|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() بين ماضي الطباشير وحاضر السبورة الذكية د. ابتسام الكحيلي الطباشير والسبورة الخشبية المجدورة: رمزٌ مِهْني سابق؛ فالطباشير - وما أدراك ما الطبشور؟! - مُفرَدة استخدمها ابنُ سينا في كتابه: القانون في الطب، وأخرجها من التأنيث تاج العروس، وكانت قديمًا ترمُزُ إلى أحد الأدواء، ومِهنيًّا: هو مادة كربونات الكلس (كربونات الكالسيوم)، مادة صخريَّة تُستخدَم للكتابةِ على الألواح الخشبية في بعض الدول النامية. جرَتِ العادة عند المعلِّمين تسميته: "طباشير"، وليس "طبشور"، ولعل اللفظة من بقايا الزحف العُثماني على المِنطَقة الحجازية. لكل معلِّم أو معلمة إصبع أو اثنان من الطباشير الأبيض لإنجاز مهمته الكتابية على اللوح الأسود أو الأخضر حسب ما وزع الله للناس من حظوظ، ولو كنت متميِّزًا إداريًّا لظفِرت بإصبع طباشير ملون أحمر أو أزرق من الهيئة الإدارية، سرًّا أو جهرًا، ولظفِرتَ بمجموعة من الطلبة المتحمسين لرشِّ سبورتك المعفَّرة بالطلاء المتطاير بين كل فترة؛ لتستعيدَ رونقَها الأبديَّ. وقد يدفعهما التفكير المتشعب إلى تعليق إسْفَنجة لمسح ما كتبتَ أو كتَب المعلمُ الذي قَبْلك بخيطٍ مطاطي طويل، يصل أحيانًا إلى باب الفصل؛ خشية عليها من الضياع أو السرقة، أو فقدها عند استعارة الفصول الأخرى لها، وقد يكون طَلَبتُك بدراية مسبقة بعلم توزيع المهام، فينصبون جدولاً أسبوعيًّا لتوزيع الأدوار في مهمة مسح السبورة - التي أعمال البلدية من حفر ودفن ما زالت قائمةً فيها - وكتابة الحِكمة اليومية والبسملة، ومَن يمسح السبورة ينال فرصةً للذهاب والتسكُّع في دورة المياه. وفي خِضمِّ مُثَارِ النقْع الطباشيري وآثاره على يديك وملابسك، تثبت إنجازك المهني. فحقيقٌ بك أن تذهبَ إلى غرفة المعلمين بيديك المخضبة بطباشير الدرس؛ حتى تسلِّمَ نفسك من اللَّمْزِ والغَمْز الوظيفي، ولو كنت معلمًا أو معلمًة فطنًا، لمررتَ على الإدارة بهيئتك تلك؛ لكي تنالَ الثناءَ الوظيفي الذي تستحقه بمقدار ما عفَّرت به نفسك. وقد تتجاهل في غمرة الحماس الأدائي يدَك الملوَّثة، فتحكُّ رأسك، أو ترتِّب شماغك، فيمتد الزحف الطباشيري إليهما، ولا ضير إن امتدَّت يدُك إلى أنفِك، فوضعت بصمتَك المِهنية عليه، فتبدو كمن تدهن بقسطل الدرس أو عجاجه، والويل لك لو كنتَ صاحب حساسية، الويل من هَدْرِ المال على الطباشير الطبي، وأخذ مضادات الهستامين. لنعبر لوحة الماضي؛ ففيها عبرة إلى لوحة الحاضر، ففيها نعمة لم يترك الحاسب وتكنولوجيا المعلومات شيئًا إلا وأضفى عليه لمساتٍ من التحديث والتغيير. فبعد سنوات طويلة مِن استخدامها داخل الفصول، آنَ للسبورة التقليدية والطباشير أن تحال للتقاعد؛ فقد ظهرَتْ أخيرًا سبورات ذكية، تظهر بكل الألوان الطبيعية، وتستخدم بشكل تفاعليٍّ بين المدرِّس والطلاب داخل الفصل،وتُعتَبَر تقنيةُ السبورة الذكية من التقنيات الحديثة المساعِدة للمعلِّم والمتعلِّم على إيصالِ المعلومات بكل يُسرٍ وسهولة؛ حيث تعملُ كشاشةِ عرضٍ إلكترونية ذكية عملاقة، يمكننا من خلالها التحكمُ بجهاز الحاسب الآلي، كما تمكننا من الاحتفاظ وتخزين المحاضرات، وجميع الصور والمواد التي استُخدِمت في تلك المحاضرة، للرجوع إليها فيما بعد؛ مما يسهِّلُ على الطلاب استذكارَ الدروس. وهي تسمحُ للمستخدم بحفظ وتخزين - طباعة أو إرسال - ما تمَّ شرحُه للآخرين عن طريق البريد الإلكتروني في حالةِ عدمِ تمكُّنهم من الوجود بالمحيط، كما أنها تتميزُ بإمكانية استخدام معظم برامج "مايكروسوفت أوفيس"، وبإمكانية الإبحار في برامج الإنترنت بكل حرية، مما يُسهِم - بشكل مباشر - في إثراءِ المادةِ العِلمية، من خلال إضافة أبعاد ومؤثِّرات خاصة وبرامج مميزة تساعدُ في توسيع خِبرات المتعلم، وتيسير بناءِ المفاهيم، واستثارة اهتمام المتعلِّم، وإشباع حاجته للتعلُّم؛ لكونها تعرِضُ المادة بأساليبَ مثيرةٍ ومشوقة وجذابة، كما تمكن من تفاعلِ جميع المتعلمين مع الوسيلة خلال عرضها؛ وذلك مِن خلال إتاحة الفرصة لمشاركة بعض المتعلمين في استخدام الوسيلة، ويترتب على ذلك بقاءُ أثر التعلُّم؛ مما يؤدِّي - بالضرورة - إلى تحسينِ نوعية التعلُّم، ورفع الأداء عند التلاميذ الطلبة أو المتدرِّبين. بدأ التفكيرُ في تصميم اللوحة الذكية في عام 1987 من قِبَل كلٍّ من ديفيد مارتن ونانسي نولتون في إحدى الشركات الكبرى الرائدة في تكنولوجيا التعليم في كندا والولايات المتحدة الأمريكية، وبدأت الأبحاثُ على جدوى اللوحة الذكية تتواصل، ثم كان الإنتاجُ الفِعلي لأول لوحة ذكية من قِبَل شركة سمارت في 1991م.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |