دلالاتُ تحريمِ الظُّلم في الأشهرِ الحُرُم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 122814 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77559 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48980 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61479 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42849 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-06-2021, 04:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي دلالاتُ تحريمِ الظُّلم في الأشهرِ الحُرُم

دلالاتُ تحريمِ الظُّلم في الأشهرِ الحُرُم














الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري





الحمدُ للهِ الوليِّ الحميدِ، الفعَّالِ لِما يُريد، الذي خضعت له الرِّقاب، وذلَّت له جميعُ العبيد، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحده لا شريكَ له ولا نديد، وأن محمداً عبدُه ورسولُه سيِّدُ الرُّسُلِ وخُلاصةُ العبيد، اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آله وأصحابهِ أُولي الأخلاقِ والقولِ السديد، وسلِّم تسليماً.








أما بعد:



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ ﴾ [المائدة: 2].








أيها المسلمون:



إنَّ شهرَكُم هذا هوَ أحدُ الأشهُرِ الْحُرُمِ التي نصَّ القرآنُ عليها في الجملة، وبيَّنها الرسول الأمين عليه الصلاة والسلام، فقال: (إنَّ الزَّمانَ قدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يومَ خَلَقَ اللهُ السَّمَواتِ والأرضَ، السَّنَةُ اثنا عَشَرَ شَهْراً، منها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وذُو الْحِجَّةِ والْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الذي بينَ جُمَادَى وشَعْبَانَ)، رواه البخاريُّ ومسلم، واللهُ عزَّ وجل بيَّنَ حُرْمَتَها، وحذَّرَ منَ الظُّلمِ فيها، وحذَّر مِن إخلالها، كما قال جل َّوعلا: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ [البقرة: 217]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [التوبة: 36]، فحذَّر سُبحانَه مِن ظُلْم النُّفوسِ فيها، ومعلومٌ أنَّ ظُلْمَ النفوسِ أمرٌ مُحرَّمٌ مُطلقاً في جميعِ الزَّمانِ والمكانِ، ليسَ للمُؤمنِ وليسَ لأحدٍ أنْ يَظْلِمَ نفْسَهُ بالمعاصي والشُّرورِ، وليسَ لأحدٍ أنْ يظلمَ غيْرَهُ لا في الأشهر الْحُرُم ولا في غيرِها، ولا في أيِّ مكانٍ، ولكنَّ اللهَ خصَّ الأشهرَ الحرم بمزيدِ تأكيدٍ للتحريم، وأنَّ الظُّلْمَ فيها يكونُ أشدَّ إثماً وأعظم جريمة، كما أنَّ المعاصي في الْحَرَمِ الأرضيِّ في الْحَرَمِ المكانيِّ حَرَمِ مكةَ وحَرَمِ المدينةِ أشدُّ إثماً وأعظَمُ في الْجُرْم، حتى جَعَلَ اللهُ جلَّ وعلا الْهَمَّ بالمعصيةِ مَحَلَّ وعيدٍ في الْحَرَمِ المكيِّ، حيث قالَ سُبحانه: ﴿ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ [الحج: 25]، فهذه الأشهرُ كانت محلَّ تعظيمٍ حتَّى في الجاهليةِ، ويَحجُّون فيها، حيثُ جَعَلَها اللهُ مَحلَّ أمْنٍ لَهُم يُسافرون فيها لأداءِ المناسكِ ولحاجاتهِم وتجاراتهِم، فإذا خَرَجَت ثارت الفِتَنُ بينهم.








عبادَ الله:



إن هذه النصوص الكريمة لها دلالاتُها وعِبَرُها التي ينبغي أن نستفيد منها، ونحنُ في ثاني جُمُعةٍ من هذه الأشهر الحرم، ومن هذه الدلالات:



أولاً: أن هذا الاصطفاءَ لهذهِ الأشهرِ أثرٌ مِن آثارِ كَمَالِ عِلْمِ اللهِ تعالى وتَمامِ حكمته، وهذا مما يَزيدُ المسلمَ عبوديةً وإيماناً بربِّه سُبحانه.







ثانياً: تعظيمُ ما عظَّمهُ اللهُ تعالى، فإن هذهِ الأشهُرَ عظيمةَ القدرِ والمكانةِ في شرع اللهِ، ومِن تعظيمِ المؤمنِ لربِّه تعالى: أنْ يُعظِّم ما عظَّمه، بل ذلكَ مِن أمارات خيريَّة العبدِ وتقواهُ، كما قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ﴾ [الحج: 30]، وقال سُبحانه: ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32]، وإذا كان أهلُ الجاهليةِ يُعظِّمون هذهِ الأشهرَ بالامتناعِ عنِ القِتالِ فيها، حتى يَمُرَّ الرَّجُلُ بقاتلِ أبيهِ فلا يُؤذيهِ؛ فإنَّ المؤمِنَ الْمُعظِّمَ للهِ ورسولهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أولى بتعظيمها: لا تقليداً! بل تعبُّداً واتباعاً.







ثالثاً: ومن دلالات تحريم الظلم في هذه الأشهر ابتلاءُ العبادِ واختبارُهم هل يَمتثلوا أمرَ ربِّهِم؟







رابعاً: ومِن أعظم دلالات تحريم الظُّلم في هذه الأشهر الْحُرُم، وهو مِن أعظم ما تُعظَّم به هذه الأشهر: الكفُّ فيها عن المعاصي كُلِّها، قال قتادةُ رحمهُ اللهُ: (أمَّا قولهُ: ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ [التوبة: 36]: فإنَّ الظُّلْمَ في الأشهُرِ الْحُرُمِ أعْظَمُ خَطِيئَةً ووِزْراً مِن الظُّلْمِ فيما سِوَاها، وإنْ كانَ الظُّلْمُ على كُلِّ حالٍ عَظِيماً، ولكِنَّ اللهَ يُعَظِّمُ مِنْ أَمَرِهِ ما شاءَ) رواهُ ابنُ جرير.







نعوذُ بكَ اللهُمَّ مِن أنْ نَظْلِمَ أو نُظلَم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.



♦ ♦ ♦ ♦








إنَّ الحمدَ للهِ، نَحمَدُه ونستعينُه، مَن يَهدِه اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأنَّ محمداً صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عبدُهُ ورسولُهُ.








أما بعد: ومما تُعظَّم به الأشهر الحرم:



خامساً: الازديادُ من العمل الصالح فيها، فإنَّ للزمان الفاضلِ مِيزةً على غيرهِ.



فلنتقِ اللهَ عبادَ اللهِ ولنُعظِّم أمرَ ربِّنا؛ بالكفِّ عن ظُلْم أنفسنا وظُلْمِ غيرنا، ولنُكْثر ما استطعنا فيها من أنواعِ الطاعاتِ وتفريجِ الكُرُبات، ولنتذكر أنَّ تعظيمَنا للظُّلْمِ في هذه الأشهر الحرم علامةٌ على الخيريَّةِ وتقوى القلوب.







اللهم إنا نسألكَ العفو العافيةَ والمعافاةَ واليقينَ في الآخِرةِ والأُولى، اللَّهُمَّ وجَنِّبْنا مُنْكَرَاتِ الأخلاقِ والأَهْواءِ والأَسْواءِ والأَدْواءِ، اللهمَّ وانصر الإسلامَ والمسلمين، اللهم واغفر للمؤمنين والمؤمنات، اللهم وادفع وارفعْ عنَّا الغَلا والوَبَا والبَلاء والْجَلاء والْجَدْب والقَحْطَ والمحن والزلازل والفتن، عن بلدنا هذا وعن بلاد المسلمين يا ربَّ العالمين، اللهم وانصر جُنودنا، واحفظ حُدودنا، وأصلح ووفِّق وُلاة أُمورنا، واشفِ مرضانا، وارحم موتانا، وعافِ مُبتلانا يا أرحمَ الراحمين، وصلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ وآله وصحبه أجمعين، سُبْحَانَكَ وبحَمْدِكَ، لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إلَيْكَ.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.40 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]