|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() اتق الله حيثما كنت يحيى بن إبراهيم الشيخي الخطبة الأولى الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: عباد الله: أوصبكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. عباد الله: اليوم سنتحدث عن شرح حديث عظيم يتحدث عن تقوى الله تعالى، وأين تكون هذه التقوى وكيف يعززها. عن أبي ذرٍ جُنْدبِ بن جُنادة، وأبي عبد الرحمن معاذ بنِ جبلٍ، رضي الله عنهما، عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: «اتَّقِ اللهَ حيثما كنتَ، وأتْبعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تمحُها، وخالقِ النَّاسَ بخُلقٍ حَسَن». رواه الترمذيُّ وقال: حديثٌ حسَنٌ. قال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله-: هذا الحديثُ من أحاديثِ الأربعين النوويَّةِ للمؤلف رحمه الله، وفيه أنَّ النبي صلي الله عليه وسلم أوصى بثلاث وصايا عظيمة: «الوصية الأولى»: قال: «اتَّقِ اللهَ حيثما كُنتَ»، وتقوى الله هي اجتناب المحارم، وفعل الأوامر. هذه هي التقوى! أن تفعل ما أمرك الله به إخلاصًا لله، واتِّباعًا لرسول الله صلي الله عليه وسلم، وأن تترك ما نهى الله عنه امتثالًا لنهي الله - عزَّ وجلَّ - وتنزُّهًا عن محارمِ الله، فتقومُ بما أوجب الله عليك في أعظمِ أركانِ الإسلامِ بعد الشهادتينِ وهي الصلاة، فتأتي بها كاملةً بشروطها وأركانها وواجباتها وتكملها بالمكملات، فمن أخلَّ بشيءٍ من شُروطِ الصَّلاة أو واجباتها أو أركانها فإنَّه لم يتَّقِ الله، بل نقَصَ من تقواهُ بقدرِ ما ترك ما أمر الله به في صلاته، وفي الزكاة تقوى الله فيها إن تُحصي جميعَ أموالِكَ التي فيها الزكاةُ وتخرج زكاتك طيِّبةً بها نفسُكَ من غير بُخلٍ ولا تقتيرٍ ولا تأخير، فمن لم يفعلْ فإنَّه لم يتَّقِ الله. وفي الصيام تأتى بالصَّوم كما ُأمرت، مجتنبًا فيه اللَّغو والرَّفثَ والصَّخَبَ والغيبةَ والنميمةَ، وغيرَ ذلك ممّا ينقصُ الصَّومَ ويُزيلُ روحَ الصَّوم ومعناه الحقيقيَّ، وهو الصومُ عما حرَّم الله عز وجل. وهكذا بقيَّةُ الواجبات تقومُ بها طاعةً لله، وامتثالًا لأمره، وإخلاصًا له، واتِّباعًا لرسوله، وكذلك في المنهيَّات تتركُ ما نهي الله عنه، امتثالًا لنهي الله - عز وجل - حيث نهاك فانتِه. «الوصية الثانية»: « أتْبعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمْحُها»؛ أي: إذا عملتَ سيِّئةً فأتبعها بحَسَنةٍ، فإنَّ الحسنات يُذهِبْنَ السيِّئات، ومن الحسنات بعد السيئات أن تتوبَ إلى الله من السيئات فإنَّ التوبة من أفضل الحسنات، كما قال الله عزَّ وجلَّ: ﴿إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: 222]، وقال الله تعالى: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيُّهَا المُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31]. وكذلك الأعمالُ الصَّالحةُ تكفِّر السيئات، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: «الصَّلواتُ الخَمْسُ، والجُمُعةُ إلى الجمعةِ، ورمضانُ إلى رمضان، مُكفِّراتٌ ما بينهنَّ إذا اجْتَنبَ الكبائر». وقال: «العُمْرةُ إلى العُمْرةِ كفَّارةٌ لما بينهما»، فالحسنات يُذْهِبْنَ السيِّئات. « الوصية الثالثة »: « خالقِ النَّاسَ بخُلقٍ حَسَن! ». الوصيَّتان الأُوْليتانِ في ُمعاملةِ الخالق، والثَّالثةُ في مُعامَلةِ الخَلْق، أنْ تُعاملهم بخُلقٍ حسنٍ تُحْمدُ عليه ولا تُذَمُّ فيه، وذلك بِطلاقةِ الوجهِ، وصِدقِ القول، وحُسْنِ المخاطبة، وغير ذلك من الأخلاق الحَسنَة. وقد جاءتِ النُّصوصُ الكثيرة في فضل الخُلق الحسن، حتى قال النبي عليه الصلاة والسلام: «أكملُ المؤمنينَ إيمانًا أحسَنُهم خُلُقًا»، وأخبر أن أولى الناس به صلي الله عليه وسلم وأقربهم منه منزلةً يوم القيامة أحسنهم أخلاقًا. فالأخلاق الحسنة مع كونها مسلكًا حسنًا في المجتمع ويكونُ صاحبُها محبوبًا إلى الناسِ فيها أجرٌ عظيمٌ ينالهُ الإنسانُ يوم القيامة. فاحفظْ هذه الوصايا الثلاثَ من النبي صلي الله عليه وسلم: اتَّقِ الله حيثما كنت، وأتبعِ السيئةَ الحسنةَ تمْحُها، وخالقِ النّاس بخلقٍ حسَنٍ. والله الموفق. الخطبة الثانية الحمد لله حمدًا كثيرًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. أمَّا بعد: نستفيد من حديث "اتق الله حيثما كنت..." أن التقوى المعنية هي تقوى الله في السر والعلانية حيث يراه الناس وحيث لا يرونه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: « أسألك خشيتك في الغيب والشهادة » رواه النسائي. ويروى في البزار أنه قال لمعاذ: « استحيي من الله استحياء رجل ذي هيبة من أهلك ». وهذا هو السبب الموجب لخشية الله في السر فإن من علم أن الله يراه حيث كان وأنه مطلع على باطنه وظاهره وسره وعلانيته استحضر ذلك في خلواته وأوجب له ذلك ترك المعاصي في السر. قال الشافعي: (أعز الأشياء ثلاثة الجود من قلة والورع في خلوة وكلمة الحق عند من يرجى ويخاف). وكان الإمام أحمد ينشد: إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا ![]() تقل خلوت ولكن قل علي رقيبُ ![]() ولا تحسبن الله يغفل ساعة ![]() ولا أن ما يخفى عليه يغيب ![]() وهذه رسالة لكل من يُظهر تقوى الله أمام الناس وإذا سافر إلى بلاد بعيدة عن أنظار الناس. وتقوى الله في السر علامة على كمال الإيمان وله تأثير عظيم في انشراح الصدر ونور الوجه وراحة البال وإلقاء الله لصاحبه الثناء والمحبة في قلوب المؤمنين. قال ابن مسعود: (ما أسر عبد سريرة إلا ألبسه الله ردائها علانية إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر). وقال سليمان التيمي: (إن الرجل ليصيب الذنب في السر فيصبح وعليه مذلته). فالسعيد من أصلح ما بينه وبين الله فإن من فعل ذلك أصلح الله ما بينه وبين الناس وألقى محبته وثناءه على لسان الخلق وجعل له القبول في الأرض. والشقي من أفسد ما بينه وبين الله ومن فعل ذلك أفسد الله ما بينه وبين الناس وألقى بغضه وذمه على لسان الخلق وجعل له الجفاء في الأرض. فاتقوا الله عباد الله وصلوا وسلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |