اليوم رأيت معلمي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52014 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45815 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64221 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155231 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-08-2021, 12:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي اليوم رأيت معلمي

اليوم رأيت معلمي


نصر بن إبراهيم بركات






وبعد:


فقد كنت كتبتُ منذ مدة عن مدارس النصارى وأثرها الخطير على أولاد المسلمين، وكتبت خلال ذلك عن تجربة شخصية مررتُ بها عند بدء التحاقي بالدراسة النظامية[1]، التي بدأتْ مع الصف الأول الابتدائي؛ حيث لم يُقدَّر لي أن ألتحق بأيِّ دار من دور رياض الأطفال (الحضانة).




كانت تلك التجربة (الرائعة) تدور حول (الحب الثاني) في حياتي - بعد حبِّ أمي - وهو حبِّي لمعلمتي الفاضلة (ميرفت)، التي تلقَّتْني منذ دخول الفصل الدراسي بالبِشر والترحاب، والرَّأفة والحنان البالغ؛ فرأيت فيها معانيَ الأمومة قبل معاني التعليم!




في الحقيقة لم تكن معلمتي (ميرفت) فقط من ترك فيَّ هذا الأثر (الرائع) والذكرى الجميلة، بل هناك معلم آخر درَّسني عامًا واحدًا - تقريبًا - (وأنا في الصف الثاني أو الثالث الابتدائي)، وكان حينها شابًّا متديِّنًا، في مطلع العشرينيات من عمره، لم يَطُلْ مكثُه معنا؛ فسرعان ما تمَّ نقله إلى مدينته، وتركنا بعد أن ترك لنا ذكراه الجميلة!




تميز معلِّمي هذا بصفات جميلة، نقشتْ ذكراه في قلبي، بل لا أزالُ أذكر صورته بالتفصيل: طوله، وحجمه، ولونه، لحيته، و"تسريحة" شعره، وغير ذلك؛ فقد كان من شأنه أنه - رغم صغر سنِّنا - كان صبورًا رؤوفًا، شديد الحرص على تعليمنا الوضوء والصلاة، وتحديثنا عن الله تعالى.




ثم مضت السنون، وتغيرت الأحوال!

منذ يومين فقط (أي: بعد نحو من 28 عامًا أو يزيد) كنتُ أحاضر في عُرس في أحد المساجد، وبعد انتهاء المحاضرة جاءني رجل (خمسينِيٌّ) من الحضور، فمدح المحاضرة مُجامِلاً، ثم سألني عن اسمي، فأخبرته!



فقال لي: أظن أني رأيتك قبل ذلك؟!

فأجبته (ممازحًا): وأنا أيضًا.

فقال: من أي المدن أنت؟

فأخبرته!

فقال: ما اسم مدرستك الابتدائية التي درست فيها؟

فأخبرته وأنا يتصاعد عجبي!

فقال: لقد درَّستُ لك فيها!




حينها نظرتُ في وجهه متعجِّبًا، وبدأت أُدقِّقُ في عينيه وصورته الجديدة التي لم تنجح في مواراة ملامحه القديمة المحفورة في ذهني، بل في قلبي، وقلتُ في لهفة: أستاذ أشرف؟!

قال: نعم.




لا أدري لماذا ارتميتُ في حضنه، مُقبِّلاً وجهه وجبينه، وقد غمرتني فرحة لم أعهدها منذ سنين!

سألته مُتعحِّبًا: كيف عرفتني؟!

فقال: أنا لا أنسى أولادي!




قلت: لا يمكن؛ فأنا قد تغيَّرت تمامًا: السن، الملابس، اللحية، كلُّ شيء!

فقال: عرفتُك من عينيك! ثم قصَّ عليَّ قصةً حدثت بيننا (تذكرتُها أنا بصعوبة)، كانت سببًا في حفر صورتي في ذهنه!




ثم أفقتُ بسرعة لأجد هذه فرصةً عظيمة لأسأله عن معلمتي (ميرفت)، فتذكرها على الفور، وأخبرني أنها بخير، وأنها أختُ أحد أصدقائه الأفاضل!




فأوصيته بإبلاغها سلامي، ووقفت أنظر إليه بعيني وقد جال في ذكراها خاطري، ثم تبادلنا التحيات وانصرفنا، لأفاجَأَ بأني - بكل أسف - لم آخذ رقم هاتفه، بل حتى لم أسأله عن بقية اسمه!




لا أدري لماذا أقصُّ هذه القصة التي قد تبدو تافهة! ولا أدري لماذا أكتبها! نعم، لا أدري!

لكن لعلِّي لم أحتمل تلك المشاعر أن أحملها وحدي.

لعلِّي أردت أن أبثها غيري؛ عسى أن تخمد نار شوقي وحبي!

فسبحان الله!




أي عظمة بلغها هذان المعلِّمان، تركَتْ في نفسي ذلك الحبَّ وتلك الأشواق، مع كثرة مُعلِّمِيَّ، بدءًا من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة؟! وداخل أسوار الدراسة النظامية وخارجها؟!




فاللهم اغفر لمعلميَّ، واحفظهم من كل مكروه وسوء، وبارك في ذراريهم، وارفعهم في الدنيا والآخرة، وصلِّ على كلِّ معلم للناس الخير، آمين.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 54.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 53.19 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.04%)]