أصل الخير وفصله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311343 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2041925 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 131956 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-07-2021, 03:29 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي أصل الخير وفصله

أصل الخير وفصله












العلم والإيمان





مالك بن محمد بن أحمد أبو دية




الخطبة الأولى



الحمد لله، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2]، وأشهد أن لا إله إلا الله، ﴿ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ ﴾ [الرعد: 14]، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ﴿ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40]، البشير النذير، السراج المنير، اللهم صلِّ وسلم عليه، وعلى آله وصحبه والتابعين؛ أما بعد:







فيا أيها المؤمنون عباد الله، اتقوا الله حق التقوى، واستمسكوا بالعروة الوثقى، ﴿ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 256]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].







أيها المسلمون:



إن الخير كله أصلَه وفصلَه منحصرٌ في العلم والإيمان، واتباع السنة والقرآن؛ قال ربنا الرحيم الرحمن: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11]، وقال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ ﴾ [الروم: 56]، وقال سبحانه: ﴿ لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ [النساء: 162]، فالعلم والإيمان صِنوان في باب الخير وقرينان.







وليس الإيمان مجرد التصديق والإقرار، فقد صدَّق إبليس وأقرَّ وهو رأس الكفار.







ولا ينفع العلم والإيمان بغير العمل الصالح الرشيد، بل إن حقيقة الإيمان: قول وعمل؛ قول القلب واللسان، وعمل القلب والأركان.







وحقيقة العلم النافع: هو ما أثمر العمل الصالح المرضيَّ عند الله.







وقد ذمَّ الله اليهود على ما عندهم من العلم؛ لعدم عملهم به؛ لأن العلم إذا لم يكن معه عمل كان سببًا للذم لا للمدح.







فاليهود كانوا على علمٍ وهم أحفظ لدينهم من النصارى؛ لأن عامة شرائع النصارى إنما أحدثها لهم أحبارهم ورهبانهم على غير شرعٍ وعلى غير هدًى من الله، وأما اليهود فقد حفظوا أكثر دينهم، ومع ذلك فهم أبغض وأشد عداوةً وكفرًا؛ لتركهم العمل بما عندهم من العلم؛ ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 89]، فهذا يدل على أن زيادة العلم مع عدم العمل به تكون وبالًا على صاحبه.







وليس معنى هذا أن نَدَعَ العلم يا عباد الله؛ فإن العلم مفتاح الإيمان، وعلى قدر زيادته، يزداد الإيمان؛ قال الله تعالى: ﴿ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ ﴾ [آل عمران: 7].







ونحن مأمورون بأمر الله ورسوله لنا أن نتعلم ديننا، وأن نطلب من العلم ما ينفعنا وما يقوم به ديننا، وإن الإنسان المعرِض عن دينه، لا يتعلمه، ولا يعمل به، ولا يسأل عنه - لَيُخشى على إسلامِهِ ويُخشى من مآله.







فإن العبدَ يُسأل في قبره عن العلم؛ فإن تعلم دينه من القرآن والسنة أجاب، وإلا لم يُوفَّق إلى الجواب عياذًا بالله عياذًا؛ يُقال له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟ وما علمك؟ يعني: من أين تعلمت ما يتعلق بربك ودينك ونبيك؟ فإن كان من أهل العلم والإيمان، والعمل الصالح والإحسان، وفَّقَهُ الله للجواب وثبته: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ﴾ [إبراهيم: 27]، فيقول: ربي الله، ويقول: ديني الإسلام، ويقول: نبيي محمد صلى الله عليه وسلم، وإذا سُئل: وما علمك؟ يقول: قرأت كتاب الله، فآمنت به وصدقت.







ثم يُسأل العبد يوم القيامة عن علمه: ماذا فعل فيه؟ وذلك قبل أن تزول قدماه.



وعالمٌ بعلمه لا يعملن *** معذبٌ من قَبْلِ عُبَّاد الوَثن







بارك الله لي ولكم في الكتاب، ونفعني وإياكم بآياته البينات، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله، توبوا إليه واستغفروه، فيا فوز المستغفرين!







الخطبة الثانية



الحمد لله كثيرًا كما هو أهله، وكما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه، وعلى آله وصحبه؛ أما بعد:







فاتقوا الله عبادَ الله، فإن من اتقى اللهَ وقاه، وأطيعوه فإن من أطاعه كفاه، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ﴾ [الطلاق: 2]، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ [الطلاق: 4]، ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ﴾ [الطلاق: 5].







واعلموا أن الواجب على المسلم الراغب فيما عند الله والدار الآخرة، المريد نجاة نفسه وفكاكها من النار، الراجي رحمة ربه والفوز بجنة عرضها السماوات والأرض - أن يحرص على العلم النافع والإيمان الصادق جميعًا؛ فيتعلم ليعمل؛ فيزداد إيمانًا وخشيةً لله، فينال جنته ورضاه؛ ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة: 7، 8].







هذا، وصلوا وسلموا على خاتم النبيين وإمام المتقين؛ محمد بن عبدالله، عبدالله ورسوله الأمين.







اللهم صلِّ وسلم عليه، وعلى آله وأصحابه، وارضَ عنا وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.56 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.89 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.24%)]