المستريح والمستراح منه - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4941 - عددالزوار : 2031718 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4515 - عددالزوار : 1307927 )           »          تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1059 - عددالزوار : 126688 )           »          طريقة عمل ساندوتش دجاج سبايسى.. ينفع للأطفال وللشغل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »          وصفات طبيعية للتخلص من حب الشباب بخطوات بسيطة.. من العسل لخل التفاح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 49 )           »          طريقة عمل لفائف الكوسة بالجبنة فى الفرن.. وجبة خفيفة وصحية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          وصفات طبيعية لتقشير البشرة.. تخلصى من الجلد الميت بسهولة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 35 )           »          هل تظل بشرتك جافة حتى بعد الترطيب؟.. اعرفى السبب وطرق العلاج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          استعد لدخول الحضانة.. 6 نصائح يجب تنفيذها قبل إلحاق طفلك بروضة الأطفال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 48 )           »          سنة أولى جواز.. 5 نصائح للتفاهم وتجنب المشاكل والخلافات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 41 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21-03-2021, 02:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,668
الدولة : Egypt
افتراضي المستريح والمستراح منه

المستريح والمستراح منه


فؤاد بن محمد المهنا




الخطبة الأولى

اللهم لك الحمد كله، ولك الشكر كله، وإليك يرجع الأمر كله، علانيته وسرُّه، وأهل أنت أن تُحمَد، وأهل أنت أن تُعبَد، وأنت على كل شي قدير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وصفيُّه من خلقه، بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، وجاهد في الله حقَّ جهاده، فجزاه الله عنَّا خيرَ ما جزى نبيًّا عن أُمَّته، وسلم تسليمًا كثيرًا.



أما بعد:

فيا عباد الله، في مشهد يرويه لنا الصحابي الجليل أبو قتادة الأنصاري "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّت عليه جنازة، فقال: ((مستريح ومستراح))، ثم فسَّره بأن المؤمن يستريح من نَصَب الدنيا، والفاجر يستريح منه العبادُ والبلادُ والشجرُ والدوابُّ".



سياقٌ في مكان الحقيقة الصادمة والمحطة الأخيرة في هذه الدنيا "الموت" بعد لذَّة يقضيها الإنسان في هذه الحياة، سجلٌّ مملوء، إما أن يكون سجلًّا حافلًا بما يُرضي الله، أو ما لا يُرضي الله.



ينقسم الناس عند موتهم إلى قسمين: مستريحٌ ومُستراحٌ منه، أما المستريح فهو ذلك المؤمن الذي واجهته الدنيا بهمومها، لا زال يتقلَّب بين أنكادها؛ فالمرض يجتاحه تارة، وألم فَقْد العزيز تارة، وربما تألم على طلب الرزق تارة، تحديات مختلفة من الولد أو الزوجة والحياة عمومًا.



ومع كل هذه التحديات وكل هذه الهموم، لم تشغله هذه الهموم عن مشروعه العظيم؛ إنه تجويد العلاقة مع الله، فهو ذلك العبد الذي حافظ على الحقوق، وأداء الواجبات، حافظ على فرضه، وتوقَّف عند حدِّه، واستغلَّ وقتَه في نافذته، سريع التوبة إذا أخطأ، همُّه الأكبر أن يُرضي الله ولا شيء بعد الله، يُقْبِل على الله بالساعات الأخيرة، وهو مطمئنٌّ حاله، هادئٌ بالُه؛ لأنه يقدم على جزاء العظيم بعد رحلة العناء الأليم.



مستريحٌ؛ لأن ما أعدَّه الله له من أول محطات الآخرة يُنسيه كُلَّ هَمٍّ من هموم هذه الدنيا، قيل لأعرابي - قد اشتدَّ فرحُه -: إنك ستموت، قال: أين يُذهَب بي بعد الموت؟ قالوا: إلى الله، قال: وَيْحَكُم، كيف أخاف الذهاب إلى من ليس الخير إلا من عنده؟!



ولَمَّا نزل جبريل عليه السلام على النبي عليه الصلاة والسلام في الساعات الأخيرة من عمره، ثم جعل يُخيِّره بين البقاء أو الارتحال؛ قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((بل الرفيق الأعلى، بل الرفيق الأعلى)).



ذاك العبد الأسود الذي لم يسجد لله سجدةً واحدةً يوم أسلم في خيبر وأُدخِل قبره شهيدًا بين يدي الله يقف النبي على قبره، ثم يغيب عن قبره بوجهه باكيًا، فيُسأَل فيُجيب بأن ((هذا الآن يُنعَّم بين حوريَّتَينِ من حور الجنة))، إنها الراحة بعد عناء هذه الدنيا.



أولئك الذين تتنزَّل عليهم الملائكةُ في اللحظات الأخيرة من حياتهم ألَّا تخافوا ولا تحزنوا من القادم؛ لأن القادم أفضل وأجمل وأعلى وأحلى، وأكرم مع الله جلَّ في عُلاه، ولا تحزن على الماضي؛ فإن الولد والحياة والزوجة يتكفَّلُها الله عنكم، فسعادتهم في تلك اللحظة لا يمكن أن تُوصَف بحالٍ، عندها تُطوى صفحة الآلام تمامًا.



قال ابن القيم وهو يصف هذه الحالة حالة المستريح الذي عندما يغادر هذه الدنيا يستريح، قال: "يكفي في هذه الحياة مرافقة الرفيق الأعلى، ومفارقة الرفيق المؤذي المنكد الذي تُنغِّص رؤيتُه ومشاهدتُه الحياة.



العبد المؤمن في لحظات المغادرة يستريح من كل هموم هذه الدنيا، كل نصب يشغلك فيها الآن سينتهي في تلك اللحظة؛ لكن الألم كل الألم أن يكون الإنسان في هذه الدنيا مهمومًا يوم القيامة أن يكون متنكِّدًا في الدنيا متنكدًا يوم القيامة أن يكون حاملًا للآلام في هذه الدنيا، حاملها يوم القيامة، مسكينٌ عاش هموم الدنيا، ونسي الآخرة، فلا زال يتجرَّع من غصص الدنيا، ويشرب من كأسها المرِّ، ولم يَبنِ علاقة جيدة مع الله، فأخذ علقمًا هنا وعلقمًا هناك، وشرب المرارة هنا وشربها هناك، مسكينٌ تُعذَّب هنا وتُعذَّب هناك.



يا هذا، إن كنت مغادرًا لا محالة لهذه الدنيا - وكلنا ذلك الإنسان - فعليك بتجويد العلاقة مع الله جوِّد علاقتك مع ربِّكَ؛ حتى تكون مستريحًا من هذه الدنيا، فإذا جاءتك منيَّتُك كانت أسعد اللحظات وأبرك الدقائق واللحظات وأنت تُقدِم على فاطر الأرض والسماوات، صاحب الرحمات، وعندها يحق أن يُقال لك: مستريح.

أسأل الله أن يجعلنا وإيَّاكم من المستريحين في الدنيا وفي الآخرة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فيا لفوز المستغفرين!



الخطبة الثانية

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده، وبعد:

إخوتي في الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله، "مرَّت جنازة برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأثنى عليها بخير حتى تتابَعَتْ الألسن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وجبت))، قال: ومرت به جنازة، فأثنى عليها بشر حتى تتابعت الألسن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وجبت))، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، قلت في الجنازة الأولى حيث أثني عليها خيرًا وجبت، وقلت في الثانية كذلك، فقال: ((هذا أثنيتُم عليه خيرًا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتُم عليه شرًّا فوجبت له النار، إنكم شهود الله في الأرض مرتين أو ثلاثًا)).



المستراح منه: وهو الشق الثاني من أصناف الناس في مغادرة هذه الدنيا؛ كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام مترف ومسرف وظالم ومتعال، ومحتقر للآخرين، ومماطل بالحقوق، لا يصفح، لا يتنازل، لا يلتمس الأعذار؛ بل لا يقبل الأعذار، يُسيء الظن، يتطاول على العرض، يُبغضه الناس، ويُبغضه ربُّ الناس؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يُبغض كل جعظري، جوَّاظ صخاب بالأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بالدنيا، جاهل بالآخرة).



جعظري: الغظ الفظ الغليظ القاسي، قد يكون ليِّنًا مع الناس؛ لكن فظ وغليظ مع الذين له سطوة عليهم كزوجته أو ولده أو من أقل منهم شأنًا في هذه الدنيا.



جوَّاظ: هو المتعالي على الناس الذي يتعالى عليهم بما أتاه الله من نعمة، والمولى قادرٌ على أن يسلبها منه بأي لحظة، قاسٍ ظالم هو أقرب للنار منه للجنة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ألا أُخبركم بأهل الجنة؟ كل ضعيف متضاعِف لو أقسم على الله لأبرَّه ...)).



يعني ضعيف في حالهِ أو متضاعف؛ يعني: متواضع بالرغم ما لهُ من سطوة ومال وجاه، والمنصب ما يجعله يعلو على الناس؛ لكنه متواضع، لو أقسم على الله لأبرَّه، وقال عليه الصلاة والسلام: ((...ألا أُخبركم بأهل النار؟ كل عتلٍّ جوَّاظٍ مستكبر)).



ليس هذا فقط كذلك المؤمن له حال آخر، قال عليه الصلاة والسلام: ((ألا أخبركم بمن يُحرَّم على النار، وبمن تُحرَّم النار عليه؟ على كلِّ هيِّن ليِّن قريب سهل)).




هيِّن ليِّن وسهل؛ هذه عند الناس تساوي مغفَّل يضحك الناس عليه، سهل أن تأخذ ما تريد منه، لا كرامة له لا مشاعر له، بسيط فيه غفلة، هذه نظرة الناس للذي هو قريب وهيِّن وليِّن، وسهل سمح متجاوز، هو شخص يُعطي الناس أقصى ما يمكن أن يُعطي.



أما الآخر المستراح منه: ذلك الذي تعدَّى على كل الناس في كل الدوائر، أسرته أقرب الناس إليه ربما يتمنون لحظة فِراقه لهذه الدنيا، جيرانه جماعته وأصدقاء عمله يتعامل معهم بالدرهم والدينار، هذا إذا ذُكِر ذُكِر بسُوء قَلَّ أن تُرفَع له دعوات في ظهر الغيب؛ بل على العكس ربما تُرفَع عليه عشرات الأكُفِّ وهو نائم لا يدري والدعوات تنهال عليه تُرفع إلى فاطر الأرض والسماء، إذا مات لا توجد له عينٌ تبكي عليه، تاريخُه أسود مع الناس كلما ذُكِر ذُكِر بقسوته وبفظاظته، مثل هذا مستراحٌ منه، كل مَنْ حوله يستريح أنه مات، ولو أظهروا في اللحظات الأولى وداعًا أو حزنًا؛ لكنهم في قرارة أنفسهم يعلمون أنه كان عبئًا عليهم، مؤذيًا لهم، كم من أناسٍ يعيشون بيننا اليوم وهم مِن مَن سيكون مستراح منهم!



اسمع هذا يا أخي واسمعها مني وهو خطاب لنفسي قبل أن يكون لك ولمن يسمعها لاحقًا، كيف أنت مع أولئك أم أولئك؟؟ كل دوائر العلاقات وكل من تعاملت معهم من الناس في هذه الدنيا، هل ينطبق عليك أنه سيكون مستريحًا منك إذا غادرت هذه الدنيا؟ صحيح قد يكون لك حقٌّ تُطالب به، لا بأس؛ لكن نحن نتحدث عن صِنْف من الناس وصِنْف وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث التي سمعتموها، عُدْ إلى كل التعاملات خاصةً التعاملات التي لك سطوة عليها، أنا أعرف جيدًا أن الإنسان لا يستطيع أن يكون جوَّاظ أو جعظري على من هو أعلى منه؛ لكن سطوته قد تكون على من هو أقل منه أو ملَّكه الله أمره، عشرات القصص نسمعها اليوم من قضايا سلب حقوق الزوجات أو سلب حقوق العمالة أو التعدي على من هم أقل شأنًا، عشرات المواقف بل مئات المواقف، أدرك أن أكُفًّا في الثُّلُث الأخير من الليل لم يهنأ لها حال، لم يقرَّ لها بالٌ؛ وإنما رفعت إلى الكبير المتعال الذي لا يضيع عنده حقٌّ أبدًا، هذا مستراحٌ منه، فأين أنت من هذا و ذاك؟




أسأل الله العلي العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العُلى أن يجعلني وإيَّاكم مِمَّن هو مستريح يغادر هذه الدنيا ويقبل على راحة عظيمة، يغادر هذه الدنيا وكل من يذكره يشكُرُه، ويدعو له، ويبكي عليه، ويتندَّم لفِراقه، وأسأل الله ألَّا يجعلنا وإيَّاكم مِمَّن يُدعى عليه أو يفرح بمغادرته لهذه الدنيا، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، ألا صلُّوا وسلِّمُوا على النبي البشير والسراج المنير؛ فإن الله أمرك في كتابه قائلًا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 57.47 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.80 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (2.91%)]