الصابرون على المصاب لهم الأجر والثواب بلا حساب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إلى المرتابين في السنة النبوية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          رذيلة الصواب الدائم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          استثمار الذنوب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          حارب الليلة من محرابك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حديث: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء... (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          ذكر الله تعالى قوة وسعادة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          السهر وإضعاف العبودية لله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          مميزات منصات التعلم الإلكترونية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الهدايات المستنبطة من آية: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 2 - عددالزوار : 8 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-06-2021, 03:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,478
الدولة : Egypt
افتراضي الصابرون على المصاب لهم الأجر والثواب بلا حساب

الصابرون على المصاب لهم الأجر والثواب بلا حساب

الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

أما بعد؛ فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين؛ قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].

هذا قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ﴾ الله يَبتلينا، الله يختبرنا، الله يمتحننا على قدر إيماننا لا أكثر من ذلك، هذا الابتلاء، وهذا الاختبار، وهذا الامتحان، ليبلو الناس أيهم يشكر وأيهم يصبر، أيهم يوكّل أمره لله سبحانه وتعالى، لذلك ثبت عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: (يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ فَقَالَ: (الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، يُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ؛ فَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ صَلابَةٌ زِيدَ فِي بَلَائِهِ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ خُفِّفَ عَنْهُ، وَمَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ، حَتَّى يَمْشِي عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ)؛ رواه ابن ماجه (4023)، والترمذي (2398)، صَحِيح الْجَامِع (992).

﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ ﴾: يَمتحننا الله بشيء يسير من الخوف من عدونا، ﴿ وَ ﴾ كذلك يختبرنا بشيء من ﴿ الْجُوعِ ﴾؛ أي: بشيءٍ يسيرٍ من الجوع لا بالجوع كله؛ لأنه لو ابتلانا بالخوف كلِّه، أو الجوع كلِّه، لهلكنا، والابتلاءات والمحن تُمحِّص، ﴿ وَ ﴾ كذلك يمتحننا الله الرحمن الرحيم بـ﴿ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ ﴾، والأموال هي ما يتموَّله الإنسان من الممتلكات؛ كالسيارات والبضائع والملابس والعقارات، والمباني والآلات، والحوانيت والدكاكين والمحلات التجارية، والنقود المعدنية والورقية، وهذا يشمل جميع النقص المعتري للأموال من جوائح سماوية، وغرق وحريق وضياع، هذا ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، ﴿ وَ ﴾ وكذلك يبتلينا الله سبحانه وتعالى بنقص من ﴿ الْأَنْفُسِ ﴾؛ أي: بذهاب الأحباب من الأولاد والأقارب والأصحاب، ومن أنواع الأمراض في بدن العبد، أو بدن من يحبه، إنها ابتلاءات، ﴿ وَ ﴾ ويمتحننا الله بنقص من ﴿ الثَّمَرَاتِ ﴾؛ أي: الحبوب وثمار النخيل، والأشجار كلها، والخُضَر بِبَرَدٍ، أو بَرْدٍ أو حرق، أو آفةٍ سماوية، من جراد ونحوه.

فلا بد أن نصبر على ما ابتلانا الله به، وعلينا ألا نجزع ولا نعترض على أقدار الله جل جلاله، وإلا فالجازعون الساخطون هم الخاسرون.

فهذه الأمور لا بد أن تقع؛ لأن العليم الخبير، أخبر بها، فوقعت كما أخبر، فإذا وقعت الابتلاءات؛ انقسم الناس قسمين: جازعين، نعوذ بالله من الجزع وأهله، وصابرين، نسأل الله أن نكون من الصابرين عند البلاء.

فالجازع حصلت له المصيبتان؛ فوات المحبوب، وهو وجود هذه المصيبة، محبوبه ذهب، وفوات ما هو أعظم منها، وهو الأجر بامتثال أمر الله بالصبر، ففاز بالخسارة والحرمان، ونقص ما معه من الإيمان، وفاته الصبر والرضا والشكران، وحصل له السخطُ الدالُّ على شدة النقصان.


وأما من وفَّقه الله - نسأل الله أن نكون من الموفقين لما يحبه ويرضاه - وأما من وفقه الله للصبر عند وجود هذه المصائب، فحبس نفسه عن التسخط قولًا وفعلًا، واحتسب أجرَها عند الله، وعلم أن ما يدركه من الأجر بصبره أعظم من المصيبة التي حصلت له، بل المصيبة تكون نعمةً في حقِّه؛ لأنها صارت طريقًا لحصول ما هو خير له وأنفع منها، فقد امتثل أمر الله، وفاز بالثواب، فلهذا بشره الله فـقال سبحانه وتعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾؛ أي: بشِّرهم بأنهم يوفَّون أجرهم بغير حساب، فالصابرون، هم الذين فازوا بالبشارة العظيمة، والمنحةِ الجسيمة، ثم وصفهم بقوله: ﴿ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ ﴾؛ والمصيبة هي كلُّ ما يؤلم القلبَ أو يؤلم البدن أو كليهما مما تقدم ذكره.

﴿ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ ﴾؛ أي: مملوكون لله، مدبَّرون تحت أمرِه وتصريفه، فليس لنا من أنفسنا وأموالنا شيءٌ، فإذا ابتلانا بشيءٍ منها، فقد تصرَّف أرحم الراحمين بمماليكه وأموالهم، فلا اعتراض عليه، بل من كمالِ عبودية العبد علمُه بأن وقوعَ البلية من المالك الحكيم، الذي هو أرحم بعبده من نفسه، فيوجب له ذلك الرضا عن الله، ويوجب له الشكر له أي لله على تدبيره، لما هو خير لعبده، وإن لم يشعر بذلك، ومع أننا مملوكون لله، فإنا لله ﴿ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ يوم المعاد، راجعون يوم القيامة، فمجازٍ كلَّ عاملٍ بعمله، فإن صبرْنا واحتسبْنا وجدْنا أجرَنا أجرًا موفورًا عنده، وإن جزِعنا وسخِطنا، لم يكنْ حظُّنا إلا السُّخْط وفواتُ الأجر، فكونُ العبد لله، وراجع إليه، من أقوى أسباب الصبر.

﴿ أُولَئِكَ ﴾ الموصوفون بالصبر المذكور ﴿ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ ﴾، أي: ثناءٌ ومدح وتنويهٌ بحالهم، ﴿ وَرَحْمَةٌ ﴾ عظيمة.

ومن رحمته إياهم أن وفَّقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر، ﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ الذين عرفوا الحقَّ، وهو في هذا الموضع، عِلْمُهم بأنهم لله، وأنهم إليه راجعون، وعمِلوا به وهو هنا صبرُهم لله، فمن صبر لله عوضه الله خيرا مما أخذ منه.

وهذا ما ثبت عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله تعالى عنها أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللهُ: ﴿ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴾ [البقرة: 156].

اللهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا؛ إِلَّا أَخْلَفَ اللهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا")، قَالَتْ أم سلمة: (فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟)، الله يعوضني خيرًا منه، فمن هو خير من أبي سلمة، (أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ إِنِّي قُلْتُهَا)، قالت الدعاء السابق، (فَأَخْلَفَ اللهُ لِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قَالَتْ: (أَرْسَلَ إِلَيَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاطِبَ بْنَ أَبِي بَلْتَعَةَ يَخْطُبُنِي لَهُ)، فَقُلْتُ: (إِنَّ لِي بِنْتًا) رضيعة (وَأَنَا غَيُورٌ)، لا أحب أن أنكشف على الرجال إلا على زوجي، فَقَالَ: ("أَمَّا ابْنَتُهَا؛ فَنَدْعُو اللهَ أَنْ يُغْنِيَهَا عَنْهَا، وَأَدْعُو اللهَ أَنْ يَذْهَبَ بِالْغَيْرَةِ)؛ رواه مسلم، (م) 3- (918)، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الآخرة
الحمد لله حمد الشاكرين الصابرين، ولا عدوان إلا على الظالمين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين، أما بعد:

فالمصيبة التي وقعت بالأمس على بعض إخواننا، جمعت ما ذكره الله سبحانه وتعالى في هذه من الابتلاءات في الأنفس والأموال، حتى في الثمرات، رأينا الثمار الذي اشتروه ليبيعوه على الأرض محترقًا، وأموالهم سياراتهم، وعقاراتهم وبيوتهم، وأنفسهم، فقد وُجِد عشر حالات وفاة، أسأل الله أن يكونوا شهداءَ، اللهم آمين، مئات الإصابات كلها ابتلاءات يا عباد الله، لذلك وكما جاء عن الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ ﴾، ولا بد أن نعلم هذا الابتلاء قبل أن يقع.

علينا عباد الله، أن نوطِّن أنفسنا على المصائب قبل وقوعها، لتخفَّ علينا وتسهُل إذا وقعت، وأن نقابلها بالصبر إذا وقعت، آملين أن ننال أجر الصابرين المحتسبين، المفوضين جميع أمورهم لرب العالمين.

وعلينا أن نعلم أن هذا الابتلاءَ والامتحان، سنةُ الله التي قد خلت، ولن تجد لسنة الله تبديلًا، ولن تجد لسنة الله تحويلًا؛ بتصرف من تيسير السعدي.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ، وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ، فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السُّخْط)؛ رواه الترمذي (2396)، الصَّحِيحَة: (146).

وَعَنْ اللَّجْلَاجِ وهو أحد الصحابة رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا سَبَقَتْ لَهُ مِنْ اللهِ مَنْزِلَةٌ) - الله كتب في قدره أن لهذا العبد منزلةً عاليةً في الجنة - (لَمْ يَبْلُغْهَا بِعَمَلِهِ) - هو عبد ضعيف لا يعمل أعمالًا كثيرة - (ابْتَلَاهُ اللهُ فِي جَسَدِهِ، أَوْ فِي مَالِهِ، أَوْ فِي وَلَدِهِ، ثُمَّ صَبَّرَهُ عَلَى ذَلِكَ، حَتَّى يُبَلِّغَهُ الْمَنْزِلَةَ الَّتِي سَبَقَتْ لَهُ)، (مِنْهُ)؛ رواه أبو داود (3090)، الصَّحِيحَة: (1599).

ألا واعلموا - عباد الله - أنه قد وَرَدَ ذكرُ الصبر في القرآن في أكثرَ من سبعين موضعًا، وذلك لعظم موقعِه في الدين، قال بعض العلماء: كلُّ الحسناتِ لها أجرٌ معلوم إلا الصبر، فإنه لا يُحْصَرُ أجره؛ لقوله سبحانه وتعالى: ﴿ إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ ﴾.

وذكرَ اللهُ للصابرين ثماني كرامات وليست كرامة واحدة:
أولها: المحبة: الله يحبه؛ قال سبحانه: ﴿ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ ﴾ [آل عمران: 146].

والثاني: النصر: ومعية الله مع العبد؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].

والثالث: غرفات في الجنة؛ قال تعالى: ﴿ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا ﴾ [الفرقان: 75].

والرابع: الأجرُ الجزيل؛ قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]، والأربعة الأخرى المذكورة في هذه الآية، فمنها البشارة؛ قال: ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155]، والصلاة من الله والرحمة والهداية؛ قال تعالى: ﴿ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 157]، (البحر المديد في تفسير القرآن المجيد)، لابن عجيبة الحسني الفاسي (المتوفى: 1224هـ): (1/ 187).

قال سبحانه: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾؛ يَعْنِي: فِي الْجَنَّةِ، فلَيْسَ يُوزَنُ لَهُمْ عمل وَلَا يُكَالُ، إِنَّمَا يُغْرَفُ لَهُمْ غَرْفًا،... وهؤلاء هم الصابرون، وَلَكِنَّ يُزَادُونَ عَلَى ذَلِكَ؛ بتصرف من (تفسير ابن كثير)؛ ت سلامة (7/ 89)؛ أي: يكون لهن أضعاف مضاعفة لا يعلمها إلا الله.

فاللهم إنا نعوذ بك من الهرم، والتردي والهدم، والحريق والغرق، ونعوذ بك أن يتخبطنا الشيطان عند الموت، ونعوذ بك أن نموت ملدوغين، اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين: ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 56.17 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.89%)]