إسهام المعلم في القيم الفكرية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20-06-2021, 02:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي إسهام المعلم في القيم الفكرية

إسهام المعلم في القيم الفكرية (1)


د. علي بن عبده بن شاكر أبو حميدي








يقوم المعلِّم بغرس القيم الفكريَّة في الطلاب، وهو القدوة في ذلك؛ ليتحقَّق عدم ظهور أو تنامي ظاهرة التطرُّف لديهم من خلال هذه القيم، وهي حبُّ العلم، فينشأ الطلاب محقِّقين عدم ظهور أو تنامي ظاهرة التطرف في حياتهم.

أولاً- قيمة حب العلم:
من حُسْن التأديب والتربية أن يَغرِس المعلمُ في الطلاب حبَّ التعلم والحرص على طلب العلم، وأن يُبيِّن لهم كيف جعل الله تعالى أول آيات القرآن الكريم؛ قال الله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5].


وأن القرآن الكريم قد اشتمَل على ما يُقارِب (750) سبعمائة وخمسين آية تَحُثُّ وتدعو إلى إعمال الفِكْر في هذا الكون وما فيه من مخلوقات مسخَّرة للإنسان.

يؤدي العلم إلى ثمرة وهي معرفة الله، وهو أشرف العلوم وأوجبها، وكان ثمار شجرته ذات الأصل الثابت، والعلم يؤدي إلى جهاد النفس والسعي إلى عبادة الله، وإزالة القَذَى عن النفس والترقِّي في مدارج السالكين إلى رب العالمين، والعلم له صِلة بالإيمان وعِلم السلوك (التزكية)؛ فالعلم بالحق العامل به هو (المنعم عليه) وهو الذي زكَّى نفسه بالعلم النافع والعمل، وهو المفلِح الذي قال الله تعالى فيه: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ [الشمس: 9]، فالعلم "مُذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وطلبه قُرْبة، وبذْله صدقة، ومدارسته تعدل بالصيام والقيام"؛ ابن القيم.

والعلم يكفِّر الذنوب والخطايا "ويُطهِّر النفسَ؛ لأنه عبادة جليلة يحظى بها المسلم بالأجر العظيم ومن الحسنات التي يُكفِّر الله بها السيئات"؛ (كرزون، 1997م: ج1،ص199).

ومن ثمرة العلم تعميق الإيمان بالله وكتابه ورسوله، والإيمان بالقدر خيره وشره واليوم الآخر، وليس كما "زعموا أن هدف البحث العلمي هو إكسابُ الطالب قدرة على تفسير الظواهر العلميَّة فحسب"؛ (الهلالي، 2000م: 108).

قال الله تعالى: ﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الحج: 54]، فالدراسة النظرية لمجرد الدراسة عن غاية العلم وثَمرته، فهذا ليس بعلم؛ لأنه لا يَعصِم مِن فقه الهوى وإغواء الشيطان، ولا يُقدِّم للبشرية خيرًا، كما أن المتعلِّمين الذين "لم يُتقِنوا العلم أخطر على أي أمة من الجهلة؛ لأنهم يَبنون مواقفهم على معلوماتٍ مغلوطة أو منقوصة، فيَضِلون ويُضِلون، وهم يحسبون أنهم يُحسِنون صُنعًا، في حين أن الجهلة لا يُفتون ولا يدَّعون المعرفة، فليس مظنَّة ذلك"؛ (الأسمر، 2001م: 329)؛ لذا يُحذَر اللجوء إلى المعرفة غير اليقينية، بل يجب التأكيد على إتقان المعرفة بعزم وصبرٍ ومثابرة وشروط؛ لذا فإن العلم حتى يؤتي ثمرتَه يكون بشروط عدة:
1- الإخلاص لله والطلب بعلمه رضا الله - سبحانه وتعالى.

2- تحديد الهدف من العلم الذي يطلبه المتعلِّم، ويحذر من الفوضى في طلب العلم.

3- التلقِّي عن أهل العلم الموثوقِ بهم.

4- الأخذ وتحصيل العلم بالتدرج؛ قال الله تعالى: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ﴾ [الإسراء: 106].

5- التهيئة لأسباب فَهْم الدرس.

6- إدراك الواقع بدون تحقيق المناط؛ أي: نزوله نزولاً صحيحًا.

"إن العلم النافع يَعصِم صاحبه بتوفيق الله من الانحراف والضلال، ويحميه من الوقوع في البدع والمُحدَثات، والشركيَّات والضلالات، ويحمله على تعظيم الشعائر والحُرمات، والتجافي عن المنكرات والموبِقات"؛ (الفوزان، 2004م: 11).

فالعلم النافع هو الذي يقي من مكايد الشيطان ونزغاته، ويكشِف شُبهاته وتلبيساته، فكلما كان المعلم الصادق أكثر علمًا بالشريعة وتضلُّعًا منها، كان أكثر تمسُّكًا بالسنّة وحرصًا عليها، وبعدًا عن البدعة ونفورًا منها، وحذرًا من مصايد الشيطان ووساوسه.

ولهذا أمرنا ربنا - عز وجل - بالرجوع إلى العلماء الربانيين في الأمور التي تهم الأمة، وتَمَس مصالحها العامة؛ فقال سبحانه: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [النساء: 83].






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22-06-2021, 01:07 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي رد: إسهام المعلم في القيم الفكرية

إسهام المعلم في القيم الفكرية (2)
د. علي بن عبده بن شاكر أبو حميدي







يقوم المعلِّم بغرس القِيم الفكرية في الطلاب، وهو القدوة في ذلك؛ ليتحقق عدم الانحراف لديهم من خلال هذه القيم؛ وهي:

قيمة التفكير:

لقد حثَّ الإسلام على التفكير، وأعلى شأنه في كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وتحقيق الأمن الفكري بالتفكير السليم، المبني على أسس عِلمية في كل ما يحدق بالنفس والمجتمع والأمة الإسلامية.



فقيام المؤسسات التربوية بتعليم العلم الشرعي المستمدِّ من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وسنة الخلفاء الراشدين، وأهل العلم الربَّانيِّين - يؤدِّي إلى عدم ظهور أو تنامي ظاهرة الانحراف.



ومن خلال المؤسسات التربوية تتمُّ تنمية التفكير بأنواعه التالية:

1- التفكير المنطقي:

"هو دراسة مبادئ الاستدلال والتفكير، وهو يُعنَى في المقام الأول ببِنْية الجدل والعَلاقات بين الأفكار، ويتضمَّن التفكير استخدام وتطبيق قواعد المنطق الشكلي على مواقف حاضرة فعلاً، وهو يعني إذًا استخدام عمليات فكرية واضحة وسليمة ومعقولة"؛ (الشيمي 1998م: 27).



فالتفكير المنطقي يؤدِّي إلى الأمن الفكري بدراسة جادة للعمليات الفكرية الواضحة المعالم.



2- التفكير النقدي:

"هو أن يسلك العقلُ في حركته المعرفية مسلكًا يجمعُ فيه بين المتقابلات من الآراء، ويقابل الاحتمالات المختلفة، يمحِّصها ويختبرُها على أساسِ ذلك التعامل، فإن هذه المقارنة والنقد عاملٌ في ترشيد الفكر للوصول إلى الحق"؛ (النجار، 1992م: 38).



وبذلك يتضمَّن التفكيرُ الناقدُ السلوكَ الذي يجمع بين المتقابلات والاحتمالات بعد تمحيصها واختبارها للوصول إلى الحق؛ لذلك فإن التفكير يؤدِّي إلى عدم الانحراف، وتمييز الحق من الباطل، ومعرفة كل ما يحقِّق الخير.



3- حرية التفكير:

إن حرية التفكير هي التي تُمكِّن المعلِّم من الإبداع في عمله؛ إذ تقتضي ألاَّ يكونَ المعلِّم خاضعًا لأيِّ مؤثِّر خارجي قد يصرفه عن الهدف الرئيس لوظيفته في الحياة، والمتمثِّل في إحداث تغيير مرغوب في سلوك الطلاب، وفي طرائق تفكيرهم، ومن أكثر المؤثرات سلبًا على فكر المعلِّم وأدائه الأنظمةُ السياسية المستبدَّة، التي تحجر على عقل المعلِّم بوسائل الترغيب أو الترهيب؛ لكيلا يعملَ على لفتِ أنظار طلاَّبه إلى ممارسات الظَّلَمة؛ لذلك فقد كان المعلِّمون المبدعون من السلف الصالح لا ينحنون أبدًا أمام جبروت الطغاة، وكانوا يُصِرُّون على أن يجهروا بآرائهم رغم القهر والسجن والتعذيب الذي يتعرضون له.




ومن العوائق أفكارُ المعلم من خلال العادات والتقاليد الضارَّة التي تستند على الأساطير القديمة والأفكار الخرافية، والتي قد يجد المعلِّم صعوبة في تخطِّيها فيضطر إلى مجاراة الآخرين فيما يذهبون إليه.




4- الاهتمام بالتفكير الناقد البنَّاء من قِبَل المعلِّمين:

إن الاهتمام بالعقول وإثراءها بالمفيد، واستثارتها للتفكير والتحقق - يتطلب التناولَ العلمي في النظر إلى الأمور، ومن عيوب التربية والتعليم في المدارس أسلوبُ التلقين، وحشو مواد الدراسة فيها يماثل ما عليه الحال في وسائل الإعلام، بما يجمِّد الفكرَ ويسطِّحه بأفكار وبرامج تدعم الإرهاب والعنف، بطرق مباشرة أو وقتية غير مباشرة.




5- التخلص من التفكير الخاطئ، وسوء الفهم والتفسير لأمور الشرع من قِبَل بعض المعلِّمين:

وهذا الأمر الذي يتعرَّض له بعض الناس يدعمه وجود مَن يدَّعون العلم والفقه في الدين من المعلِّمين، وينصِّبون أنفسهم أئمة، ويتساهلون في أمور الحلال والحرام، ويأخذون من الأمور ظاهرَها، أو وَفق أهوائهم الشخصية، دون الرجوع إلى أهل العلم الأكْفاء، وأهل العلم الشرعي الصحيح، مما يدعم الإرهابَ والعنف بطرق مباشرة أو وقتية غير مباشرة، وربما كان ديدنُهم الاستعجال، وعدم الجمع بين الأدلة، أو عدم فهم مقاصد الشريعة.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.68 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (3.56%)]