التداوي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 122880 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77571 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48994 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61485 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42875 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 14-08-2021, 01:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي التداوي

التداوي

سالم بن محمد الغيلي

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم ما تعاقبت الليالي والأيام.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [سورة آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [سورة النساء:1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [سورة الأحزاب:70].

عباد الله:
ما أعظم نعمة الصحة والعافية لا يوازيها أي ثمن ولا أعظم منها نعمة بعد نعمة الإسلام، والحياة بدون نعمة العافية والصحة لا معنى لها حتى ولو وجد معها نعم أخرى مثل نعمة المال أو الولد أو المنصب فهي لا تساوي شيئًا بدون نعمة الصحة والعافية.

العافية - عافانا الله جميعًا - تكون في الدين وتكون في البدن، عافية الدين أن تكون معافىً في دينك من البدعة والشبهة والمعصية وتعدي حدود الله، "ولا تجعل مصيبتنا في ديننا" فمصيبة الدين اعظم المصائب، وماذا تفعل بالمال والمنصب والدنيا كلها ودينك مختل ومعتل ومصاب؟.

وأما عافية البدن فلا غنى لنا عنها ولا تصلح الحياة إلا بها وإذا اختلت ونقصت اختل معها كل شيء ونقص فلا كمال عبادة ولا كمال سعادة، وإن الله تبارك وتعالى شرع لنا في حال الاختلال والنقص في عافية الدين وعافية البدن أن نسعى للصلاح واصلاح الفساد.

فإذا اختلت عافية المسلم في دينه فعليه أن يراجع نفسه ويحاسبها ويعاتبها، عليه أن يتوب ويستغفر ويرجع إلى ربه، ﴿ فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴾ [الذاريات: 50]، وبهذا تأتي عافية الدين وما أعظمها.

وعافية البدن إذا اختلت أو نقصت فقد شرع الله لنا التداوي بالأمور المباحة، قال أسامة بن شريك: « قالَتِ الأعرابُ: يا رسولَ اللَّهِ ألا نَتداوى قالَ : نعَم يا عبادَ اللَّهِ تداوَوا فإنَّ اللَّهَ لم يضَعْ داءً إلَّا وضعَ لَهُ شفاءً أو دواءً إلَّا داءً واحدًا فَقالوا: يا رسولَ اللَّهِ وما هوَ قالَ: الهرمُ) صحيح الترمذي للألباني، وقال صلى الله عليه وسلم: (ما أنزل اللهُ داءً، إلا قد أنزل له شفاءٌ، علِمَه من علِمَه، و جَهِلَه من جَهِلَه)؛ السلسلة الصحيحة للألباني.


وعافية الأبدان تذهب بآفتين اثنتين: إما مرض روحي أو مرض بدني.

المرض الروحي علاجه في القرآن وفي سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ ﴿ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾ [الرعد: 28]، إذا وقعت الأمراض الروحية مثل: العين، والحسد، والسحر، والمس، والنظرة، والاكتئاب والعصبية الزائدة، فلا نذهب إلا إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والدعاء، عليك بالمبادرة فورًا في حال وقوع شيء منها لا تنتظر ولا تتهرب ولا تتحامل على نفسك لأنك كلما تأخرت في علاجها كلما كان الأمر أصعب لأنها بدون العلاج تزيد وتزيد، حتى يخرج لها آثارًا مدمرة على البدن مثل الأورام وضعف النظر وفشل الكلى وفقدان الذاكرة وتسمم البدن كله، وكم رأينا من أصيب بمرض روحي وقعد يتحامل على نفسه ويصبر صبرًا ليس في محله حتى فات الأوان وظهر بدل المرض أمراض وأسقام وأدواء وكان بالإمكان أن يتداركها في بداية الأمر، ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الإسراء: 82]، ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ﴾ [الشعراء: 80]، ﴿ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ، وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ ﴾ [التوبة: 14 ، 15].

قال ابن القيم - رحمه الله -: "إنَ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ يَكْتُبُ عَلَى جَبْهَتِهِ: ﴿ وَقِيلَ يَاأَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاءُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ ﴾ [هود: 44]. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَتَبْتُهَا لِغَيْرِ وَاحِدٍ فَبَرَأَ، فَقَالَ: وَلَا يَجُوزُ كِتَابَتُهَا بِدَمِ الرَّاعِفِ، كَمَا يَفْعَلُهُ الْجُهَّالُ، فَإِنَّ الدَّمَ نَجِسٌ، فَلَا يَجُوزُ أَنْ يُكْتَبَ بِهِ كَلَامُ اللَّهِ تَعَالَى". [4 / ص328 - زاد المعاد في هدي خير العباد - كتاب للرعاف - المكتبة الشاملة الحديثة].

وقال ابن القيم - رحمه الله -: "كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني، وذلك في أثناء الطواف وغيره فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم فكأنه حصاة تسقط، جرّبت ذلك مرارًا عديدة، وكنت آخذ قدحًا من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مرارًا فأشربه فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء" انتهى (مدارج السالكين: [1/58].

فعندنا في القرآن وفي السنة دواء لكل داء إلا الهرم والموت وبعض الأمراض البدنية التي يجب أن يتدخل فيها الطب المدني.

ومن أصيب بمرض روحي فليحذر من الذهاب للسحرة والكهان وكثير ممن يسمون المسادات أو الممرخات فإنهم لا يملكون الدواء بل يزيدون الداء والتعب والعناء.

حمانا الله وإياكم ومتعنا بعافية الدين والبدن.

اقول ما تسمعون...

الخطبة الثانية
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه كما يحب ربنا ويرضى.

عباد الله:
وعلاج الأمراض البدنية مشروع ومطلوب وميسر بإذن الله تعالى، ميسر في الطب النبوي وفي الطب المدني الحالي، وقد دلنا النبي صلى الله عليه وسلم على الحجامة والكي والقسط الهندي والإثمد، قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أمْثَلَ ما تَدَاوَيْتُمْ به الحِجَامَةُ، والقُسْطُ البَحْرِيُّ... الحديث)؛ [صحيح البخاري].

وقال صلى الله عليه وسلم: (علَيْكُم بهذا العُودِ الهِنْدِيِّ، فإنَّ فيه سَبْعَةَ أشْفِيَةٍ... الحديث)؛ [صحيح البخاري ومسلم].

وكذلك الحبة السوداء: عن عائشة رضي الله عنها أنّها سمعت الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إنَّ هذِه الحَبَّةَ السَّوْدَاءَ شِفَاءٌ مِن كُلِّ دَاءٍ، إلَّا مِنَ السَّامِ قُلتُ: وما السَّامُ؟ قَالَ: المَوْتُ... الحديث)؛ [صحيح البخاري].

وكذلك التلبينة: قال صلى الله عليه وسلم: (التَّلْبِينَةُ مُجِمَّةٌ لِفُؤادِ المَرِيضِ، تَذْهَبُ ببَعْضِ الحُزْنِ...الحديث)؛ [البخاري].

ولكن يجب على من يتناول تلك الأعشاب ألَّا يبالغ في كميتها حتى لا تؤثر ولا تضر.

أما الطب الحديث أو المدني فهو من نعم الله علينا وعلى الناس لعلاج كثير من حالات المرضى وأوجاعهم.

والوباء كرونا الذي يمر بدول العالم اليوم قد يسر الله له دواءً ولقاحًا يكافحه، وقد وصل بفضل الله ثم بفضل المسؤولين في بلدنا بذلوا فيه الجهد والمال، وقد وصل إلينا ويعطى مجانًا للمواطنين والمقيمين على حساب الدولة أيدها الله وحماها، وهو دواء فعال وآمن بإذن الله تعالى، فما على الجميع إلا تلقي جرعاته في المستشفيات الحكومية، وقد ناقشت أحد الأطباء عن هذا العلاج فذكر لي أنه آمن ومعتمد بإذن الله تعالى.

فلا داعي للإشاعات والإرجاف والمخاوف وعلى من أراد الاستفسار أن يأخذ المعلومات من مصادرها مثل وزارة الصحة المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية التابعة لها.

نسأل الله بمنه وكرمه أن يديم عفوه وعافيته على بلادنا وولاتها وأهلها وعلى بلدان المسلمين عامة وأن يصرف عنا الوبا والربا والزلازل والمحن.

وصلوا وسلموا...


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 69.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 67.33 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.49%)]