|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() التنوع والتوازن بين المقررات التعليمية بدر بن جزاع بن نايف النماصي يقرِّر ابن مفلح - رحمه الله تعالى - أنه ينبغي تعلم شتى فروع المعرفة، وعدم الاقتصار على جانب واحد من جوانب العلم والمعرفة، أو الاقتصار على الجانب الشرعي منها فقط، فأشار إلى أنه ينبغي التنوع بين العلوم المختلفة، بل إنه - رحمه الله - أوجب مبدأ التنوع والتوازن بين العلوم، وجعل ذلك من مهمة الآباء في بعض المواضع؛ قال - رحمه الله -: "وكان يقال: من تمام ما يجب للأبناء على الآباء تعليمُ الكتابة والحساب والسباحة"[1]، وأشار إلى هذا التنوع في موضع آخر، فقد نقل عن الحجاج أنه قال "لمعلم ولده: علِّم ولدي السباحة قبل أن تعلمهم الكتابة؛ فإنهم يجدون من يكتب عنهم، ولا يجدون من يسبح عنهم"[2]، وقد صرح - رحمه الله تعالى - بهذا التنوع فيما نقله عن ابن هبيرة أنه قال: "علم الحساب والطب والفلاحة فرض على الكفاية"[3]، ونقل أيضًا عن الغزالي في كتابه فاتحة العلم أنه قال: "علم الطب فرض كفاية، وإنه لا يجوز ترك المداواة، وقد قال حرملة: سمعت الشافعي يقول: شيئان أغفلهما الناس: العربية والطب، وقال الربيع: سمعت الشافعي يقول: العلم علمان: علم الأديان، وعلم الأبدان"[4]. فعِلم الأديان يختص بمعرفة الشرائع الإلهية المتلقاة عن طريق الوحي، أو ما تعبَّد به بعضُ البشر من عبادات لم ينزل بها الله من سلطان، كل هذه داخلة في علم الأديان، أما علم الأبدان فهو العلم الذي يعرف منه أحوال البدن الإنساني لعلاج الأمراض التي تعتريه بدنيًّا ونفسيّا، وحفظ الصحة عليها، وهاتان النعمتان محسود عليهما الإنسان؛ نعمة الأديان، ونعمة الأبدان، وقد أشار المصنف - رحمه الله - إلى هذين العلمين، وأنه ينبغي الاهتمام بهما، والتكامل بينهما، وهذا منطلق تربوي تنطلق منه التربية الإسلامية في تربية وتنشئة أفرادها، حيث التكامل بين متطلبات الروح والجسد، وهو يؤكد العلاقة الوطيدة بين هذين المطلبين اللذين لا يمكن للإنسان الاستغناء عن أحدهما. وكذلك أشار ابن مفلح - رحمه الله - في موضع آخر إلى التنوع والتوازن في المقررات، فقال - رحمه الله -: "ومنها تعليم الكتاب والسنَّة وسائر العلوم الشرعية وما يتعلق بها من حساب ونحوه بشرطه"[5]، وقال أيضًا في موضع آخر: "وذكر ابن هبيرة - رحمه الله - أن علم الطب فرض على الكفاية، وهذا غريب في المذهب"[6]، وكل ما سبق ذكره يشير إلى التنوع والتوازن بين المقررات. وقد نقل - رحمه الله - عن أحمد في المسند: "أن عروة كان يقول لعائشة: "يا أمتاه، لا أعجب من فِقهك، أقول: زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة أبي بكر، ولا أعجب من عِلمك بالشِّعر وأيام الناس، أقول: ابنة أبي بكر، وكان أعلمَ الناس أو من أعلمِ الناس، ولكن أعجب من علمك بالطب، كيف هو؟ ومن أين هو؟ قال: فضربت على منكبيه، وقالت: أي عُرَيَّة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسقم عند آخر عمره، وكانت تقدَمُ عليه وفود العرب من كل وجه، فكانت تنعت له الأنعات، وكنت أعالجها؛ فمن ثَم علمتُ"[7]، وهذه الرواية تبين اهتمام الصحابة رضوان الله عليهم بالطب، وهذا واضح فيما نقله ابن مفلح - رحمه الله - عن عائشة رضي الله عنها، ويتضح في هذه الرواية التنوعُ والتوازن بين العلوم عند عائشة - رضي الله عنها. [1] (المرجع السابق): ج2. ص84. [2] (المرجع السابق): ج2. ص85. [3] (المرجع السابق): ج2. ص483. [4] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2. ص484. [5] (المرجع السابق): ج4. ص211. [6] (المرجع السابق): ج4. ص212. [7] المقدسي، محمد بن مفلح المقدسي. الآداب الشرعية. (مرجع سابق). ج2. ص484 - 485.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |