أساليب التعزيز في التعليم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الهوية الإمبريالية للحرب الصليبية في الشرق الأوسط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          «ابن الجنرال» ونهاية الحُلم الصهيوني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          التغيير في العلاقات الأمريكية الروسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          هل اقتربت نهاية المشروع الإيراني؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الشيخ عثمان دي فودي: رائد حركات الإصلاح الديني في إفريقيا الغربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          دور العلماء الرّواة والكُتّاب في نشأة البلاغة العربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مرصد الأحداث (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          وقفات مع قول الله تعالى: ﴿وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          أصحّ ما في الباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          التدريب على العجز!! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-07-2021, 02:01 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,446
الدولة : Egypt
افتراضي أساليب التعزيز في التعليم

أساليب التعزيز في التعليم


بدر بن جزاع بن نايف النماصي





"يتجه التعليم المعاصر إلى تشجيع الطلاب على المبادرة، والفردية، والتلقائية في النقاش، والجرأة في الحوار، ومساعدة المتعلمين على إبراز ما لديهم من معلومات، وقدرات، وأسئلة، وأفكار، وإبداعات، وهذه المبادئ لا بد من أن تنطلق من المعلِّم"[1].


وبعد أن انتشر التعليم على شكله في الوقت الحاضر، تحول التعليم في حِقبة من الزمن إلى ما يشبه السجن في الصرامة والشدة، واستخدام الأساليب القمعية التي لا تصلح أن يتعامل بها مع التلاميذ، فتجاوزت الحد، وأخرجت تلاميذَ حمَل بعضهم صفات التوتر والخنوع وعدم الثقة بالنفس، مع كراهة شديدة للتعليم، فلم تأتِ المخرجات حسب ما خطط لها، وصار هذا الأسلوب القمعي سببًا من الأسباب التي أدت إلى تسرُّب بعض التلاميذ من المدارس، وسببًا من الأسباب التي أثرت على مخرجات التعليم لدينا كما أشارت إليه بعض الدراسات.


وأسلوب التعزيز، منهج نبوي جاء به الكتاب والسنة؛ يقول الله تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159]، قال أبو جعفر بن جرير الطبري - رحمه الله -: وأما قوله: ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159]، فإنه يعني بـ: "الفظ" الجافي، وبـ: "الغليظ القلب": القاسي القلب، غير ذي رحمة ولا رأفة، وكذلك كانت صفته صلى الله عليه وسلم، كما وصفه الله به: ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].


فتأويل الكلام: فبرحمةِ الله، يا محمد، ورأفتِه بك وبمن آمن بك من أصحابك "لِنْتَ لَهُمْ"، لأتباعك وأصحابك، فسهُلت لهم خلائقك، وحسُنت لهم أخلاقك، حتى احتملتَ أذَى من نالك منهم أذاه، وعفوتَ عن ذي الجرم منهم جرمه، وأغضيت عن كثير ممن لو جفوت به وأغلظت عليه لتركك ففارقك ولم يتبعك، ولا ما بُعثتَ به من الرحمة، ولكن الله رحمهم ورحمك معهم، فبرحمة من الله لنت لهم"[2]، وعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((إن الرِّفقَ لا يكون في شيء إلا زانَه، ولا يُنزَع من شيء إلا شانه))؛ رواه مسلم[3]، وقد ذكر المصنف كثيرًا من الأساليب، سيتعرض الباحث لبعض منها:
من أساليب التعزيز: استخدام الكلام اللطيف الحسن مع التلاميذ، يشير إلى ذلك ابن مفلح - رحمه الله - بقوله: "قال الأعمش: كان ابن مسعود إذا جاءه أصحابه قال: أنتم جَلاء قلبي"[4].


من أساليب التعزيز: استخدام الهدية مع الصغار، وهذا منهجٌ نبوي يشير إليه ابن مفلح - رحمه الله - بقوله: "وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم خالد خميصةً سوداء، وقال: ((أَبْلِي وأَخْلقي يا أمَّ خالد، هذا سَنَا))"، قال ذلك مرتين، والسَّنَا بلسان الحبشة: حسنٌ؛ رواه البخاري[5]، وأشار المصنف - رحمه الله - إلى أن الهدية تقع في نفوس الصغار موقعًا عظيمًا، فيقول: "وأنه يخص بذلك (يعني: الهدية) أو بعضه من يحضره من الصغار؛ لأنه يقع لذلك موقعًا عظيمًا بخلاف الكبار، وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بأول الثمر فيقول: ((اللهم بارك لنا في مدينتنا، وفي مُدِّنا، وفي صاعنا، وفي ثمارنا، بركةً مع بركة، ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان))"[6].


وكثير من علماء هذه الأمة، انتشرت علومهم، وتلقاها الناس بالقَبول، والرضا عن أولئك العلماء؛ كالأئمة الأربعة وغيرهم من العلماء العاملين، بسبب تحبيبهم العلمَ للناس بأخلاقهم التي استلهموها من سيرة النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأخلاقِه الطاهرة.


من أساليب التعزيز: مدح التلميذ المجتهد، والثناء عليه أمام زملائه؛ ليزيد من اجتهاده، ويجتهد زملاؤه كما اجتهد، وهذه الطريقة في المدح ليست مذمومةً في الشرع؛ لأنها مدح في شيء حسن وأمر محمود، ألا وهو التنافس في العلم؛ وذلك لترغيب المتعلمين فيه، وتحريضهم عليه، وقد قال ابن مفلح - رحمه الله -: "قال أبو بكرة: أثنى رجل على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ويلك قطعتَ عنق صاحبك ثلاثًا))، ثم قال: ((من كان منكم مادحًا أخاه لا محالة، فليقل: أحسب فلانًا، والله حسيبه، ولا يزكي على الله أحدًا، أحسب كذا وكذا، إن كان يعلم ذلك منه))؛ رواه أحمد والبخاري ومسلم، وقال في النهاية: وأراد بالمدَّاحين الذين اتخذوا مدح الناس عادةً، وجعلوه بضاعةً يستأكلون به الممدوح، فأما من مدَح على الفعل الحسن والأمر المحمود ترغيبًا في أمثاله وتحريضًا للناس على الاقتداء به في أشباهه، فليس بمداح، وإن كان قد صار مادحًا بما تكلم به من جميل القول، كذا قال"[7].


بل قد أشار المصنف - رحمه الله - إلى هذه الطريقة في التحفيز المعنوي للمتعلمين؛ قال المصنف - رحمه الله -: "ثم إن أصاب واحد وأخطأ غيره، جاز مدح المصيب؛ لتزداد رغبته وحرصه، ويجتهد أيضًا المخطئ"[8].


[1] الرباح، عبداللطيف عبدالعزيز الرباح: آداب المعلم عند ابن الحاج العبدري. (مرجع سابق). ص27.

[2] الطبري، محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري. جامع البيان في تأويل القرآن. تحقيق أحمد محمد شاكر. مؤسسة الرسالة. ط1. 1420 هـ - 2000 م. ج7. ص341.

[3] مسلم، مسلم بن الحجاج النيسابوري. المسند الصحيح المختصر (مرجع سابق) باب: فضل الرفق. ج4. ص 2004. رقم الحديث (2594).

[4] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج1. ص295.

[5] (المرجع السابق): ج4. ص103.

[6] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج1. ص382.

[7] (المرجع السابق): ج4. ص103.

[8] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2. ص176.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.16 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.50 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.20%)]