|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() ترك اللطف عند التأديب من أساليب تعديل السلوك بدر بن جزاع بن نايف النماصي الخطأ من طبيعة النفس البشرية، ولا يسلم الإنسان - كائنًا من كان - من الوقوع في الخطأ، والمعصوم من عصمه الله تعالى؛ لذا فإن المعلم سيكتشف بين تلاميذه كثيرًا من السلوكات الخاطئة التي لا بد له من معالجتها، خصوصًا إذا علمنا أن المعلم هو المرشد الأول، الذي يتحكم بسير العملية التعليمية داخل الموقف التعليمي. ترك اللطف عند التأديب: يشير ابن مفلح المقدسي - رحمه الله - إلى أن من طرق تعديل السلوك الخاطئ تَرْكَ اللطف فقط، وقد كان هذا منهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع عائشة - رضي الله عنها - في حادثة الإفك وقبل أن تنزل براءتُها؛ يقول المصنف - رحمه الله -: "ولم أجد في قصة الإفك هذا، بل كان قبل أن يأذن لها أن تذهب إلى بيت أبيها إذا دخل عليها يسلِّم ثم يقول: ((كيف تِيكم؟))، ففي هذا ترك اللُّطف فقط"[1]. فدل ذلك على أن ترك اللطف فقط في معالجة المشكلات منهجٌ نبوي ثابت، نستفيد منه في علاج السلوك غير السوي، وليس المراد من ترك اللطف أن يسمح للمعلم بإلقاء الكلمات النابية على التلاميذ، بل ينبغي على المعلم أن يتجنب عيب التلميذ المخطئ بالكلمات المحرجة، أو النبز بألقاب تجرح التلميذ بين زملائه، والله تعالى قد وجهنا إلى ذلك في كتابه الكريم فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ﴾ [الحجرات: 11]، يشير إلى ذلك المصنف - رحمه الله - فيقول: "ويُكرَه عيب المخطئ؛ لحصول المصلحة بدونه، مع ما فيه من كثرة الأذى"[2]. [1] (المرجع السابق): ج1. ص230. [2] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2. ص176.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |