الأطفال والمواد الإباحية

[ابوالوليد المسلم]

الأطفال والمواد الإباحية


أ. يمنى زكريا


السؤال

♦ الملخص:
امرأة تشكو من متابعة ابنة زوجها (الطفلة) لمقاطع إباحية، وتطبيق ما تراه مع أولاد أو بنات في نفس عمرها، ولا تعرف كيف تتصرَّف معها؟!

♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا زوجة أب لطفلة لم تتجاوز العاشرة مِن عمرها، عشتُ معها عدة سنوات، وعلاقتي بها والحمد لله مستقرة وجميلة غالبًا، وإن كانتْ لا تخلو من بعض الصدامات!


طفلتي تزورُ والدتها في بيت جدِّها كل فترة، ودائمًا أنبِّهها ألا يلمسها شخصٌ في الأماكن الخاصة، وحتى عندما تذهب معي إلى بيت أهلي أكون خائفةً عليها مع ثقتي الكبيرة في إخوتي.


للأسف اكتشفتُ مؤخرًا أن البنت تبحث عن كلماتٍ إباحية في (اليوتيوب)، وعلمتُ أنها شاهدتْ كثيرًا مِن المقاطع المخلَّة، ثم علمتُ منها أن طفلةً تُماثلها في السن هي مَن تُريها هذه المقاطع، وأنهما يُطبِّقان معًا ما يُشاهدانه، ولم تكتفِ طفلتي بهذا، بل قامتْ بهذه الممارسات مع بعض الصبيان من أبناء أقاربها بدعوة منها ولمرات عديدة!


اكتشفتْ أمها ما حدث في بيتهم وعاقبتها، ولكن البنت للأسف تقوم بنفس الشيء متى سنحت الفرصة، بل الأدهى أنني اكتشفتُ أيضًا أنها تمارس العادة السرية!


أنا خائفة عليها جدًّا، ولا أعرف كيف أتصرف، ولا أعلم هل عذريتها سليمة أو لا، مع العلم أن الأطفال الذين مارستْ معهم في نفس عمرها!
أفيدوني فأنا في كرب عظيم، ولا أعرف ماذا أفعل معها؟

الجواب

في البداية أرحب بك في قسم استشارات شبكة الألوكة، وأوجه لك كل شكر وتقدير لاهتمامك بهذه الطفلة ومُراعاة الله فيها.


نحمد الله أن علاقتَك طيِّبة بها حتى تتقبل منك الكلام والنُّصح، وتستشعر فعلًا أنك تريدين مصلحتها، وهناك حلان أو طريقان يُساعدان على تدارك ما يُمكن تداركه إن شاء الله؛ إما عن طريق والدتها إن كنتِ على تواصل معها، وإشعارها بأنكِ تُريدين الخير للبنت، أو عن طريق والدها أولًا بطريق غير مباشر حتى لا تكون هناك حساسية أو مشاكل؛ بأن تقولي له: تأكَّد من أنَّ والدتها موجودة لترعاها جيدًا، أما إذا تطوَّر الأمر أكثر فبلِّغيه أنكِ لاحظتِ على البنت كذا وكذا، ولكن أريدكَ أن تتمهلَّ في اتخاذ القرار، خاصَّةً أن هذه المرحلة العمرية لها مشاكلها وضغوطاتها، فعلينا أن نُحسن التصرف.


ومِن ناحيتك وطِّدي علاقتك بها، أشرِكيها معك في أعمال المنزل المناسبة لسنِّها، وأيضًا شاركيها الأنشطة المختلفة، وابحثي عن مواهبها وهواياتها، واجعليها تسعَد بصُحبتك، فطبيعي أن النفس إن لم تنشغل بالحق انشغلتْ بالباطل، وكما قيل: "الفراغ مفسدة"؛ لذا احرصي على أن يكون وقتُها دومًا مشغولًا بما يفيد، وأعدِّي لها برنامجًا بسيطًا تقوم به عند والدتها، كأن تحكي لها قصة سلوكية هادفة، واطلبي منها أن تحكيها لأطفال العائلة عند زيارتهم، أو تُعليمها نشاطًا فنيًّا جديدًا، ووفِّري معها الخامات والأدوات، أو عمل مسابقات... إلخ.

أعانك الله وجعله في ميزان حسناتك