|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() تذكير الأبرار بفضائل الأذكار الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ï´¾ [آل عمران: 102]. ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ï´¾ [النساء: 1]. ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ï´¾ [الأحزاب: 70، 71]. أما بعد: فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار. أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين. أعمال الخير كثيرة، والطاعات وفيرة، ولكنّ بعضَها أصعبُ من بعض، وبعض العبادات والطاعات أسهل من بعض وأيسر، لذلك من أيسر العبادات، وأسهل الطاعات؛ إنها من قصَّر عنها كثير من هذه الأمة، أتعلمون هذه الطاعة؟ أتعلمون تلك العبادة؟ إنها ذكر الله، أسهل العبادات وأيسرها. أخي في دين الله، إذا ذكرت الله ذكرك الله، إذا ذكرت الله بعبادة، ذكرك الله، فذكر الله أنواع؛ نفس العبادة ذكرٌ لله عز وجل، من صلاة ونحوها، أو ذكرت الله في تلاوة أو تسبيح، أو في درس علم، أو أمرٍ بمعروف أو نهيٍ عن منكر أو نصيحةِ جاهل، إذا ذكرت الله ذكرك الله جل في علاه، قَالَ تَعَالَى: ï´؟ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ï´¾ [البقرة: 152]، فهيَّا ننضمُّ إلى الذاكرين الله والذاكرات. قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ï´؟ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ï´¾ [الأحزاب: 35]. فبذكر الله؛ نجّى الله موسى وأخاه هارونَ من بطش فرعون وملئه، قَالَ تَعَالَى: ï´؟ اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآَيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي ï´¾ [طه: 42]، لا تفترا ولا تضعفا عن ذكري، قِيلَ: تَفْتُرا. تفسير القرطبي (11/ 198). وما الذي أنقذ يونس عليه السلام من بطن الحوت وهو في الظلمات؟ ما أنقذه إلاّ ذكر الله. قَالَ تَعَالَى: ï´؟ فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ï´¾ [الصافات: 143، 144]. وما الذي يجعل المصلين من المفلحين إلاّ ذكر الله؟ ï´؟ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ï´¾ [الجمعة: 10]. ذِكْر الله سبحانه وتعالى؛ خيرُ الأعمال عند الله وأرضاها عنده، وأرفعُها في الدرجات، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ("أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَرْضَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ؛ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟!") قَالُوا: (بَلَى!) قَالَ: ("ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى"). (جة) (3790)، (ت) (3377). إنه ذكر الله جلّ جلاله، يعوّض العاجزين عن قيام الليل قيامَهم، ويعوِّض البخلاء بأموالهم أن ينفقوها، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله -تعالى- عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ عَجَزَ مِنْكُمْ عَنِ اللَّيْلِ أَنْ يُكَابِدَهُ، وَبَخِلَ بِالْمَالِ أَنْ يُنْفِقَهُ، وَجَبُنَ عَنِ الْعَدُوِّ أَنْ يُجَاهِدَهُ؛ فَلْيُكْثِرْ ذِكْرَ اللهِ"). (طب) (11121)، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1496)، صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد: (209). أيها الإخوة الكرام، كونوا من المفَرِّدين السابقين، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسِيرُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، فَمَرَّ عَلَى جَبَلٍ يُقَالُ لَهُ: جُمْدَانُ)، فَقَالَ: ("سِيرُوا، هَذَا جُمْدَانُ، سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ")، قَالُوا: (وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟) قَالَ: ("الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ"). (م) 4- (2676). وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ")، قَالُوا: (يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَنْ الْمُفَرِّدُون؟) قَالَ: ("الَّذِينَ يُهْتَرُونَ فِي ذِكْرِ اللهِ"). (حم) (8273)، انظر الصَّحِيحَة: (1317). (يُهْتَرُون)، أي: يُولَعُون بذكر الله. قال ابن الأثير: يُقال: (أهْتَرَ فلانٌ بكذا، واستهتر، فهو مُهْتَرٌ بِه، ومستهتر)، أي: مُولَعٌ به، لَا يتحدَّثُ بغيرِه، ولا يفعل غيرَه. إنّ الأعمالَ المنجية من عذاب الله كثيرة، وأسهلُها وأنجاها ذكر الله، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ("مَا عَمِلَ امْرُؤٌ بِعَمَلٍ أَنْجَى لَهُ مِنْ عَذَابِ اللهِ؛ مِنْ ذِكْرِ اللهِ"). (ت) (3377)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1493). وعَنْ عمرو بْنِ عَبَسَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَا تَسْتَقِلُّ الشَّمْسُ")، -أي ما تخرج من مطلعها شيئًا قليلًا،- ("فَيَبْقَى شَيْءٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ إِلَّا سَبَّحَ اللهَ؛ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الشَّيَاطِينِ، وَأَغْبِيَاءِ بَنِي آدَمَ")، قَالَ الْوَلِيدُ -وهو أحد الرواة-: فَسَأَلْتُ صَفْوَانَ بْنَ عَمْرٍو: (مَا أَغْبِيَاءُ بَنِي آدَمَ؟) فَقَالَ: (شِرَارُ خَلْقِ اللهِ). (مسند الشاميين) (960)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (5599). أخي في دين الله، إذا كثُرت عليك أحكام الدين، وتزاحمت عليك شرائع الإسلام، فلم تستطع أن تدركها كلها؛ فأكثر من ذكر الله جلّ جلاله، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ أَعْرَابِيٌّ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: (يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ)، (فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ)، (مِنْهَا أَتَشَبَّثُ بِهِ)، قَالَ: ("لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللهِ عز وجل"). (جة) (3793)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (7700). وَخير عمل تتركه قبيل خروج روحك؛ ذكر الله، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ الْمَازِنيِّ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ("خَيْرُ الْعَمَلِ؛ أَنْ تُفَارِقَ الدُّنْيَا وَلِسَانُكَ رَطْبٌ مِنْ ذِكْرِ اللهِ"). أخرجه أبو نعيم فى الحلية (6/ 111)، الصَّحِيحَة: (1836). فظنُّوا بربِّكم خيرًا، وتيقَّنوا الْإِجَابَةَ عِنْدَ الدُّعَاء، والْقَبُولَ عِنْدَ التَّوْبَة، والْمَغْفِرَةَ عِنْدَ الِاسْتِغْفَار، والْمُجَازَاةَ عِنْدَ فِعْلِ الْعِبَادَةِ بِشُرُوطِهَا، تَمَسُّكًا بِصَادِقِ وَعْدِه -سبحانه-، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("قَالَ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي)؛ (إِنْ ظَنَّ بِي خَيْرًا فَلَهُ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ)، (وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي"). (خ) (7505)، (م) (2675). (وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ)، أَيْ: فَإِن اعْتَقَدَ أَوْ ظَنَّ أَنَّ اللهَ لَا يَقْبَلُ تَوْبَتَهُ، ولا يستجيب دعاءه، ولا يَقبل استغفاره، فهذا من الكبائر، وكبائر الذنوب أن تظنّ في الله هذا الظن، وَأَنَّهَا لَا تَنْفَعُهُ، فَهَذَا هُوَ الْيَأسُ مِنْ رَحْمَةِ الله، وَهُوَ مِنْ الْكَبَائِر، وَمَنْ مَاتَ عَلَى ذَلِكَ، وُكِلَ إِلَى مَا ظَنَّ. وَأَمَّا ظَنُّ الْمَغْفِرَةِ مَعَ الْإِصْرَار -على المعصية-، فَذَلِكَ مَحْضُ الْجَهْلِ وَالْغِرَّة، وَهُوَ يَجُرُّ إِلَى مَذْهَبِ الْمُرْجِئَة. -قاله ابن حجر في- (فتح الباري: 13/ 386). ألا واعلموا أن الله مع ذاكره، يؤيِّدُه وينصره، ويحفظُه ويكلؤه، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ("إِنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: أَنَا مَعَ عَبْدِي إِذَا هُوَ ذَكَرَنِي وَتَحَرَّكَتْ بِي شَفَتَاهُ"). صحيح البخاري (9/ 153). إن ذاكر الله سبحانه وتعالى في كل أحيانه؛ حيٌّ، والغافل عن ذكره ميّتٌ وإن كان يمشي بين الناس، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه -وعلى آله وصحبه- وسلم: ("مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ"). (خ) (6407). وفي رواية: ("مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ"). (م) 211- (779). لذلك كان لـمَجَالِسِ الذِّكْر مكانةٌ وفضلٌ وغنيمة عظيمة ليس لغيرها، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا غَنِيمَةُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ؟!) قَالَ: ("غَنِيمَةُ مَجَالِسِ الذِّكْرِ الْجَنَّةُ"). (حم) (6777)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1507). والذاكرون الله بإخلاص ودون ابتداع ولا اختراع؛ تناديهم الملائكة في ختام مجالسهم، وتبشرهم بمغفرة الذنوب، وتبديل سيئاتهم حسناتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَا مِنْ قَوْمٍ اجْتَمَعُوا يَذْكُرُونَ اللهَ، لَا يُرِيدُونَ بِذَلِكَ إِلَّا وَجْهَهُ؛ إِلَّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُمْ، قَدْ بُدِّلَتْ سَيِّئَاتُكُمْ حَسَنَاتٍ"). (حم) (12453). إنَّ الذاكرين الله والذاكرات يباهي الله بهم ملائكة السماوات، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ رضي الله عنهما عَلَى حَلْقَةٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: (مَا أَجْلَسَكُمْ؟) قَالُوا: (جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ)، قَالَ: (اللهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟) -يستحلفهم بالله- قَالُوا: (وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ)، قَالَ: (أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَمَا كَانَ أَحَدٌ بِمَنْزِلَتِي مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَقَلَّ عَنْهُ حَدِيثًا مِنِّي، وَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ عَلَى حَلْقَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ)، فَقَالَ: ("مَا أَجْلَسَكُمْ؟!") قَالُوا: (جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ، وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلامِ، وَمَنَّ بِهِ عَلَيْنَا)، قَالَ: ("آللهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَاكَ؟") قَالُوا: (وَاللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَاكَ)، قَالَ: ("أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنَّهُ أَتَانِي جِبْرِيلُ فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللهَ عز وجل يُبَاهِي بِكُمْ الْمَلَائِكَةَ"). (م) 40- (2701). إنهم لم يجلسوا للغيبة ولا للنميمة، ولا للسب والشتم، جلسوا في ذكر الله. ولا يضيع وقتكم هباءً إذا كان في ذكر الله، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("لَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللهَ تَعَالَى مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ") -أي: صلاة الصبح،- ("حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً"). (د) (3667). أخي في دين الله، احذر الْغَفْلَةَ عَنْ ذِكْرِ الله سبحانه وتعالى فـقد قَالَ تَعَالَى: ï´؟ وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ ï´¾ [الأعراف: 205]. إنّ مجالسةَ الفقراء والمساكين الذين يذكِّرونكم بالله سبحانه وتعالى خيرٌ من مجالسة أهل الثراء والغنى، والجاه والدنيا، الغافلين عن ذكر الله جل جلاله، المتبعين أهواءهم، قَالَ تَعَالَى: ï´؟ وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ï´¾ [الكهف: 28]. إن الذين تركوا ذكر الله ونسوه، هؤلاء في الحقيقة نسوا أنفسهم، قَالَ تَعَالَى: ï´؟ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ï´¾ [الحشر: 19]. إنها مجالس تنبعث منها روائح الجيفِ والرِّمم، لم تتعطّر بذكر الرحمن، ولم تتطيّب بالصلاة والسلام على النبي العدنان صلى الله عليه وسلم، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا، لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ)، (ثُمَّ تَفَرَّقُوا)؛ (إِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ")، وفي رواية: ("إِلَّا قَامُوا عَنْ أَنْتَنِ مِنْ جِيفَةٍ)، (وَكَانَ ذَلِكَ الْمَجْلِسُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، (وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِلثَّوَابِ)، (فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ")، وفي رواية: ("إِنْ شَاءَ آخَذَهُمْ بِهِ، وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُمْ"). (ت) (3380)، (د) (4855). إنَّ المجالسَ عديمةَ الذكر مجالسُ ندمٍ وحسرة وخسارة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَمْ يَذْكُرْ اللهَ تَعَالَى فِيهِ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً")، أي: حسرة وندامة ("يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرْ اللهَ عز وجل فِيهِ؛ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، (وَمَا مِنْ رَجُلٍ مَشَى طَرِيقًا فَلَمْ يَذْكُرْ اللهَ عز وجل؛ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً، وَمَا مِنْ رَجُلٍ أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ فَلَمْ يَذْكُرْ اللهَ؛ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِ تِرَةً"). (د) (5059)، (4856)، (ن) (10237). أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم. الخطبة الآخرة الحمد لله حمد الشاكرين الصابرين، ولا عدوان إلا على الظالمين، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين. ذِكر الله؛ والذي دلنا على هذه الأذكار هو رسول الله، فصلوا وسلموا على رسول الله كما أمركم الله وقال: ï´؟ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ï´¾ [الأحزاب: 56]. اللهم صلِّ وسلِّمْ وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى الدين. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين. اللهم لا تدع لنا في مقامنا هذا ذنبا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا دينا إلا قضيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا غائبا إلا رددته إلى أهله سالماً غانماً يا رب العالمين، اللهم ولا تدع لنا ضالاً إلا هديته، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها ويسرتها برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهم كن معنا ولا تكن علينا، اللهم أيدنا ولا تخذلنا، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، اللهم وحد صفوفنا، اللهم ألف بين قلوبنا، وأزل الغل والحقد والحسد والبغضاء من صدورنا، وانصرنا على عدوك وعدونا برحمتك يا أرحم الراحمين. وأقم الصلاة؛ ï´؟ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ï´¾ [العنكبوت: 45].
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |