|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() أذكار ودعوات وطاعات قليلة لها أجور عظيمة وآثار جليلة الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]. ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1]. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70 - 71]. أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار. أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل قول وعمل يقرب إلى النار، اللهم آمين. تفنَّن البشرُ باختراع الموازين، فللكيل ميزانه، وللحجم ميزانه، وللضغط الجوي ميزانه، وللرياح والعواصف والبراكينِ والزلازل مقاييسُها، وللسُّكَّر في الجسم ميزانُه، وضغطِ الدم والحرارة لها أجهزتها وموازينُها. فهل للكلماتِ الطيباتِ ميزان؟ وهل للأعمال الصالحات تأثيرٌ وأثقال؟ قال سبحانه: ﴿ وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ ﴾ [الأعراف: 8 - 9]، نعم! إنها أذكار ودعوات وطاعات تزن مئات الأطنان بل المجرَّات. فالخفة والثقل في ميزان الرحمن للأعمال الصالحات، والكلمات الطيبات، والدعوات المأثورات: ﴿ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ ﴾. [المؤمنون: 102، 103]، ﴿ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ ﴾ [القارعة: 6 – 11]. الموازين عند الله سبحانه تزن مثاقيلَ حبِّ الخردل ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]، بل تزن مثاقيل الذرِّ ﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 6 – 8]. بل الموازين عند الله سبحانه وتعالى تُحصِي أصغرَ من ذلك وأكبرَ منه: ﴿ وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61]. فما هي صِفَةُ الْمِيزَان يوم القيامة؟ قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]. عَنْ سَلْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("يُوضَعُ الْمِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَلَوْ وُزِنَ فِيهِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ لَوُسِعَتْ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ! لِمَنْ يَزِنُ هَذَا؟! فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى: لِمَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: سُبْحَانَكَ! مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ! وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ مِثْلَ حَدِّ الْمُوسَى")، - أي الشفرة - ("فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: يَا رَبِّ! مَنْ تُجِيزُ عَلَى هَذَا؟! فَيَقُولُ: مَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ: سُبْحَانَكَ! مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ!") [1] والْوَزْن يكون لِلصُّحُفِ والكتب التي كتبت الأعمال، والْمُشْتَمِلَة عَلَى الْأَعْمَال، وَيَقَع وَزْنهَا عَلَى قَدْر أُجُور الْأَعْمَال، والوزن أيضا يكون للأعمال، و الوزن أيضا يكون يوم القيامة للأشخاص ففي الحديث: ("إِنَّهُ لَيَأْتِي الرَّجُلُ العَظِيمُ السَّمِينُ يَوْمَ القِيَامَةِ، لاَ يَزِنُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ، وَقَالَ: اقْرَءُوا، ﴿ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ وَزْنًا ﴾") [الكهف: 105] [2] فهذا الميزان بهذا الوصف الضخم كيف نملؤه؟ وبماذا نثقِّله؟ بالطاعات يا عباد الله والأذكار والصلوات والصدقات، بم نملأ الأرض والسموات، بقولنا سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم. عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ("الطُّهُورُ") - أي الوضوء والغسل - ("شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَآَنِ - أَوْ تَمْلَأُ - مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ، كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا"). [3] كلمات تثقل ميزانَ قائلها، عَنْ ثَوْبَانَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: (" بَخٍ بَخٍ!) - وهي كلمة استحسان - ("خَمْسٌ مَا أَثْقَلَهُنَّ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، وَالْوَلَدُ الصَّالِحُ)، (يُتَوَفَّى لِلْمَرْءِ الْمُسْلِمِ فَيَحْتَسِبُهُ"). [4]، و(بَخٍ): كلمة تدل على الاستحسان. بالذكر تغرس لك في الجنة الأشجار؛ أشجار عظيمة، عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ("لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ! أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ المَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ")، - أي لا شجر فيها -، ("وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ"). [5]، وَ (لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ") [6] عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه - وعن أبيه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: ("أَكْثِرُوا مِنْ غَرْسِ الْجَنَّةِ، فَإِنَّهُ عَذْبٌ مَاؤُهَا، طَيِّبٌ تُرَابُهَا، فَأَكْثِرُوا مِنْ غِرَاسِهَا لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ")[7] فإن أردت - يا عبد الله - أن تُبنَى لك القصور، وتزيَّنَ لك الغرف والدور، فما عليك إلا أن تعمل بما ثبت عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يُرَى ظُهُورُهَا مِنْ بُطُونِهَا، وَبُطُونُهَا مِنْ ظُهُورِهَا") - لِكَوْنِهَا شَفَّافَةً لَا تَحْجُبُ مَا وَرَاءَهَا. [8] - فَقَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: (لِمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟!) قَالَ: ("لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَأَدَامَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى للهِ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ")[9] ♦ (لِمَنْ أَطَابَ الْكَلَامَ) أَيْ: لِمَنْ لَهُ خُلُقٌ حَسَنٌ مَعَ الْأَنَامِ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾، فَيَكُونُ مِنْ عِبَادِ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا، الْمَوْصُوفِينَ بِقَوْلِهِ: ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا ﴾. (وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ) أَيْ: لِلْعِيَالِ وَالْفُقَرَاءِ، وَالْأَضْيَافِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ. (وَأَدَامَ الصِّيَامَ) أَيْ: أَكْثَرَ مِنْهُ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، بِحَيْثُ تَابَعَ بَعْضَهَا بَعْضًا، وَلَا يَقْطَعُهَا رَأسًا. وَقِيلَ: أَقَلُّهُ أَنْ يَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ. [10] إذا ابتغيت بيتا في الجنة فابنِ بيتا لله في الدنيا، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ بَنَى مَسْجِدًا للهِ كَمَفْحَصِ قَطَاةٍ أَوْ أَصْغَرَ")، ("لَا يُرِيدُ بِهِ رِيَاءً وَلَا سُمْعَةً")؛ ("بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ أَوْسَعَ مِنْهُ"). [11]، - (الـمَفْحَص): الحُفرة التي تحفرها القَطاة في الأرض لِتَبِيضَ وترقُد فيها. و(القطاة): نوع من اليَمام. واعلموا أن ثواب سَدِّ الْفُرَجِ أثناء صلاة الجماعات، إذا وجدت فرجة في الصف فسددتها، أن ثوابها أن يبنى لك بيت في الجنة، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ، وَمَنْ سَدَّ فُرْجَةً، رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً")، ("وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ")[12] وبركعات تقوم بها كل يوم وليلة تبنى لك البيوت في الجنة، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ بِنْتِ أَبِي سُفْيَانَ، - أم المؤمنين و - زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ("مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً) (تَطَوُّعًا) (سِوَى الْفَرِيضَةِ) (بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ)، وفي رواية: ("مَنْ ثَابَرَ عَلَى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، دَخَلَ الْجَنَّةَ)؛ (أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ"). قَالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: (فَمَا تَرَكْتُهُنَّ مُنْذُ سَمِعْتُهُنَّ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم)[13] بيت الحمد في الجنة لمن - يا عباد الله - ؟ عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ، قَالَ اللهُ لِمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ! فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ! فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ! فَيَقُولُ اللهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ"). [14]، - سَمَّى الْوَلَدَ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؛ لِأَنَّهُ نَتِيجَةُ الْأَبِ، كَالثَّمَرَةِ لِلشَّجَرَةِ. [15] بيتٌ في الجنة – أيضا - لمن ذَكَر الله عِنْدَ دُخُولِ السُّوق، عَنْ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم قَالَ: ("مَنْ قَالَ فِي السُّوقِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَتَبَ اللهُ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ، وَمَحَا عَنْهُ أَلْفَ أَلْفِ سَيِّئَةٍ، وَرَفَعَ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ دَرَجَةٍ، وَبَنَى لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ"). [16] أما إن أردت قصرا في الجنة؛ فبادر إلى ما قَالَه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ قَرَأَ قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ، بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ"). [17] وإذا توصَّل بعضهم الآن؛ لأنْ يصنع من خيوط العنكبوت ما يجرُّ به الآلات الثقيلة، أنستغرب أو نكذِّب أن ما تقطعه القابلة من السُّرَّةِ؛ من الحبل السُّرِّيِّ، حيث كان يحمل إنسانا ضعيفا في بطن أمِّه، سَيَجُرُّ هو أُمَّهُ بهذا الحبل السُّرِّيّ إلى الجنة، إذا صبرت؟ ثبت ذلك وأقسم على وقوعه رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: ("وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ! إِنَّ السِّقْطَ لَيَجُرُّ أُمَّهُ بِسَرَرِهِ إِلَى الْجَنَّةِ، إِذَا احْتَسَبَتْهُ"). [18]، - (السِّقْط): الولد الذي يسقط - وينزل ميتا - من بطن أمه قبل تمامه، - وهو جنين. - و(السَّرَر): مَا تَقْطَعُهُ الْقَابِلَة، وَأَمَّا السُّرَّة، فَهِيَ مَا يَبْقَى بَعْدَ الْقَطْعِ. [19] وإذا كانت الدرجاتُ تبحثُ عنها لدخول أفضل التخصصات، فتجتهد وتسهر، وتتعب في تحصيلها، فما عند الله - سبحانه وتعالى - من درجات خير وأبقى، فترفع لك الدرجات، ببعض الأعمال والأذكار والدعوات، فَعَنْ أَبي أَيُّوب الْأَنْصَارِيِّ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلَّم: ("مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبحُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، عَشْرَ مَرَّاتٍ، كَتَب اللهُ لَهُ بكُلِّ وَاحِدَةٍ قَالَهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَحَطَّ اللهُ عَنْهُ بهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَهُ اللهُ بهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ كَعَشْرِ رِقَاب)، (وَكَانَ يَوْمَهُ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي حِرْزٍ مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ، وَحُرِسَ مِنْ الشَّيْطَانِ)، (مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ إِلَى آخِرِهِ)، (وَلَمْ يَنْبَغِ لِذَنْبٍ أَنْ يُدْرِكَهُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ إِلَّا الشِّرْكَ بِاللهِ)، (فَإِنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي، فَمِثْلُ ذَلِكَ"). [20] وَعَنْ عُبَيْدُ بْنُ أَبِي قُرَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ - حفيدَ أنسَ بن مالك - يَقُولُ: ﴿ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ ﴾. (يوسف: 76). قَالَ - مَالِكَ -: (بِالْعِلْمِ)، قُلْتُ - أي عُبَيْدٌ يقول لمالك -: (مَنْ حَدَّثَكَ؟!) - أنه العلم الذي يرفع صاحبه درجات - قَالَ: (زَعَمَ ذَاكَ زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ). [21] - أي التابعي الجليل. وأفضل العلم تعلُّم كتابِ الله، والعمل بأحكامه، وحفظُ آياته، فحافظُ القرآن يوم القيامة ("يُقَالُ لَهُ: اقْرَأ وَاصْعَدْ فِي دَرَجِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا")، ("وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ مَعَكَ"). [22] ومن الأعمال التي ترفعك درجات عند المليك المقتدر سبحانه، في قوله صلى الله عليه وسلم: ("وَالدَّرَجَاتُ: إِفْشَاءُ السَّلَامِ")، ("وَلِينُ الْكَلَامِ")، ("وَإِطْعَامُ الطَّعَامِ، وَالصَلَاةُ بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ")، ("وَمَنْ يُحَافِظْ عَلَيْهِنَّ، عَاشَ بِخَيْرٍ، وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّه"). [23]، - قَالَ اللهُ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُم أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]. وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم - وهذا كلامٌ موجه لمن يبحثُ عن الدرجات عند الرحمن سبحانه وتعالى، قال عليه الصلاة والسلام -: ("أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟!) قَالُوا: (بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ)، قَالَ: ("إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ") - (إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ): إِتْمَامُهُ وَإِكْمَالُهُ، بِاسْتِيعَابِ الْمَحَلِّ بِالْغُسْلِ، وَتَكْرَارِ الْغُسْلِ ثَلَاثًا. [24]، و(الْمَكَارِه): تَكُون بِشِدَّةِ الْبَرْد، وَأَلَمِ الْجِسْم، وَنَحْو ذَلِكَ. [25] ("وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَلَاةِ بَعْدَ الصَلَاةِ، فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ، فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ"). [26]، - (الرِّباط): الإقامة على جِهَادِ العَدوِّ بالحرب، وارْتباطِ الخيل وإعْدَادِها. وَقَوْله: "فَذَلِكُمْ الرِّبَاط": أَيْ أَنَّهُ أَفْضَلُ الرِّبَاط، كَمَا قِيلَ: الْجِهَادُ جِهَادُ النَّفْس. [27] درجاتٌ ومنازلُ في كلماتٍ من رضوان الله سبحانه وتعالى، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَرْفَعُهُ اللهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا") ("فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ") ("وَالْمَغْرِبِ")، وفي رواية: ("يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ"). [28] عوِّدوا أنفسكم على ذكر الله، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، [وَأَرْضَاهَا] عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ، فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ، وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟!") قَالُوا: بَلَى، قَالَ: ("ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى"). [29] وبالصلاة والسلام على رسول الله - صلوا عليه! عليه الصلاة والسلام - ترتفع درجاتك عند الله، عَنْ عُمَيْرٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِنْ أُمَّتِي صَلَاةً مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ"). [30] بعضهم يعمل أعمالا يرتفع بها الدرجات العلى، ولكنه يُعقِبها بأعمال تنقصُ من هذه الدرجات، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: (لَا يُصِيبُ أَحَدٌ مِنْ الدُّنْيَا)، - مال حلال - (إِلَّا نَقَصَ مِنْ دَرَجَاتِهِ عِنْدَ اللهِ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ كَرِيمًا). [31]، قال ابن رجب: [وَالْمُقْتَصِدُ مِنْهُمْ أَخَذَ الدُّنْيَا مِنْ وُجُوهِهَا الْمُبَاحَةِ، وَأَدَّى وَاجِبَاتِهَا، وَأَمْسَكَ لِنَفَسِهِ الزَّائِدَ عَلَى الْوَاجِبِ، يَتَوَسَّعُ بِهِ فِي التَّمَتُّعِ بِشَهَوَاتِ الدُّنْيَا،... وَلَا عِقَابَ عَلَيْهِمْ فِي ذَلِكَ؛ إِلَّا أَنَّهُ يُنْقَصُ مِنْ دَرَجَاتِهِمْ فِي الْآخِرَةِ بِقَدْرِ تَوَسُّعِهِمْ فِي الدُّنْيَا]. [32] والمحروم من الدرجات العلى، هم من يستخدمون الدجل والكهانة ويريدون أن يعرفوا علم الغيب بالطرق المحظورة، ويتشاءمون من بعض أصوات الحيوانات والطيور، ويتشاءمون من بعض الصور، فقد ورد عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("لَنْ يَلِجَ الدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنْ تَكَهَّنَ، أَوْ اسْتَقْسَمَ، أَوْ رَجَعَ مِنْ سَفَرٍ تَطَيُّرًا"). [33] وتحجب عنك شرَّ الأعداء بتلاوة القرآن، فعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنها قَالَتْ: (لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ﴾، أَقْبَلَتِ الْعَوْرَاءُ أُمُّ جَمِيلِ بِنْتُ حَرْبٍ وَلَهَا وَلْوَلَةٌ)، - اسمها: أروى بنت حرب بن أمية... [34] - (وَفِي يَدِهَا فِهْرٌ) - (الفِهر): حجرٌ مِلء الكف. - (وَهِيَ تَقُولُ) - عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم -: (مُذَمَّمًا أَبَيْنَا)، - (الـمُذَمَّم): يقصدون مذموما، وهم بذلك يعرضون بالنبي صلى الله عليه وسلم -. (وَدِينَهُ قَلَيْنَا) – (قَلَينا): هجرنا -. (وَأَمْرَهُ عَصَيْنَا). وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَلَمَّا رَآهَا أَبُو بَكْرٍ قَالَ: (يَا رَسُولَ اللهِ!) (إِنَّهَا امْرَأَةٌ بَذِيئَةٌ، وَأَخَافُ أَنْ تُؤْذِيَكَ، فَلَوْ قُمْتَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّهَا لَنْ تَرَانِي")، (وَقَرَأَ قُرْآنًا فَاعْتَصَمَ بِهِ، كَمَا قَالَ تعالى: ﴿ وَإِذَا قَرَأتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا ﴾}"). (الإسراء: 45) فَوَقَفَتْ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، وَلَمْ تَرَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: (يَا أَبَا بَكْرٍ! إِنِّي أُخْبِرْتُ أَنَّ صَاحِبَكَ هَجَانِي)، فَقَالَ: (لَا وَرَبِّ هَذَا الْبَيْتِ مَا هَجَاكِ)، (وَمَا يَقُولُ الشِّعْرَ)، قَالَتْ: (أَنْتَ عِنْدِي مُصَدَّقٌ)، وَانْصَرَفَتْ وَهِيَ تَقُولُ: (قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي بِنْتُ سَيِّدِهَا). يتبع
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |