لماذا لا يرضى الآباء؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         نباتات منزلية تمتص رطوبة الصيف من البيت.. الصبار أبرزها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          طريقة عمل برجر الفول الصويا.. وجبة سريعة وصحية للنباتيين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          4 وسائل علمية لتكون أكثر لطفًا فى حياتك اليومية.. ابدأ بتحسين طاقتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          وصفة طبيعية بالقهوة والزبادى لبشرة صافية ومشرقة قبل المناسبات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          3 عادات يومية تزيد من تساقط الشعر مع ارتفاع درجات الحرارة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          6 خطوات فى روتين الإنقاذ السريع للبشرة قبل الخروج من المنزل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          تريندات ألوان الطلاء فى صيف 2025.. الأحمر مع الأصفر موضة ساخنة جدًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          طريقة عمل كرات اللحم بالبطاطس والمشروم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          وصفات طبيعية لتقشير اليدين بانتظام.. من السكر لزيت جوز الهند (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          أبرز 5 تريندات ديكور منزلى في صيف 2025.. لو بتفكر تجدد بيتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 13-03-2021, 03:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,655
الدولة : Egypt
افتراضي لماذا لا يرضى الآباء؟

لماذا لا يرضى الآباء؟






فاطمة عبدالرؤوف



تُعَد علاقة الآباء والأبناء من أعمق وأهمِّ العلاقات الإنسانية، بل لعلها العلاقة الوحيدة التي لا يَشوبها أيُّ غرض أو مصلحة، فهي حالة فريدة من الحب الصادق الفِطري، ولأن الأبناء هم جزء وامتداد للآباء، فإن حبَّ الآباء لهم أمر لا يمكن التشكيك فيه؛ لأن ذلك هو الأصل، ولكن العكس كثيرًا ما يحدث أن يَنشغِل الأبناء بأمورهم الخاصة ومصالِحهم الضيِّقة، ويَنسون الجيل الذي أعطى وقدَّم وضحَّى، فكانت الوصايا الإلهية؛ للتذكرة بعِظَم حق الآباء، ولإيقاظ الضمائر النائمة والمشاعر الخامدة لدى الجيل الذي يستقبل الحياة، فالإحسان للوالدين والبر بهما هي وصية الله - عز وجل - للأبناء: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].





وهذا الأمر الإلهي له مُبرِّرات يَذكُرها النصُّ القرآني، وهو شُكْر الآباء الذين بذلوا كل ما في الوُسْع من أجل سعادة هؤلاء الأبناء، بَدءًا من لحظة الحَمل وما تكبَّدته الأم من جُهْد ووَهْن، حتى أشدّ الأوقات التي تعيشها النساء وقت الوضع والولادة الذي تتمنَّى فيه بعض النساء الموت؛ حتى تتخلَّص من أشد الآلام الجسدية التي يتذوَّقها الإنسان، مرورًا بسنوات التربية الطويلة وما فيها من أعباء جسام: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14].





وعلينا أن نتوقَّف طويلاً أمام قوله تعالى: ﴿ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ﴾ كجزاء منطقي عن كل المعروف الذي بَذَله الوالِدان.





أما رحمة الأبناء، فهي أمر فطري ليس بحاجة للتذكرة به، ولكن أحيانًا تحدث أمورٌ تُغيِّر من هذا الأمر الفطري، خاصة مع غَلَبة الطابَع المادي على العصر، فيتحوَّل الحب الفطري إلى حبٍّ نفعي، ويصبح الأبناء لبعض الآباء أدوات للمنافسة والتفاخر والانتفاع، بل ويصبح الأمر ببر الوالدين أداةً أو سوطًا يَستخدمه هذه النوعية من الآباء لإنهاك الأبناء وفِتنتهم في دينهم، وهو يظنون أنهم لن يُحاسبوا على ما يفعلون؛ لأن الله تعالى لم يتوعَّدهم وأوكَلهم إلى ضمائرهم وفِطرتهم، وسوف أضرب عددًا من الأمثلة، سوف يجد كل منا أنه التقى بهذه النماذج، ربما كانوا أقلية؛ ولكنهم موجودون على كل حال، وهو وجود ثقيل يُعكِّر صفوَ أجمل علاقة في الكون؛ علاقة الأبناء بالآباء.





وقبل أن أَذكُر هذه النماذج، فلا بد من التذكير بأن هناك مشكلة حقيقيَّة يُعانيها كثير من الأبناء المتديِّنين الملتزمين، الذين يسعون لبرِّ والديهم، ويشعرون دائمًا بالإحباط؛ لأنهم غير قادرين على تحقيق هذه الغاية، ولعل من المُفارَقات المدهِشة أن بعض الآباء يتسامَحون مع أولادهم قليلي التديُّن، ويَكتفون منهم بالقليل القليل، بينما لا يريدون للضمير الديني أن يطمئن ويُعبّروا لأبنائهم المتدينين عن رضاهم بما يَبذُلونه من جُهْد حقيقي لإسعادهم ورضاهم، وهذه المشكلة يتحرَّج الابن الملتزِم من ذِكرها لدينه وتقواه، ولأن برَّ الوالدين على رأس أوامر الله - عز وجل - فهو يكتم ويصبر، وربما يتألَّم داخليًّا وهو يرى أخاه الأقل منه برًّا وقد نال الرضا والدعاء؛ لأنهم لا ينتظرون منه أكثر من ذلك، أو يرى أبناء لا يبذُلون مِعشار ما يَبذُل ومع ذلك يدعو لهم آباؤهم صباح مساء، ويَذكرونهم في كل وقت أن قلوبهم راضية عليهم، وهذه مجموعة من النماذج الواقعية التي تُدلِّل على هذه المشكلة:





هذا الابن المسكين كلما قدَّم لوالدته هدية من المال يَستقطِعها من حاجته وحاجة أولاده؛ طالبًا رضاها وإدخال السرور لقلبها، فهي تعيش في مستوى مادي أفضل منه، ولديها دخْل ثابت - تمنحه ابتسامة صغيرة، ثم لا تلبَث أن تُذكِّره بقريبه فلان وفلان الأثرياء والهدايا الثمينة التي قدَّموها لأمهم.





وهذا الأب الذي علَّق رضاه عن ولده بتحقيق الابن درجات مرتفعة والتحاقه بكلية من كليات القمة؛ حتى يشعر بالفخر وسط أصدقائه بولده الذي رفَع رأسه، وإلا فلن يرضى أبدًا وسيظل يهزأ بهذا الابن مهما حقَّق من نجاحات حياتيَّة، ومهما كانت درجة تديُّنه والتزامه، والابن يبذُل قصارى جُهده في الدراسة، ولكن نِسبة التفوق الدراسي هي في النهاية أمر لا يملِكه، وهو - مع حَداثة سنِّه - متألم نفسيًّا؛ لأن والده لا يرضى أبدًا.





وهذه الأم التي وضعت نفسها في موضِع مقارنة مع زوجة ابنها، التي لا ترتاح لها نفسيًّا بدون سبب معين وبدون خطأ من هذه الزوجة، وأخذتْ على عاتقها تسميم علاقة الابن بزوجته، وأصبح رضاها على ابنها رهينة بفِراقه لزوجته وتحطيم بيته، أو على أقل تقدير بظلمه لزوجته والتقتير عليها.





وهذا الأب الذي لا يَكُفُّ عن الشكوى دون سبب محدَّد وواضح، ويبدو كما لو كان يتصيَّد الأخطاء؛ فهو إذا استمع لقصة عقوق مثلاً، ظَلَّ يلعَن هؤلاء الأبناء الذين لم يكونوا يستحقون أن يُولَدوا، والذين لا ينفعون آباءهم بشيء، وهكذا على الرغم من أن أبناءه يُحبّونه ويتقرَّبون له ويريدون أن يُسعِدوه بأي طريقة، يُسقِط عليهم ما يسمع وما يرى وما يَجول في نفسه من مخاوف لا أساس لها في الواقع؛ فجميع من حوله يَحسدونه على أبنائه وعلى حبِّهم له.





فإلى هؤلاء جميعًا، ارحموا أبناءكم، وأكمِلوا عطاءكم وإحسانكم، ولا تُقلِّلوا من قيمتكم التي رفعكم الله إليها، ولا تجعلوا رضاكم عن أبنائكم فِلْذات أكبادكم أمرًا مستحيلاً تتحطَّم عليه أحلامهم.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 67.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 66.20 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.53%)]