المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كفايات معلم العربية لغير الناطقين بها


ابوالوليد المسلم
20-08-2021, 10:16 PM
كفايات معلم العربية لغير الناطقين بها


محمد عبد الله الجالي






يَسأل كثير من الإخوة: كيف يمكننا أنْ ندخل مجالَ تدريس العربية لغير النَّاطقين بها؟

وأقول:
إنَّ تعليمَ اللُّغة العربيَّة لغير الناطقين بها أو للناطقين بلغات أخرى، يلزمُه كفاياتٌ ثلاث:
أولًا: الكفاية الأكاديمية:
وهي الإعداد اللُّغوي الذي حصل عليه المعلِّم أثناء دراسته في الجامعة طوال الأربع السنوات، والذي يشمل دراسة فروع اللغة المختلفة؛ كالنَّحو والصَّرف، والبلاغة والعَرُوض، وغير ذلك.

وهذا الإعداد مهمٌّ جدًّا؛ فهو الأرض الصُّلبة التي سيقفُ عليها المعلِّم، وهو الوسيلة التي ستمَكِّنُه من امتلاك أساسيَّات اللُّغة وأدواتها، وهذا الإعداد من وجهة نظري بمثابة المادة الخام قبل الصناعة، التي بدونها لا يكون المُنْتَج.

ثانيًا: الكفاية المهنية (التربوية):
بعد الإعداد الأكاديمي يحتاج المعلم إلى الإعداد التَّربوي، الذي يتمثَّل في معرفة طرائق التَّدريس وإستراتيجيات التَّعلُّم، وتطبيق ذلك عمليًّا أمام الأساتذة التَّربويين المختصِّين، ويشمل الإعدادُ التَّربوي كذلك دراسة موادَّ مهمَّة من وجهة نظري للطالب المعلِّم؛ مثل:
♦ علم النَّفس التربوي: وفيه يتعرَّف الطالبُ المعلمُ بعضَ نظريات التعلُّم، وكيفية صياغة الأهداف التربوية، وغير ذلك.
♦ علم النَّفس النَّمَائي: وفيه يدرس الطالبُ المعلمُ خصائصَ المتعلِّمين النمائية وما تتميز به كلُّ مرحلة من مراحل النمو.
♦ القياس والتقويم التربوي: وفيه يدرس الطالبُ المعلم كيفيةَ إعداد الاختبارات بالصورة التربوية الصحيحة وكيفية تَقْنينها.

وهناك الكثير من الموادِّ التربوية الهامَّة التي لا يَطول المقَام لذكرها.

ثالثًا: الكفاية الثقافية:
تتمثَّل هذه الكفاية في أن يتمتَّع المعلِّم بقَدرٍ معقولٍ ومقبول من الثقافة العامَّة؛ فليس من غير المقبول مثلًا أن يُدَرِّس معلِّمُ العربيَّة لغير الناطقين بها لطلابٍ من بلَد كالهند مثلًا وهو لا يدري شيئًا عن طبيعة هذا البلد؛ من حيثُ اللغات والدَّيَانة، والثَّقافة والحياة هناك... إلخ، فهذا مهمٌّ جدًّا لمعلِّم العربية لغير الناطقين بها، كذلك لا بدَّ أنْ يكون المعلِّم كثيرَ الاطلاع على كلِّ جديد في مجال تعليم العربيَّة لغير الناطقين بها، متابِع للمؤتمرات والنَّدوات التي تُعقد، والكتب التي تُدرس في المجال، ومعرفة أفضلها وأشهرها، ويختار منها الأنسبَ لطلابه.


إنَّ الكفاية الثقافيَّة من وجهة نظري أهم الثلاثة، وليس معنى هذا عدَم أهميَّة الكفايتين السَّابقتين؛ بل إنَّ كلَّ واحدة منهما تُوصِّل للأخرى، أو قائمة على الأخرى، ولكنَّ الكفايةَ الثقافيَّة هي التي تبيِّن ثقافةَ معلمٍ من آخرَ، وعلى أساسها يكون الحبُّ والتفاهم بين المعلِّم وطلابه.