خطر الإلحاد وانتشاره في بلاد المسلمين - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1009 - عددالزوار : 122888 )           »          سِيَر أعلام المفسّرين من الصحابة والتابعين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 121 - عددالزوار : 77572 )           »          الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 62 - عددالزوار : 48995 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 191 - عددالزوار : 61485 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 76 - عددالزوار : 42876 )           »          الدورات القرآنية... موسم صناعة النور في زمن الظلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          تجديد الحياة مع تجدد الأعوام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          الظلم مآله الهلاك.. فهل من معتبر؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          المرأة بين حضارتين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          رجل يداين ويسامح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 17-05-2021, 03:57 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,564
الدولة : Egypt
افتراضي خطر الإلحاد وانتشاره في بلاد المسلمين

خطر الإلحاد وانتشاره في بلاد المسلمين
د. أمين بن عبدالله الشقاوي



الخطبة الأولى

إنَّ الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومَنْ يُضلِل فلا هادي له، وأَشهد أن لا إِله إلا الله وحده لا شريك له، وأَشهد أن محمدًا عبده ورسوله، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ونصَح الأُمَّة، وكشف الله به الغُمَّة، وجاهد في الله حقَّ جهاده حتى أتاه اليقين من ربِّه، فصلوات الله وسلامه عليه ما تعاقب الليل والنهار إلى يوم الدين، أما بعد:



أيها المسلمون، إن من المصائب العُظْمى، والبلايا الكبرى التي ابتُلي بها العالمُ الإسلاميُّ في الآونة الأخيرة: ظهور الإلحاد ونشره من قبل أعداء الإسلام؛ وأعني بالإلحاد: الكفر بالله، والميل عن طريق أهل الإيمان، والرشد، وظهور التكذيب بالخالق، وبالبعث، وبالجنة والنار، والتطاوُل على الله أو على النبي صلى الله عليه وسلـم، أو على دين الإسلام، ونحو ذلك؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا [فصلت: 40]، وقال تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأعراف: 180].



ومواقع نشر الإلحاد كثيرة؛ كالقنوات الفضائية، والمواقع الإلكترونية، وشبكات التواصل الاجتماعي، والفيسبوك، وتويتر والكتب، والمقالات، والصحف، والمجلات، وغيرها.



وللأسف إن هؤلاء الملاحدة قد زاد شرُّهم في الآونة الأخيرة، وبدؤوا يُصرِّحون بكُفْرهم وزندقتهم عبر الوسائل السابقة، مع أنهم وُلِدُوا في بيئة مسلمة، ومن أبوين مسلمين؛ ولكن الشياطين اجتالتهم عن الدين القويم إلى هذا المسلك المنحرف؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا [النساء: 137].



روى مسلم في صحيحه من حديث عياض المجاشعي: أن النبي صلى الله عليه وسلـم قال: ((وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ)).



أيها المسلمون، بناءً على ما سبق، فقد تمَّتْ دراسةُ هذه الظاهرة من بعض الدُّعاة، والمصلحين، وتبينت لهم أسبابها، ونذكر هنا بعضًا من تلك الأسباب، للحذر من سلوكها وإنكارها:

فمن ذلك: عدم التقيُّد بالضوابط الشرعية التي ذكرها أهل العلم لمن يريد السفر لبلاد الكُفَّار، فينبهر بالحضارة الغربية الزائفة، ويختلط بالكفرة والملحدين من اليهود والنصارى وغيرهم، مع ضعف العلم الشرعي للردِّ على شُبهاتهم وضلالتهم، فيبقى مُتشكِّكًا في دينه وعقيدته، وفي النهاية قد ينتهي به الأمر إلى الإلحاد والزندقة، كما حصل لبعضهم عند عودته إلى بلاده، وتنكُّره لدينه، وعقيدته، ووطنه؛ بل إن بعضهم آثرَ البقاء في بلاد الكُفَّار، وعدم العودة إلى ديار المسلمين، قال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: «السفر إلى البلاد التي فيها الكفر، والضلال، والحرية، وانتشار الفساد من الزنا، وشرب الخمر وأنواع الكفر، والضلال، فيه خطرٌ كبيرٌ وعظيمٌ على الرجل، والمرأة، وكم من صالح سافر ورجع فاسدًا! وكم من مسلم رجع كافرًا!».



ومنها القراءة فيما يُسمَّى بكُتُب الفكر والفلسفة، أو الحداثة التي تحوي الإلحاد والزندقة، وردَّ الأحاديث الصحيحة بحُجَّة أنها تُنافي العقل، وفي هذه الكُتُب أيضًا تمجيد لحضارة الغرب الزائفة، وأن سبب تخلُّف المسلمين هو تمسُّكُهم بدينهم وأخلاقهم، والتعرُّض للذات الإلهية بالتنقُّص، فالقراءة في مثل هذه الكتب المسمومة تؤثِّر في عقيدة القارئ، ومع كثرة القراءة، وتنوُّع الكتب، قد ينشأ عنده الفكر الإلحادي، كما صرَّح بعضهم بأن سبب اعتناقه لفكر الإلحاد هو القراءة في كتب النصارى المستشرقين، وأصحاب الشهوات المحسوبين على المسلمين.



ومنها الاطِّلاع والتصفُّح والنظر للمواقع الإلكترونية، أو القنوات الفضائية اليهودية، أو النصرانية التي تدعو لعقيدة التثليث، أو الشيوعية الإباحية، وقد تكون البداية الاطِّلاع من باب الفضول، ومعرفة ما عند الغير، فيقع المحظور.



ومنها حب الشهوات والملذَّات، والتخلُّص من التكاليف الشرعية، والانطلاق في عالم الإباحيَّة، والمجون؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ [يوسف: 53].



ومنها إهمال الآباء تربية أبنائهم التربية الإسلامية الصحيحة؛ روى أبو داود في سننه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلـم قال: ((مُرُوا أَوْلَادَكُم بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْر سِنِينَ)).



قال ابن القيم رحمه الله: «فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدًى، فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد، إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كبارًا».



ومنها مخالطة رفقاء السوء، والإنسان مجبول على التأثُّر بصاحبه وجليسه، والأرواح جنودٌ مُجنَّدة؛ روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلـم قال: ((مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسوْءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ، إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً؛ وَنَافِخُ الْكِيرِ، إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً))، فجليس السوء يؤثِّر في صاحبه، ويدعوه إلى البُعْد عن الدين ومماثلته في الوقوع في المحرَّمات، قال أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه: ودَّتِ الزانيةُ لو زنى النِّساء كُلُّهُنَّ، وصدق الله القائل: ﴿ وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً[النساء: 89]، وقال تعالى: ﴿ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا [النساء: 27].



ومنها العجب والغرور بالنفس، واستحقار الناس كما حصل لأحدهم: كان يؤلِّف المؤلَّفات العظيمة في الدفاع عن العقيدة والدين، حتى أُعجب بنفسه، وأصابه الغرور، حتى استحقر الأنبياء، وقال: إن العلم الذي عنده والفضل، لو قسم على الخلق، لأغنى عما عند الرسل، وألف كتابه المعروف: "هذه هي الأغلال"؛ يعني بها: ثوابت الإسلام، وتكلَّم في الأنبياء، وكذَّب أشياء في القرآن، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.





الخطبة الثانية

الحمدُ لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وبعد:

أيها المسلمون، أما طرق العلاج فهي كثيرة:

فمن ذلك: إحالة هؤلاء العابثين من الزنادقة وغيرهم إلى القضاء الشرعي، وتنفيذ أحكام الشريعة فيهم. ومنها تكثيف البرامج النافعة التي تغرس الإيمان، وترد على شبه الإلحاد والتشكيك في الدين، وتعظِّم الدين في قلوب الناس، وتربية النشء من طلاب وطالبات على العقيدة الصحيحة، والتأكيد على الخطباء والدعاة والمشايخ بمواجهة بوادر الإلحاد الآخذة في التوسُّع، وإقامة المحاضرات، والدروس، والندوات، وتوزيع الكتب والمقالات التي تُحارِب الفكر الإلحادي.




ومنها التواصُل مع الشباب الذين ابتُلوا بمثل هذه الشكوك ودلالتهم على الحق، والرد على كل الشبهات التي تعترضهم، فالعلماء هم أقدرُ الناس على الردِّ عليها، وعليهم أن يقوموا بما أوجب الله عليهم من نشر هذا العلم، بكل ما يستطيعون عبر الوسائل الحديثة، وفتح أبواب مجالسهم لهم.



وعلى الآباء والأمهات، والمعلمين، والمعلمات، أن يقوموا بواجبهم في تربية الجيل على الإيمان، والخير والهدى، وتحذيرهم من الكفر، والفسوق والعصيان، والمسؤولية في ذلك كبيرة، وفي الحديث: ((كُلُّكُم رَاعٍ، وَكُلُّكُم مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))؛ رواه البخاري ومسلم.

اللهمَّ أعِزَّ الإسلام والمسلمين.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 74.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 73.20 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.30%)]