خطبة عيد الفطر 1440هـ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4518 - عددالزوار : 1311346 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4943 - عددالزوار : 2041925 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 131961 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 30 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-05-2021, 02:32 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الفطر 1440هـ

خطبة عيد الفطر 1440هـ


د. صغير بن محمد الصغير




الْحَمْدُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، شَوَاهِدُ خَلْقِهُ تَهْتِفُ بِعَظَمَتِهِ، وَانْتِظَامُ الْكَوْنِ يَشْهَدُ بِإِتْقَانِ صُنْعِهِ، وَتَدْبِيرُ الْخَلَائِقِ دَلِيلٌ عَلَى عَدْلِهِ وَرَحْمَتِهِ وَحِكْمَتِهِ؛ فَهُوَ الْمَحْمُودُ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ، وَهُوَ الْمَحْمُودُ فِي الْأَرْضِ وَفِي السَّمَاءِ، وَهُوَ الْمَحْمُودُ أَزَلًا وَأَبَدًا، وَلَا يُحْمَدُ أَحَدٌ لِذَاتِهِ سِوَاهُ ﴿ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِين * وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيم ﴾ [الْجَاثِيَة: 36 - 37]، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ هَدَى لِلْإِيمَانِ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ، وَيَسَّرَ الصِّيَامَ عَلَى الصَّائِمِينَ، وَسَهَّلَ الْقِيَامَ لِلْقَائِمِينَ، وَفَتَحَ أَبْوَابَ الْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ لِلْمُحْسِنِينَ؛ فَسُبْحَانَهُ مِنْ جَوَادٍ كَرِيمٍ بَرٍّ رَحِيمٍ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ امْتَلَأَ قَلْبُهُ لله مَحَبَّةً وَتَعْظِيمًا، وَذُلاًّ وَتَسْلِيمًا، وَخَوْفًا وَرَجَاءً، فَتَفَكَّرَ فِي قُدْرَة اللهِ وَعِزَّتِهِ، وَبَكَى مِنْ مَحَبَّتِهِ وَخَشْيَتِهِ، وَوَثِقَ بِوَعْدِهِ وَنَصْرِهِ، وَنَصَبَ فِي ذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ وَحُسْنِ عِبَادَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أمَّا بَعدُ:



فتتفتحُ خيوطُ الضياءِ هذا اليومِ على أمَّةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وهي في أبهى حُلَّتِها، فرحةً بعيدِها رغمَ ما بِها مِن صعابٍ ونزاعٍ وشقاقٍ، مقتديةً بإمامِها صلى الله عليه وسلم، الناصحِ لها، إذ أعلنَ فرَحهُ بالعيد وأظهر سرورَه به لما وافاه بالمدينة رغمَ معاناتِه وملاقاتِه لأذى المشركينَ واليهودِ والمنافقين.. بل وأذنَ للحبشةِ أن يَلعبوا بالسلاحِ في مسجدِه يومَ العيد، وتركَ الجاريتينِ الصغيرتينِ تُنشدان لأمِّ المؤمنينَ عائشةَ رضي الله عنها بنشيدِ الأنصار، وقال: (لتعلمَ يهودُ أن في دينِنا فُسحةٌ) رواه الإمام أحمد[1].



اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.



حُقَّ للأمةِ أن تَفرَح، ولماذا لا تفرحُ الأمَّةُ؟ واللهُ تعالى وعدَها أن تكونَ العاقبةُ لها إن هي حقَّقتِ التقوى. ﴿ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [القصص: 83] وقالَ عزَّ وجلَّ: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132]. وقالَ جلَّ وعَلا: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 29].



وفي لفتةٍ حولَ هذه الآيةِ يُقرر أهلُ العلم أنَّ امتثالَ العبدِ من أمةِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم لتقوى ربِّه عنوانُ السعادة، وعلامةُ الفلاح، وقد رتَّب اللهُ على التقوى من خيرِ الدنيا والآخرة شيئاً كثيراً، فذكرَ هنا أنَّ من اتقى اللهَ حصلَ له أربعةُ أشياءَ، كلُّ واحدٍ منها خيرٌ من الدنيا وما فيها‏:‏ الأول‏:‏ الفرقانُ‏:‏ وهو العلمُ والهدى الذي يَفرقُ به صاحبُه بين الهدى والضلال، والحق والباطل، والحلالِ والحرام، وأهلِ السعادةِ من أهلِ الشقاوة‏.‏ الثاني والثالث‏:‏ تكفيرُ السيئات، ومغفرةُ الذنوب، وكلُّ واحدٍ منهما داخلٌ في الآخرِ عندَ الإطلاقِ، وعندَ الاجتماعِ يُفَّسرُ تكفيرُ السيئاتِ بالذنوبِ الصغائر، ومغفرةُ الذنوبِ بتكفيرِ الكبائرِ‏.‏ الرابع‏:‏ الأجرُ العظيم والثوابُ الجزيلُ لمن اتقاه وآثرَ رضاهُ على هوى نفسِه‏.‏ ‏﴿ ‏وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾[2].



اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.



حُقَّ للأُمةِ أن تَفرَح، ولماذا لا تفرحُ الأمّةُ؟ وخالقُها ومدَّبِرُها وعدَ بنجاةِ مؤمنِيها ونصْرهِم وغَلبتهِم وظُهورِهم ﴿ ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِين ﴾ [يُونُس: 103]. ﴿ وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُون ﴾ [الْمَائِدَة: 56]. ﴿ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِين ﴾ [الرُّوم: 47].



بل كُلَّمَا اشتَّدَ الْأَذَى عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وعظُم تَسَلُّطُ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ، ودبّ الْيَأْسُ وَالْإِحْبَاطُ فِي الْقُلُوبِ، ظَهرَ نصرُ اللهِ ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيب ﴾ [الْبَقَرَة: 214]، ﴿ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا ﴾ [يوسف: 110].



بل الأمرُ أعظمُ من ذَلك جعلَ الله نصرَه للأمةِ المؤمنةِ سنَّةً كونيةً مِنْ كَلِمَاتِهِ الَّتِي لَا تُبَدَّلُ، وَمِنْ وَعْدِهِ الَّذِي لَا يُخْلَفُ: ﴿ وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ﴾ [الْأَنْعَام: 34]، ﴿ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُون * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيم * وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُون ﴾ [الرُّوم: 4 - 6].



اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.



حُقَّ للأُمةِ أن تَفرَح، ولماذا لا تفرحُ أمّةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، والله وعدَها بالتمكينِ في الأرضِ والاستخلافِ إن هي طبَّقتِ التوحيدَ والإخلاصَ في العبادة، وأقامت الصلاة وآتت الزكاة وأمرَت بالمعروفِ ونهت عن المنكرِ، قال مدبرُ الكون وخالقُ البشر فيه ومقرِرُ هذه السننِ التي لا تحيد، سبحانه وبحمده: ﴿ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز * الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُور ﴾ [الْحَج: 40 - 41]، ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾ [النُّور: 55]. بل سُنَّةُ اللَّهِ تَعَالَى مَاضِيَةٌ فِي أَنَّ وِرَاثَةَ الْأَرْضِ وَمَنْ عَلَيْهَا لِعِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون ﴾ [الْأَنْبِيَاء: 105]، ﴿ وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِين * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ ﴾ [الْقَصَص: 5 - 6]. ﴿ وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِين * إنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُون * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون ﴾ [الصَّافَّات: 171 - 173].



اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.



حُقَّ للأُمةِ أن تَفرَح، ولماذا لا تفرحُ أمّةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، والله وعدَها بِهَلَاكِ أعدائِها: ﴿ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [الرَّعْد: 31]. ﴿ وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ * فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ﴾ [النَّمْل: 50 - 52]، بل الأمرُ أعظمُ من ذلك.. ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾ [الْأَنْفَال: 36]. وكلما أرادَ أعداءُ الأمة إطفاءَ نورِ اللهِ ظهرَ وأشرق ﴿ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [التَّوْبَة: 32].



اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.



حُقَّ للأُمةِ أن تَفرَح، ولماذا لا تفرحُ أمّةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وهي تَسمع نبيَها صلى الله عليه وسلم يبشرها كما فِي حَدِيثِ أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «بَشِّرْ هَذِهِ الْأُمَّةَ بِالسَّنَاءِ وَالرِّفْعَةِ وَالنَّصْرِ وَالتَّمْكِينِ فِي الْأَرْضِ...» رَوَاهُ أَحْمَدُ[3].



اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، وَلِلَّهِ الْحَمْدُ.



ربنَا أدِمْ علينا وعلى أمُتِنا وبلادِنا الأفراحْ، واصرف عنا وعن أمتنا وبلادِنا الهمومَ والأحزانَ والأتراح أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ...



الخطبة الثانية

الْحَمْدُ للهِ حَمْدًا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ؛ بَلَّغَنَا عِيدَنَا، وَأَتَمَّ نِعْمَتَنَا، وَدَرَأَ الشَّرَّ عَنَّا، وَعَافَانَا مِمَّا ابْتَلَى بِهِ غَيْرَنَا، وَجَعَلَنَا مِنْ خَيْرِ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، وَمُصْطَفَاهُ مِنْ عِبَادِهِ؛ رَفَعَ اللهُ تَعَالَى ذِكْرَهُ، وَأَعْلَى شَأْنَهُ، وَنَشَرَ دَعْوَتَهُ؛ فَنَحْنُ نَتَفَيَّأُ ظِلَالَهَا فَضْلًا مِنَ اللهِ تَعَالَى وَنِعْمَةً، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.



اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.



أَيُّهَا الأخ المبارك: إنَّ انتماءَك لهذا المجتَمعِ الطاهرِ وهذه الأمةِ المنصورةِ بحقْ يُوجِبُ عليكَ تقوى خالِقها وشُكرِه في يَوْمِ عيدها، فلتكنْ مُطيعاً لولاة أمرها بالمعروف حريصاً على الاجتماعِ ووحدة الصّفِّ ونبذِ الفُرقة، باراً بوالديكَ واصلاً لرحمك، مُحسناً لجيرانِك، عطوفاً على صغارِها، محترماً ومقدراً كبارَها، داعياً لها ولأفرادِها بالسرِّ والعلنِ، مبتعداً عن أماكنِ الفتنِ والمنكرات واللهوِ والعَبث التي تَسحق بركتَها. محافظاً على أمنِها ونعمِ الله تعالى فيها حتى لا تزول خيراتُها ﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾ [النحل: 112].



اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.



أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ الْمُسْلِمَةُ: إنّ انتماءكِ لهذه الأمةِ العظيمة وهذا المجتمعِ الطاهرِ يُوجِبُ عليكِ أن تكوني كخِيَار نِسَاءِها طُهْرًا وَعَفَافًا وَاسْتِقَامَةً عَلَى الدِّينِ، وَطَلَبًا لِمَرْضَاةِ اللهِ تَعَالَى؛ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَئِمَّةِ الْكِبَارِ عَاشُوا أَيْتَامًا فِي كَنَفِ أُمَّهَاتٍ عَظِيمَاتٍ، مَا رَضِينَ إِلَّا أَنْ يُخَرِّجْنَ أَئِمَّةً كِبَارًا كالإمام أحمد والشافعي رحمهم الله جميعاً حَفَرُوا أَسْمَاءَهُمْ فِي التَّارِيخِ الْبَشَرِيِّ، وَسَيَظَلُّ ذِكْرُهُمْ إِلَى مَا شَاءَ اللهُ تَعَالَى.



إنَّ اهتمامَكِ بحجابكِ فيه طاعةٌ لمولاكِ ونصرٌ لأمتك، ولذا ما ذُكرت أدلةُ الحجابِ في القرآنِ الكريم إلا وذُكر خزي أعداء الأمَّةِ من المنافقين وغيرِهم، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الأحزاب: 59، 60].



اللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ.



الموفقُ من ختَم عبادَته باستغفارٍ، واستمر على العملِ الصالحِ، ومن العملِ الصالحِ إتباعُ رَمَضَانَ بِصِيَامِ سِتٍّ مِنْ شَوَّالَ، وَأَحْسِنُوا فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.



أَعَادَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَينَا وَعَلَيكُمْ وَعَلَى الْمُسْلِمِينَ بِالْيُمْنِ وَالْإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالْإِسْلَامِ، وثبتا وَتَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ صَالِحَ الْأَعْمَالِ[4].




﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ... ﴾ [الْأحْزَاب: 56].





[1] مسند أحمد 41 /349.




[2] تفسير السعدي. بتصرف يسير ص319.




[3] مسند أحمد 35 /146 برقم 21222.




[4] مستفادة من بعض الخطب والمواعظ.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 64.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 62.65 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.60%)]