التجربة الشعرية بين الفن والمعتقَد - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حديث: يا رسول الله، أرأيت أن لو وجد أحدنا امرأته على فاحشة كيف يصنع؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أفضل أيام الدنيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تحريم الحلف بغير الله تعالى (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          تفسير القرآن الكريم ***متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 3098 - عددالزوار : 374457 )           »          بيان نسبة القول أو الفعل إلى الله تعالى وهو قول أو فعل الملائكة بأمره (word) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          المسح على الخفين والجوربين ونحوهما (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام دعا إلى حماية أموال غير المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          إذا ذكرت الله في ملأ ذكرك الله في ملأ خير منه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4954 - عددالزوار : 2057280 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4529 - عددالزوار : 1325439 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العلمي والثقافي واللغات > ملتقى اللغة العربية و آدابها > ملتقى النقد اللغوي
التسجيل التعليمـــات التقويم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-04-2021, 04:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,573
الدولة : Egypt
افتراضي التجربة الشعرية بين الفن والمعتقَد

التجربة الشعرية بين الفن والمعتقَد


د. وليد قصاب




لا شكَّ أنَّ للتجرِبة الشعرية قيمتَها، مستقلة عن الآثار النافعة التي قد تنجم عنها، أي عمَّا قد يتَّصل بها من معنى خُلقي، أو فلسفي، أو اجتماعي، أو ما شاكل ذلك؛ إذ إنَّها في جوهرها تجرِبة خياليَّة أو تأملية، تنشأ عن طريق وضع الكلام في نسق خاص من الوزن؛ ولذلك ذهب بعض النقاد إلى أنَّ واجب نظرية الشعر، أن تركز على هذه القيمة المستقلة، وأن تبحث عنها، وتعنى بكشف أسرارها وخباياها، تقول الناقدة إليزابيث درو: "لما كان الشعر فنًّا وسيلتُه اللغة، فمِن واجب الناقد أن يفعل ما في وسعه؛ ليبين مظاهر هذه المهارة اللفظية".

وكتب أودن ذات مرَّة يقول: "إذا حضر إليه شاب يطمع في أن يكتب، وقال له: لديَّ أمر جليل أودُّ أن أكتب عنه، فهو ليس بشاعر، ولكنَّه إذا اعترف وقال: أريد أن أقف طويلاً مع الألفاظ، أستمع لحديثها، فهو حينئذٍ قد يصبح شاعرًا".

وكان الجاحظ قد سبق الجميع في التعبير عن هذه القضية، عندما قال قولته المشهورة: "المعاني مطروحة في الطريق، يعرفها العجمي والعربي، والبدوي والقرويُّ والمدني، وإنَّما الشأن في إقامة الوزن، وتخيُّر اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء".

وقد تبنَّى بعض النقَّاد - بسبب من ذلك - الدعوةَ إلى استقلاليَّة الحكم النقدي عن الارتباط بأيِّ معيار آخر غير فني، فقال روستر هاملتون: "إنَّ النشاط العملي والنشاط العقلي لهما أهمية ثانويَّة في نظرية الشعر، ولكن اهتمامها بِهما مقصور على كونهما عاملين يدخلان عالم الخيال، وقيم الشعر - كغيره من الفنون الأخرى - متميِّزة عن قيم الأخلاق، كما هي متميِّزة عن قيم التفكير، وينبغي الحكم على الشعر - من حيثُ هو شعر - طبقًا لنوع التجربة الخياليَّة التي يمدنا بها فحسب، ولا يجوز الحكم عليه بمعيارِ ما فيه من خير خُلقي، أو بمعيار صدقه بالنسبة لشيْءٍ يقع خارجه".

ولكن هذه الدعوة إلى الحَيْدة الفنية، وعدم إدخال المعتقدات والأفكار في الحكم النقدي - وإن بدت وجيهة في الظاهر - لا سبيل إلى تحقيقها في واقع الأمر، وهي مطلب عسير غير ميسور؛ وذلك لأن طبيعة معتقداتنا لها تأثير كبير في تلقي التجربة الشعرية، وفي الإحساس بها، مما يدخل - بشكل إرادي أو غير إرادي - في الحكم عليها.

إنَّ لكل قارئ للشعر طبيعتَه الخاصة، وإنَّ كثيرًا أو قليلاً من الإعجاب بالقصيدة لَيرجعُ إلى كونها تقدم تجربة تشبه تجربة المتلقي، أو حالة من حالاته، وهو ذو حساسية خاصة، وثقافة خاصة، وإن له آراءه وموقفه من الحياة والكون، ولا بد أن يؤثر ذلك كله في موقفه من الإحساس الفني والجمالي بالقصيدة.

تقول إليزابيث درو: "إن الذوق الشخصي سيظل دائمًا متباينًا، بحسب ما للإنسان من فردية، وميول خاصة؛ لأن لون ثقافتنا، ومبلغ وعينا، يدفعانِنا دائمًا إلى اتخاذ بعض المقاييس الفنية، وطرح بعضها الآخر".

ويقول هاملتون: "بالإجمال فإن طبيعة معتقداتنا لها تأثيرها - ولن أقول تأثيرها الكبير - على مستوى تجربتنا الشعرية".



ثم إن افتراض الجمال في العمل الأدبي مسألةً شكليةً بحتةً، مجردةً عن الفكر، أمرٌ فيه نظر، صحيح أن الشعر لا تصنعه الأفكار، ولكنَّه يثرى بها، وهي تُغْني تجربته الجمالية نفسها، وإنَّ انْهِماك الشاعر في معرفة الحياة، والتعمق فيها، يكسبانه حصيلةً موفورة من الثقافة والخبرة، فضلاً عن حس مرهف، يجعل تجربته أكثر حرارة وصدقًا، وإقناعًا وإنسانية.

وصحيحٌ كذلك أنَّ العمل الفنيَّ لا يستمدُّ جلاله وروعته من جلال الموضوع الذي يعالجه؛ بل من خلال القُدرة الفنيَّة في التعبير عن هذا الموضوع، ولكنَّ الأصح كذلك أن التجربة الفنية لا تنهض على الأسس الشكلية وحدها، وفرق بين الحكم على نصِّه بأنه أدب، وبين بيان قيمته الفنية.






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.31 كيلو بايت... تم توفير 1.66 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]