التوحيد في سورة المعارج - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حِيلة الجَاكِيت (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أدب المعلم مع طلبته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          حكم السمر بعد العشاء (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          هجر المسلم لأخيه المسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          في أيُّ مراتبِ الخُلق أنت؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          بناء المساجد وترميمها: أجرٌ عظيم وأثرٌ باق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          قضايا تُنسي قضايا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          (رجل) صفة مدح أم ذم ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          (ورَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْرًا) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          التحذير من الغفلة عن ذكر الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 03-05-2021, 11:20 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,200
الدولة : Egypt
افتراضي التوحيد في سورة المعارج

التوحيد في سورة المعارج















د. أمين الدميري




(فيها وصف لله تعالى بأنه (ذي المعارج)؛ أي: الدرجات العلا، وذي الفواضل والنعم (رفيع الدرجات ..).







تتلاحم السورة بالتي قبلها سورة الحاقة؛ فيوم الحاقة يراه المكذبون بعيدًا؛ أي: بعيد الحدوث، أو غير واقع: ﴿ سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ﴾ [المعارج: 1]، والتعبير بـ "واقع" يدل على أنه تحقَّق وقوعه، وتحقَّق عذابُهم، ولا دافع لهم، ولا مدافع عنهم! وساعة وقوعه: ﴿ وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ﴾ [المعارج: 10]، لا يسأل الصديق عن صديقه، ولا الوالد عن ولده، ولا الولد عن أمه، ولا الأم عن ولدها.







(يُبَصَّرُونَهُمْ): يرى بعضهم بعضًا، فلا يملِك أحدٌ لأحد شيئًا، ولا ينفع أحد أحدًا، وساعتها: ﴿ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ * وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ * وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ يُنْجِيهِ * كَلَّا إِنَّهَا لَظَى ﴾ [المعارج: 11 - 15]، فالأصحاب والأحباب الذين ترك من أجْلهم العبادة والطاعة، وأمسك من أجْلهم فلم يُنفق، وجبُن من أجلهم فلم يُجاهد، ساعتها يتمنى أن يفدي نفسه بهم، فلا مانع عنده، بل يتمنى ساعتها أن يدخلوا النار وينجو هو بنفسه، نفسي، نفسي، يا سبحان الله!







تنقطع المودة التي كانت بين الناس في الدنيا، وتتلاشى الوشائج والصلات، ويكفرون ساعتها ويجحَدون بتلك الروابط التي كانت تجمَعهم، سواء كانت رابطة عقيدة باطلة، أو رابطة مصالح دنيوية أو رغبات وقتية زائلة، ﴿ وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾ [العنكبوت: 25].







﴿ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى ﴾ [المعارج: 15، 16]: و"كلا": ردعٌ للمجرم عن الودادة؛ قال القرطبي: "إنها لظى"؛ أي: اللهب الخالص الشديد الذي يشوي الجلود، فيَنزِعُها؛ أي: تتساقط الجلود المشوية، فتنضج لهم جلودٌ غيرها؛ فتُشوى فتتساقط، ثم تَنضج غيرها وهكذا.. ذلك لأن طبقة الجلد الخارجية التي تنتشر فيها نهايات الأوتار العصبية المسؤولة عن الإحساس بالألم وغيره، إذا أُحرقت وشُويت والتَهبت، فُقِد الإحساس بالألم، فإذا بدِّلت بجلد جديد عاد الإحساس بالألم! إن هذه النار ذات اللهب الشديد التي أُوقد عليها ألف عام حتى احمرَّت، ثم أُوقد عليها ألف عام حتى اصفرَّت، (أو ابْيضَّت)، ثم أوقد عليها ألف عام حتى اسودَّت، فهي سوداء مظلمة، وهي الحُطمة: ﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ * نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ * الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ * إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ * فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ ﴾ [الهمزة: 5 - 9]، إنها: ﴿ تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى * وَجَمَعَ فَأَوْعَى ﴾ [المعارج: 17، 18]، أدبَر وأعرض عن عبادة الله، وتولَّى؛ أي: ذهب يجمَع المال، أو تولَّى منصبًا، فسرق وغشَّ، وأكل أموال الناس بالباطل، ثم انشغل بعد ذلك بالمحافظة على هذا المال، أو إخفائه، أو تهريبه، والغريب أن الإنسان كلما ازداد غنى ازداد حرصًا على المال، ونهمًا في جمعه وتكثيره، وإذا أُصيب في نفسه أو ماله، كان هلوعًا جزوعًا: (إِنَّ الْإِنسَانَ)؛ أي: الكافر العاصي، (خُلِقَ هَلُوعًا)، وتفسيرها: ﴿ إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ﴾ [المعارج: 20، 21]، فالهلع: شدة الجزَع، والهلوع: من إذا أصابه شرٌّ أو مصيبة، كان شديد الجزع لا يحتمل وَقْعَ المصيبة، فينهار أو يصرُخ، أو يسقط مغشيًّا عليه، وإذا أتاه خيرٌ أو رزق، أمسك ومنع، فكان حريصًا على المال حارسًا عليه، وقد يحرِم نفسه منه، فيُقتر على نفسه ومَن يَعول!







لكن المصلين ليسوا كذلك، إنهم موحدون لله يعلمون أن كل شيء بقدر الله، وما أصابهم في الدنيا من مكروه أو شرٍّ، فهو مكتوب عليهم، وهو إما تكفير لخطاياهم، وإما رفع لدرجاتهم، ويعلمون أن المال عارية ووسيلة لأهداف سامية، وليس جمع المال وكنزه هدفًا ولا رغبة، ولا شهوة، بل يقاومون تلك الغرائز الدنيوية، ومن صفات هؤلاء:



﴿ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾ [المعارج: 23].



﴿ وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ﴾ [المعارج: 24، 25].



﴿ وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴾ [المعارج: 26].



﴿ وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ ﴾ [المعارج: 27].



﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ ﴾ [المعارج: 29].



﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المعارج: 32].



﴿ وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ ﴾ [المعارج: 33].



﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ﴾ [المعارج: 34].







وكل هذه الصفات جمَعت بين صنفين مهمين، فهم في أول الأمر ﴿ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ ﴾ [المعارج: 23]، وفي آخر الأمر ﴿ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ [الأنعام: 92]، ولعل المحافظة أخصُّ وأشمل من المداومة، فقد يداوم ولا يحافظ على شروطها وأركانها وسُننها وهيئاتها، وقد يداوم ولا يخشع، ومع المحافظة الخشوع، وهو أيضًا من باب الترقي في الصفات، وأن الصلاة هي مفتاح الخيرات والبركات، ومن ثمراتها ما ورد من صفات.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 66.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 64.80 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]