موجبات البركة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4948 - عددالزوار : 2051513 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4524 - عددالزوار : 1319430 )           »          شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع للشيخ محمد الشنقيطي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 591 - عددالزوار : 334099 )           »          اكتشف الأسباب الخفية وراء انتفاخ البطن! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 33 )           »          الكافيين: فوائده، أضراره، والكمية الآمنة للاستهلاك يوميًا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 24 )           »          التعايش مع اضطراب ثنائي القطب: دليلك لحياة متوازنة! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          7 أطعمة تقوي العظام! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          نصائح بعد خرم الأذن: دليلك الشامل للتعافي بسرعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 29 )           »          ما هي فوائد التبرع بالدم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          متى يكون فقدان الوزن خطير؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-01-2021, 04:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي موجبات البركة

موجبات البركة


أحمد بن عبد الله الحزيمي


الحمدُ للهِ واهبِ النِّعمِ، ومُحِلِّ النِّقمِ، أحمدُه تعالى وأشكُرُه وأُثنِي عليهِ الخيرَ كُلَّه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ لَه، وهوَ خيرُ الرازقينَ.

وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ.. اللهمَّ صلِّ وسلِّم عليهِ وعلى سائرِ الأنبياءِ والمرسلينَ، وارضَ اللهمَّ عن أصحابِهِ والتابعينَ ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، أما بعدُ:
فإنَّ الوصيةَ المبذُولةَ لنَا - عبادَ اللهِ - هي تقوَى اللهِ سبحانَه؛ إذْ هِيَ الأُنسُ عندَ الوَحْشَةِ، والقوَّةُ عندَ الضَّعفِ، والبرَكةُ عندَ الْمَحْقِ، والعِلمُ عندَ الجَهلِ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].
النَّفسُ تَطمَعُ فِي الدُّنيا وقدْ عَلِمَتْ
أنَّ السلامةَ مِنهَا تَركُ مَا فِيهَا

واللهِ لَو قَنَعَتْ نفسِي بِمَا رُزِقَتْ
مِنَ المعِيشَةِ إلاَّ كانَ يَكفِيهَا

واللهِ واللهِ أَيمَانٌ مُكَرَّرَةٌ
ثَلاَثَةٌ عَن يمِينٍ بَعْدَ ثَانِيهَا

لَوْ أَنَّ في صَخْرَةٍ صَمَّا مُلَمْلَمَةٍ
في البَحْرِ رَاسِيَةٍ مِلْسٍ نوَاحِيهَا

رِزقًا لِعَبْدٍ بَرَاهَا اللهُ لاَنْفَلَقَتْ
حَتَّى تُؤَدَّي إِلَيهِ كُلَّ مَا فِيهَا

أَوْ كَانَ فَوْقَ طِبَاقِ السَّبْعِ مَسْلَكُهَا
لَسَهَّلَ اللهُ في المَرْقَى مَرَاقِيهَا

حَتَّى يَنالَ الَّذِي في اللَّوْحِ خُطَّ لَهُ
فَإِنْ أَتَتْهُ وإِلاَّ سَوْفَ يأْتِيهَ


أيهَا المؤمنونَ: إنَّ البَرَكةَ نِعمَةٌ مِنَ نِعَمِ الوهَّابِ، والكَيِّسُ الفَطِنُ هو الذي يَلْتَمِسُهَا مِنَ الموْلَى الكَرِيمِ، ويَسْتَجْلِبُهَا مِن الملكِ الوهابِ، وهَنا نذكُرُ بعضًا مِن أَسبابِ تَحصِيلِهَا، وإنَّ المسلمَ - وخاصةً في هذه الأزمانِ - لفِي مَسِيسِ الحَاجَةِ إلى نَيْلِ البَرَكَاتِ؛ لِيَصِلَ إلى ما يُريدُ مِن خَيْرَيِ الدنيا والآخرةِ.

فأَوَّلُ الأَسبابِ هُوَ التَّوكُّلُ على اللهِ تعالى حقَّ التَّوكلِ، فَنعلَمَ عِلمَ اليَقِينِ أنَّه لا رَازِقَ ولا مُعطِي ولا مَانِعَ إلاَّ اللهُ تعَالى، قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ هَذَا الَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ ﴾ [الملك: 21].. وما الأَبُ ولا الوَظِيفةُ ولا السُّوقُ ولا المزرَعَةُ ولا الدَّولةُ إلاَّ مَصادِرُ للدَّخْلِ.. قَد هَيَّأهَا اللهُ تعَالى ويَسَّرَهَا فَضَلاً مِنهُ ونِعمَةً.. ورِزقاً للعبادِ ورَحمَةً.

أيها المؤمنونَ: وممَّا تُستجْلَبُ بهِ البركةُ تقوَى اللهِ وطاعَتُه والالتزامُ بالأوامرِ والنواهي يقولُ اللهُ سبحانَه وتعَالى ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96] فليسَ هناكَ أعظمُ بركةً مِن أنْ يُؤدِّيَ العبدُ حَقَّ اللهِ تعالى عليهِ، ومِن وصَايا لُقْمَانُ لابنِهِ: "يا بُنيَّ اتَّخِذْ تَقوَى اللهِ تِجارةً، يَأْتِكَ الرِّبحُ مِن غيرِ بِضَاعةٍ".

ومنِ الأسبابِ التي تَجلِبُ البركةَ: النيةُ الصالحةُ؛ فهذا الزبيرُ بنُ العَوَّامِ رضي اللهُ عنه بَلغَ دَينُهُ ألْفَيْ ألفٍ ومِئتيْ ألفٍ، أي مليونينِ ومئتيْ ألفِ دِرهمٍ، ولَم يَكنْ له في الظاهرِ مِن المالِ إلا غَابةٌ اشْترَاهَا بمائةٍ وسبعينَ ألفًا، ثمَّ بَاعها ابنُهُ عبدُاللهِ بعدَ موتِه بأموالٍ طائلةٍ عظيمةٍ فكان جميعُ المالِ خَمسينَ ألفَ ألفٍ ومئتيْ ألفٍ (أي خمسينَ مليونًا ومئتيْ ألفٍ) قضى منهَا الدَّيْنَ وأُخْرِجَتِ الوصيةُ ووزِّعَ الباقي على الورثةِ، وهذا يَدلُّ على أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ بارَكَ في مالِ الزُّبَيرِ؛ لنيَّتِهِ الصَّالحةِ، قال سَماحُةُ الشيخِ عبدِالعزيزِ ابنِ بازٍ رحمه اللهُ: "لعلَّ السببَ في نَماءِ هذا المالِ وزيادَتِهِ يَعودُ لحُسنِ النِّيَّةِ، فباركَ اللهُ له، وهذا مِن ثَمَراتِ النِّيةِ الصَّالحةِ". ا.هـ.

ومِن أسبابِ الرزقِ العظيمةِ: التفرغُ لعبادةِ اللهِ جَل جلالهُ، وليسَ معنَى التفرُّغُ لعبادةِ اللهِ تعالى أنْ نَترُكَ أعمَالَنا وأشغَالَنا ووظَائِفنَا وتجارَاتِنَا ثُمَّ نَرحَلُ إلى المساجدِ عَاكفينِ! نَنتظِرُ عطاءَ اللهِ! هذا لا يَقولُهُ عَاقلٌ؛ لأنَّ الحياةَ سَوفَ تتعطَّلُ، واللهُ تعالى لَن يَرزقَ أحَدًا إلا بِسعيٍ وَجِدِّ وعَمَلِ، وإنَّما المقصودُ ألاَّ يَنسَى المؤمنُ الدارَ الآخرةَ وعِبادةَ اللهِ عزَّ وجلَّ ويَنشغِلَ بالدنيا انشغالاً كُليًا بِحيثُ تُصبحُ الدنيا أكبرَ هَمِّهِ ومبلغَ عِلمِهِ ومَصدَرَ سَعيِهِ! قالَ صلى الله عليه وسلم إنَّ اللهَ تعَالى يقولُ: "يَا ابْنَ آدَمَ تَفَرَّغْ لِعِبَادَتِي، أَمْلَأْ صَدْرَكَ غِنًى، وَأَسُدَّ فَقْرَكَ، وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ، مَلَأْتُ صَدْرَكَ شُغْلًا، وَلَمْ أَسُدَّ فَقْرَكَ" رواه الترمذيُّ وصححه الألبانيُّ.

قالَ الإمامُ ابنُ القيمِ رحمه اللهُ: "إِذا أصبحَ العَبْدُ وَأمسى وَلَيْسَ هَمُّهُ إِلَّا اللهَ وَحدَه تَحمَّلَ اللهُ سُبْحَانَهُ حَوَائِجَهُ كلَّهَا وَحَمَلَ عَنهُ كلَّ مَا أَهَمَّهُ وَفرَّغَ قلبَه لمحبَّتِه وَلسَانَه لذِكْرِهِ وجَوارِحَهُ لطَاعَتِهِ، وَإِن أصبحَ وَأمسى وَالدُّنْيَا هَمَّهُ حَمَّلَهُ اللهُ هُمُومَهَا وغُمُومَهَا وأَنكَادَهَا ووَكَلَهُ إِلَى نَفسِهِ".

عبادَ اللهِ: صِلةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ في العُمُرِ وتُبارِكُ في الرِّزْقِ: فقد روَى البخاريُّ ومسلمٌ من حديثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».

وقالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «صِلَةُ الْقَرَابَةِ مَثْرَاةٌ فِي الْمَالِ، مَحَبَّةٌ فِي الْأَهْلِ، مَنْسَأَةٌ فِي الْأَجَلِ» رواهُ الطبرانيُّ وصححه الألبانيُّ.

ومِنَ الأسبابِ - يا رعاكم اللهُ - التَّبكيرُ في طَلبِ الرِّزقِ، فعن صَخْرٍ الْغَامِدِيِّ رضي الله عنه، أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا» وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً أَوْ جَيْشًا بَعَثَهُمْ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ، قال الرَّاوِي: وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، وَكَانَ يَبْعَثُ تِجَارَتَهُ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ.
قالَ ابنُ حَجرٍ: "وإنَّمَا خُصَّ البُكورُ بالبركةِ لكونِهِ وَقتُ النَّشاطِ والقوَّةِ".

ومِن أَعظَمِ الأمورِ التي تَجلِبُ البركةَ: الدُّعاءُ والالتجاءُ إلى اللهِ جلَّ وعلا، فاجْعلْ لِنفْسِكَ نصيبًا مِن الدعاءِ بالبركةِ في سائرِ حياتِكَ، وإنْ ضَاقَ عَليكَ رِزقُكَ وعَظُمَ عَليكَ هَمُّكَ وغَمُّكَ وَكَثُرَ عليكَ دَيْنُكَ فَاقْرَعْ بابَ اللهِ الذي لا يَخيبُ قَارِعُهُ، قالَ تعَالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62].

نسألُ اللهَ الكريمَ ربَّ العرشِ العظيمِ أنْ يُنْزِلَ علينَا بركةً مِن عِندِه تُسْعدُنَا في دُنيانَا وأُخْرَانَا إنَّه وَلِيُّ ذلكَ والقادرُ عليهِ، أقولُ قولِي هذَا وأَستَغفِرُ اللهَ لي ولَكُم.

الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أما بعدُ:
عبادَ اللهِ: إنَّ مِن مَظَانِّ البرَكةِ الخَفِيَّةِ أنْ يَرزُقَ اللهُ العبدَ القناعةَ، فيَقنَعُ في نَفسِهِ وَيرضَى بِمَا أَعطَاهُ اللهُ مِن مِالٍ ووَلدٍ، وهَذَا مَا مَدَحَ بهِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيثُ قَالَ: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ» رواه مسلمٌ.

ومِنهَا شُكرُ النِّعمةِ؛ فإنَّ العبدَ إذا شَكرَ اللهَ على نَعمَائِهِ استقرَّتِ النِّعمةُ وقَرَّتْ، وبُورِكَ فِيهَا.
ومِن الأسبابِ التي يُبارِكُ اللهُ بها في الأرزاقِ: العملُ والكَسبُ الطَّيبُ، فالإسلامُ -يا عبادَ اللهِ- دِينُ العملِ، دِينُ الكسبِ الحلالِ الذي يَعِفُّ الإنسانُ بهِ نَفسَهُ عنِ القِيلِ والقالِ وسؤالِ النَّاسِ، ومِن حِكمتِهِ سُبحانه أنَّه بَسَطَ الأرضَ وأخرجَ منها الخيراتِ والبركاتِ، وجعلَ الخيرَ في السَّعيِ والعَملِ، والشَرَّ في البَطَالةِ والكَسَلِ.

ومِن أَسبابِ البركةِ: أداءُ العَملِ المَنُوطُ بكَ كمَا يَجِبُ، فإنْ كُنتَ مَوظَّفاً فاللهَ اللهَ في إتقانِ العَملِ، والمحافظةِ على ساعاتِ الدَّوامِ، والتَّعبدِّ للهِ بإنجاز مَهَامِّ المسلمينَ، والسَّعيِ على تَحقيقِ مَصالِحِهِم قدرَ مَا تَستَطِيعُ.

وإذَا كانَ المسلمُ يَنْشُدُ البركةَ في سَائرِ شُؤونِهِ، فعليهِ بِتحَرِّي الحلالَ في التَّكَسُّبِ، والتَّرَفُّعِ عَن كُلِّ مَا لا يَحِلُّ لَه مِنَ المَالِ والمتَاعِ، وعَليهِ بالصِّدْقِ والأَمَانَةِ والعِفَّةِ والصِّيَانَةِ، وألاَّ يَنغَمِسَ في الرِّبَا أو الغِشِّ أو الرِّشوَةِ أو ما شَابَه ذَلكَ مِنَ المحرَّماتِ الَّتي فيها أَكلٌ لأموالِ النَّاسِ بالباطلِ.

أيها الإخوةُ الفضلاءُ: هذِه أَبرَزُ أسبابِ زِيادَةِ الرِّزقِ، والقَضيةُ تَحتاجُ إلى صَبرٍ ومُصابَرَةٍ، وعَملٍ وامتثالٍ؛ فإنَّ من فَعَلَ ذَلكَ حَلَّتِ البركةُ في كَسْبِهِ ورزقِهِ وحياتِهِ كُلِّها، وتَدَفَّقَتْ عليهِ الخَيراتُ مِن حَيثُ لا يَحْتَسِبُ.

أيُّهَا المؤمنونَ: ألا وإنَّ البُعْدَ عَن أسبابِ مَحْقِ البركةِ مَوضُوعٌ مِنَ الأَهميَّةِ بمكانٍ؛ لِذَا سَنُفَصِّلُ الحديثَ عَنه في الخُطبةِ القَادِمةِ إنْ شاءَ الله.

نسألُ اللهَ أنْ يجعلَنَا وإياكُم مِن المُبارَكِين في كلِّ شَيء في دينِنا وأوقاتِنا وعافيتِنا وأموالِنا وأرزاقِنا وأولادِنا وأعمارِنا؛ إنَّه نِعمَ المولى ونعمَ النَّصِيرُ.
اللهمَّ صلِّ على محمدٍ...


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 59.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 57.90 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (2.87%)]