|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() خطبة عن التوحيد رافع العنزي اعلموا أن عقيدة التوحيد وهي عبادة الله وحده لا شريك له، هي أساس الإسلام وأساس الدين، وهي أول ما أمر الله جل وعلا به عباده، وبين سبحانه أنه إنما خلقهم لها؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21]، وبها أرسل الله الرسل وأنزل بها الكتب قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ ﴾ [النحل: 36]، ولذلك كان كل رسول أول ما يخاطب قومه بقوله: ﴿ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [الأعراف: 59 ، 65 ، 73 ، 85]، فهم يبدؤون دعوتهم بالدعوة إلى التوحيد. وهو أول أركان الإسلام كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمد رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا". فجعل الشهادتين هما الركن الأول من أركان الإسلام وقد بقي النبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة ثلاثة عشرة سنة يدعو الناس إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة قبل أن تفرض عليه الصلوات الخمس كبقية أركان الإسلام ولما بعث معاذ إلى أهل اليمن قال له: إنك تأتي قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فإن هم أجابوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة. • وهو حقُّ الله على عبادِه، وأولُ واجبٍ عليهم من التكالِيف، وعن مُعاذ بن جبلٍ رضي الله عنه قال: كنتُ رديف النبيِّ صلى الله عليه وسلم على حمارٍ فقال لي: يا معاذ، أتدري ما حقّ الله على العباد؟ وما حقّ العباد على الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: فإنَّ حقَّ الله على العباد أن يعبدوه ولا يُشركوا به شيئًا، وحقَّ العباد على الله أن لا يُعذِّب مَن لا يُشرك به شيئًا". • وأولُ ما يُسألُ عنه العبدُ في قبرِه: «من ربُّك؟» أي: من معبُودُك؟ • وهو وصيةُ المُرسَلين: ﴿ وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 132]. وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يُعلِّمُ غِلمانَ الصحابةِ التعلُّقَ بالله وحدَه دون ما سِواه، قال لابنِ عبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: "يا غُلام: إني أُعلِّمُك كلماتٍ: احفَظ اللهَ يحفَظك، احفَظ اللهَ تجِده تُجاهَك، إذا سألتَ فاسأل اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله"(رواه الترمذي). وأمرَنا الله ألا نموتَ إلا عليه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آلعمران:102]. عباد الله: بإفراد العبادة لله ينشرِحُ الصدرُ، ويطمئنُّ القلبُ، ويتحرَّرُ من عبوديَّة الخلقِ، ﴿ فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ﴾ [الأنعام: 125]. وبه تُفرَجُ الهُموم وتُكشَفُ الكُروب: ﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 87]. وهو سببُ الحياة الطيبة؛ بل لا سعادةَ في الدنيا إلا به؛ قال -سبحانه-: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل:97]. والتوحيد هو الذي يُوحِّدُ المُسلمينَ كافة: ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء:92]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ... الخطبة الثانية فقد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على أن من أتى بالتوحيد ومات عليه دخل الجنة، من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: « أمرتُ أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوها حرمت علي دماؤهم وأموالهم إلا بحقها». ومنها حديث عبادة بن الصامت: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل». والتوحيد عبادة الله وحده، والعبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة. فالتوحيد عبادة الله تتضمن القيام بشرائع الاسلام وأركانه فلابد من العمل من صلاة وزكاة وصوم وجميع شرائع الإسلام. وعلى جميع المكلفين أن يلتزموا بأركان الإسلام، التي أعظمها توحيد الله والإخلاص له وترك الإشراك به، وعليهم جميعًا أن يلتزموا بأوامر الله وترك نواهيه سبحانه وتعالى.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |