|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() عندما كنت صغيرا ماجد محمد الوبيران عندما كنت صغيرًا أحْبَبت الطائرات، وتعلَّقت بها تعلُّقًا كبيرًا، ورُحْت أتخيَّلها وأَرسمها في دفاتري وكُتبي، فتارة تكون قريبة وجميلة، وتارة تكون بعيدة ومُضحكة، كنت أُريد التحليق بالناس عبر الهواء، وعبر الفضاء، أَنقلهم من مكانٍ إلى آخر، أزور المُدُن والبُلدان، وأعبُر السواحل والشُّطْآن، أُسابق الرياح في الصباح، وأُعانق السماء في المساء، أعبُر الوديان والتِّلال، وأُحَلِّق فوق الأنهار والجبال. ولكن ما إن بلَغت السابعة عشرة، حتى عدلَت الأقدار الدَّفَّة، وتغيَّرت في خاطري الوجهة، وقرَّرت أن أكون رافعًا للطبشورة والقلم. طبشورة بيضاء تُسَطِّر النور والضياء، وقلم يَرفع العقل مِن تخلُّف الجهل والشقاء، إلى سُموِّ العلم والهناء. وتربية تَغرس الفضائل والمناقب، وتُبدِّد الرذائل والمثالب، تَطير بالعقول، وتَسبح بالخيال، وتُحلِّق بالشعور، وتَجعل الفقير كساكن القصور، حين يتشبَّع بالقِيَم والأخلاق، فلا يشعر بنقْصٍ ولا يَحس بقصور، يقف المعلم وفي وقفته للأريب إشارة، ويتحرَّك المعلم وفي حركته للحصيف إنارة؛ يبني العقول، ويرعى الشعور، يُداوي العليل، ويَسقي الغليل. المعلم في المدرسة شمعة تُضيء، فتُبَدِّد الظلام، وتَنشر النور. المعلم في المدرسة سراج يَشِعُّ، فيُزيل الغَسق، ويُظهر النهار. المعلم في مدرسته يَبني أسوارًا صُلبة قويَّة حول العقول، تَمنع كلَّ فكرٍ دخيل ضارٍّ من الاقتراب، وتَصدُّ كلَّ شططٍ مُنحرف من الدخول. المعلم طائر ميمون يُحلِّق بالعقول، ويرقى بالإنسان. المعلم مِرقاة الشرف والمجد. المعلم معراج الأجيال.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |