نصر عاشوراء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 125534 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          طريقة عمل العاشوراء بخطوات بسيطة.. زى المحلات بالظبط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          طريقة عمل لفائف البطاطس المحشوة بالدجاج والجبنة.. أكلة سهلة وسريعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-07-2021, 02:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي نصر عاشوراء

نصر عاشوراء















د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم




إن الحمد لله؛ نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.







أما بعد، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ ﴾ [النساء: 1].







أيها المؤمنون!



عاشوراء يوم ذو شأن في الإسلام؛ إذ جعله يوماً معظَّماً؛ أنجى الله فيه بني إسرائيل من العذاب المهين، الذي عاشوا لحظاته العصيبة متجرعين فيها غصصاً من الذل والاستعباد الذي سامهم به طاغيةٌ تاه في طغيانه حتى قال: أنا ربكم الأعلى! جعل ذلك الطاغية من تلك الأمة المستعبَدة طبقة مستضعَفة؛ يذبِّح أبناءها، ويبقي نساءها في الخدمة والأعمال المهينة، وظلوا على ذلك ردحاً من الزمن حتى أذن الله لتلك الأمة المستضعَفة أن تكون الوارثة لمُلْك الطاغية، وأن يكون تهاوي عرشه على يد من رباه صغيراً في بيته. فصول تلك المعاناة ولحظة الفرج سطرها القرآن في صفحاته حتى غدت أكثرَ قصصه ذكراً، وكان يوم عاشوراء ختام ذلك الاستبداد، ونهاية تلك المعاناة.







أيها المسلمون!



أرسل الله - سبحانه - كليمه موسى - عليه السلام - إلى فرعون، وأمدّه بالآيات الواضحات الدالة على صدق نبوته، وكان من أجلاها انقلاب عصاه ثعباناً يبتلع ما ألقاه مهرة السحرة الذين جمعهم فرعون من أنحاء المدائن، وكان ذلك بمشهد أممي من الناس محشورين؛ فأحقَّ الله الحقَّ وأبطل كيد الكافرين، ﴿ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ * قَالُوا آَمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف:120، 121]؛ عند ذلك جنَّ جنون الطاغية، وظن أن قوته لا يغلبها قوة، فتوعّد السحرةَ حين آمنوا بعقوبة المحاربين، كما توعّد أهلَ الإيمان بإجلائهم عن بلادهم، وأطلق ألسن السوء فيهم مجيّشاً عليهم دهماءه وجنده: ﴿ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ ﴾ [الشعراء: 54 - 56]، فأوحى الله إلى موسى أن يخرج بقومه في جنح من الليل باتجاه البحر، وأخبره بأنهم متَّبعون، وخرج فرعون بجنده فأدركوهم وقت شروق الشمس عند شط البحر؛ فكان موسى - عليه السلام - وقومه بين فكي كماشة؛ بحرٍ متلاطم الموج أمامهم، وعدوٍ طاغٍ حانقٍ خلفهم، عند ذلك أيقن قوم موسى - عليه السلام - بالهلاك؛ فخاطبوا نبيهم قائلين: ﴿ إِنَّا لَمُدْرَكُونَ ﴾ [الشعراء: 61]؛ فنفى كليم الله ظنَّهم نفياً باتاً؛ إذ رأى ببصيرة الإيمان ما لا تراه العيون في الواقع، فقال بلغة الواثق بربه الذي لا تزيده شدة الأحداث إلا طمأنينة وسكينة تملأ فؤاده وتسدد قوله ورأيه: ﴿ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾ [الشعراء: 62] إلى طريق النجاة، وما خاب من أحسن بربه ظناً؛ إذ أوحى الله إليه أن يضرب بعصاه البحر الهادر؛ فانفلق ذلك البحر عن اثني عشر طريقاً يبساً كالجبل الشامخ، وأُمِر موسى - عليه السلام - وقومه أن يسلكوا تلك الطرق غير خائفين من غرق أو درك عدو. فلما رأى فرعون وجنده تلك الطرق، ورأوا موسى وقومه والجين لها؛ غرّهم بريق الواقع؛ إذ ظنوا أنهم قادرون عليه، ناسين الإلهَ الحاكمَ له والمتصرفَ فيه، غير معتبرين بآية انفلاق البحر وقد جرت أمام أعينهم؛ إذ صُرِفت قلوبهم عن الهدى بعد أن كذبوا بآياته حين أتتهم أول مرة، فقادهم بريق الواقع إلى مصرعهم المشؤوم المتواري خلف ستار القدر النافذ، حتى إذا تكامل خروج السلامة لموسى - عليه السلام - وقومه، وتوسط طغاة الجند وقائدهم البحر؛ أوحى الله إلى البحر أن يرجع كما كان، ليريَ بني إسرائيل نهاية هذا الطغيان الذي أرهق حياتهم؛ فكانوا يرون أعداءهم والأمواج تتقاذف بهم رفعاً وخفضاً وقد صاروا جيفاً فيه. أما رأس الطغاة فرعون فقد أفصح عن الحقيقة التي كان يكتمها ظلماً وعلواً، وبات عمرَه محارباً لها ولأهلها حين رأى مصرع الغرق قائلاً: ﴿ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [يونس: 90]، فلم يك إيمانه نافعاً له بعد معاينته العذاب، وأمر الله بتلك الجثة العفنة التي طالما سامت عباده سوء العذاب أن تُقذف على سِيف البحر؛ لتكون لمن وراءه عبرة على مر الدهور، ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾ [يونس: 92]، وصارت أرواحُ أولئك الفجرة معذَّبة منذ ذلك اليوم بعرضها على النار صبْحَ كل يوم ومساءَه، وأشد العذاب مُعدٌّ لهم يوم القيامة كما قال الله - تعالى -: ﴿ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 45، 46].







الخطبة الثانية



الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.



أما بعد، فاعلموا أن أحسن الحديث كتاب الله...







أيها المؤمنون!



إن نصر عاشوراء ذكرى لأمة الإسلام بأسباب النصر التي أرشد إليها موسى - عليه السلام - بني إسرائيل، والتي من خلال امتثالها صاروا مؤهلين لتنزل النصر الإلهي بعد أن غيروا من أنفسهم وانتصروا عليها. ومن أبرز تلك الأسباب التوكل على الله، والاستعانة به، وملازمة الصبر الذي لا يأس معه ولا استكانة، كما قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَ مُوسَى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ * فَقَالُوا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [يونس: 84 - 86]، وقال: ﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128]. وإقام الصلاة من أعظم أسباب تنزل النصر وزوال الكرب، قال تعالى: ﴿ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس: 87]. والدعاء بالنجاة وإهلاك الظالمين من سبل تنزل نصر رب العالمين، بل ربما أذن الله بتنزّل نصره بدعوة رجل صادق، كما قال تعالى: ﴿ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ * قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 88، 89]. والثقة بوعد الله، وحسن الظن فيه مع بذل الأسباب الممكنة من أعظم أسباب تنزّل النصر، كما قال تعالى: ﴿ فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ﴾ [الشعراء: 61 - 63]. وكل تلك الأسباب من معالم الثبات على الاستقامة التي تخالف اتباع سبيل الذين لا يعلمون حقيقة وعد الله ونصره، كما أرشد الله إليه نبييه موسى وهارون - عليهما السلام - بعد دعوتهما إياه، فقال: ﴿ فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 89].







أيها المؤمنون!



إن يوم عاشوراء لنصرة الإيمان ذكرى، وقد شُرع صومه شكراً، مع ما في الصيام من معنى الانتصار على النفوس، ورُتِّب على صيامه أجر عظيم؛ روى ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، وجدهم - أي: اليهود - يصومون يوماً، يعني عاشوراء، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكراً لله، فقال: « أنا أولى بموسى منهم »، فصامه، وأمر بصيامه (رواه البخاري ومسلم)، وقال - عليه الصلاة والسلام -: " صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله " (رواه مسلم). وحرص النبي على مخالفة صيام اليهود فيه؛ بصيام يوم قبله (رواه مسلم).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 70.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 68.60 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.45%)]