خطبة عن حقوق الآباء على الأبناء - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-06-2021, 03:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عن حقوق الآباء على الأبناء

خطبة عن حقوق الآباء على الأبناء


السيد مراد سلامة


الخطبة الأولى
إخوة الإيمان، أتباعَ النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، نعيش في هذا اليوم الطيب المبارك مع حقوق الآباء على الأبناء في الشريعة الغراء في زمان قلَّ فيه الوفاء للآباء والأمهات، وظهرت في بلاد الإسلام دُور المسنين والعجزة؛ حيث يتخلص الأبناء من آبائهم وأمهاتهم بإيداعهم في تلك الدور، وتمر الأيام والشهور والعوام، ولا يتفقد الأبناء آبائهم وأمهاتهم، لذا كان لزامًا أن نتكلم عن تلك الحقوق التي يجهلها كثير من المسلمين، و"غير خاف على عاقل لزوم حق المنعم، ولا منعم بعد الحق سبحانه على العبد كالوالدين، فقد حملت الأم بحمله أثقالًا كثيرة، ولقيت وقت وضعه مزعجات مثيرة، وبالغت في تربيته وسهرت في مداراته، وأعرضت عن جميع شهواتها لمرادته، وقدمته على نفسها في كل حال، وقد ضم الوالد إلى تسببه في إيجاده ومحبته بعد وجوده وشفقته في تربيته الكسب له والإنفاق عليه، والعاقل يعرف حق المحسن ويجتهد في مكافأته"[1].
أولًا: بر الوالدين:
أيها الأحباب أول هذه الحقوق حق البر والبر كما عرفه الحسن البصري رحمه الله، فقال: (أن تبذل لهما ما ملكت، وتطيعهما ما لم يكن معصية)، ففي الصحيحين من حديث عبدالله بن مسعود قَالَ: سَأَلْتُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا»، قَالَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ»، قَالَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»، فبر الوالدين من أعظم القربات وأجل الطاعات، وببرهما تتنزل الرحمات[2]، وتأملوا كيف أمر الله تعالى بالبر والإحسان وإن كانا على الكفر: ﴿ وَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 14، 15].
وعن أسماء بنت رضي الله عنهما قالت: قدمت أُمي وهي مشركة في عهد قريش مدتهم، إذا عاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي: بعد صلح الحديبة مع أبيها، فاستفتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن أمي قدمت وهي راغبة؛ أي: طامعة فيما عندي، تسألني الإحسان إليها، فهل أصلُها؟ قال: نعم، صلي أمَّك، قال ابن عيينة: فأنزل الله تعالى قوله: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ ﴾ [الممتحنة: 8][3].
فأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما لم يمنعها بقاء أمها على الكفر من برِّها، علمًا أن أبا بكر كان قد طلَّقها قبل الهجرة، لقد رغبت في الإحسان إليها، ولكنها خشيت أن يكون ذلك مدعاة إلى اقتراف ذنب بموالاتها لكافرة، فاستشارت النبي صلى الله عليه وسلم، فأشار عليها بإيفائها حقَّها عليها في الحمل والرضاعة والتربية، فقال: نعم، ثم عزَّز هذا القول بقوله: "صلي أمَّك؛ لئلا يخطر ببال أسماء أنه أراد في الأولى مسايرتها، وأيده الله تعالى بالآية السابقة؛ لأن حكم الله في دينه إظهار الحق والاعتراف به، وأداؤه والحفاظ عليه، سواء أكان في ذلك حقه أم حق عباده، ولا يحول كفرهم بالله عز وجل دون إحسانه إليهم بالنعم في الدنيا، فعباده أولى بتأدية حقوقهم إليهم[4].
وعن أبي غسان الضبي أنه خرج يمشي بظهر الحرة وأبوه يمشي خلفه، فلحقه أبو هريرة، فقال: من هذا الذي يمشي خلفك؟ قلت: أبي قال: (أخطأت الحق ولم توافق السنة، لا تمش بين يدي أبيك، ولكن أمشي خلفه أو عن يمينه، ولا تدع أحدًا يقطع بينك وبينه، ولا تأخذ عرقًا؛ (أي: لحمًا مختلطًا بعظم) نظر إليه أبوك، فلعله قد اشتهاه، ولا تحد النظر إلى أبيك، ولا تقعد حتى يقعد، ولا تنم حتى ينام).
ثانيًا: الإحسان إليهما:
من حقوق الآباء والأمهات الإحسان إليها، والإحسان كلمة شاملة لجميع معاني البر والرأفة والرحمة؛ قال تعالى: ﴿ وَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ * وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [لقمان: 14، 15].
يروى محمد بن سيرين رحمه الله، فيقول: كانت النخلة تبلغ بالمدينة ألفًا، فعمَد أُسامة بن زيد إلى نخلة فقطعها من أجل جمارها[5]، فقيل له في ذلك، فقال: إن أمي اشتهته علي وليس شيء من الدنيا تطلبه أمي أقدر عليه إلا فعلتُه[6].
ثالثًا: طاعة الوالدين: ومما أمر الله به الأبناء طاعة الوالدين في كل ما أمرَا به ودعيَا إليه ما لم يكن في ذلك معصية لله عز وجل، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق سبحانه، وفي ذلك قال تعالى: ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾، فطاعة الوالدين من أوجب الواجبات ولو كانا كافرين أو فاسقين عاصيين، وإنما الطاعة بالمعروف؛ أخرج أبو داود والترمذي عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: كانت تحتي امرأة وكنت أحبها، وكان عمر يكرهها، فقال لي: طلِّقها، فأبيت، فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم طلِّقها[7].
فما كان منه رضي الله عنه إلا طلَّقها طاعة لأبيه.
وفي أخبار أبي حنيفة ذكر المؤلف أن أُم أبي حنيفة حلفت يمينًا فحنثت، فاستفتت أبا حنيفة، فأفتاها فلم ترضَ، قالت: لا أرضى إلا بما يقول زرعة القاص، فجاء بها أبو حنيفة إلى زرعة، فقال: أفتيك ومعك فقيه الكوفة! فقال أبو حنيفة: أفتها بكذا وكذا، فأفتاها فرضيت، وعن سعيد بن عامر، قال: قال ابن المنكدر: بات أخي عمر يصلي وبت أغمز قدمي أُمي، وما أحب أن ليلتي بليله [8].
رابعًا: الإنفاق عليهما بالمعروف:
واعلموا بارك الله فيكم أن النفقة واجبة على الأبناء لآبائهم وأمهاتهم متى كانوا فقراءَ محتاجين، أن يَسُدُّوا حاجاتِهم من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ودواء؛ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالًا وَوَلَدًا، وَإِنَّ وَالِدِي يَحْتَاجُ مَالِي؟ قَالَ: «أَنْتَ وَمَالُكَ لِوَالِدِكَ، إِنَّ أَوْلَادَكُمْ مِنْ أَطْيَبِ كَسْبِكُمْ، فَكُلُوا مِنْ كَسْبِ أَوْلَادِكُمْ»[9].
فإياك أن تبخل بمالك على والديك، أو تمنَّ عليهما بما تعطيه، فإنفاقك عليهما واجب، وليس تطوَّعًا، وهما أحق الناس بعطائك وإحسانك.
أقول هذا القول، وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا.
أما بعد:
فخامسًا: من حقوق الوالدين على الأبناء: الاستئذان منهما، والاستنارة برأيهما؛ سواء في الذهاب مع الأصحاب للبرية، أو في السفر خارج البلد للدراسة ونحوها، أو للخروج من المنزل، ونحو ذلك؛ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، جِئْتُ أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَتَرَكْتُ أَبَوَيَّ يَبْكِيَانِ، قَالَ: «فَارْجِعْ إِلَيْهِمَا وَأَضْحِكْهُمَا كَمَا أَبْكَيْتَهُمَا» [10].
كانَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ إذَا أَتَى عليه أَمْدَادُ أَهْلِ اليَمَنِ، سَأَلَهُمْ: أَفِيكُمْ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ؟ حتَّى أَتَى علَى أُوَيْسٍ فَقالَ: أَنْتَ أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: مِن مُرَادٍ ثُمَّ مِن قَرَنٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَكانَ بكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ منه إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: لكَ وَالِدَةٌ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: يَأْتي علَيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ مع أَمْدَادِ أَهْلِ اليَمَنِ، مِن مُرَادٍ، ثُمَّ مِن قَرَنٍ، كانَ به بَرَصٌ فَبَرَأَ منه إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، له وَالِدَةٌ هو بهَا بَرٌّ، لو أَقْسَمَ علَى اللهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لكَ فَافْعَلْ فَاسْتَغْفِرْ لِي، فَاسْتَغْفَرَ له[11]، وعن أصبغ بن زيد قال: إنما منع أويسًا أن يقدم على النبي صلى الله عليه وسلم برُّه بأمه[12].
سادسًا: الدعاء لهما في حياتهما وبعد وفاتهما:
ومن برِّ الوالدين بعد وفاتهما: الدعاءُ لهما؛ فذلك من أفضل ما يقدِّمه الأبناء لآبائهم بعد وفاتهما، أنْ تدعوَ لهما بالرحمة والمغفرة، والفوز بالجنة، والنجاة من النار، فذلك مما أمر الله تعالى به، فقال سبحانه: ﴿ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24].
الدعاء للوالدين من هدي الأنبياء والرسل؛ فقد قال تعالى عن دعاء إبراهيم عليه السلام: ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ﴾ [إبراهيم: 41]، وقال عن دعاء نوح عليه السلام: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَارًا ﴾ [نوح: 28].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)[13]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة، فيقول: يا رب، أنى لي هذه، فيقول باستغفار ولدلك لك)[14].
وعن محمد بن سيرين قال: كنا عند أبي هريرة رضي الله عنه، فقال: اللهم اغفر لأبي هريرة، ولأمه ولِمَن استغفر لهما، قال محمد: فنحن نستغفر لهما حتى ندخل في دعوة أبي هريرة[15].
سابعًا: من حقوق الآباء على الأبناء: الصدقة لهما ومن بر الوالدين ومن حقوقهما بعد الوفاء ألا تبخل عليهما، وأن تكون وفيًّا لهما بالصدقة؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلًا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أُمه توفيت أينفعها أن تصدقت عنها؟ قال: نعم، قال: فإن لي مخرافًا، فأنا أشهدك أني قد تصدقت عنها[16].
وعن عائشة رضي الله عنها أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها، وأراها لو تكلمت تصدقت، أفأتصدق عنها، قال: نعم تصدَّق عنها[17]، وعند مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أبي مات وترك مالًا ولم يوصِ، فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه، قال: نعم[18].
الدعاء.


[1] البر والصلة لابن الجوزي (ص: 5).

[2] البخاري في "صحيحه" (527) و(5970) و(7534)، وفي "الأدب المفرد" (1)، ومسلم (85).

[3] أخرجه البخاري رقم 5979.

[4] مختصر بر الوالدين ص 50.

[5] الجمار: شحم النخل وهو في قمة رأس النخلة ويؤكل مع العسل.

[6] مكارم الأخلاق ص225.

[7] أخرجه أبو داود ح 5138، وصححه الألباني في صحيح أبي داود رقم 5138.

[8] السير جـ 6 ص172، وتاريخ دمشق - (56 / 56).

[9] أخرجه أبو داود (3530)، وابن ماجه (2292) وإسناده حسن.

[10] مسند أحمد ط الرسالة (11/ 31) وأخرجه النسائي في "المجتبى" 7/ 143 من طريق حماد بن زيد، وابن ماجه (2782

[11] أخرجه مسلم 2542 / 225 وأحمد في الزهد ص416.

[12] أخرجه أحمد في الزهد ص414، 415 وأبو نعيم في الحلية 1577 والذهبي في السير جـ5 ص69.

[13] أخرجه أحمد (2/ 372، رقم 8831)، والبخاري في الأدب المفرد (1/ 28، رقم 38)، ومسلم (3/ .1255

[14] أخرجه أحمد (2/ 509، رقم 10618)، والطبراني في الأوسط (5/ 210)، صححه الألباني في الصحيحة رقم 1598.

[15] الأدب المفرد (رقم:37)، وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الأدب المفرد (رقم:28).

[16] مسند أحمد ط الرسالة - (5 / 455) وأخرجه البخاري (2770)، وأبو داود (2882).

[17] مسند أحمد ط الرسالة - (40 / 295) وأخرجه مسلم (1004)، [3/ 1254].

[18] مسند أحمد ط الرسالة - (14 / 436) وأخرجه مسلم (1630) (11).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 58.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.30 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.84%)]