سؤال الله العافية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4515 - عددالزوار : 1307672 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 126030 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          طريقة عمل العاشوراء بخطوات بسيطة.. زى المحلات بالظبط (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24-06-2021, 03:36 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي سؤال الله العافية

سؤال الله العافية

د. محمد بن إبراهيم النعيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهل سألتم الله العافية ودوام العافية، بل هل أكثرتم من سؤال الله عز وجل العافية في الدنيا والآخرة؟ وماذا نقصد بالعافية؟ وما المواطن التي يستحب عندها سؤال الله العافية؟ هذا ما سنحاول الإجابة عليه في هذه الخطبة بإذن الله.

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عباس، يا عم النبي صلى الله عليه وسلم، أكثر من الدعاء بالعافية)؛ رواه الحاكم وابن أبي الدنيا، وروى العباسُ بن عَبْدِالْمُطَّلِبِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: (سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ)، فَمَكَثْتُ أَيَّامًا ثُمَّ جِئْتُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي شَيْئًا أَسْأَلُهُ اللَّهَ، فَقَالَ لِي: (يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ، سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)؛ رواه الترمذي.

تأملوا فِي أَمْرِهِ صلى الله عليه وسلم لِلْعَبَّاسِ بِالدُّعَاءِ بِالْعَافِيَةِ بَعْدَ تَكْرِيرِ الْعَبَّاسِ سُؤَالَهُ بِأَنْ يُعَلِّمَهُ شَيْئًا يَسْأَلُ اللَّهَ بِهِ، فهذا دَلِيلٌ جَلِيٌّ على أَنَّ الدُّعَاءَ بِالْعَافِيَةِ لا يُسَاوِيهِ شَيْءٌ مِنْ الأَدْعِيَةِ، وَلا يَقُومُ مَقَامَهُ شَيْءٌ مِنْ الْكَلامِ الَّذِي يُدْعَى بِهِ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ.

ومَعْنَى الْعَافِيَةِ كما ذكر شارح الترمذي أَنَّهَا دِفَاعُ اللَّهِ عَنْ الْعَبْدِ، فَالدَّاعِي بِهَا قَدْ سَأَلَ رَبَّهُ دِفَاعَهُ عَنْ كُلِّ مَا يَنْوِيهِ، وَفِي تَخْصِيصِهِ صلى الله عليه وسلم بِهَذَا الدُّعَاءِ لعمه العباس وَقَصْرِهِ عَلَى مُجَرَّدِ الدُّعَاءِ بِالْعَافِيَةِ، تَحْرِيكٌ لِهِمَمِ الرَّاغِبِينَ عَلَى مُلازَمَتِهِ، وَأَنْ يَجْعَلُوهُ مِنْ أَعْظَمِ مَا يَتَوَسَّلُونَ بِهِ إِلَى رَبِّهِمْ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وَيُسْتَدْفَعُونَ بِهِ فِي كُلِّ مَا يُهِمُّهُمْ، ثُمَّ كَلَّمَهُ صلى الله عليه وسلم بِقَوْلِهِ: (سَلْ اللَّهَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)، فَكَانَ هَذَا الدُّعَاءُ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ قَدْ صَارَ عُدَّةً لِدَفْعِ كُلِّ ضُرٍّ وَجَلْبِ كُلِّ خَيْرٍ.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه بسؤال الله العافية منذ أول إسلامهم، فعن أبي مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ الرَّجُلُ إِذَا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاةَ، ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَؤُلاءِ الْكَلِمَاتِ: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي)؛ رواه مسلم.

وأتاه رجل يريد أن يتعلم كيف يدعو ربه، فأمره بسؤال العافية؛ حيث روى طارق بن أشيم صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ أَقُولُ حِينَ أَسْأَلُ رَبِّي؟ قَالَ: (قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي)، وَيَجْمَعُ أَصَابِعَهُ إِلاَّ الإِبْهَامَ، (فَإِنَّ هَؤُلاءِ تَجْمَعُ لَكَ دُنْيَاكَ وَآخِرَتَكَ)؛ رواه مسلم.

والدعاء بالعافية؛ أي: بدوامها واستمرارها عليك من أفضل الأدعية التي ينبغي الحرص عليها، وذلك لما رواه أبو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا مِنْ دَعْوَةٍ يَدْعُو بِهَا الْعَبْدُ أَفْضَلَ مِنْ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ؛) رواه ابن ماجه).

ولَما علِمت عائشة رضي الله عنها أفضلية سؤال الله العافية، قالت: لو علمت أي ليلة ليلة القدر، لكان أكثر دعائي فيها أن أسأل الله العفو والعافية؛ (السلسلة الصحيحة 1011).

وينبغي سؤال الله تعالى العافية في الدنيا والآخرة، فقد روى أَنَس بن مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ قَالَ: (سَلْ رَبَّكَ الْعَافِيَةَ وَالْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ)، ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ أَتَاهُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ قَالَ: (فَإِذَا أُعْطِيتَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَأُعْطِيتَهَا فِي الآخِرَةِ، فَقَدْ أَفْلَحْتَ)؛ رواه الترمذي والبخاري في الأدب المفرد.

ذكر العلماء أن الفرق بين العافية والمعافاة هو أن الْعَافِيَة أَنْ تَسْلَمَ مِنْ الأَسْقَامِ وَالْبَلايَا وَهِيَ الصِّحَّةُ وَضِدُّ الْمَرَضِ، أما َالْمُعَافَاةُ فهِيَ أَنْ يُعَافِيَك اللَّهُ مِنْ النَّاسِ وَيُعَافِيَهُمْ مِنْك أَيْ يُغْنِيك عَنْهُمْ، وَيُغْنِيهِمْ عَنْك، وَيَصْرِفَ أَذَاهُمْ عَنْك وَأَذَاك عَنْهُمْ؛ (شرح الترمذي).

وذكر ابن جرير أن العافية في الدارين: السلامة من تبعات الذنوب، فمَن رُزق ذلك فقد بَرِئَ من المصائب التي هي عقوبات والعلل التي هي كفارات؛ لأن البلاء لأهل الإيمان عقوبة يمحِّص بها عنهم في الدنيا؛ ليلقوه مطهرين، فإذا عوفي من التبعات وسلم من الذنوب الموجبة للعقوبات، سَلِمَ من الأوجاع التي هي كفارات؛ لأن الكفارة إنما تكون لمكفر؛ ا .هـ.

فالنبي صلى الله عليه وسلم كان حريصًا على سؤال الله العافية، بل كان يتعوذ من تحوُّلها عنه، فعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ مِنْ دُعَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ)؛ رواه مسلم وأبو داود.


إن أفضل ما أُوتي العبد بعد الإيمان ليس المال ولا الجمال، وإنما السلامة في الدين والبدن والمال والأهل، فعن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال: قام أبو بكر الصديق رضي الله عنه على المنبر ثم بكى، فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول على المنبر، ثم بكى فقال: (سلوا الله العفو والعافية، فإن أحدًا لم يعط بعد اليقين خيرًا من العافية)؛ رواه الترمذي.

واليقين هو الإيمان، والعافية هي السلامة من الشدائد والبلايا والمكاره الدنيوية والأخروية.
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أصبح منكم آمنًا في سربه، معافًى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها)؛ رواه الترمذي.

فليس شيء من الدنيا يهنأ لصاحبه إلا مع العافية، وهي الأمن و الصحة وفراغ القلب من كل ما يكدِّره؛ لذلك ينبغي الإكثار من سؤال الله العافية استجابةً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم.

دعا رجل صاحبه على طعام، فمدح الضيف الطعام قائلًا: إنه طعام طيب فرد عليه قالًا: إنك لم تطيبه ولا الخباز، ولكن طيبته العافية، وهذا صحيح فلو كان مريضًا لَمَا أحسَّ بلذة ذلك الطعام.

وهذا أمر يغيب عن كثير من الناس حينما يأكلون ويشربون، ولا يحمدون الله على أن أذاقهم لذة الطعام والمنام وحرَمها غيرَهم، فلا يعرف طعم العافية إلا من حُرمها، ولذلك قالوا: إن العافية تاج على رؤوس الأصحِاء، بل قال بعضهم: إن العافية هي المُلك الخفي.

وقد أحسن الشاعر في مقارنته بين نعمة العافية وسائر النعم، فقال:
ما أنعم الله على عبده
بنعمة أوفى من العافية

وكل من عوفي في جسمه
فإنه في عيشة راضية

والمال حلو حسن جيد
على الفتى لكنه عاريه

ما أحسن الدنيا ولكنها
مع حسنها غدارة فانية


فالعافية والصحة يغفل عنها كثير من الناس، وتراهم لا يشكرونها ولا يستغلونها في طاعة الله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ)؛ رواه البخاري.

فينبغي ألا نغفل عن أهمية الإكثار من سؤال الله العافية في الدنيا والآخرة، وهناك بعض المواطن التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على سؤال العافية عندها.

بعض مواطن سؤال الله عز وجل العافية:
1) في دعاء الاستفتاح في صلاة القيام:
سألت عائشة بما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح قيام الليل، قالت: سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد كان يكبر عشرًا ويسبح عشرًا ويستغفر عشرًا، ويقول: اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني.

2) بين السجدتين: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله العافية كل يوم سبع عشرة مرة في الفرائض، واثنتا عشرة مرة في النوافل، وذلك في دعائه بين السجدتين، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: (اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني)؛ رواه أبو داود.

3) في دعاء الوتر:
فعن الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: عَلَّمَنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي الْوِتْرِ: (اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، فَإِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ)؛ رواه الترمذي.

ولعل قائل يقول: إننا نقول هذه الأدعية، لكننا لم نفطن أننا نسأل فيها العافية، أقول: لعل هذه الخطبة تجعلنا نعي أهمية هذه الأدعية، وأن نقولها بحضور قلب لأهميتها في حياتنا.

4) عند قول أذكار الصباح والمساء:
فمن المشروع أن تسأل الله تعالى العافية صباحًا ومساءً ثلاث مرات، وذلك لما رواه ابن عُمَرَ رضي الله عنهما، قال: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلاءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي)؛ رواه أبو داود.

وروى عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ أَنَّهُ قَالَ لأَبِيهِ: يَا أَبَتِ، إِنِّي أَسْمَعُكَ تَدْعُو كُلَّ غَدَاةٍ (اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ)، تُعِيدُهَا ثَلاثًا حِينَ تُصْبِحُ وَثَلاثًا حِينَ تُمْسِي، فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْعُو بِهِنَّ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ)؛ رواه أبو داود.

5) عند الاستيقاظ:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا استيقظ أحدكم فليقل: الحمد لله الذي رد على روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره)؛ رواه ابن السني.

6) عند النوم:
فعَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ قَالَ: (اللَّهُمَّ خَلَقْتَ نَفْسِي وَأَنْتَ تَوَفَّاهَا لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إِنْ أَحْيَيْتَهَا فَاحْفَظْهَا وَإِنْ أَمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ)؛ رواه مسلم.

7) عند رؤية مبتلى:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأى أحدكم مبتلًى، فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضَّلني عليك وعلى كثير من عباده تفضيلًا، كان شكر تلك النعمة)؛ رواه البيهقي.

فالمؤمن لا يتمنى البلاء طمعًا في الأجر العظيم، فلعله لا يصبر، وقيل: أكثروا من سؤال العافية فإن المبتلى وإن اشتد بلاؤه لا يأمن ما هو أشد منه، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَادَ رَجُلًا قَدْ جُهِدَ حَتَّى صَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ، فَقَالَ لَهُ: (أَمَا كُنْتَ تَدْعُو؟ أَمَا كُنْتَ تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَافِيَةَ؟)، قَالَ: كُنْتُ أَقُولُ اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي بِهِ فِي الآخِرَةِ، فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (سُبْحَانَ اللَّهِ إِنَّكَ لا تُطِيقُهُ أَوْ لا تَسْتَطِيعُهُ، أَفَلا كُنْتَ تَقُولُ اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)؛ رواه الترمذي، وفي رواية مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا الله له فشفاه.

تأمَّلوا فيمن ابتلي بزيارة المستشفى كل يومين أو ثلاثة لغسيل الكُلى، وتفكروا في الآلام المبرحة التي تُصيبه لمدة أربع أو ست ساعات، فلا يعود إلى بيته إلا وهو منهار القوى، فلا يستعيد قواه إلا بعد يوم، فيفاجئ بموعد جديد ينتظره لغسل كلاه.

فالعافية لا يشكر عليها كثير من الناس، إنما ترى من يتذمر من حاله ومن وضْعه الاقتصادي والمالي، ولكن لو فكر في عافيته، وقارن حاله بمن حوله، لأوجب عليه المقام أن يكثر من حمد الله وسؤال الله دوام العافية.

والبلاء لا ينحصر في الأمراض والعاهات، وإنما هو أوسع من ذلك، فكم يمر الناس على أهل المعاصي والذنوب ولا يحمدون الله على العافية، فهذا الذي يتعامل بالربا أو يأخذ الرشوة أو يكسب من المحرمات، أو ينظر إلى المحرمات، فهؤلاء وغيرهم كثير مبتلون، فنحمد الله تعالى أن عافانا مما ابتلاهم به، ونسأله تعالى العافية والسلامة من الآثام التي تغضب الرحمن.

8) عند زيارة المقبرة:
فعن بُرَيْدَةَ رضي الله عنه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُهُمْ إِذَا خَرَجُوا إِلَى الْمَقَابِرِ، فَكَانَ قَائِلُهُمْ يَقُولُ: (السَّلامُ عَلَيْكُمْ، أَهْلَ الدِّيَارِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَلاحِقُونَ، أَسْأَلُ اللَّهَ لَنَا وَلَكُمْ الْعَافِيَةَ)؛ رواه مسلم، وسؤال العافية للأموات هو الدعاء لهم بالسلامة من تبعات الذنوب.

فالمطلوب أن نكثر من سؤال الله العافية، خصوصًا في المواطن التي حث فيها النبي على ذلك، فهكذا النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل، وهكذا كان يأمر أصحابه وللموضوع بقية في خطبة قادمة بإذن الله.

جعلني الله وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 60.25 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.70%)]