|
ملتقى التنمية البشرية وعلم النفس ملتقى يختص بالتنمية البشرية والمهارات العقلية وإدارة الأعمال وتطوير الذات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() برامج التلمذة لصقل الموهبة أحمد بن عبدالله آل عمر تسهم البرامج الإثرائية في بناء متَّزنٍ للجوانب الشخصية والعقلية والأكاديمية للطلبة، ويحصل الطلاب في هذه البرامج على رعاية خاصة، لا يجدها في المنهج الدراسي العادي، وتتحقق الفائدةُ العظمى من البرامج الإثرائية إذا صاحَبَها رعايةٌ نفسية واجتماعية، أو ما يسمى بـ "إرشاد الموهوبين"، على نحو متواصل دون انقطاع، حتى في مراحل عمرية متقدمة. وبرامج التلمذة تعَدُّ من البرامج العلمية المتخصصة التي أثبتت فاعليتها للطلاب الموهوبين، وهو برنامج مستمر لمدة عام دراسي كامل، يحقِّق فيه الطالبُ تنميةَ حاجاته الخاصة، ويحقق تطلعاته، والتلمذة اسم جديد في برامج وزارة التربية والتعليم في الاستخدام، يصف عملية التواصل أو المتابعة من قِبل طلاب موهوبين لخبراء متميزين في مجالات مختلفة؛ لكن طريقة التلمذة قديمة جدًّا؛ حيث كان أصحاب النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - يلازمونه؛ لنهل كلِّ ما يقول أو يفعل أو يقرُّ، ومتابعة أسلوبه وتعامله مع الجميع. برامج التلمذة لها أشكال عدة، منها التلمذة المهنية، والتلمذة المعرفية، والتلمذة المعرفية التطبيقية، وجميع ما ذكر يحمل صفة المتابعة والملازمة لخبرة أفضل في مجالٍ ما؛ لهدف الوصول إلى مستوى أعلى فيه، ومحاولة محاكاته إلى أقصى حد ممكن. يجد الطالب في برامج التلمذة متعةً كبيرة، تزيد من دافعيته في التعلم أكثر؛ حيث يجد نفسه يتواصل ويتابع أكاديميًّا ذا مستوى علمي متقدم، ويحاول الخبير تقديم جميع أنواع المساعدة والتسهيلات؛ للرفع من شأن الطالب، ومحاولة إكسابه المهاراتِ اللازمةَ لإنجاح أسلوب التلمذة. للتلمذة طرق عدة في التواصل؛ حيث يمكن ملازمة الخبير، أو التواصل عن طريق الإنترنت، أو المراسلة الإلكترونية، أو عن طريق البث المباشر، أو حتى عن طريق الاتصال الهاتفي. ونجد في ثورة التقنية الحديثة سرعةً كبيرة وسهولة في التواصل بين الطالب والخبير، فيمكن المشاركة في تطبيق تجرِبة علمية، أو تصميم جهاز معقد عن طريق النقل المباشر، كأنهما في نفس المعمل، ولكن لا أجد بدًّا - من وجهة نظري - من المتابعة الشخصية لتحقيق قدر أكبر من الفائدة؛ وذلك لاكتساب المهارات الشخصية، والوقوف على التفاصيل المساعدة على تحقيق الخبير لذَاته، والموصلة له إلى هذا المستوى من الإبداع. ومن الأمثلة الموجودة على برامج التلمذة الإثرائية: ما نفِّذ هذا العام 1430هـ في وزارة التربية والتعليم عن طريق الإدارة العامة لرعاية الموهوبين، وهو برنامج التلمذة في الكيمياء بالولايات المتحدة الأمريكية لعدد من الطلاب الموهوبين، حصل فيها الطلاب على برنامج مكثف لمدة عشرة أيام في مادة الكيمياء وفروعها، كالكيمياء الحيوية، والكيمياء وارتباطها بالحاسوب، والكيمياء العلمية التطبيقية. وسيتم التواصل لمدة عام دراسي؛ لمواصلة العمل في المشاريع المتفق عليها بين الطلاب والأساتذة المشرفين عليهم، ومن ثم عرض المشاريع الختامية في نيويورك مطلع صيف 1430هـ، كذلك هنالك برنامج للتلمذة في مؤسسة الملك عبدالعزيز للموهبة والإبداع، لا أقف على تفاصيله. وتأتي أهمية برنامج التلمذة لضرورة احتكاك الطلاب الموهوبين بخبراء في مجال اهتمامهم، والحاجة فيه لاكتساب مهارات بحثية متقدمة، والتنوع في وسائل تلقِّي وتقييم المعلومة، وكذلك الحاجة إلى وصول الطلاب إلى الأسلوب العلمي الحديث في المتابعة، والاستفادة من الخبراء في مجالات اهتماماتهم.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |