جموح البحــــر - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         دعاء الشفاء ودعاء الضائع (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على حاجته، مستقبل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          أسماء العقل ومشتقاته في القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          وقفات تربوية مع سورة التكاثر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          {وما كان لنبي أن يغل} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          بين الاجتهاد الشخصي والتقليد المشروع: رد على شبهة «التعبد بما استقر في القلب» (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          الإسلام والحث على النظافة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-02-2021, 04:17 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,587
الدولة : Egypt
افتراضي جموح البحــــر

جموح البحــــر

ميساء الهواري

ركبت زورق العمل، وجدفت بمجداف الصبر والأمل، في بحر الحياة، كان البحر صديقي الذي أبثه همومي، وألقي في جوفه بأحزاني وآلامي، وأشكو له ما أجد و أعاني، كان البحر شريكي الذي يواسيني، ويؤازرني ويخفف معاناتي، كان يهمس لي بلزوم الصبر، ويهون عليَّ شدائد الأمر، ويطفئ في كبدي نيران القهر، كان الصدر الواسع الذي يمدني بالقوة والعزيمة، ويستوعب كل آهاتي، وبين أحضانه أسكب دموعي وعبراتي، كان يهدي إليَّ أصداف الحكمة، ويجود عليَّ بلآلئ الموعظة، ويشرع لي نافذة الأمل الرحبة الفسيحة حتى أكاد أعمى عن اليأس، وهكذا كان عهده معي، كان لي وفياً، وبي حفياً، وعني رضياً، وبالعجائب والفوائد زاخراً هادئاً ودوداً، إلى أن كان يوم ذهبت فيه إلى البحر كعادتي، ففوجئت بوجهه العبوس، وغضبه الهادر، وموجه الصارخ المتلاطم، قد تلوثت شطآنه، وكثرت أوحاله، وتلطخت صفحته، وغرقت سفنه، وتكدرت مياهه، وسرقت نفائسه، وسمت أحياؤه، وسيطرت عليه أوساخه، وتبدلت حاله، ومخر عبابه شرذمة لا قبل له بهم من قبل، وكأنه لم يكن يوماً البحر الذي عرفت وعايشت، فانهمرت من عيني دموع خرجت عليَّ، وحزنت وتساءلت، ما بك يا بحر؟ مالك؟ ما الذي بدل حالك؟ كيف تبدلت؟ ولم انتكست؟ أي مجرم فعل بك ما فعل؟ وظلت أسئلتي بلا إجابة منه، فأنا وحدي الذي يعلم الإجابة، ولطالما خشيت من ذلك وحذرته منه، كم حذرته من أن يقترب من شواطئه أناس لا يرتاح القلب لمرآهم، كم نصحته بأن يقف موقف الحازم الصارم منهم وأن يكف عن تسامحه وتساهله الزائد عن الحد، فالناس ليست سواسية، كم طلبت إليه أن يميْز الخبيث من الطيب وألا يطلق شعار الناس كلهم خير وبركة بلا محاذير أو قيود وضوابط، كم نهيته عن السماح لطائفة خبيثة تظهر غير ما تضمر، وتبدي غير ما تخفي، باستغلال اتساع صدره، وطيبة قلبه لإفراغ سمومها بداخله وهو يحتج بأن البحر لا تؤثر فيه قطرة، والآن ماذا جنيت يا صديقي؟!
لقد صدقت شكواي وهذا تأويل رؤياي من قبل، ألم أكن لك ناصحاً ولكنك لا تحب الناصحين، ألم أنهك عن تلك الصحبة، وعن ذاك التساهل؟ ولكنك أبيت واستكبرت وكنت من الغافلين، وكنت عن التذكرة من المعرضين، فاليوم لا تنفعك شفاعة الشافعين، إلا أن ترجع إلى الله بقلب سليم، فيتوب عليك إنه هو التواب الرحيم، فسلام عليك سأستغفر لك ربي عسى أن يهديك صراطاً مستقيم..
وبعد أُخيَّتي في الله.. فلم يكن راكب الزورق هذا إلا أنا، ولم يكن صديقي البحر إلا أنت، أنت من سرت وإياها زمناً طويلاً على طرقات الصالحين، وفي سبيل الحق واليقين، بين شعاب الدين القويم، كم كانت لنا من رحلات وجلسات، وضحكات وأنات، ومشاريع وعطاءات، وهمسات وحركات وسكنات، وآمال وطموحات، وندوات ومحاضرات، وأخيراً حسنات وجنات، أفتنسين اليوم كل هذا وأراك خلقاً آخر جديد، كأن لم يكن معنا بالأمس، ولم يكن واحداً منا ذات يوم؟! انقلبت ما بين عشية وضحاها وتركتنا حائرين، كم حذرتك؟ كم ذكرتك؟ كم رهبتك؟ ولكنك كنت مغيبة لا تشعرين بالخطر القادم نحوك.
لن يجدي الندم، رفعت الأقلام وجفت الصحف، ولم يبق سوى كلمات من أخت محبة ناصحة مشفقة من عذاب الله تقرؤها، علَّها تكون لكِ تذكرة، وتعيها منكِ أذن واعية، فتتوبي إلى الله توبة نصوحاً، ليغفر لكِ ذنوبكِ ويدخلكِ جنات تجري من تحتها الأنهار، ويخلصك من رفقة السوء، ومن تلك النكسة التي حلت بكِ إنَّ الله على كل شيء قدير، والله يسددكِ.
جليستك الصالحة:
حاملة المسك.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.06 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.39 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]