الله الحسني أو أية أو سورة من سور القرآن الكريم بعدد معين قد يصل لآلاف المرات أو مئات الآلاف من المرات ويقول في نهاية هذا الورد المزعوم توكلوا يا خدام هذه الأسماء الشريفة أو الآيات الشريفة أو السور الشريفة بالظهور لي وخدمتي وما إلي ذلك من طرقهم المعروفة عنهم.
ويتحقق ذلك أيضا" بالنية دون القول أو طلب الخدمة من الجان فطالما يقرأ ما يقرأ بينة تحضير الجان وطلب خدمته فتتحقق في حقه الحرمة أيضا".

وهؤلاء أيضا" ضلالهم واضح لكل من ألقي السمع وهو شهيد فوجود مثل هؤلاء الخدام للآيات معدوم ولم يقل به نبي الله صلي الله عليه وسلم وهو الذي أنزل عليه الوحي من ربه فهل جهله هو وهم علموه ؟؟ بالطبع لا
..وغالب الأمر أنه من تلبيس إبليس اللعين على الصوفية و المبتدعة بأن جعل لبعض الذكر البدعي من الأوراد والتكرار المعين للآيات و السور بطريقة معينة جعل لكل منها خادما من شياطينه أو أحد الجان الصوفي المبتدع ليصرف الناس عن سنة نبيهم صلي الله عليه وسلم
وإتباع السنة للمؤمن إنس وجان خير وأبقي.
كما إن كتاب الله عز وجل أسمى من أن يستخدم لاستحضار الجن ، فكتاب الله تنزل لقراءته وحفظه والعمل بمقتضي حدوده وأحكامه كما أن هذه الطريقة البدعية غالبا"ما تكون استدراجا لكل من المعالِج والمعالَج لذا فضلالة هؤلاء أيضا " أغني وأظهر من أي بيان والله تعالي هو المستعان.
وقد صدرت في تحريم هذا الأمر أكثر من فتوى منها فتوي من اللجنة الدائمة جاء فيها :

السؤال الثالث والخامس من الفتوى رقم (3321):

س 3: هل يجوز لمسلم أن يقول في دعائه: (أجيبوا وتوكلوا يا خدام هذه الأسماء الحسنى بقضاء حاجتي)؟
ج 3: نداء خدام الأسماء الحسنى لقضاء الحاجات شرك; لأنه نداء لغير الله من خدم غائبين موهومين لا نعلم له أصلا, قال تعالى: ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين وقال تعالى: ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون وقال تعالى: ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو الآية، وقال عز وجل: وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا وقال تعالى: وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا سألت فاسأل الله, وإذا استعنت فاستعن بالله الحديث, إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث الدالة على أن الدعاء لجلب النفع أو دفع الضرر إنما هو لله, فصرفه لغير الله شرك; لأنه عبادة. .
السؤال السابع من الفتوى رقم (4798):
س 7: شيخي الفاضل، لقد وجدت ورقة في طريقي مكتوبة فأردت أن أبعدها عن الطريق حتى لا تدوسها الأقدام فألقيت نظرة فيها لأعرف إذا كان بها قرآن حتى آخذها إلا أني وجدت بها هذا النص أرجو أن تفيدوني عن تفسير كامل له وما أصله في الأحكام هل هو حلال أم حرام؟ ينقش في خاتم ذهب ويبخر بعود وعنبر ويلبس على طهارة تامة ويديم ذكر الله تعالى على عظيم في دبر كل صلاة ألف ومائة وثلاثون (1130) مرة لمدة أسبوع من بعد صلاة الصبح يوم الجمعة أول الشهر تنتهي يوم الخميس بعد صلاة العشاء ثم بعد ذلك يذكر الاسمين بعد كل فريضة بقدر المستطاع له من الأسرار ما فيه العجب العجاب - لا يقدر له قيمة ولا تكشف أسرارهما أبدا ولا لابنك أو أي شخص آخر حتى لا يعبث بهما في مضرة أو أذى لعباد الله.

ج 7: كل ما ذكر في السؤال لا يجوز عمله ولا اتخاذه حرزا أو تميمة، ولا يجوز العمل بما فيه؛ لأن فيه نقشا مجهولا وقد يكون متضمنا الشركيات، ولأنه يشتمل على ذكر غير مشروع موقت بوقت ومحدد بعدد لم يأذن به الشرع ومشتمل على الذكر باسمين لم يعرف ما هما؛ فكل ذلك محرم لا يجوز الإقدام عليه، ومن تلبس به وجب عليه التخلص منه بترك تلك الأذكار ومحو ما على الخاتم من نقش وترك تبخيره بالعود والعنبر، مع التوبة من ذلك، ونسأل الله العفو والعافية.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد, وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو، عضو، نائب رئيس اللجنة، الرئيس
عبد الله بن قعود، عبد الله بن غديان، عبد الرزاق عفيفي، عبد العزيز بن عبد الله بن باز

ابن حزم المصري
21-04-2007, 11:47 AM
الصنف الثالث منهم يقول لا أطلبه ولا أستدعيه بأي وسيلة من الوسائل ولا يتلبس بجسدي ولا بجسد أحد ولكن إذا ما ظهر لي من نفسه أو طلب مني بأي وسيلة أن يبقي معي لخدمتي أو لمعاونتي فأنا أبقيه معي لأنهم لا يظهرون إلا لعباد الله الصالحين الذي صلح عملهم
ونحن لا نستخدمهم إلا في العلاج أو في جلب المباحات من الأشياء .

واستدلوا علي جواز ذلك بما يلي :

1/عدم وجود دليلاً صريحاً من الكتاب والسنة على حرمة الاستعانة بالجن المسلم فيبقي الأمر علي أصله من حيث الإباحة.

2/. أن استخدام الجان في علاج أمراض الإنسان من أبواب الطب بحيث لا يدعي علينا أحد بأننا خالفنا السنة أو ابتدعنا في الدين فلا تحتجوا علينا بعدم فعل الرسول صلي الله عليه وسلم ذلك ولا أصحابه ولا التابعين فنحن لسنا في درب من دروب العبادة حتى نتقيد بما ثبت و تواتر عنهم . كما أن الاستعانة بالجن هو طلب العون من الجن فيما يقدر عليه وهو نظير الاستعانة بالإنس لا فرق وهو من باب التعاون علي البر و التقوى كما في قوله تعالي (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ))


3/ ذهاب بعض العلماء وعلي رأسهم ابن تيمية بإباحة الاستعانة بالجان كما جاء في مجموع الفتاوى بقوله رحمه الله :
الجن مع الإنس على أحوال ...

فمن كان من الإنس يأمر الجن بما أمر الله به رسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ويأمر الإنس بذلك فهذا من أفضل أولياء الله تعالى وهو في ذلك من خلفاء الرسول ونوابه .

ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم في مباحات له فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك وهذا إذا قدر انه من أولياء الله تعالى فغايته أن يكون في عموم أولياء الله مثل النبي الملك مع العبد الرسول كسليمان ويوسف مع إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما في الشرك وإما في قتل معصوم الدم أو في العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه وانسائه العلم وغير ذلك من الظلم ، وإما في فاحشة كجلب من يطلب منه الفاحشة فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر.
وان استعان بهم على المعاصي فهو عاص إما فاسق وإما مذنب غير فاسق .

ابن حزم المصري
21-04-2007, 11:48 AM
وقبل الرد علي هذه الأدلة لابد أن نبين حقيقة هامة ألا وهي أن المستعينين بالجان والقائلين بقولهم لا يملكون أي دليل فالملاحظ أنهم يردون علي القائلين بحرمة الاستعانة بالجان فقط ولكننا سنعتبر قولهم هذا دليلا" من باب المجاز حتى لا نترك لهم فرصة لتضليل عباد الله بمعسول القول وبالله العظيم نتأيّد :

1/ أما قولهم هداهم الله عدم وجود دليلاً صريحاً من الكتاب والسنة على حرمة الاستعانة بالجن المسلم فيبقي الأمر علي أصله من حيث الإباحة.
فنرد عليه
سبحان الله هم يقولون أن الأصل هو التعامل مع الجان فإن لم يوجد نص فيعود الأمر إلي أصله وهو الإباحة فما دليلهم علي هذا ؟؟

وما يدفع هذا القول يضحده ما يلي :

أن الله سبحانه وتعالي عندما خلق الجان جعلهم مستترين عن حواس الإنسان من سمع وبصر وملامسة حتى صاروا غيبا" عن الناس لا يمكن لأحد أن يثبت وجودهم إلا عن طريق السمع فالغيبيات لا محل لإثباتها غير السمع يقول القاضي عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار الهمداني : ((اعلم إن الدليل على إثبات وجود الجن السمع دون العقل وذلك انه لا طريق للعقل إلى إثبات أجسام غائبة)) وعلي هذا لو لم يذكر الله تعالي الجان في كتابه أو الرسول صلي الله عليه وسلم في حديثه لكنا أنكرنا الجان ولا ملك أحدهم إثبات وجودهم أبدا.

وبهذا يتضح لنا سنة الله تعالي في خلقه حيث رسم لنا حدود العلاقة التي بيننا وبين الجان حتى يمكننا القول أن علاقة الإنس بالجان لا تكون إلا للرسل والأنبياء لتبليغ الرسالة إليهم فقط أما ما عدا ذلك سيكون عدوان علي سنة من سنن الله تعالي في الأرض والتي جعل من أجلها الجان مستترين عن حواس الإنسان
وأما بالنسبة للجان قبالة الإنسان لن تعدو هذه العلاقة من تواصلهم مع الأنبياء لاستفهام ما أشكل عليهم في أمر الرسالة الموجهة إليهم وأما ماعدا ذلك يكون اعتداء لا يرضاه الله كمثل تفلت الشياطين وتسليطهم علي بني آدم .
خلاصة القول أن أي علاقة بين الإنس والجان فيما عدا العلاقة بين الرسل والأنبياء هو لا يكون إلا من شيطان سواء أكان من شياطين الإنس أم شياطين الجن .
وهذا قد يكون سببا" في عدم توغل الصحابة في علوم الجان والتواصل معهم أو عدم سؤالهم لرسول الله صلي الله عليه وسلم عن الكثير من أمور حياة هؤلاء وقد بلغنا الله تعالي ورسوله ما يكفينا من علمهم وما يكفينا في اتقاء شرورهم وتفلت شياطينهم علينا ولله تعالي الحمد والمنة.
وبهذا يكون الأصل في التعامل مع الجان هو الحظر ولزم من يقول بالتعامل معهم أو مع صنف منهم الدليل علي هذا وحيث أنه لا يوجد لديهم أو لدي غيرهم دليل فيبقي الأمر علي أصله من حيث الحظر والحرمة والله تعالي أعلي وأعلم.

2/. أن استخدام الجان في علاج أمراض الإنسان من أبواب الطب بحيث لا يدعي علينا أحد بأننا خالفنا السنة أو ابتدعنا في الدين فلا تحتجوا علينا بعدم فعل الرسول صلي الله عليه وسلم ذلك ولا أصحابه ولا التابعين فنحن لسنا في درب من دروب العبادة حتى نتقيد بما ثبت و تواتر عنهم . كما أن الاستعانة بالجن هو طلب العون من الجن فيما يقدر عليه وهو نظير الاستعانة بالإنس لا فرق وهو من باب التعاون علي البر و التقوى كما في قوله تعالي (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ))

ويرد عليه :

سواء أكان الأمر من أبواب الطب أم أي درب من دروب العلم يجب أن يعرض علي الشرع فما ثبت موافقته للشرع أجزناه وما ثبت مخالفته أعرضنا عنه ولو كان فيه خيرا" عظيما ولكن الحمد لله رب العالمين الذي ما حرم علي عباده إلا ما فيه ضرهم وما أحل لهم إلا ما فيه خيرهم يقول تعالي (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ) وسبحانه القائل في حق نبيه صلي الله عليه وسلم (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)ولهذا وجب عرض أي أمر علي دين الله فما وافقه أخذناه وما خالفه تركناه يقول العلامة الألباني رحمه الله في كتابه عن التوسل وأنواعه ( والخلاصة أن الأسباب الكونية، وما يُظن أنه من الأسباب الشرعية لا يجوز إثباتها، ولا تعاطيها إلا بعد ثبوت جوازها في الشرع، كما يجب في الأسباب الكونية إثبات صحتها وفائدتها بالنظر والتجربة.))

فإذا ما اتفقنا في هذا قلنا لهم وبالله التوفيق :

أولا ":يا عباد الله لا تفتروا علي الله كذبا" وأنتم تعلمون ؛ لمجرد إظهار أنفسكم في بوتقة من يتقي الله ورسوله فتبحثون عما يؤكد زعمكم الباطل ولكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو لقاء الله واليوم الآخر يقول تعالي في محكم أياته
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
وقال (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ))
والرسول صلي الله عليه وعلي آله وصحبه وسلم كما تعملون سحر فماذا فعل ؟
وهاهو حديث السحر لمن لا يعرفه
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن – قال سفيان : وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا – فقال : يا عائشة : أعلمت إن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ، أتاني رجلان ، فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ، فقال الذي عند رأسي للآخر : ما بال الرجل ؟ قال : مطبوب 0 قال : ومن طبه ؟ قال : لبيد بن أعصم رجل من بني زريق حليف ليهود كان منافقاً 0 قال : وفيم ؟ قال : في مشط ومشاقة – أي ما يغزل من الكتان - 0 قال وأين ؟ قال : في جف طلعة ذكر تحت رعوفة – أي حجر في أسفل البئر - في بئر ذروان ، قال : فأتى النبي صلى الله عليه وسلم البئر حتى استخرجه ، فقال : هذه البئر التي أريتها وكأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن نخلها رؤوس الشياطين0 قال : فاستخرج 0 قال : فقلت : أفلا أي تنشرت ، فقال : أما والله فقد شفاني وأكره أن أثير على أحد منه شراً ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب الطب ( 50 ) – برقم 5766 )

هل استعان بالجان ؟؟ لا
هل ساعده أحد من الجان الصالحين دون طلبه ؟ لا
بل استفتي رب العالمين فأرسل له ملكين يدلونه علي ما به ويدلونه علي مكان سحره .
فإن اتفقنا في هذا

إذا فأخبروني مدي صدق دعواكم
أنتم تقولون أن الجان المسلم هو من عرض علينا مساعدته دون طلب منا وهم لا يساعدون إلا عباد الله الصالحين فهل أنتم أصلح من رسول الله صلي الله عليه وسلم؟؟

أم أن الرسول صلي الله عليه وسلم لم يكن حوله ومعه دوما من الجان من هو صالح ويأخذ حكم صحابة رسول الله أم أن جنكم أصلح وأتقي من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم من الجان؟؟
فانظروا عباد الله إنس وجن أي منقلب تنقلبون واتقوا الله واليوم الآخر يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم


ثانيا": أنتم تقولون هذا من أبواب الطب وأنا أسألكم:
هل خفي عن الرسول صلي الله عليه وسلم هذا الباب من الطب؟
أم علمه واستأثر بعلمه لنفسه أو كتمه عن العباد ؟
أم عمل به وأنتم من استأثر بعلمه؟
أم لم يعمل بهذا الباب من الطب أبدا ولم يقل به؟؟
أم أن الجان أمرا" مستحدث لم يظهر إلا في القرن الحادي والعشرين أم ماذا ؟؟
أسئلة تحتاج لأجوبة !!؟؟

ابن حزم المصري
21-04-2007, 11:50 AM
ثالثا" أنتم تزعمون أن الله تعالي أمر بالتعاون علي البر و التقوى فحملتم الآية أنها تقصد الإنس والجن بحيث يتعاون كلا" منهم مع الآخر تعامل مباشر متبادل وهذا ما لم يقل به أي علم من أعلام التفسير أو الصحابة أو أي من له باع في تفسير قول الله تعالي .

كما أن هذا التعاون إذا كان مقصود به تعاون الإنس مع الجان وهذا مسوغ شرعي لهذا التعامل فلماذا لم يقم به رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو أكثر من أوذي في سبيل الله ولا قام به الصحابة وهم مشردون من بلادهم مطرودين معذبين فقراء لا يملكون قوت يومهم ألم يكن من الجن من هو مؤمن بالله وصالح يساعدهم ويمد لهم يد العون فيأتي لهم بالسلاح والعتاد والمئونة من باب التعاون علي البر والتقوى فلماذا لم يفهم لا رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا صحابته من الإنس والجن هذا و فهمتموه أنتم وجنكم فهذا دليلا" عليكم لا لكم لو تدبرتم القول و لا حول ولا قوة إلا بالله.

ثم نقطة أخيرة أود هنا أن أبينها لكل من ألقي السمع وهو شهيد من إنس وجن

الله سبحانه وتعالي كما بيّنا خلق الجان وخلق الإنسان وفصل بينهما حني يعيش كلا" منه في عالمه دون التدخل في عالم الآخر وفرض جهاد شياطين الإنس علي صالحي الإنس ومؤمنيهم
وفرض جهاد شياطين الجن علي صالحي الجن ومؤمنيهم

وما يدل عليه أن لا القرآن ولا النبي صلي الله عليه وسلم أشار ولو حني إشارة إلي حرب صالحي الجن مع صالحي الإنس في غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم كما أشار إلي وجود الملائكة في حرب الإنس ومثاله غزوة بدر وبالطبع هذا لم يكن بناء علي دعاء الرسول أو الصحابة الملائكة أو طلب الغوث منهم أبدا بل كان بدعائهم لربهم عز وجل وها هنا يقول الله سبحانه وتعالي (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ )
ويقول تعالي (بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ)

وهذه هي سنة الله في الأرض وإلا فليجلس المسلم الإنسي في بيته آمنا" مطمئنا" ويترك مسلمي الجن يقوموا بجهاد الكفار وأعداء الدين بدلا " عنه وهذا لا يرضي الله أبدا .
بل الله سبحانه وتعالي يريد أن يمحص إيمان عباده المخلصين ويجتبي منهم أهل مساكنته في دار الخلد من إنس وجان فعلي العباد أن يأخذوا بالأسباب وأن يتوكلوا علي رب الأرباب وحده لا شريك له وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع فتاويه ((، والجن الذين يتبعون الصحابة يقاتلون كفار الجن، لا يحتاجون في ذلك إلى قتال الصحابة معهم‏.)))

وبالطبع لا ننكر أبدا أن في الجن الصالح المؤمن الذي لا يرجوا الأجر إلا من رب العباد ويساعدون الإنس فيحاربون شياطين الجن الذين يتعرضون لبني آدم وذلك دون أن يعلموا الإنس بذلك وهم من تقواهم لرب العباد لا يعملون الإنسي أبدا بهذه المساعدة حتى لا يفتنوه في دين الله فهنيئا" لهم الثواب الأكمل من رب العباد.

لأنهم بذلك أتقي وأخلص لله في القول والعمل أسأل الله العلي العظيم أن يجزل لهم الثواب والأجر وأن يثبتهم علي دينه ويحسن خاتمتهم ويحشرهم في زمرة الصالحين نحن وإياهم ومن صلح من آبائنا وذرياتنا إنه ولي ذلك والقادر عليه .

ابن حزم المصري
21-04-2007, 11:51 AM
3/ ذهاب بعض العلماء وعلي رأسهم ابن تيمية بإباحة الاستعانة بالجان كما جاء في مجموع الفتاوى بقوله رحمه الله :
الجن مع الإنس على أحوال:

فمن كان من الإنس يأمر الجن بما أمر الله به رسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه ويأمر الإنس بذلك فهذا من أفضل أولياء الله تعالى وهو في ذلك من خلفاء الرسول ونوابه .

ومن كان يستعمل الجن في أمور مباحة له فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة له وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم في مباحات له فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك وهذا إذا قدر انه من أولياء الله تعالى فغايته أن يكون في عموم أولياء الله مثل النبي الملك مع العبد الرسول كسليمان ويوسف مع إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .

ومن كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما في الشرك وإما في قتل معصوم الدم أو في العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه وانسائه العلم وغير ذلك من الظلم ، وإما في فاحشة كجلب من يطلب منه الفاحشة فهذا قد استعان بهم على الإثم والعدوان ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر .
وان استعان بهم على المعاصي فهو عاص إما فاسق وإما مذنب غير فاسق .

ويرد عليه ولكن قبل الرد لابد من تقرير مسائل هامة هي :

أولا "ابن تيمية من العلماء الأجلاء الذين شهدت لهم الأمة بالصلاح والعلم وتقوي الله ولا نزكيه علي الله ولكن قول المعصوم مقدم على من سواه ، وقد علّمنا العلامة ابن تيمية ومن هو علي شاكلته من العلماء الأبرار من جماعة أهل السنة والجماعة أن نوافق ما وافق الكتاب والسنة ، وأن نترك ما سوى ذلك وكل إنسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم.

ثانيا":وذلك كله علي فرض ثبوت ذلك القول لشيخ الإسلام تقي الدين ابن تيمية فإن كان الأفاقين نسبوا إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم من الأقوال والأفعال ما لم يأتي به أبدا ووضعوا عليه وكذبوا فلماذا نستبعد هذا عن وضع ذلك القول علي شيخ الإسلام الذي قضي حياته في جهاد في سبيل الله وعمل وأوذي كثيرا" في سبيل الله والدعوة إليه وسجن السنوات والسنوات من عمره ولم يقل عنه ولم يثبت عنه أبدا الاستعانة بالجان في أي مكان أو زمان وقد كان في وقت من الأوقات من أشد الناس لهذه المعونة من الجان طالما أنه يقول بحل التعامل معهم والاستعانة بهم في حلال أيحلل للناس ويحرم علي نفسه ؟؟
وهو الذي مات في القلعة حبيسا" لا يجد حتى الورق الذي يكتب عليه فلماذا لا يستعين بالجان وهو أحوج الناس إلي معونتهم في تلك المحن الشديدة التي مر بها فالحرام أيضا" أن يحرم المرء علي نفسه ما أحله الله له كما جاء في قوله تعالي (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) فإذا كان ابن تيمية يري الاستعانة حلال فلماذا حرمها علي نفسه ؟؟؟؟
.
ثالثا:فصل الشيخ بن عثيمين - رحمه الله - هذا الإجمال في مجموع الفتاوى والرسائل حيث قال : ( وقد اتخذ بعض الرقاة كلام شيخ الاسلام متكئاً على مشروعية الاستعانة بالجن المسلم في العلاج فإنه من الأمور المباحة ولا أرى في كلام شيخ الاسلام ما يسوق لهم هذا فإذا كان من البديهيات المسلم بها أن الجن من عالم الغيب يرانا ولا نراه الغالب عليه الكذب معتداً ظلوم غشوم لا يعرف العذر بالجهل مجهولة عدالته لذا روايته للحديث ضعيفة فما هو المقياس الذي نحكم به على أن هذا الجن مسلم وهذا منافق أو كافر وهذا صالح وذاك طالح لذا الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض في العلاج لا تجوز للاسباب التالية :

أو لا : قد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى ورقي وأمر أصحابه بالرقية فاجتمع بذلك فعله وأمره واقراره صلى الله عليه وسلم فلو كانت الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض فضيلة ما ادخرها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم سحرته يهود ولا عن أصحابه رضي الله عنهم وهم خير الخلق وأفضلهم بعد أنبيائه وفيهم من أصابه الصرع وفيهم من أصابته العين وفيهم من تناوشته الأمراض من كل جانب فما نقلت لنا كتب السنة عن راق استعانة بالجن .

ثانياً : الاستعانة بالجن المسلم كما يدعي البعض تعلق قلب الراقي بهذا الجني وهذا ذريعة لتفشي الجن مسلمهم وكافرهم ومن ثم يصبح وسيلة من وسائل الشرك بالله وخرق ثوب التوحيد ومن فهم مقاصد الشريعة تبين له خطورة هذا الأمر فما قاعدة سد الذرائع إلا من هذا القبيل .

ثالثاً : يجب المفاصلة بين الراقي في القرآن والساحر عليه لعنة الله وهذا الأمر فيه مشابهة لفعل السحرة فالساحر يستعين بالجن ويساعدونه ويقضون له بعض حوائجه لذا قد يختلط الأمر على من قل حظه من العلم فيساوي بين الراقي بالقرآن والساحر فيروج بذلك سوق السحرة وهذا من المفاسد العظيمة على العقيدة .

رابعاً : من المعلوم أن الجن خلقته من النار والنار خاصيتها الاحراق فيغلب على طبعه الظلم والاعتداء وسرعة التقلب والتحول من حال إلى حال فقد ينقلب من صديق إلى ألد الأعداء ويذيق صاحبه سوء العذاب لأنه أصبح خبيراً بنقاط ضعفه قال الشاعر : احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة فلربما انقلب الصديق فكان أعلم بالمضرة . فمن أراد التخلص من هذا الأمر فليستشعر أن الحق في أتباع النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين والتابعين من أمة الهدى والتقى والدين وليترك التعرج على كل من خالف طريقتهم كائناً من كان فهل بعد سبيل الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلا سبيل الشيطان ... الله أعلم ) ( انظر فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام عن الجان المجلد الأول صفحة 213 – 214( .

وفي رد العلامة بن عثيمين الكفاية لمن أراد الحق وأهله.

ابن حزم المصري
21-04-2007, 11:52 AM
ولكل ما سبق نقول بحرمة وتأثيم من يستعين بالجان بأي وسيلة أو لأي غاية ولا التفات لنية فاعله سواء أكان من الإنس أو الجن ويمكن زيادة عما قيل أن نقول وبالله التوفيق :
أن الاستعانة بالجان محظورة ونأخذ عليها مايلي من نقاط :
النقطة الأولي : لابد أن نقرر حقيقة أن الشرع قد حرم أنواع وصور معينة من التعامل مع الجان تحريما" قطعيا" لا إشكال فيه مثل السحر والعرافة والكهانة لما فيهم من كفر وشرك بالله الواحد الأحد ولم يربط الله سبحانه وتعالي بين قيام هؤلاء بنفع العباد أم بضرهم فمجرد تعلم السحر حرام ومجرد تعلم الكهانة والعرافة حرام حتى ولو يعمل بما علم حتى أن الله سبحانه وتعالي حرم علي عباده الذهاب إلي هؤلاء أو سؤالهم وأعتبر تصديقهم كفر قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ((من أتى عرافاً لم تقبل له صلاة أربعين يومًا)) أخرجه الإمام مسلم من حديث بعض أزواج النبي.هذا إذا أتاه ولم يصدقه في شيء واحد لا تقبل له صلاة أربعين يوماً أما من أتاه وآمن به وصدقه كفر بما أنزل على محمد فعن أبي هريرة:أن رسول الله قال:((من أتى كاهناً فصدقه فيما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)) أخرجه أبو داود بإسناد صحيح، وكذلك جاء في الحديث عن عمران بن حصين أن النبي قال: ((ليس منا من تطير أو تطير له)) أي من تشاءم أو تشوئم له ((ومن تكهن أو تكهن له، ومن سحر أو سحر له ومن أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد)) أخرجه البزار بإسناد جيد.
وكما قلنا لا إلتفات لنيتهم أو لهدفهم إذا أن الحرمة تثبت في حقهم بمجرد قيامهم بهذه العلاقة المتبادلة المباشرة ولا إلتفات أيضا للطريقة التي توصلوا بها إلي ذلك سواء أكان بجهد من الإنسي أو بجهد من الجني لا فرق فإذا أثبتنا ذلك قلنا يجب إذا أن نعرف من هو الساحر والعراف والكاهن .
الساحر هو: السِّحْرُ عَمَلٌ تُقُرِّبَ فيه إِلى الشيطان وبمعونة
منه، كل ذلك الأَمر كينونة للسحر، ومن السحر الأُخْذَةُ التي تأْخُذُ
العينَ حتى يُظَنَّ أَن الأَمْرَ كما يُرَى وليس الأَصل على ما يُرى؛
والسِّحْرُ: الأُخْذَةُ. وكلُّ ما لَطُفَ مَأْخَذُه ودَقَّ، فهو سِحْرٌ، والجمع
أَسحارٌ وسُحُورٌ، وسَحَرَه يَسْحَرُه سَحْراً وسِحْراً وسَحَّرَه، ورجلٌ
ساحِرٌ من قوم سَحَرَةٍ وسُحَّارٍ، وسَحَّارٌ من قوم سَحَّارِينَ ( لسان العرب لابن منظور الإفريقي )

الكاهن هو كهن: الكاهنُ: معروف. كَهَنَ له يَكْهَنُ ويكهُنُ وكَهُنَ كَهانةً
وتكَهَّنَ تكَهُّناً وتَكْهِيناً، الأَخير نادر: قَضى له بالغيب. الأَزهري:
قَلَّما يقال إِلا تكَهَّنَ الرجلُ. غيره: كَهَن كِهانةً مثل كَتَب يكتُب
كِتابة إِذا تكَهَّنَ، وكَهُن كَهانة إِذا صار كاهِناً. ورجل كاهِنٌ من
قوم كَهَنةٍ وكُهَّان، وحِرْفتُه الكِهانةُ. وفي الحديث: نهى عن حُلْوان
الكاهن؛ قال: الكاهِنُ الذي يَتعاطي الخبرَ عن الكائنات في مستقبل الزمان
ويدَّعي معرفة الأَسرار، وقد كان في العرب كَهَنةٌ كشِقٍّ وسطيح وغيرهما،
فمنهم من كان يَزْعُم أَن له تابعاً من الجن ورَئِيّاً يُلقي إِليه
الأَخبار، ومنهم من كان يزعم أَنه يعرف الأُمور بمُقدِّمات أَسباب يستدل بها
على مواقعها من كلام من يسأَله أَو فعله أَو حاله، وهذا يخُصُّونه باسم
العَرَّاف كالذي يدَّعي معرفة الشيء المسروق ومكان الضالة ونحوهما. ( لسان العرب لابن منظور الإفريقي )

العراف هو والعرّافُ: الكاهن؛ قال عُرْوة بن حِزام:
فقلت لعَرّافِ اليَمامة: داوِني،
فإنَّكَ، إن أَبرأْتَني، لَطبِيبُ( لسان العرب لابن منظور الإفريقي )
إذا" العراف: هو الذي يدعي معرفة الغيب الأمور الغائبة يستدل بها على أشياء كأن يدعي معرفة المسروق أين هو؟ والأمر الذي ضل على صاحبه أين هو فهذا هو العراف، فإنه مشتق من اسم معرفة أي عرف يعرف معرفة فهو عراف.
قال البغوي رحمه الله : " العراف : الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك " نقله في "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (2/178)
وقد ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من يدعي معرفة المسروقات أو أن الجن تخبره بذلك ، قال ابن نجيم رحمه الله في بيان المكفّرات : " وبإتيان الكاهن وتصديقه ، وبقوله : أنا أعلم المسروقات ، وبقوله : أنا أخبر عن إخبار الجن إياي " انتهى من البحر الرائق (5/130) . وإنما يكفر بقوله : أنا أخبر عن إخبار الجن إياي ؛ لأن الجن كالإنس لا يعلمون الغيب ، كما قال تعالى عنهم : ( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) سبأ/14 ، قاله في حاشية البحر الرائق )/
والمستعين بالجان يزعم أنه يستطيع أن يعرف المكان الذي يسكن به الجني ويعرف مكان السحر والذي سحر وكذلك المكان الذي دفن أو خبأ له السحر وبعضهم من يدل علي مكان المسروق وعلي السارق وعلي مكان الضائع التائه والضال وأن له من الجن من يأتي له هذه الأخبار فثبت في حقهم ما يثبت في حق العراف والكاهن من حيث الحرمة الفعل وحرمة من يسألهم أو يلجأ لهم لمساعدته ولا إلتفات كما قلنا لنيته خيرا" كانت أم شرا" ولا إلتفات أيضا" للطريقة التي يستدعي بها الجان أو الطريقة أو السبب الذي تخدمه الجان من أجلها والله تعالي أعلي وأعلم.

ابن حزم المصري
21-04-2007, 11:53 AM
النقطة الثانية : بعض من المستعينين بالجان لا يخجلون من قولهم أن الجان يأمرنا في بعض الأوقات بصيام أو بخلوة أو بأذكار معينة من أجل تسهيل اللقاء بهم والتلقي عنهم وبالطبع هذا كله حرام علي فاعله وعلي الآمر به للأسباب التالية:

أولا" أن الصوم والصلاة وكافة الأذكار عبادة شرعها الله لعباده ليتقربوا منه سبحانه وتعالي لا ليتقربوا إلي أحد من مخلوقاته مهما كانت النية أو الغاية لذا قال تعالي (: قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) و النسك هو العبادة فمن قام بنسك أو بعبادة من العبادات فلابد أن تكون مخلصة خالصة لرب العالمين يقول عز من قال (فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)
(هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ))

ثانيا" هذه الصلاة والصيام والأذكار بدعة منكرة في دين الله وهي مردودة علي فاعلها غير مقبولة منه : يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله :
البدعة شرعا ضابطها ( التعبد لله بما لم يشرعه الله ) ، وإن شئت فقل : (التعبد لله تعالى بما ليس عليه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ولا خلفاؤه الراشدون ) فالتعريف الأول مأخوذ من قوله تعالى ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) والتعريف الثاني مأخوذ من قول النبي ، صلى الله عليه وسلم ، ( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور ) فكل من تعبد لله بشيء لم يشرعه الله ، أو بشيء لم يكن عليه النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وخلفاؤه الراشدون فهو مبتدع سواء كان ذلك فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته أو فيما يتعلق بأحكامه وشرعه .
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa...fatwa_id=10126

ثالثا": أن طاعة الإنسي للجني في هذه الأمور يعطي شرف للجني علي الإنسي مع إن الأخير قد كرمه الله تعالي علي كثير من عباده تكريما وتفضيلا يقول تعالي (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا) ومن ضمن هؤلاء الذين كرم عليهم الإنسان الجان وبهذا يكون الجني سببا" في ضلال الإنسي وإدخاله في طريق الشرك بالله دون أن يشعر .

ابن حزم المصري
21-04-2007, 11:53 AM
النقطة الثالثة : الغريب الذي لم يلتفت إليه الكثيرون من المحققين في هذه المسألة أن الإنسي قد يكون شيطان الجني الذي يضله ويغويه ويزين له سوء عمله وهذا ما شاهدناه بتتبع هؤلاء القوم المستعينين بالجان فكما هو معلوم أن ذكاء الجان ( علي حسب زعم المستعينين ) أقل بكثير من ذكاء الإنسان مما قد يدفع الإنسي الضال الذي يريد أن يظهر علي الناس بصورة ولي لله وعنده من القدرات الفائقة التي لا يملكها الكثيرون من أقرانه فيقوم هذا الإنسي كما قلنا بتضليل الجني قليل الذكاء والعلم فيقنعه أنه بمساعدته له يرضي الله ورسوله صلي الله عليه وسلم ويعاونه علي البر والتقوى كما قال الله تعالي ويحتال عليه بحيث يسيطر علي الجني تماما "فيعمل في خدمته والإخلاص له بل والتضحية بحياته من أجل اقتناعه بهذا الإنسي وبكلامه المعسول وحجته التي لا يملك ردها.

ابن حزم المصري
21-04-2007, 11:54 AM
النقطة الرابعة: أن لو لم يثبت ذلك كله فهناك أكثر من قاعدة فقهية تحرم وتحظر هذا التعامل المشبوه بين الإنس والجن من هذه القواعد :
القاعدة الأولي درأ الشبهات
تعريف الشبهة :
الشُّبْهَةُ لُغَةً : مِنْ أَشْبَهَ الشَّيْءُ الشَّيْءَ أَيْ : مَاثَلَهُ فِي صِفَاتِهِ . وَالشِّبْهُ , وَالشَّبَهُ , وَالشَّبِيهُ , الْمِثْلُ . وَالْجَمْعُ : أَشْبَاهٌ , وَالتَّشْبِيهُ التَّمْثِيلُ . وَالشُّبْهَةُ الْمَأْخَذُ الْمُلْبِسُ وَالْأُمُورُ الْمُشْتَبِهَةُ أَيْ : الْمُشْكِلَةُ لِشَبَهِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ . وَاصْطِلَاحًا هِيَ : مَا لَمْ يُتَيَقَّنْ كَوْنُهُ حَرَامًا أَوْ حَلَالًا . أَوْ مَا جُهِلَ تَحْلِيلُهُ عَلَى الْحَقِيقَةِ وَتَحْرِيمُهُ عَلَى الْحَقِيقَةِ . أَوْ مَا يُشْبِهُ الثَّابِتَ وَلَيْسَ بِثَابِتٍ
. مَا تَتَنَاوَلُهُ الشُّبْهَةُ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ
: - فَسَّرَ الْعُلَمَاءُ الشُّبْهَةَ بِأَرْبَعَةِ تَفْسِيرَاتٍ:
الْأَوَّلُ : مَا تَعَارَضَتْ فِيهِ الْأَدِلَّةُ
. الثَّانِي : مَا اخْتَلَفَ فِيهِ الْعُلَمَاءُ وَهُوَ مُتَفَرِّعٌ مِنْ الْأَوَّلِ
. الثَّالِثُ : الْمَكْرُوهُ
. الرَّابِعُ : الْمُبَاحُ الَّذِي تَرْكُهُ أَوْلَى مِنْ فِعْلِهِ بِاعْتِبَارِ أَمْرٍ خَارِجٍ عَنْ ذَاتِهِ .
وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري في صحيحه من حديث النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « الْحَلاَلُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، فَمَنِ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِيِنِهِ وَعِرْضِهِ ، وَمَنْ وَقَعَ فِى الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى ، يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ . أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى ، أَلاَ إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِى أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ ، أَلاَ وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ . أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ » . طرفه 2051 - تحفة 11624
وفي سنن الدارمي ثبت للأوزاعي قوله : أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِىُّ قَالَ أُنْبِئْتُ أَنَّهُ كَانَ يُقَالُ : وَيْلٌ لِلْمُتَفَقِّهِينَ بِغَيْرِ الْعِبَادَةِ ، وَالْمُسْتَحِلِّينَ الْحُرُمَاتِ بِالشُّبُهَاتِ.
قال مُجَاهِدٍ (وَلاَ تَتَّبِعِ السُّبُلَ) قَالَ : الْبِدَعَ وَالشُّبُهَاتِ( نفس المصدر )
ولايخفي علي أحد أن السحرة الفجرة والكهنة والعرافين هم من يستعينون بالجان وبالشياطين علي أفعالهم هذه فوجب علي من إتقي ربه ودينه أن لا يتشبه بهم فكما قال رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ».(سنن أبي داوود )

يقول الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - : ( يجب المفاصلة بين الراقي في القرآن والساحر عليه لعنة الله : وهذا الأمر فيه مشابهة لفعل السحرة فالساحر يستعين بالجن ويساعدونه ويقضون له بعض حوائجه لذا قد يختلط الأمر على من قل حظه من العلم فيساوي بين الراقي بالقرآن والساحر فيروج بذلك سوق السحرة وهذا من المفاسد العظيمة على العقيدة ) ( انظر فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام عن الجان المجلد الأول صفحة 213 – 214 )

ولقد قمنا باستطلاع للرأي نسأل فيه الناس كيف ينظرون إلي المستعين بالجان فقام بالاشتراك في الاستفتاء عدد403 مشارك وكانت النتيجة كالتالي :
يري عدد180 مشارك أن المستعين بالجان ساحر كافر
يري عدد68 مشارك أن المستعين ضال لا أكثر
يري عدد4 مشارك أن المستعين لا ضال ولا كافر
يري عدد151مشارك أنه حسب من يستعين به فإن كان شيطان فشر وإن كان مؤمن صالح فخير
وبهذا يتضح لكل إنسي مستعين وجني معين الشبهة التي وقعوا فيها فوجب عليهم اتقاء الله عز وجل ودرأ الشبهات عن أنفسهم وأن يرجعوا إلي ما استقرت عليه سنة رسولنا صلي الله عليه وسلم وصحابته ومن تبعهم بإحسان ولا يتبعوا السبل أي الشبهات والبدع كما قال مجاهد رضي الله عنه وأرضاه.

ابن حزم المصري
21-04-2007, 11:55 AM
القاعدة الثانية : سد الذرائع أو ما لا يتم اجتناب الحرام إلا باجتنابه فهو حرام
ولهذا لكي نتجنب الوقوع في بوتقة العرافة والكهانة والسحر يجب علينا تجنب أي نوع من أنواع الاستعانة بالجان.
القاعدة الثالثة درء المفاسد أولى من جلب المصالح
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي -رحمه الله- في القواعد الفقهية في منظومته :
الدِّينُ مبني على المصالح في جلبِها والدرء للقبائحِ
إذا اجتمعت في الشيء المنافع والمضار وتساوت المنافع والمضار، فإنه يكون ممنوعاً من أجل درء المفسدة ولا يخفي علي مطلع ما في أمر الاستعانة بالجان من مفاسد عظيمة ومن لا يعلم فعليه بإلقاء نظرة سريعة علي القنوات الفضائية التي يصولون ويجولون فيها العرافين والكهنة والسحرة والدجالون والمشعوذون ومدي تلاعبهم بالآم الناس ومعاناتهم ومدي لهفة الناس عليهم وتعلقهم بهم دون رب العباد فهذا ما ينافي التوحيد وحسن التوكل علي الله من أخذ أسباب العلاج الشرعية التي أحلها الله لنا وتركها لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم سنة لنا من بعده ولله الحمد والمنة ..

القاعدة الرابعة النهي يقتضــي الفســاد
أن ما نهى الله عنه ورسوله  من العبادات والمعاملات حكم بفساده؛ وذلك لأنك إذا فعلت ما نهى الله عنه ورسوله  فقد حاددت الله في حكمه؛ إذا أن ما نهى عنه يراد به البعد عنه واجتنابه، فإذا صححناه كان هذا إقراراً له ولممارسته ولقد ثبت نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم اللجوء إلي العرافين والكهنة والسحرة أي كل من يستعين بالجان ولم يفصل لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم الطريقة التي يستعينون بها حتي نقول هذه الطريقة حرام وهذه الطريقة حلال ولم يفصل لنا ما سنسألهم عنه فأي سؤال لهم حرام ومنهي عنه فاعتبر مجرد إتيانهم إثم عظيم لا تقبل للعبد صلاة من أجل مجرد إتيانهم أربعون يوم وإن صدقهم في وقع في الكفر والعياذ بالله فما بالك بمن يقوم علي هذه العملية من العراف والجني الذي يعينه فإثمهم وعقابهم بالتأكيد أكبر وأعظم ممن يلجأ إليهم .

ابن حزم المصري
21-04-2007, 11:56 AM
النقطة الرابعة : أن الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته والتابعين بإحسان من علماء الأمة قد تركوا لنا تراث قيم وكنز كبير في بيان كافة طرق مواجهة تعدي الجان علي الإنسان فبين لنا كيف نتقي شرورهم وكيف نعالج مرضانا منهم سواء الممسوس أو المسحور أو الموسوس أو المعيون وذلك كله في نطاق ما أحل الله عز وجل من رقية شرعية شرعها لنا الله سبحانه وتعالي وأقرها وبين حدودها رسولنا عليه أفضل الصلاة والسلام وفيها الغني والكفاية بإذن الله تعالي فسبحانه ما أنزل داء إلا وله دواء ولم يجعل لنا سبحانه دواءنا فيما حرم علينا
كما جاء في مسند أحمد عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ دَاءٍ إِلاَّ أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً ». وَقَالَ عَفَّانُ مَرَّةً « إِلاَّ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ ».
وفي سنن البيهقي عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أن رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم قال إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ. وفي صحيح البخار عن ابْنُ مَسْعُودٍ : إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْعَلْ شِفَاءَكُمْ فِيمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ .

ابن حزم المصري
21-04-2007, 11:57 AM
وهذه مجموعة كبيرة من الفتاوى لعلماء الأمة المعتبرين من أهل السنة والجماعة
فإن كان كل ما قيل ليس بكافي أعتقد أن هذه المجموع من الفتاوي تكفي لمن أراد الحق وأهله
وبهذا نكون أقمنا الحجة عليهم حتى يهلك من هلك عن بينة ويحي من حيا عن بينة والله ولي التوفيق


سؤال:

زوج أختي محطم معنويا سُرق
لأختي وزوجها وأبنائها خزنة فيها الكثير من المال ،
فدلوه الناس على أحد المشايخ الذين يقال عنهم إنهم أقوياء بالكشف عن الغمة والمسروقات
بإذن فهل في الذهاب إليه شيء .

الجواب:
الحمد لله أولا :من ادعى أنه يعلم أماكن المسروقات ويدل على السارقين بأمور خفية لا يعلمها الناس ، فهو أحد شخصين : كاهن تتنزل عليه الشياطين ، أو دجال كذاب يوهم الناس بمعرفة ذلك ليأكل أموالهم بالباطل .
وعلى كل تقدير لا يجوز الرجوع إلى هؤلاء ولا سؤالهم ولا تصديقهم ، مهما تظاهروا بالصلاح ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةٌ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ) رواه مسلم (2230) .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ أَتَى حَائِضًا أَوْ امْرَأَةً فِي دُبُرِهَا أَوْ كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) رواه أحمد (9779) وأبو داود (3904) والترمذي (135) وابن ماجه (936) وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه .
قال البغوي رحمه الله : " العراف : الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة ونحو ذلك " نقله في "الزواجر عن اقتراف الكبائر" (2/178) .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " والعراف : قيل هو الكاهن ، وهو الذي يخبر عن المستقبل .
وقيل : هو اسم عام للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يستدل على معرفة الغيب بمقدمات يستعملها ، وهذا المعنى أعم ، ويدل عليه الاشتقاق ؛ إذ هو مشتق من المعرفة ، فيشمل كل من تعاطى هذه الأمور وادعى بها المعرفة ". انتهى من "القول المفيد على كتاب التوحيد" (2/48) .
وقد أخبر بعض من تاب من العرافة والكهانة بأنه كان يستعين بالجن ليعلم منهم تفاصيل ما يجري في بيت المسروق ، وحاله مع أقاربه وجيرانه ، وأصدقائه وأعدائه ، وأنه تارة يلصق التهمة بمن يدور حوله الاشتباه .
وعلى فرض أن العراف توصل إلى معرفة السارق الحقيقي وأحضر المال عن طريق أتباعه من الجن ، فإنه لا يجوز الذهاب إليه ولا سؤاله لما سبق .
ثانيا :
ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من يدعي معرفة المسروقات أو أن الجن تخبره بذلك ، قال ابن نجيم رحمه الله في بيان المكفّرات : " وبإتيان الكاهن وتصديقه ، وبقوله : أنا أعلم المسروقات ، وبقوله : أنا أخبر عن إخبار الجن إياي " انتهى من البحر الرائق (5/130) . وإنما يكفر بقوله : أنا أخبر عن إخبار الجن إياي ؛ لأن الجن كالإنس لا يعلمون الغيب ، كما قال تعالى عنهم : ( فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ) سبأ/14 ، قاله في حاشية البحر الرائق .
فسؤال العراف والكاهن محرم . ويدخل في ذلك : سؤاله عن الضالة والمسروق ، ومعرفة المرض ، والعلاج .
سئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء : أحيانا نفقد بعض المال أو الذهب من المنزل ونعتقد أنه سُرق ، ونذهب لأحد الأشخاص ويُعَرف بالمخبر ، ونشرح له ذلك ، ويوعدنا خيرا ، وأحيانا نسترجع المفقود ، وأحيانا لا ، فما حكم ذهابنا لهؤلاء الأشخاص ؟
فأجابوا : " لا يجوز ذهابكم إليه لأنه كاهن ، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عن إتيان الكهان ونحوهم وسؤالهم وتصديقهم " . انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (1/410) .
ثالثا :
على من أتى هذا العراف وسأله ، أن يتوب إلى الله تعالى ، بالندم على فعله ، والعزم على ألا يعود إليه ، وأن لا يتهم أحدا بالسرقة اعتمادا على قول العراف ومساعديه من الجن ، فإن الجن يكذبون ، وقد يتهمون البريء للإيقاع والإفساد بين المسلمين . والتوبة هنا تلزم من أتى العراف وسأله ، كما تلزم من دله وأرشده ، فإن الجميع واقعون في المعصية . وينبغي للمسلم أن يفزع إلى الله تعالى ، ويلجأ إليه عند حلول الحوادث والمصائب ، فإن الأمر كله بيده سبحانه ، كما قال : ( أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ) النمل/62والله أعلم .
الإسلام سؤال وجواب

ابن حزم المصري
21-04-2007, 11:58 AM
السؤال :
هناك فئة من الناس يعالجون بالطب الشعبي على حسب كلامهم، وحينما أتيت إلى أحدهم قال لي: اكتب اسمك واسم والدتك ثم راجعنا غدا وحينما يراجعهم الشخص يقولون له: إنك مصاب بكذا وكذا، وعلاجك كذا وكذا؟ ويقول أحدهم: إنه يستعمل كلام الله في العلاج، فما رأيكم في مثل هؤلاء وما حكم الذهاب إليهم؟
س. ع. غ. - حائل

الجواب :
من كان يعمل هذا الأمر في علاجه فهو دليل على أنه يستخدم الجن ويدعي علم المغيبات، فلا يجوز العلاج عنده؛ كما لا يجوز المجيء إليه ولا سؤاله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الجنس من الناس: ((من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)) أخرجه مسلم في صحيحه.
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في عدة أحاديث النهي عن إتيان الكهان والعرافين والسحرة والنهي عن سؤالهم وتصديقهم، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))، وكل من يدعي علم الغيب باستعمال ضرب الحصى أو الودع أو التخطيط في الأرض أو سؤال المريض عن اسمه واسم أمه أو اسم أقاربه فكل ذلك دليل على أنه من العرافين والكهان الذين نهى النبي عن سؤالهم وتصديقهم.
فالواجب الحذر منهم ومن سؤالهم ومن العلاج عندهم وإن زعموا أنهم يعالجون بالقرآن؛ لأن من عادة أهل الباطل التدليس والخداع، فلا يجوز تصديقهم فيما يقولون، والواجب على من عرف أحدا منهم أن يرفع أمره إلى ولاة الأمر من القضاة والأمراء ومراكز الهيئات في كل بلد، حتى يحكم عليهم بحكم الله، وحتى يسلم المسلمون من شرهم وفسادهم، وأكلهم أموال الناس بالباطل. والله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

المصدر :
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الخامس.
http://ibnbaz.org/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=1879


هل يجوز لبعض الناس أن يذهبوا إلى الكهان؛ لعلمهم أنهم سوف يقتلون الجن الذي بهم أو يخرجونهم؟

الجواب :
هذا كله لا يجوز؛ لأن الكهنة يستخدمون الشياطين حتى في عهد الجاهلية، والكاهن له صاحب من الجن يأتيه ويخبره أن في المكان الفلاني كذا، وفي المكان الفلاني حصل كذا، وفي الشام مات فلان إلى غير ذلك. فهكذا تتناقل الشياطين الأخبار فيظن الجاهل أن هذا الكاهن أو الرمال يعلم الغيب، وإنما هي الشياطين تنقل له بعض الأخبار فيتظاهر للناس أن عنده معلومات عن الغيب، وقد يستخدم بعض الشياطين الآخرين الذين لهم قوة من ملوك الشياطين ورؤسائهم، فيأتون بهذا الشيطان الذي تلبس في المريض أو في المجنون، فإذا أرضاهم هذا الإنسي بعبادتهم من دون الله أو نذر لهم وذبح لهم من دون الله، إذا أرضاهم بذلك قد يحضرون الشيطان الذي تحت إمرتهم فيقولون: إما أن تفعل كذا وكذا وإلا قتلناك، وإلا سجناك، وإلا فعلنا بك كذا وكذا، فيدع عمله القبيح من أجل طاعته لسادته من الشياطين والرؤساء فيحصل نفع للإنسان بهذه الطرق الخبيثة الشركية الضارة، وليس هذا بعذر، ولا يجوز إتيان هؤلاء الكهنة والعرافين أبداً، ولا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم زجر عن ذلك. ولو قدر له أنه انتفع به بعض الناس عن طريق الشرك فليس بعذر، فعُباد الجن قد ينتفعون بالجن لكن ضررهم أعظم، فقد يأتيهم الجني بأشياء أو بدراهم يسرقها، فهذا ليس بعذر في عبادة الجن واتخاذهم آلهة مع الله - نسأل الله العافية - وكان أهل الجاهلية تكلمهم الأصنام، تأتي الشياطين في جوف الأصنام فيكلمون الناس الذين يعبدونها من دون الله، ويقولون: جرى كذا وكذا، فيغرونهم بالشرك.

المصدر :
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الثامن.
http://ibnbaz.org/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=1917


كتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة
السؤال: رسالة وردتنا من اليمن أو من شخص من اليمن وهو مقيم بالسعودية في الدمام يقول المرسل محمد بن على الجبلي في مدينة عمران باليمن امرأة تدعي السندية لها عشرون عاما ً تسلب أموال الناس ويقصدها الكثير من الجهال يسألونها عن المغتربين ما بهم ومتي يأتون ويقصدها المرضي للشفاء وإذا حضروا عندها جاءت بغطاء ووضعته على نفسها ثم تقول بصوت متغير فلان يأتي بعد كذا يوم أو شهر أو لا يأتي والمريض فلان يشفي وهذا حرز له أو لا يفيد معه الحرز وتخبر النساء عن ما يكنه لهن الأزواج حتى أن زوجتي ذهبت لها وقالت لها إن زوجك يفكر في الزواج فأرسلت لي زوجتي تطلب ورقة تطلب طلاقها فأرسلتها لها وفيها الخلوع بالثلاث هل هذا الطلاق صحيح أم باطل علماً أن له ستة شهور ولا اعلم ما السبب وهذه المرأة تدعي أن معها أشراف يخبرونها، وكثير ما تقول للرجال إن لزوجاتكم رجال غيركم لتوقع بين الزوجات وأزواجهن فهل في الجن أشراف يعلمون الغيب أفيدونا بدقة عن هذا الموضوع؟
الجواب

الشيخ: الحمد لله هذه المرأة من الكهان لأنها تدعي أنها تعلم عن المستقبل وكل من يدعي أنه يعلم المستقبل فإنه كاهن كاذب لا يجوز الإتيان إليه ولا يجوز تصديقه بل إن تصديقه تكذيب للقرآن فإن الله تعالى يقول: (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ) والغيب ما غاب عن الإنسان من الأمور المستقبلة فلا يعلمه إلا الله عز وجل وهذه المرأة التي تدعيه هي أيضاً مكذبةٌ للقرآن فيجب على ولاة الأمور أن يمنعوا مثل هذه الأمور في بلادهم حتى لا يوقعوا الناس فيما يخالف عقيدتهم وفيما يكذب كلام الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما ما تدعيه هذه المرأة من علم الغيب فإنه لا يجوز تصديقه أبداً وإذا قدر إن ما تخبر به يقع منه شيء فإنما ذلك عن مصادفة أو عن أمر استمع من السماع وتضيف هي إليه عدة كذبات لتموه على باطلها وأما بالنسبة لما تدعيه من مكالمة الأشراف من الجن لها فهذا أيضاً دعوي
كاذبة لأن الكاهن بجميع ما يقول وجميع ما يذكر من مؤثرات لكهانته يجب تكذيبه والجن لا يعلم الغيب بنص القرآن يقول الله تعالى (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ "يعني سليمان" مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ "يعني عصاه" فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) فلا أحد يعلم الغيب لا من الجن ولا من الملائكة ولا من الإنس (قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله) وقال سبحانه وتعالى (عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً)
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_655.shtml

ابن حزم المصري
21-04-2007, 11:59 AM
مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة
السؤال: السؤال الثاني يقول هناك أناس في مناطق مختلفة يقولون عند الغضب خذوه ياجن أو خذوه يا سبعة يدعون عليه بأن يأخذه الجن وما إلى ذلك من هذه الأدعية فهل هذا شرك محبط للعمل حيث أنني سمعت من أحد المشايخ بمنطقتنا يخطب في يوم الجمعة فقال إن ذلك شرك حتى ذكر أن الزوجة إذا لم تتب من ذلك أنها لا تبقى مع مسلم موحد أفتونا في ذلك جزاكم الله خيراً؟

الجواب
الدعاء لا يكون إلا لله عز وجل فمن دعا غير الله من جني أو ملك أو نبي أو ولي كان مشركاً ودليل ذلك قوله تعالى (وقال ربكم أدعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) فجعل الله تعالى الدعاء عبادة وصرف شيء من أنواع العبادة لغير الله كفر وشرك مخرج عن الملة لقوله تعالى (وما أمروا ليعبدوا الله حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة) ودعاء غير الله كفر لقوله تعالى (ومن يدع مع الله إلهاً آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون) فأثبت الله تعالى في هذه الآية أمرين مهمين الأمر الأول أن من دعا غير الله فهو كافر لقوله (لا يفلح الكافرون) الأمر الثاني أن من دعا غير الله فإنه لا يفلح لا يحصل له مطلوبه ولا ينجو من مرهوبه فيكون داعي غير الله خاسراً في دينه ودنياه وإذا كان غير مفلح فهو أيضاً غير عاقل بل هذا غاية السفه لقوله تعالى (ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلا يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون) أي لا أحد أضل ممن يدعو من دون الله ولكنه جاء هذا النفي بصيغة الاستفهام لأنه أبلغ من النفي المحض يحث يكون مشرباً معنى التحدي وعلى هذا فدعاء الجن أو الشياطين أو الأولياء أو الأنبياء أو الصالحين أو غير ذلك كله شرك بالله عز وجل يجب على الإنسان أن يتوب إلى الله منه ولا يعود إليه فإن مات على هذه العقيدة أعني على عقيدة أنه يدعو غير الله وأن هذا المدعو يستجيب له من ملك أو نبي أو ولي أو رسول فإنه يكون مشركاً يستحق ما قال الله تعالى فيه (إن من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما لظالمين من أنصار). http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_817.shtml

مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : متفرقه
السؤال: بارك الله فيكم هذا المستمع أحمد الرفاعي له سؤال يقول فيه بالنسبة للشعوذة والدجل توجدان رغم ثقافة المواطنين بكثرة وما زال الناس يرزحون تحت وطئتها والإيمان بها عند ضعاف العقول هل من نصيحة أو توجيه حول هذا السؤال؟
الجواب

الشيخ: نعم النصيحة هو أن نلتزم بما دلت عليه السنة النبوية التي صدرت عن أنصح الخلق للخلق وأعلم الخلق بما ينفع الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهانة وحذر من إتيان الكهان وقال من أتى عرافاً فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يوماً ومن أتى كاهناً فصدقة فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم ونهى عن الطيرة وهي التشاؤم بمرئي أو مسموع أو زمان أو مكان ونهى عن السحر
وقال ليس منا من تكهن وتكهن له أو سحر أو سحر له كل هذا من أجل أن يسير الناس في حياتهم على حياة الجد وعدم التعلق بالمخلوقين وأن يكلوا أمرهم إلى الله عز وجل وأن يكون تعلقهم به وحده حتى يكونوا في سيرهم راشدين مرشدين والله الموفق ( نفس المصدر )


من (أ. ع. م) يقول: هل يجوز الذهاب إلى الكهان والعرافين والمشعوذين وسؤالهم والتداوي عندهم بالزيت ونحوه؟

الجواب :
لا يجوز الذهاب إلى العرافين والسحرة والمنجمين والكهنة ونحوهم، ولا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم، ولا يجوز التداوي عندهم بزيت ولا غيره؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن إتيانهم وسؤالهم وعن تصديقهم؛ لأنهم يدعون علم الغيب، ويكذبون على الناس، ويدعونهم إلى أسباب الانحراف عن العقيدة. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة)) أخرجه مسلم في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من أتى عرافاً أو كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((ليس منا من سحر أو سحر له، أو تطير أو تطير له، أو تكهن أو تكهن له)). والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وفيما أباح الله من التداوي بالرقية الشرعية والأدوية المباحة عند المعروفين بحسن العقيدة والسيرة ما يكفي والحمد لله، والله ولي التوفيق.

المصدر :
نشرت في مجلة الدعوة في العدد (1498) بتاريخ 8/2/1416 هـ - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الخامس

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فقد اطلعت على نشرة من بعض اليهود ممن سمى نفسه إبراهام اليهودي في مدينة مراكش بالمغرب.. مضمونها دعوته الناس إلى مراسلته أو الاتصال به هاتفياً للسؤال عن مشاكلهم في أسرهم أو أولادهم أو بناتهم اللاتي لم يحظين بالزواج أو في أعمالهم التجارية أو الصناعية... إلى آخره.
ويسرني أن أنبه إخواني المسلمين أن هذه الدعايات من أعظم المنكرات وأن صاحبها لا يجوز أن يسأل، ولا أن يصدق لكونه من الكهان المجرمين الذين حذر نبينا صلى الله عليه وسلم من سؤالهم وتصديقهم، فقال عليه الصلاة والسلام فيما صح عنه: ((من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة))[1]، وقال عليه الصلاة والسلام: ((من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))[2]... والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
فالواجب على جميع المسلمين الحذر من سؤال مثل هؤلاء أينما كانوا، كما يجب الحذر من تصديقهم، بل يجب التحذير منهم والإنكار على من سألهم أو صدقهم حماية لجناب التوحيد من الشرك ووسائله، وتكذيباً لهؤلاء المجرمين الذين يدعون علم الغيب ويكذبون على الناس لأخذ أموالهم بالباطل وإيقاعهم فيما حرم الله عليهم، والله المسئول أن يعافي المسلمين من شرهم وأمثالهم، وأن يمنح المسلمين جميعاً الفقه في الدين والعافية من مضلات الفتن، وأن يكبت أعداء الإسلام ودعاة الكفر والفساد، إنه سبحانه جواد كريم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس إدارة البحوث العلمية والإفتاء
وهيئة كبار العلماء بالمملكة
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
سؤال: ما حكم الإسلام في الذي يستعين بالجن في معرفة المغيبات كضرب المندل وما حكم الإسلام في التنويم المغناطيسي وبه تقوى قدرة المنوِّم على الإيحاء بالمنوَّم، وبالتالي السيطرة عليه، وجعله يترك محرمًا أو يشفى من مرض عصبي أو يقوم بالعمل الذي يطلب المنوِّم?
ما حكم الإسلام في قول فلان: (بحق فلان) أهو حلف أم لا؟ أفيدونا.
الجواب
: أولا: علم المغيبات من اختصاص الله -تعالى- فلا يعلمها أحد من خلقه لا جني ولا غيره، إلا ما أوحى الله به إلى من شاء من ملائكته أو رسله، قال الله -تعالى- قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وقال -تعالى- في شأن نبيه سليمان -عليه السلام- ومن سخّره له من الجن: فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ وقال -تعالى- عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا .
وثبت عن النواس بن سمعان -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد الله -تعالى- أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي، أخذت السماوات منه رجفة، أو قال: رعدة شديدة خوفًا من الله -عز وجل- فإذا سمع ذلك أهل السماوات صعقوا وخروا لله سجدًا، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل بالملائكة، كلما مر بسماء قال ملائكتها: ماذا قال ربنا يا جبريل فيقول جبريل قال الحق وهو العلي الكبير. فيقولون كلهم مثل ما قال جبريل فينتهي جبريل بالوحي إلى حيث أمره الله -عز وجل- .
وفي الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم? قالوا للذي قال: الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض، ووصف سفيان بكفيه فحرفها وبدد بين أصابعه، فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها وربما ألقاها قبل أن يدرك، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا كذا وكذا? فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء .
وعلى هذا لا يجوز الاستعانة بالجن وغيرهم من المخلوقات في معرفة المغيبات لا بدعائهم والتزلف إليهم، ولا بضرب مندل أو غيره، بل ذلك شرك؛ لأنه نوع من العبادة، وقد أعلم الله عباده أن يخصوه بها فيقولوا: إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ وثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لابن عباس إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله الحديث.
ثانيًا: التنويم المغناطيسي ضرب من ضروب الكهانة باستخدام جني، حتى يسلطه المنوِّم على المنوَّم، فيتكلم بلسانه، ويكسبه قوة على بعض الأعمال بالسيطرة عليه، إن صدق مع المنوم وكان طوعًا له مقابل ما يتقرب به المنوِّم إليه، ويجعل ذلك الجنيُّ المنوَّم طوع إرادة المنوِّم بما يطلبه منه من الأعمال، أو الأخبار بمساعدة الجني له إن صدق ذلك الجني مع المنوم، وعلى ذلك يكون استغلال التنويم المغناطيسي واتخاذه طريقًا، أو وسيلة للدلالة على مكانة سرقة أو ضالة، أو علاج مريض، أو القيام بأي عمل آخر بواسطة المنوم- غير جائز، بل هو شرك لما تقدم، ولأنه التجاء إلى غير الله فيما هو من وراء الأسباب العادية التي جعلها -سبحانه- إلى المخلوقات وأباحها لهم.
ثالثًا: قول الإنسان: (بحق فلان)، يحتمل أن يكون قسمًا -حلفًا- بمعنى أقسم عليك بحق فلان، فالباء باء القسم، ويحتمل أن يكون من باب التوسل والاستعانة بذات فلان أو بجاهه، فالباء للاستعانة، وعلى كلا الحالتين لا يجوز هذا القول.
أما الأول: فلأن القسم بالمخلوق على المخلوق لا يجوز، فالإقسام به على الله -تعالى- أشد منعًا، بل حكم النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الإقسام بغير الله شرك، فقال: من حلف بغير الله فقد أشرك رواه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم وصححه. .
وأما الثاني: فلأن الصحابة -رضي الله عنهم- لم يتوسلوا بذات النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا بجاهه لا في حياته ولا بعد مماته، وهم أعلم الناس بمقامه عند الله وبجاهه عنده، وأعرفهم بالشريعة، وقد نزلت بهم الشدائد في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعد وفاته، ولجئوا إلى الله ودعوه لكشفها، ولو كان التوسل بذاته أو بجاهه -صلى الله عليه وسلم- مشروعًا لعلمهم إياه -صلى الله عليه وسلم-؛ لأنه لم يترك أمرًا يقرب إلى الله إلا أمر به وأرشد إليه، ولعملوا به -رضوان الله عليهم- حرصًا على العمل بما شرع لهم، وخاصة وقت الشدة؛ فعدم ثبوت الإذن فيه منه -صلى الله عليه وسلم- والإرشاد إليه وعدم عملهم به دليل على أنه لا يجوز.
والذي ثبت عن الصحابة -رضي الله عنهم- أنهم كانوا يتوسلون إلى الله بدعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- ربه؛ استجابة لطلبهم ذلك في حياته، كما في الاستسقاء وغيره، فلما مات -صلى الله عليه وسلم- قال عمر -رضي الله عنه- لما خرج للاستسقاء: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيُسْقَوْن يريد دعاء العباس ربه وسؤاله إياه، وليس المراد التوسل بجاه العباس؛ لأن جاه النبي -صلى الله عليه وسلم- أعظم منه وأعلى، وهو ثابت له بعد وفاته كما كان في حياته، فلو كان ذلك التوسل مرادًا لتوسلوا بجاه النبي -صلى الله عليه وسلم- بدلا من توسلهم بالعباس لكنهم لم يفعلوا، ثم إن التوسل بجاه الأنبياء وسائر الصالحين وسيلة من وسائل الشرك القريبة كما أرشد إلى ذلك الواقع والتجارب، فكان ذلك ممنوعًا سدًّا للذريعة وحماية لجناب التوحيد.
وصلى الله على نبينا محمد آله وصحبه وسلم .http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=6&book=14&toc=548&page=522&subid=30131

ابن حزم المصري
21-04-2007, 12:01 PM
سؤال: عن الكهانة وحكم إتيان الكهان ؟
الجواب: الكهانة فعالة مأخوذة من التكهن، وهو التخرص والتماس الحقيقة بأمور لا أساس لها، وكانت في الجاهلية صنعة لأقوام تتصل بهم الشياطين وتسترق السمع من السماء وتحدثهم به، ثم يأخذون الكلمة التي نقلت إليهم من السماء بواسطة هؤلاء الشياطين ويضيفون إليها ما يضيفون من القول، ثم يحدثون بها الناس، فإذا وقع الشيء مطابقًا لما قالوا اغتر بهم الناس واتخذوهم مرجعًا في الحكم بينهم، وفي استنتاج ما يكون في المستقبل؛ ولهذا نقول: الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل.
والذي يأتي إلى الكاهن ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله من غير أن يصدقه، فهذا محرم، وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين يومًا، كما ثبت في صحيح مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أتى عرَّافًا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يومًا، أو أربعين ليلة .
القسم الثاني: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ويصدقه بما أخبر به؛ فهذا كفر بالله -عز وجل-؛ لأنه صدقه في دعوى علمه الغيب، وتصديق البشر في دعوى علم الغيب، تكذيب لقول الله -تعالى- قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ؛ ولهذا جاء في الحديث الصحيح: من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم .
القسم الثالث: أن يأتي إلى الكاهن فيسأله ليبين حاله للناس، وأنها كهانة وتمويه وتضليل، فهذا لا بأس به، ودليل ذلك: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتاه ابن صياد فأضمر له النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئًا في نفسه فسأله النبي -صلى الله عليه وسلم- ماذا خبأ له? فقال: الدخ -يريد الدخان- فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- اخسأ فلن تعدو قِدرك .
هذه أحوال من يأتي إلى الكاهن ثلاثة:
الأول: أن يأتي فيسأله بدون أن يصدقه، وبدون أن يقصد بيان حاله؛ فهذا محرم، وعقوبة فاعله أن لا تقبل له صلاة أربعين ليلة.
الثانية: أن يسأله فيصدقه، وهذا كفر بالله -عز وجل- يجب على الإنسان أن يتوب منه ويرجع إلى الله -عز وجل- وإلا مات على الكفر.
الثالثة: أن يأتيه فيسأله ليمتحنه ويبين حاله للناس، فهذا لا بأس به http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=6&book=14&toc=567&page=541&subid=30131



. سؤال: السحر والكهانة والتنجيم والعرافة هل بينهما اختلاف في المعنى؟ وهل هي سواء في الحكم؟
الجواب
: السحر: عبارة عن عزائم ورقى وعقد يعملها السحرة بقصد التأثير على الناس بالقتل أو الأمراض أو التفريق بين الزوجين، وهو كفر وعمل خبيث ومرض اجتماعي شنيع يجب استئصاله وإزالته وإراحة المسلمين من شره.
والكهانة: ادعاء علم الغيب بواسطة استخدام الجن، قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في فتح المجيد: وأكثر ما يقع في هذا ما يخبر به الجن أولياءهم من الإنس عن الأشياء الغائبة بما يقع في الأرض من الأخبار، فيظنه الجاهل كشفًا وكرامة.
وقد اغتر بذلك كثير من الناس يظنون المخبر بذلك عن الجن وليًّا لله، وهو من أولياء الشيطان. انتهى.
ولا يجوز الذهاب إلى الكهان، روى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أتى عرّافًا فسأله عن شيء فصدقه بما يقول لم تقبل له صلاة أربعين يوما وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من أتى كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أبو داود ورواه أحمد والترمذي وروى الأربعة والحاكم وقال: صحيح على شرطهما: من أتى عرّافًا أو كاهنًا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد .
قال البغوي والعراف هو الذي يدعي معرفة الأمور بمقدمات يستدل بها على المسروق ومكان الضالة، وقيل هو الكاهن.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية العراف اسم للكاهن والمنجم والرمال ونحوهم ممن يتكلم في معرفة الأمور بهذه الطرق. انتهى.
والتنجيم: هو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية، وهو من أعمال الجاهلية، وهو شرك أكبر إذا اعتقد أن النجوم تتصرف في الكون

سؤال: هل للمعالج أن يستخدم جنيًّا مسلما في معرفة إذا ما كان الشخص به مس أو غير ذلك؟
الجواب
: لا أرى ذلك فإن المعتاد أن الجن إنما تخدم الإنس إذا أطاعوها، ولا بد أن تكون الطاعة مشتملة على فعل محرم أو اقتراف ذنب؛ فإن الجن غالبًا لا يتعرضون للإنس إلا إذا تعرضوا لهم أو كانوا من الشياطين، ثم إن بعض الإخوان الصالحين ذكروا أن الجن المسلمين قد يخاطبونهم ويجيبون على أسئلة يلقونها، ولا نتهم بعض أولئك الإخوان بأنهم يعملون شركًا أو سحرًا، فإذا ثبت هذا فلا مانع من سؤالهم ولا يلزم تصديقهم في كل ما يقولون، والله أعلم

. سؤال: هناك من يحضر الجن بطلاسم يقولها، ويجعلهم يخرجون له كنوزًا مدفونة في أرض القرية منذ زمن بعيد، فما حكم هذا العمل؟
الجواب:
هذا العمل ليس بجائز؛ فإن هذه الطلاسم التي يحضرون بها الجن ويستخدمونهم بها لا تخلو من شرك في الغالب، والشرك أمره خطير، قال الله -تعالى- إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ والذي يذهب إليهم يغريهم ويغرهم، يغريهم بأنفسهم وأنهم على حق، ويغرهم بما يعطيهم من الأموال، فالواجب مقاطعة هؤلاء، وأن يدع الإنسان الذهاب إليهم، وأن يُحَذِّر إخوانه المسلمين من الذهاب إليهم، والغالب في أمثال هؤلاء أنهم يحتالون على الناس ويبتزون أموالهم بغير حق، ويقولون القول تخرُّصًا، ثم إن وافق القدر أخذوا ينشرونه بين الناس، ويقولون: نحن قلنا، وصار كذا، ونحن قلنا، وصار كذا، وإن لم يوافق ادعوا دعاوى باطلة أنها هي التي منعت هذا الشيء.
وإني أوجه النصيحة إلى من ابتلي بهذا الأمر، وأقول لهم: احذروا أن تمتطوا الكذب على الناس والشرك بالله -عز وجل- وأخذ أموال الناس بالباطل، فإن أمد الدنيا قريب والحساب يوم القيامة عسير، وعليكم أن تتوبوا إلى الله -تعالى- من هذا العمل، وأن تصححوا أعمالكم وتطيبوا أموالكم، والله الموفق .
http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=6&book=14&toc=598&page=571&subid=29397

ابن حزم المصري
21-04-2007, 12:02 PM
وأخيرا" وصيتي لكل إنسي مستعين وجني معين :

أما الإنسي الذي يطلب العون من بني الجان سواء المستعين بهم أو اللاجئ إلي من يستعين بهم
ولكل إنسان مبتلي بسحر أو عين أو مس أو اعتداء من بني الجان عليه ويطلب المعونة من بني الجان نقول :
ليس لك إلا الله لتفر إليه وتستعين به وحده سبحانه وتعالي علي من ظلمك فهو الوحيد القادر علي رفع الظلم عنك والاقتصاص لك من الظالم المعتدي ألم تسمع إلي قوله عز وجل في دعوة المظلوم ( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين )
ليس لك أيها المعتدي عليه إلا الاستعانة بالله سبحانه وتعالي والتوجه إليه والدعاء له بأن يرفع عنك حزنك وغمك وهمك ووصبك ويكشف عنك كل الضر ألم يبلغك قوله تعالي ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ) .
وعليك بالصبر وهاهي قصة الصحابية السوداء أبلغ شاهد علي مرتبة الصابرين علي بلاء ابتلاء الجان المعتدي فهاهي الصحابية الجليلة (أم زفر ) تتوجه إلي خير معالج علي الإطلاق بل خير البرية وإمام المتقين وخاتم المرسلين المرسل رحمة للعالمين المنزل عليه القرآن وحيا" من رب العالمين تستعين به تاركة لنا رسالة مفادها هي أن لا نلجأ إلا إلي الصالحين المتوكلين علي الله المتقين ومن خير وأصلح من رسول الله صلي الله عليه وسلم وتقول له يا رسول الله إني أصرع أي مصابة باعتداء أحد بني الجان الخبثاء علي حتى إنه يجردني من ثيابي و أتعري فادعوا الله لي بأن يشفيني ؟
فبماذا أجابها رسول الله صلي الله عليه وسلم بعد أن علم صدق حديثها وظلمها والاعتداء عليها من قبل شيطان من شياطين الجان خبيث :
قال لها صلي الله عليه وسلم مخيرا" : إذا شئت دعوت الله لك أن يعافيك (وبالطبع دعوة الرسول صلي الله عليه وسلم مستجابة وهي خير من الاستعانة بكل ملوك الجان صالحهم وطالحهم) وإن شئت صبرت ولك الجنة .
وهاهو نص الحديث بين أيديكم يوجه ويرشد ويدل كل من ألقي السمع وهو شهيد

عن عطاء بن رباح قال : قال لي ابن عباس - رضي الله عنه – : ( ألا أريك امرأة من أهل الجنة ؟ قلت : بلى ، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : إني أصرع وإني أتكشف فادع الله لي ، قال : إن شئت صبرت ولك الجنة ، وإن شئت دعوت الله أن يعافيك ؟ فقالت : أصبر ، فقالت : إني أتكشف فادع الله لي أن لا أتكشف ، فدعا لها ) تخريج الحديث : أخرجه الإمام أحمد في مسنده - 1 / 347 - متفق عليه - أخرجه الإمام البخاري والإمام مسلم في صحيحـهما.
وهذه المرأة اسمها أم زفر كما روى ذلك البخاري في صحيحه عن عطاء ، والظاهر أن الصرع الذي كان بهذه المرأة كان من الجن ال الحافظ بن حجر في الفتح ( وعند البزار من وجه آخر عن ابن عباس في نحو هذه القصة أنها قالت : إني أخاف الخبيث أن يجردني ، - والخبيث هو الشيطان - فدعا لها فكانت إذا خشيت أن يأتيها تأتي أستار الكعبة فتتعلق بها ثم قال : وقد يؤخذ من الطرق التي أوردتها أن الذي كان بأم زفر كان من صرع الجن لا من صرع الخلط انتهى ) ( فتح الباري - 10 / 115 ، أنظر الدين الخالص – ص 74 ، 84 ، 85 )

وأنت أيها المبتلي ماذا تختار الصبر وثمرته الجنة أما الشفاء ؟؟

قد تقول لست بصحابيا" ورسول الله صلي الله عليه وسلم غير موجود وأنا أريد الشفاء ؟ أقول لك وأنا أتفهم موقفك فإذا ما أردت الشفاء فعليك بحسن التوكل علي الله وحسن اللجوء إليه فصحح عقيدتك وتب إلي الله واستغفره عن كل ذنوبك وعليك بكتاب الله قراءة وعلما وعملا وعليك بما صح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وبما قال به الصحابة والتابعين وتابعي التابعين بإحسان إلي يوم الدين وليس فيهم من لجأ إلي مستعين بالجان ولا جنيا" فانظر واعتبر ولا تعتمد إلي علي الله سبحانه وتعالي وحده وهو نعم المولي ونعم النصير .

ابن حزم المصري
21-04-2007, 12:03 PM
وإلي كل جني معين أقول :

اتق الله يا عبد الله إن كنت حقا" ترجو الله واليوم الآخر فلاتكن سببا" في فتنة عباد الله فيتعلقوا بك ويذروا الله تعالي وقد وجب علينا جميعا" إن كنا عباد الله أن لا نلجأ ولا ندعوا ولا نستعين إلا بالله سبحانه وتعالي .
وإن كنت تريد جهادا في سبيل الله فعليك بمحاربة شياطين الجن فهذا فرض الله عليكم كما فرض علي عباد الله من الإنس الجهاد في سبيله ومحاربة شياطين الإنس أنتم تحاربون شياطينكم ونحن نحارب شياطيننا وهذه هي سنة الله تعالي في الأرض أن يحيا كلا" منا في عالمه دون التعرض لعالم الآخر إلي أن يجمعنا الله تعالي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم .
ماذا تريد من الإنسي الذي تعينه ؟ ألا تدري إنك بذلك تجعله من المتكبرين المغرورين دون حتى أن تشعر هو أو تشعر أنت؟؟
فهم يزعمون أنهم من عباد الله الصالحين ولهذا قد سير الله بكم إليه وهذا أول درجات الكبر العجب بالعمل وهذه أول درجات الهلاك وعذاب الله .

أنتم لستم بمعصومين ولا هم لهذا اتقوا الله ولا تفسدوا عباد الله وأنتم لا تعلمون وحتى لا يتحقق فيكم قوله تعالي {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً }الكهف104

وماذا تريدون من الإنسي الذي يلجأ إلي من تعينينه ؟ أن تظهروه أمام الناس أنه من أصحاب الكرامات ؟ و إلا لماذا ظهرت له وأعنتموه وحده دون غيره .

تريدون من الممسوس والمسحور أن لا يلجأ إلي الله وأن يلجأ إليكم وبدل من أن نقول لك اتقي الله وتوجه إليه وأحسن الظن به فهو الوحيد القادر علي ضرك وهو الوحيد القادر علي نفعك وما أصابك كان من سوء عملك وبما كسبت يداك أو حتى إن كنت مظلوما" فعليك أيضا التوجه إلي الله وحده أم انتم ترون أنفسكم أقدر من الله علي كشف ضرهم عنهم .
يا أيها الجان لكم في سلفكم من صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم أسوة حسنة فهل تعامل منهم أو أعان أحدهم إنسيا" تعاملا" أو معاونة متبادلة مباشرة أم كانوا يجاهدون في سبيل الله شياطين الجن دون التعرض للإنس وفتنته فإن كان لديكم دليل أو برهان علي هذا فأتوا به إن كنتم صادقين يقول الحق عز وجل ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ).

أنا أحسن الظن بكم وأخاطبكم بما يخاطب به عباد الله المتقين الصالحين فإن كنتم كما أظنكم فستتقون الله وتتوبون عما فعلتم بجهالة وتقولوا معي ( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) وتعودا لتجاهدوا في سبيل الله صفا" بينكم وبين جنسكم تحاربوا عدو الله وعدوكم وعدونا وحدكم وتتركوا بني الإنس يحاربون عدو الله وعدوهم وعدوكم وحدهم كلا لما يسر له فهذا حقا " تأويل قوله عز وجل ( وتعاونوا علي البر والتقوى ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان )

إما إن كنتم شياطين خبثاء فالله كاف عباده وسيسلط عليكم من لا يخشونكم ولا يخافونكم وهم عباد الله المخلصين إنسا" وجنا" وسبحانه القائل ( فسيكفيكهم الله ) و ( الله غالب علي أمره )
.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وماكان في قولي من صواب فمن الله وحده وماكان فيه من خطأ فمني ومن الشيطان وآخر قولي هو قوله تعالي ( سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين )

كتبه
عبد الله الفقير إليه
إسماعيل مرسي أحمد
الجمعة الموافق 3 ربيع آخر 1428
20/4/2007

.

فاديا
21-04-2007, 02:35 PM
أحسنت اخي الفاضل زادك الله علما وحرصا
بارك الله بك وبجميع أبحاثك وتقصيك الحقائق اخونا الفاضل ابن حزم الظاهري
عبارات يشعّ منها النور
وفي هذا رد على كافي وشامل على كل من يتذرعون بأي وسيلة لتبرير فعلهم الآثم
فقد وضعت تحليلا شرعيا مؤصلا شافيا وكافيا على كل ثغراتهم
وفي هذا رد على كل من تدفعه نفسه الى اللجوء لأمثالهم
فلا يأخذنّ احد الضعف والرغبة في التخلص من همومه وكروبه الى الارتماء في احضان هذه الطرق الخطيرة
فلا لجوء الا لله وحده
ويا ليت قومي يعلمون

ابن حزم المصري
21-04-2007, 05:27 PM
أحسنت اخي الفاضل زادك الله علما وحرصا
بارك الله بك وبجميع أبحاثك وتقصيك الحقائق اخونا الفاضل ابن حزم الظاهري
عبارات يشعّ منها النور
وفي هذا رد على كافي وشامل على كل من يتذرعون بأي وسيلة لتبرير فعلهم الآثم
فقد وضعت تحليلا شرعيا مؤصلا شافيا وكافيا على كل ثغراتهم
وفي هذا رد على كل من تدفعه نفسه الى اللجوء لأمثالهم
فلا يأخذنّ احد الضعف والرغبة في التخلص من همومه وكروبه الى الارتماء في احضان هذه الطرق الخطيرة
فلا لجوء الا لله وحده
ويا ليت قومي يعلمون



بوركت مشرفتنا القديرة وحقا"
ياليت قومي يعلمون