الأخوان الكريمان.. هكذا تحل الخلافات بين الإخوة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52070 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45847 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64230 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155273 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2021, 10:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي الأخوان الكريمان.. هكذا تحل الخلافات بين الإخوة

الأخوان الكريمان.. هكذا تحل الخلافات بين الإخوة
الشيخ مشاري بن عيسى المبلع





أخوان نبيَّان كريمان، ابتُليا معًا، واجتهدا معًا، وجاءهما النصر معًا، وسارا في ركب واحد، ودعيا إلى ربٍّ واحد، واستقاما على دين واحد! أمُّهما واحدة، وينتسبان إلى أبٍ واحد؛ فهما شقيقان! صلى الله عليهما وسلم، بعث الله الأصغر منهما نبيًّا رسولًا، فشفع لأخيه الأكبر بدعاء ربِّه أن يبعثه رسولًا معه، فجاء الجواب من الجليل سبحانه: ﴿ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى ﴾ [طه: 36]، ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا ﴾ [مريم: 53]، فيسيران فرحين باصطفاء الله لهما نبيين، وأخوين كريمين، ورسولين عظيمين، فيسيران في الطريق إلى الله سيرًا واحدًا، كما قد سكنا من قبل منزلًا واحدًا! وكيف لا يفرح أخٌ بأخيه، ابن أمه وأبيه؟! إنه ليفرح به لو سار معه في رحلة قصيرة، أو نزهة قريبة، فكيف بما هو أعظم من ذلك وأجل؟! لقد افترق هارون وموسى عليهما السلام أول مرة حين كان فرعون يقتل أطفال بني إسرائيل، فالتقط آل فرعون موسى؛ ليتربَّى عندهم سنين عددًا، ثم كبر موسى، فوقع نزاع بين قبطي من أتباع فرعون وإسرائيلي من قوم موسى، فلقيهما موسى صلى الله عليه وسلم، فانتصر للإسرائيلي، وقتل القبطي، في وقت كان فيه استضعاف بني إسرائيل ظاهرًا، فأراد الملأ من قوم فرعون أن يقتلوا موسى صلى الله عليه وسلم، فخرج متخفيًا نحو مدين، وبقي فيها عشر سنين، ثم بعد ذلك عاد إلى بني إسرائيل متزوجًا من ابنة الرجل الصالح، كل هذه المدد؛ كان يغيب فيها موسى عن هارون عليهما الصلاة والسلام، ولا تسأل عن شوق أخ لأخيه! فيلتقيان بعد ذلك وهما نبيَّان من أنبياء الله، ورسولان من أعظم رسل الله، ولا تسأل عن محبة نبي لنبي!


أيها الإخوة، يذهب موسى صلى الله عليه وسلم إلى لقاء مرتقب مع ربه جل وعلا، ويقدم توصياته وتوجيهاته إلى أخيه الأكبر؛ لأنه سيذهب نحو أربعين ليلة ﴿ وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف: 142]، ولما عاد موسى صلى الله عليه وسلم من لقاء ربه، وجد بني إسرائيل وقد أضل السامريُّ أكثرَهم، فعبدوا العجل الذي نهاهم هارون صلى الله عليه وسلم عن عبادته ﴿ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي ﴾ [طه: 90]، ولكنهم لفرط جهلهم وضلالهم، عصوا نبي الله هارون عليه السلام وعاندوه، وقالوا: ﴿ لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى ﴾ [طه: 91]، وعندما رآهم كليم الله موسى صلى الله عليه وسلم على هذه الحال، أخذه الحزن على قومه والغضبُ عليهم في آن واحد؛ لأنهم نقضوا ما كان يدعوهم إليه من توحيد الله، فالتفت أولًا إلى أخيه الذي ولَّاه عليهم، وخشي أن يكون قد تركهم وشأنهم، فأخذ برأس أخيه ولحيته، فشدَّهما، وجره إليه، وقال له: ﴿ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ﴾ [طه: 92، 93]؟!

وهنا قف أيها المؤمن، أخ غاضب، ظهر له خطأ ظاهر عيانًا، لم يستعجل في التهمة، ولم يستبق جواب أخيه، ولم يسئ الظن به، بل تثبَّت، وسأل، واستفسر عما قد يكون خفي عليه ﴿ قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا * أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي ﴾ [طه: 92، 93]، وهنا يأتي الجواب البارع، والبيان الناصع، يزيل الإشكال عن أخيه، ويعتذر له من طبيعته التي يغلب عليها الحزم والشدة، فيبين موقفه، ويوضح مقالته، ويزيح الاستشكال القائم بينه وبين أخيه، فيفرق في حديثه بين أخيه وبين الغضب، ويُبدِّد جيوش الغضب في قبضة أخيه، مع كونه المقبوضة لحيته ورأسه، والأكبرَ سنًّا، والغاضب أخوه الذي أصغر منه سنًّا، وأعلى منه مكانة عند الله، وكلاهما عند الله نبي ورسول، فيستدعي رابطة الأخوة بينه وبين أخيه، ويشد على رابطة أكثر هي رابطة الأُم، مع كونه أخًا لموسى من أبيه وأمه، فيقول عليه الصلاة والسلام: ﴿ قَالَ يَبْنَؤُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ﴾ [طه: 94]، ويبين أيضًا أنه لم يدخر جهدًا في نصح قومه، حتى إنهم كادوا أن يقتلوه ﴿ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي ﴾ [الأعراف: 150]، ثم يلفت نظر أخيه إلى قضية مهمة في النزاعات الأسرية الخاصة، أن تكون ذات طابع سرِّي، فلا تظهر للقريب قبل البعيد، فغالب الناس يذكر الخلاف بين الإخوة على سبيل السخرية أو الشماتة، ولا همَّ له في إصلاح ذات بينهم، ففطن لهذا هارون صلى الله عليه وسلم، وقال: ﴿ فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ ﴾ [الأعراف: 150]، وما دام الأخ لم يعتد منه أخوه سوء طويَّة، أو خبث سريرة، فالأصل أن يحسن الظن بأخيه؛ ولذا هذا ما قاله هارون لأخيه موسى عليهما السلام ﴿ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأعراف: 150]، وبعد هذا الجواب من النبي الصالح هارون عليه الصلاة والسلام، يأتي الجواب من كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام بعد أن سكن غضبه، وهدأت نفسه، وتبيَّنت له الحقيقة، فيعلم صدق موقف هارون، وسداد رأيه، فيتوجَّه إلى ربِّه داعيًا لنفسه أن يغفر الله ما فعله بأخيه من الأخذ برأسه ولحيته، وأن يغفر لأخيه ﴿ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [الأعراف: 151].


أيها المؤمن، إن وقع بينك وبين أخيك أو أختك خلاف أو نزاع، فتذكَّر أنه ليس بأعظم من الخلاف بين هارون وموسى، وتذكر أن قطعة الأرض التي نازَعْتَه عليها، أو الأموال التي اختلفتم فيها، أو المواقف التي أسأتم الظن فيها، ليست بأعظم من عبادة بني إسرائيل العجل، واقتد بهارون عليه السلام في الاعتذار، وموسى عليه السلام في الإعذار، ولا تجعل الدنيا تحول بينك وبين أخيك، واستمتع بتجربة نعيم الجنة وأنت في الدنيا، نعم عش نعيم الجنة وأنت في الدنيا إن عشت بلا غل، أو حقد، فأهل الجنة كذلك ﴿ وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ ﴾ [الحجر: 47].

اللهم أصلح ذات بيننا، واجمع ما تفرَّقَ منا، ولا تشمِّت بنا عدوًّا ولا حاسدًا، إنك على كل شيء قدير.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.97 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.30%)]