بلغوا عني ولو آية - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         سُنّة: النفث في الكف وقراءة المعوذات قبل النوم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          آيات قرآنية تبين لنا واقعنا الأليم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          أخطاء بعض طلاب العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          العلاقات العاطفية وأثرها على الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          صلاة الضحى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          سنن الذهاب إلى المسجد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          حياةٌ مضاعفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أصحاب الأخدود وأصحاب غزة .. دروس وعبر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          أخي المُعافى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          النَّفَّاثَات في الْعُقَد.. وحقيقةُ السحر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-04-2021, 09:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,497
الدولة : Egypt
افتراضي بلغوا عني ولو آية

بلغوا عني ولو آية
عبدالمحسن بن إبراهيم اللعبون



الحَمدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ، وأَشهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شَريكَ لَهُ في رُبوبِيَّتِه وإِلهِيَّتِه وأَسمائِهِ وصِفاتِه، وأَشهَدُ أَنَّ مُحمَّدًا عَبدُه ورَسولُه المُعلِّمُ الأوَّلُ والمُرَبِّي الأَكمَلُ صلى الله عليه وسلم، وعَلى آلِه وأَزْواجِه الطاهِراتِ، وعَلى صَحابَتِه، وعَلى مَنْ سارَ عَلى هَدْيِه واقْتَفَى آثارَهُ إلى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعدُ:
فاتَّقوا اللهَ تَعالى أَيُّها المُؤمِنونَ وَاعْلَموا أَنَّ خَيْرَ الحَديثِ كِتابُ اللهِ، وخَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وشَرَّ الأُمورِ مُحْدَثاتُها، وَكُلَّ مُحْدَثةٍ بِدْعةٌ، وَكُلَّ بِدْعةٍ ضَلالةٌ، وَكُلَّ ضَلالةٍ في النارِ.

أيها المؤمنون: عنْ عَبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رضِيَ اللهُ عَنْهُما قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً، وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» رَواهُ البُخارِيُّ[1].

يَضعُ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في هَذا الحَديثِ قَواعِدَ تَبليغِ هَذا الدِّينِ، وذَلِكَ بضَرورةِ تَبليغِ هَذا القُرآنِ، ومِثْلُهُ حَديثُ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، لأَنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم قالَ: «أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ»[2]. وحذَّرَ مِنَ الكذِبِ علَيْه. وما عَدا القُرآنَ والحَديثَ مِمَّا يُروَى منْ عَجائِبِ بَني إِسْرائيلَ فلا حَرَجَ مِنَ التَّحديثِ بِهِ مَا لَمْ يَثبُتْ كَذِبُهُ، ولَمْ يُخالِفْ نُصوصَ الْوَحْيَيْنِ على سَبيلِ العِبْرةِ والمَوْعِظةِ.

قالَ علَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ: «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً». ما مَعنَى «بَلِّغُوا عَنِّي وَلَوْ آيَةً»؟
أَيْ: بلِّغوا عَنِّي عَلى سَبيلِ التَّقليلِ ولَوْ آيَةً بأَنْ تَقرَأ آيةً على إخوانِكَ وتُبيِّنَ معنَاها وما اشتملتْ عليهِ مِن أمرٍ أو نهيٍ أو حَثٍّ على خُلقٍ عظيمٍ.

وأنا اليومَ سَأبلِّغُكُم آيةً منَ القرآنِ الكريمِ، هَذِه الآيَةُ هِيَ قولُه تَعالى: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ [الأعراف: 199]، خُذِ العَفْوَ، وأْمُرْ بالعُرْفِ، وأَعرِضْ عَنِ الجاهِلينَ: ثَلاثةُ أُمورٍ هي جِماعُ الخُلُقِ العَظيمِ في التَّعامُلِ معَ الناسِ:
الأوَّلُ: خُذِ العَفْوَ أي: ما سَمَحَتْ بِهِ أَخْلاقُ الناسِ وطَبائِعُهُم، فلا تُكَلِّفْهُمْ ما لَيْسَ مِنْ طَبْعِهِمْ، أَوْ لَا تَجودُ بِهِ أَخْلاقُهُمْ، وإِنَّما اقْبَلْ مِنْهُم ما تَيَسَّرَ مِنْ أَخْلاقِهِم وَما جُبِلُوا عَلَيْهِ.

والأَمرُ الثانِي: أَنَّه إذا أَرَدْتَ أَنْ تَأمُرَ فَأْمُرْ بِالعُرْفِ أيِ: الشَّيْءِ المَعروفِ مِنَ الخِصالِ الحَسَنَةِ الَّتِي تَطمَئِنُّ إِلَيْها النُّفوسُ ويَأْمُرُ بِها الشَّرْعُ.

والأَمْرُ الثالِثُ: وأَعْرِضْ عَنِ الجاهِلينَ؛ لأَنَّه لا بُدَّ لِلآمْرِ بِالمَعْروفِ مِنْ أَنْ يَعتَرِضَهُ أَحَدُ الجاهِلينَ الَّذين لا يَقبَلونَ الأَمْرَ ويُقابِلونَ الأَمْرَ بالسَّفَهِ والمُماراةِ والجَدَلِ الَّذي لا يُفضِي إِلى بَيانِ الحَقِّ، فهَؤُلاءِ حَقُّهُم أَنْ يُعرَضَ عَنْهُم، لَيْسَ لَهُمْ دَواءٌ أَوْ عِلاجٌ إِلَّا ذلِكَ، فَلا تُتْعِبْ نَفْسَكَ مَعَهُمْ، فهَذِهِ الآيَةُ جَمَعَتْ خِصالَ الخَيْرِ وحُسْنَ الخُلُقِ وأَخْذَ الأُمورِ بالتَّيْسيرِ عَلى الآمِرِ والمَأْمورِ، فأَوَّلُ هَذا التَّيْسيرِ أَنَّكَ تَقْبَلُ مِنَ النَّاسِ ما سَمَحَتْ بِهِ أَخْلاقُهُمْ فَهَذا أَوَّلُ التَّيْسيرِ والتَّعامُلِ الحَسَنِ، وهَذا مِنْ مَكارِمِ الأَخْلاقِ، ثُمَّ إِنَّكَ إِذا أَمَرْتَهُمْ تَأْمُرُهُمْ بالشَّيْءِ الَّذي لا يُنكِرُهُ أحَدٌ ولا خِلافَ فِيهِ أَوِ ابْتِداعٌ أَوْ تَطَرُّفٌ، ويُوافِقُ الشَّرْعَ، وما وافَقَ الشَّرْعَ فإِنَّهُ يُوافِقُ العَقْلَ السَّليمَ والتَّفْكيرَ المُتوازِنَ، ثُمَّ لا بُدَّ لِهَذا الَّذي يَتَعامَلُ مِعَ الناسِ بِهَذِهِ الأَخْلاقِ العالِيةِ الرَّفيعَةِ لا بُدَّ لَهُ مِمَّنْ يُناكِفُهُ، وَيَعْتَرِضُه، ويُسيءُ إِلَيْهِ رَغمَ ما يَتَحلَّى بِهِ هَذا الآمِرُ مِنَ الخُلُقِ الرَّفيعِ، فَإِنَّ الجاهِلَ (والمَقصودُ بِهِ الجَهلُ المُقابِلُ للحِلْمِ والعَقْل) لا يَسلَمُ مِنْه حَتَّى العُقَلاءُ ذَوُو الأَخْلاقِ الحَسَنةِ، وأَنَّه لا بُدَّ للآمِرِ بالمَعروفِ وإِنْ كَانَ يَأمُرُ باللِّينِ ويَدْعو بِالَّتي هِيَ أَحْسَنُ لا بُدَّ لَهُ مِمَّنْ يُسيءِ إِلَيْهِ رَغْمَ ذَلِكَ، وعِلاجُ ذَلِكَ لَيْسَ التَّمادِيَ مَعَهُ في السَّفَهِ والجَهْلِ، وإِنَّما عِلاجُه يكون بالإِعْراضِ عَنْه فقَطْ، والِاتِّجاهِ إِلى مَنْ يُقابِلُ هَذا الأَمْرَ والحِلْمَ والخُلُقَ الحَسَنَ بِالاتِّباعِ والِاهْتِداءِ، فالتَّكلُّفُ والمشَقَّةُ والعُنْفُ في الدَّعْوةِ مَرْفوعٌ عَنْ هَذِهِ الأُمَّةِ، بل مُطالَبةٌ بالتَّيْسيرِ قالَ تَعالى: ﴿ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾ [البقرة: 185]، وقالَ تَعالى: ﴿ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾ [المزَّمل: 20]، وقالَ تَعالى: ﴿ وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا﴾ [الإسراء: 28]، بارَكَ اللهُ لِي ولَكُمْ في القُرآنِ العَظيمِ، ونَفَعَني وإِيَّاكُمْ بِما فيهِ مِنَ الآياتِ والذِّكْرِ الحَكيمِ.

الخُطْبةُ الثانِيةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَهُ الْحَمْدُ الْحَسَنُ وَالثَّناءُ الْجَمِيلُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أمَّا بَعْدُ:
فاتَّقوا اللهَ تَعالى واحْمَدوه عَلى تَيْسيرِ هَذا الدِّينِ ورَفْعِ الحَرَجِ عَنْكُمْ، وبَلِّغُوا عَنْ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلَوْ آيَةً، وَالآياتُ الَّتي نَحْفَظُها ونَفْهَمُ مَعْناها كَثِيرةٌ، والنَّاسُ بِحاجَةٍ إِلى التَّذْكيرِ، وَلا يَتَقَالَّ أَحَدٌ تَبليغَ آيَةٍ، فَإِنَّ آيَةً واحِدةً أَحْيانًا تَنقُلُ شَخْصًا مِنَ الضَّلالِ إِلى الهُدَى، وتُصْلِحُ أَحْوالَه، وهَذِهِ مِنْ مُعْجِزاتِ هَذا الكِتابِ أَنَّ آيَةً واحِدةً قَدْ تَقودُ إِلى صَلاحِ أَمْرِ المُسلِمِ كُلِّهِ، وقَدْ يَقْرَأُ المُسْلِمُ القُرْآنَ كُلَّهُ، فيَفْتَحُ اللهُ عَلَيْهِ بِآيَةٍ مِنْ آياتِهِ تَكونُ سَبَبًا في انْتِقالِهِ مِنَ الضَّلالَةِ إِلى الهُدَى ومِنَ الشَّقاءِ إِلى السَّعادَةِ، قيلَ لابْنِ المُبارَكِ رَحِمَهُ اللهُ: إِلَى مَتَى تَكتُبُ العِلْمَ؟ قالَ: لَعَلَّ الكَلِمةَ الَّتي أَنْتَفِعُ بِها لَمْ أَكْتُبْها بَعْدُ[3].


عبادَ اللهِ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ... ﴾.


[1] أخرجه البخاري (3461).

[2] أخرجه أحمد (4 /130)، وأبو داود (4604)، وصححه الألباني.

[3] أخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم (1 /406).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 53.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 52.21 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]