يوم الجمعة خصائص وأحكام - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1430 - عددالزوار : 141176 )           »          معالجات نبوية لداء الرياء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          التربية بالحوار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          صور من فن معالجة أخطاء الأصدقاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          في صحوةِ الغائب: الذِّكر بوابة الحضور (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          آيات السَّكِينة لطلب الطُّمأنينة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العليم, العالم. علام الغيوب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          سبل إحياء الدعوة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          التساؤلات القلبية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الحب الذي لا نراه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-08-2021, 03:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,204
الدولة : Egypt
افتراضي يوم الجمعة خصائص وأحكام

يوم الجمعة خصائص وأحكام [1]















تركي بن إبراهيم الخنيزان




الحمدُ لله خالقِ كلِّ شيءٍ ومبدِعِهِ، له ما في السماواتِ وما في الأرضِ، يخلقُ ما يشاءُ ويختارُ، أحمدُه تعالى حمداً كثيراً مباركاً فيه، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وصفيُّه وخليلُه وخِيرتُه من خَلقِه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمرا: 102].








أما بعد:



أيها المؤمنون.. إنَّ اللهَ -سبحانه وتعالى- قد اصطفى هذِهِ الأمةَ الإسلاميةَ على سائرِ الأُمَمِ، وخَصَّها بخصائِصَ كثيرةٍ، وفضائلَ عديدةٍ، ومناقبَ عظيمةٍ؛ فبعثَ فيها خاتَمَ رُسُلِهِ، وأنزلَ إليها أعظمَ كُتُبِه، ودلَّها على أحسنِ شرائِعِه، حتى غَدَتْ خيرَ أمةٍ أُخرِجت للناس.








ومما خصَّ اللهُ تعالى بهِ هذه الأمةِ ومَيَّزَهَا بِهِ:



هذا اليومَ المجيدَ -يومَ الجُمُعَة- الذي هو سيدُ الأيام، وخِيرَةُ اللهِ منها، إذْ خصَّهُ اللهُ سبحانه بكثيرٍ مِنَ الحَوَادِثِ الكونِيَّةِ، والشَّعائرِ الدينيةِ التي تَمَيَّزَ بها عن سائرِ الأيام.








فمِن خصائِصِه الكونِيَّةِ:



ما رواهُ أبو هريرةُ -رضي الله عنه- عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ".








وقد فَرَضَ اللهُ تعالى على عِبادِه تعظيمَ يومِ الجُمُعةِ، فَضَلَّ اليهودُ؛ فعَظَّمُوا يومَ السبتِ... وضلَّ النصارى؛ فَعَظَّمُوا يومَ الأحَدِ... وهدى اللهُ أمَّةَ الإسلامِ إلى خيرِ الأيامِ وسيِّدِها، يومِ الجُمُعة.








فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَومَ القِيَامَةِ، بَيْدَ أنَّهُمْ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلِنَا، ثُمَّ هذا يَوْمُهُمُ الذي فُرِضَ عليهم، فَاخْتَلَفُوا فِيهِ، فَهَدَانَا اللَّهُ، فَالنَّاسُ لَنَا فيه تَبَعٌ اليَهُودُ غَدًا، والنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ ".



فالحمدُ للهِ الذي هدانا للإسلامِ، وخصَّنا بأشرفِ الأيامِ.








أيها المؤمنون..



وَمِن أبرَزِ خصائصِ هذا اليومِ: صلاةُ الجُمُعَة، التي فَرَضَهَا اللهُ على كلِّ مسلمٍ بالغٍ ذَكَرٍ حُرٍّ، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ [الجمعة: 9].








وتوعّدَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم مَن تَخَلَّفَ عنها بِدُونِ عُذرٍ شَرعيٍّ بالخَتمِ على قَلبِه، فقال: "لَيَنتَهِيَنَّ أقوامٌ عن وَدْعِهُم -أي: تركِهِم- الجُمُعاتِ، أو لَيختمنَّ اللهُ على قلوبِهم، ثم لَيكونُنَّ مِنَ الغافلِينَ". رواه مسلم.








ومَن خُتِم على قلبِهِ؛ ضَعُفَت بَصيرتُه وعَمِيَ قلبُه.. وإذا عَمِيَ القلبُ أظلمَ وانتكسَ، وفاتتهُ خيراتُ الدنيا والآخرةِ -والعياذُ بالله-.



وقد جعل الله -سبحانه وتعالى- صلاةَ الجمعةِ سبباً لتكفيرِ السيئاتِ، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والجُمُعةُ إلى الجمعةِ كفارةٌ لما بينهما، إذا اجتُنِبَت الكبائرُ"








عباد الله..



ولمَّا كانت هذهِ الصلاةُ بهذهِ المنزلةِ وهذهِ المكانةِ؛ فقد خُصَّت بآدابٍ وأحكام، منها ما هو سابقٌ لها، ومنها ما هو في أثنائِها،












فمِنَ الآدابِ السابقةِ:



سُنِّيَّةُ الاغتسالِ والتنظيفِ والتطيُّبِ قَبْلَها -وأفتى بعضُ أهلِ العلمِ بوجوبِ ذلك-، ففي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الغُسْلُ يومَ الجُمُعَةِ واجبٌ على كلِّ محتلِم".








وأخرج الإمامُ أحمد، عن أوسِ بنِ أوس الثقفي -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من غسَّل يومَ الجُمُعَةِ واغتسلَ، ثم بكَّرَ وابتكرَ، ومشى ولم يركبْ، ودنا مِنَ الإمامِ واستمعَ وأنصتَ ولم يلْغُ، كان له بِكُلِّ خُطوَةٍ يَخطُوهَا مِن بيتِهِ إلى المسجدِ عملُ سَنَةٍ، أجرُ صِيامِها وقِيامِها".



ويتأكَّدُ الاغتسالُ في حقِّ من به رائحةٌ يحتاجُ إلى إزالتها؛ حتى لا يؤذِي المصلِّين.












ومن آداب الجُمُعة:



التبكيرُ في المجيءِ إلى صلاةِ الجُمُعةِ، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَقَفَتِ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ، وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ -أي المُبادِر المُبَكِّر- كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ".








ويجبُ على من حَضَرَ الجُمُعةَ أن يُنصِتَ للخُطبة، وألَّا ينشَغِلَ عنها بأيِّ شيءٍ كالعَبَثِ بالسُّجَّادِ أو الجَّوالِ أو غيرِه، لقولِ النبي صلى الله عليه وسلم: «إذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ أَنْصِتْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ» [متفق عليه]، وقولِه صلى الله عليه وسلم: «وَمَنْ مَسَّ الحَصَا فَقَدْ لَغَا» [رواه مسلم].












ومن الآدابِ أثناءَ الخُطبَة:



أنَّ من جاءَ مُتَأخِّراً يجلسُ حيثُ انتهتْ الصفوفُ، ولا يجوزُ له تَخَطِّي رقابِ الناسِ، فقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- رَجُلاً يتخطى رقابَ الناسِ يومَ الجُمُعة، والنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يخطُبُ، فقال له: "اجلسْ فقد آذَيْتَ".







ومن الآدابِ الشرعية:



أنَّ من دخلَ والإمامُ يخطُبُ، فلا يجلسْ حتى يُصلِّيَ ركعتينِ خفيفتين، فعن جابرٍ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا جاءَ أحدُكم الجُمُعَةَ والإمامُ يخطُبُ، فليُصَلِّ ركعتينِ خفيفتينِ، ثم ليجلِس".







ومن الأحكامِ التي ينبغي التنبيهُ عليها:



أن صلاةَ الجُمُعَةِ تُدركُ بإدراكِ ركعةٍ مَعَ الإمام، لقولِه صلى الله عليه وسلم: «مَن أَدْرَكَ ركعةً مِنَ الصَّلاةِ، فَقَد أَدركَ الصَّلاةَ» [متفق عليه].



فَمَنْ أدرَكَ الرُّكُوعَ مَعَ الإمامِ؛ فقد أدركَ الجُمُعة.



وإن لم يُدركِ الرُّكُوعَ مَعَ الإمامِ؛ فإنَّهُ يُصلِّيها أربَعَ رَكَعَاتٍ بِنيّةِ الظُّهر.







رزقنا الله وإياكم التَّأدُّبَ بآدابِ الشرعِ، والأخذِ بأحكامِه ظاهراً وباطناً، واغتنامِ مواسِمِ الخير.



أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم..







الخطبة الثانية



الحمد لله الذي هدانا إلى أحسنِ الأديانِ وسيدِ الأيامِ، وخصَّنا بذلك دونَ سائرِ الأنامِ، والصلاة والسلام على نبينا محمد المبعوثِ رحمةً للعالمين، وعلى آلِه وأصحابه أجمعين.








أما بعد:



أيها المؤمنون.. فإن من الخصائصِ الشرعية التي خُصَّ بها هذا اليومُ: أن فيه ساعةً، لا يوافقُها عبدٌ مسلمٌ يدعو الله تعالى من خير الدنيا والآخرة، إلا أجابَ اللهُ دعاءَه، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إنَّ في الجُمُعَةِ لَساعَةً، لا يُوافِقُها مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ فيها خَيْرًا، إلَّا أعْطاهُ إيَّاهُ"، وقال بِيَدِهِ يُقلِّلُها.








فالمحرومُ من حُرِمَ فضلَ هذا اليومِ، وبركةَ هذِهِ الساعةِ المباركةِ، التي تتكررُ علينا كلَّ أُسبوع.. والمُوفَّقُ مَن وفَّقَهُ الله.








وسُئِل الشيخُ عبدُالعزيزِ بنُ بازٍ -رحمه الله- عن هذه الساعة، فقال:



« أرجح الأقوالِ في ساعةِ الإجابةِ يومَ الجُمُعةِ قولان:



أحدُها: أنها بعدَ العصرِ إلى غُرُوبِ الشمسِ في حقِّ من جَلَسَ ينتظرُ صلاةَ المغرِب، سواء كانَ في المسجدِ أو في بيتِهِ يدعو ربَّه، وسواءً كانَ رجُلاً أو امرأة؛ فهو حريٌّ بالإجابة.








الثاني: أنها من حينِ يجلسُ الإمامُ على المنبرِ للخُطبةِ يومَ الجُمُعة إلى أن تُقضَى الصلاة.



فالدعاءُ في هذيْنِ الوقتينِ حريٌّ بالإجابة، وهذانِ الوقتانِ هُمَا أحرى ساعاتِ الإجابةِ يومَ الجمعة». انتهى كلامه رحمه الله.








ومما يُستحبُّ ليلةَ الجُمُعةِ ويومَ الجُمُعة: الإكثارُ من الصلاةِ على النبي صلى الله عليه وسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ مِن أفضلِ أيَّامِكم يومَ الجُمعةِ، فيه خلَق اللهُ آدَمَ، وفيه قُبِض، وفيه النَّفخةُ، وفيه الصَّعقةُ، فأكثِرُوا عَلَيَّ مِن الصَّلاةِ فيه؛ فإنَّ صلاتَكم معرُوضَةٌ عَلَيَّ» [رواه أبوداود وصححه الألباني].







فاللهمَّ صلِّ على مُحمَّدٍ وعلى آلِ محمد...







[1] استفدت من خطبة: (يوم الجمعة سيد الأيام) للشيخ خالد بن عبد الله المصلح.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.23 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.84%)]