|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() سنبني المدارس من جديد ميمونة شرقية أيام لا تُنسى... تلك التي قضيتَها على مقاعد الدراسة... تنظر بعين الأمل لمستقبل تبنيه بشوق وتنتظر لحظة لقائك بأمانيك... هكذا تمضي الأيام... وترانا نقف اليوم، نشاهد آلاف العيون وهي ترتقب أبواب المدرسة أن تُفتح لتبدأ مسيرة أحلام مستقبل جديد... غير أنك لو طرقت أبواب الشام اليوم تبحث عن بناء المدرسة، فلن تجد غير ركام دُفنت تحته الكتب الممزوجة بدماء الذين كانوا يحلمون بغدٍ مشرق فباغتهم اختبار عدوّ لا يعرف للإنسانية معنى... فصاروا أساتذة في شرح معاني الوفاء للأوطان وتَقلّدوا شهادة العزة... تخرّجوا من عالم الأقذار إلى عالم الأبرار: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ [آل عمران: 169]. ومن تلاميذ غزة بالأمس القريب تعلمنا، واليوم نقف على أبواب الشام نطلب علم الصبر والجهاد وصناعة التغيير بالقول والفعل معاً... هي المدرسة إذاً... هل سمع بأنّاتها العالم؟! واستجدائها كلَّ من كان في قلبه ذَرّة من حب للعلم؟!...هل شاهدوا ما أُمطرت به من مدد الغاشم؟!... كلا يا إخوتي... إنما صارت هدفاً...!!! هدفاً يُرمى بالنار والحديد... وكأنها موقع حربي؟! أو مخبأ إجرامي؟! إنما هو مبدأ التخريب لكل بذرة خير تهدد استمرار غيّهم؟! رأَوْها العدو الأول، لأنها مدارس تبني آمال وطن شريف نزيه خالٍ من قذارات نظام يجفف قطرات الغيث قبل أن تلامس شعاب الأرض... رأوا في بناء الحجر آلةً تطارد الوحوش التي نفثتها أفكارهم، فسارعوا إلى وأد الأجنّة قبل أن تعلق في رحم حياة الحرية... كم غرقوا في جهلهم! وكم تلبدت أفهامهم!... فبناء آفاق المعرفة الإسلامية لا تقيِّده أمكنة ولا أزمنة... فإن هُدِمتْ هناك المباني فوق رؤوس روَّادها... فسيُبنى جيل لا يعرف اليأسُ إليه سبيلاً... إن هُدمت المدارس ودُمّرت بأيدٍ مجرمة حاقدة، فإن مدرسة التطبيق العملي مازالت قائمة... وستعاد المباني وسيؤمّها الفتيان والفتيات من جديد بإذن الله تعالى... ففكرة تُروَى بالدم لا تقتلها أعتى الآلات الحربية، ولا تفنيها أقاويل الباطل الشرقية أو الغربية... قالها بطل من أساتذة الشهادة: "مدرستي... لا تعرف حدود الحجر لأنها محور توحيد الأمة، فهي تحمل رسالة الدعوة إلى سموِّ الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية من المصدر الرباني النقي الصافي، ولن يُعيقنا إيصال مَبادئنا إفناءُ مباني مدارسنا..." وسواء أرَضِيَ أصحاب الفكر الميت والعلم البائد بما تحمله مدارسنا من مسؤولية القيام بالمنهج الرباني أو رفضوه، فإن ذلك لن يُثني مَن تعلّم وعلم حقيقة هذا المنهج، ولن يخيف سالكي مسيرة التغيير وإن هَدمت المباني فوق رؤوس أبنائهم... فالحق لا يقبل المساومة... سنبني رغم أنوفكم أيها المجرمون: مدارس تُخرّج أبناءنا صُنّاعاً لحياة إنسانية كريمة!... ﴿ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا ﴾ [الإسراء: 8].
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |