(وفيكم سماعون لهم) والتحذير من الفكر المنحرف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         غزوة ذي قرد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          بركة العمر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          واشوقاه يا قدس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الخوارج تاريخ وعقيدة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 17 - عددالزوار : 147 )           »          أولو الألباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 13 - عددالزوار : 162 )           »          قصص يكثر تداولها عند الدعاة عن الانتكاسة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          من دروس البر من قصة جريج (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          كلب لا يجوز إيذاؤه، فكيف بأذية المسلم؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          الموضة وهوسها عند الشباب (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          موقف المسلم من فتن أعداء الأمة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-01-2021, 05:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,459
الدولة : Egypt
افتراضي (وفيكم سماعون لهم) والتحذير من الفكر المنحرف

(وفيكم سماعون لهم) والتحذير من الفكر المنحرف
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد





﴿ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 47]






والتحذير من الفكر المنحرف







إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].







﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].







﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70، 71].







أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.



أعاذنا الله وإياكم من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.







قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل: 78]، فالسمع نعمة عظيمة، وهبها الله سبحانه لعباده، فعلى العباد ألا يستخدموها فيما حرم الله جل جلاله، لأنهم سيسألون عنها، ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا [الإسراء: 36].







وما أكثر ما نسمع في هذا الزمان، وما أكثر ما نرى، وما أكثر ما تتقلب الأفئدة والقلوب حسب ما تسمع وترى، والذي أقصده في هذا هو السماع والبصر وتقلُّب القلوب نحو دين الله، ونحو سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحو ما قدمه لنا العلماء من شرح وتفسير وتوضيح، وسهروا الليالي والأيام فكتبوها، ونجد اليوم من يريد إلغائها والطعن فيها، نسأل الله السلامة، هذه الجوارح نِعَم.







لكنّ بعض الناس وبعض العباد استخدمها في الشر، وفيما لا ينفع بل يضرّ، فغير المسلمين يسعون ليلا ونهارا، في إبعاد المسلمين عن دينهم، وعن هدي نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بالحروب والاجتياحات لديار المسلمين تارة، فلم يفلحوا أن يردوا المسلمين عن دينهم، فلجئوا إلى التشكيك في القرآن والسنة، والطعن في الدين عموما تارة أخرى، فنجحوا إلى حدٍّ ما، ووجدوا أقماعا سمّاعون لهم، وأبواقا يرددون تُرَّهاتهم،كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئًا وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [المائدة: 41، 42].







فمن أخطر الطوائف على أمَّة الإسلام؛ هم من بعض أبنائها الذي ينتسبون إليها! ولكنهم استخدموا آذانهم أقماعًا كأنها صحونا تلتقط الشائعاتِ من الشرق والغرب، والأخبارَ الساقطةَ والكاذبةَ ممن هبَّ ودبَّ، فيصدقُ عليهم قوله سبحانه وتعالى: ﴿ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 47]، واستخدموا ألسنتهم وأفواهَهم أبواقا، فيشيعون ما تلقتطه أسماعهم بين المؤمنين، بقصد إثارة الفتن والخصومات بين المسلمين ﴿ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ [التوبة: 47].







هذه وظيفتهم عند شياطين الإنس والجن، الشائعاتُ والتشكيكات: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ [النساء: 83]، والأصل عند ثوران الفتن والشائعات في بدايتها، أن يَرجِع المؤمنون أمرها إلى ولاة الأمور، قال سبحانه: ﴿ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء: 83].







وللصدِّ عن دين الله جل جلاله، وللتشكيك في هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى صحبه وآلِه، أنشأ الغرب والشرق الكثيرَ من قنوات التواصل، والإذاعاتِ والفضائيات، ووسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية والمحوسبة، هدفها ووظيفتها الأصلية، تشويهُ ما كان من ديننا، وهدي نبينا صلى الله عليه وسلم، ومن تراثنا وتاريخنا، على أن هذا الدينَ تخلُّفٌ ورجعيّة، والإسلام دين لا يصلح لهذا الزمان!!







﴿ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 47]، فيأتي من أبناء هذه الأمة ويا للأسف، من يتلقى ذلك التشكيك، وذاك الطعن، فيلوون أعناق النصوص لَيًّا، ويطعنون في دين الله طعنا، فانطبق عليهم قول الله جلاله: ﴿ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ﴾ [النساء: 46]، فيا ليتهم ارعوَوا وانتهَوا لقول الله سبحانه: ﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ [النساء: 46]. حتى لا ينطبق عليهم قول المنتقم الجبار جل جلاله: ﴿ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء: 46].







لا بد من إحسان الظن بجميع المسلمين، فإذا سمعنا من عدوّنا شيئا ضدَّ إخواننا المؤمنين، أو سمعنا إشاعةً من أقماع وأبواق السمّاعين، لا نسارع في تصديقها، ونغلِّب ظن الخير بالمؤمنين، ﴿لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ﴾ [النور: 12]، هذا إفك وكذب واضح لا يصدق.







والخبر السيِّءُ، والطعنُ والتشكيك في الإسلام، وأئمةِ الدين، وميراثِ خيار الأمة، هذا الطعن وذاك التشكيك؛ على المؤمنين عدم تناولِه بألسنتهم، أو إذاعته بين الناس، أو التكلم به في المجالس، بل يحكمون بأنه كذب وبهتان عظيم، كما قال سبحانه: ﴿ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ [النور: 16].







فبعض أبناء هذه الأمة وممن ينتسبون إليها، وقد يشار إليهم بالبنان، شككوا في بعض الأحكام الشرعية، وبعضهم شكّك في بعض العقائد التوحيدية، ثم ترقَّى بهم الأمر؛ بل تدنى أمرهم إلى أن طعنوا في صحيح البخاري ومسلم، وتفسير ابن كثير ومسند أحمد، وشرح النووي، وفتح الباري، وكتب ابن تيمية وابن القيم والذهبي، بل بعضهم أمر بسحبها من الأسواق، بل تجرأ بعضهم فحرق نسخا منها، وأمر بحرق جميع كتب المسلمين، وبعضهم استثنى من الحرق القرآن الكريم والصحيحين، وغالى بعضهم فقال: القرآن لا يصلح لهذا الزمان!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!!







والعجيب الغريب أن هؤلاء الشرذمة، لهم جوارح وحواس لكنها لا تنفعهم، فـ﴿ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [الأعراف: 179]، لهم قلوب لا يتفقهون بها فهم لا ينتفعون، ولا ينفعهم التفكير في الدنيا عند الله سبحانه وتعالى، يوم القيامة، ولهم أعين لا يبصرون بها الحقَّ ولا يريدونه، ولهم آذان لا يسمعون بها الحق، لذلك هؤلاء كالأنعام عندما تقرأ أنت عندها القرآن فهل تفقه أو تفهم أو تتدبر؟!







ألم يتفكروا في خلق الله! ألم يتدبروا في آيات الله! ﴿ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ [الحج: 46].







ومن صفاتهم؛ أنهم ذوو أجسامٍ وهيئات حسنة، وملابسَ جميلة، وذوو كلامٍ ساحر، يجذب المستمعين، يجلس أحدهم أمام الجمهور، كما قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ [المنافقون: 4].







هؤلاء الذين باعوا بلادهم وأوطانهم وأرضهم، بعد أن باعوا دينهم وعِرضهم، ليخدموا من كانوا هم سمَّاعون وأبواق وأقماع لهم، فخسروا دينهم ودنياهم.







﴿ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ﴾ [التوبة: 47]، هناك صنف آخر من السماعين لهم، وهم المخدوعون من بعض شباب هذه الأمة، فجعلوا آذانهم وأبصارهم أقماعا لأفكار الخوارج الذين يكفرون أمة الإسلام قاطبة دون استثناء في هذا الزمان، إلا نفرا يسيرا ممن بايعهم، وسايرهم على منهج التكفير، كما كفَّر أسلافُهم خيرَ المسلمين من الصحابة رضي الله عنهم وسائر التابعين، ولم يستثنوا من ذلك إلا نفرا يسيرا في زمانهم.







فمن هؤلاء الشباب من يقع فريسة لهذه الأفكار، فيجد لها في قلبه متسعا، فيتشبع بها، فينهمك في المتشابهات من النصوص والآيات، التي يفهم هو منها ردَّةَ المسلمين وتكفيرَهم، فيكفر المسلمين، ويلوي عنق النص الذي لا يوافق هواه، فانتهز غير المسلمين من الغرب والشرق هذه الأفكار، وغذَّوها في الليل والنهار، وخدعوا هؤلاء الشباب، واستدرجوهم، فكونوا منهم جيوشا -من حيث يعلمون أو لا يعمون؛ أنهم سمَّاعون لهم - كوَّنوا جيوشا من شباب المسلمين، لا يقتلون إلا المسلمين، الذين حكموا عليهم –حسب التغذية المستمرة، ومكرِ الليل والنهار - حكموا عليهم بالردة والكفر، فالدول الإسلامية تموج بالفتن وسفك الدماء، وغيرها آمنة مطمئنة، بل يهرب إليها المسلمون بحثا عن الأمن والأمان!!







يُبْحَث عن الأمن والأمان في غير دول المسلمين، فينطبق عليهم قوله صلى الله عليه وسلم: "يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَوْثَانِ، لَئِنْ أَنَا أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ"[1].



يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-01-2021, 05:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,459
الدولة : Egypt
افتراضي رد: (وفيكم سماعون لهم) والتحذير من الفكر المنحرف



ولنستمع - أيضا - إلى ما رواه ابن ماجه والإمام حمد، عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله تعالى عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ")، ("أَحْدَاثٌ")، =صغار السن= ("أَحِدَّاءُ، أَشِدَّاءُ، ذَلِقَةٌ أَلْسِنَتُهُمْ بِالْقُرْآنِ"). -(أحِدَّاء): أقوياء، سريعوا الغضب. (أشِدَّاء): غلاظ؛ لا يرحمون ضعيفا ولا امرأة ولا شيخا فانيا، ولا مستعطفا. (ذَلِقَةٌ) الذَّلِق: الفصيح البليغ.







("يَقْرَءُونَهُ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، ثُمَّ إِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّهُ يُؤْجَرُ قَاتِلُهُمْ") ("كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ")" -أَيْ: كلما ظَهَرَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ. [2]، اِسْتَحَقَّ أَنْ يُقْطَع، وَكَثِيرًا مَا يُقْطَعُ أَيْضًا، كَالْحَرُورِيَّةِ قَطَعَهُمْ عَلِيٌّ رضي الله عنه عندما ظهروا قطع شأفتهم.







قَالَ ابْنُ عُمَرَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "كُلَّمَا خَرَجَ قَرْنٌ قُطِعَ")، أَكْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّةً، ("حَتَّى يَخْرُجَ فِي عِرَاضِهِمُ الدَّجَّالُ")[3].







و - (عِرَاضِهِمُ) جَمْعُ عَرْض، بِمَعْنَى: الْجَيْش الْعَظِيم. [4]سيكونون من جيوش الدجال في آخر الزمان.



وفي رواية البخاري ومسلم و الإمام أحمد تبيِّن مكانهم الأول، الذي يحنون إليهم في كل وقت، عَنْ يُسَيْرِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: (دَخَلْتُ عَلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه فَقُلْتُ: هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي الْخَوَارِجِ شَيْئًا؟!) قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ (-وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْعِرَاقِ-)، وفي رواية: (وَأَشَارَ بِيَدِهِ نَحْوَ الْمَشْرِقِ.







("يَخْرُجُ مِنْ هَاهُنَا") ("قَوْمٌ مُحَلَّقَةٌ رُءُوسُهُمْ، يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ بِأَلْسِنَتِهِمْ")، ("لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ")، (يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ"). قُلْتُ: (فَهَلْ ذَكَرَ لَهُمْ عَلَامَةً؟!) قَالَ: (هَذَا مَا سَمِعْتُ، لَا أَزِيدُكَ عَلَيْهِ)[5].







إنهم الذين اعتدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بألسنتهم، فاتهموه عليه الصلاة والسلام بعدم التقوى وعدم العدل فقال قائلهم: (اتَّقِ اللَّهَ يَا مُحَمَّدُ). [6]، (يَا رَسُولَ اللَّهِ اعْدِلْ). [7]، يعني هو يظلم في نظره هو، فيريد منه العدل، وفي رواية: (مَا عَدَلْتَ). [8]، وكلها في صحيح البخاري، وفي رواية: (اعْدِلْ يَا مُحَمَّدُ فَإِنَّكَ لَمْ تَعْدِلْ)[9].







فمن كانت هذه صفته فحُقَّ أن يَصْدُقَ عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "... هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ وَالْخَلِيقَةِ، طُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَقَتَلُوهُ، يَدْعُونَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ وَلَيْسُوا مِنْهُ فِي شَيْءٍ، مَنْ قَاتَلَهُمْ كَانَ أَوْلَى بِاللَّهِ مِنْهُمْ"، قَالُوا: (يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا سِيمَاهُمْ؟!) - ما العلامة الدارجة عليهم؟ - قَالَ: "التَّحْلِيقُ"[10].







وفي راوية: قِيلَ: (مَا سِيمَاهُمْ؟) قَالَ: "سِيمَاهُمْ التَّحْلِيقُ -أَوْ قَالَ: التَّسْبِيدُ-". [11]، أي حلق الرأس، وقد قاتلهم علي رضي الله تعالى عنه ومن معه، وكلما ظهر منهم قرن قطع.







أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم.







الخطبة الآخرة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:



أخي في الدين! عرفنا المشكلة، وشخصنا المرض، فما هو الحل؟ ما هو العلاج؟ ما هو الدواء؟



أخي في الدين! لا تكن سماَّعا لمن هم سمَّاعون لهم، وكنُ ممن هداهم الله، ممن قال الله فيهم: ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18]، هم أولوا الألباب، أصحاب العقول المفكرة، ليس عقول مغيَّبة، يغيب عقل بعض الناس، فحسْب ما يأتيهم من أوامر ينفذ، وإن خالف الله وإن خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم.







أخي في دين الله! أنصحك وأنصح نفسي بأن نعتزل أيَّ جماعة، وأيَّ فرقةٍ أو حزب، يريد أن يفرق المسلمين، أو يدعو إلى استخدام العنف والشدة والقسوة، ولا يدعو ولا يحث على الرحمة والمودّة والمحبة، فهذه ليست صفاتِ الصحابة رضي الله عنهم، ولا صفات التابعين، ولا صفات السلف أجمعين رحمهم الله، ولا صفات المسلمين المخلصين حفظهم، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: ("ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرْ اللهُ لَكُمْ، وَيْلٌ لِأَقْمَاعِ الْقَوْلِ، وَيْلٌ لِلْمُصِرِّينَ؛ الَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ")[12].







رسول الله يأمرنا بذلك، (ارحموا ترحموا)، من أين تأتينا الرحمة إذا لم نرحم أنفسنا قبل غيرنا، إذا ما كانت رحمة بين المسلمين، فكيف تكون رحمة لغير المسلمين من خلق الله سبحانه وتعالى الذين تجوز لهم الرحمة، (ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر الله لكم) سامح إن حدث خطأ عليك، اغفر ارحم سامح اعفُ تكُن لك اليدُ العليا عند الله سبحانه وتعالى.







(ويل لأقماع القول)، فمن هم أقماع القول؟ -الأقماع جمع قُمع، وفي اللغة معروف، يوضع فيه الشيء يجمعه مرة واحدة، ويخرج منه شيئا فشيئا، وهؤلاء أقماع القول هم الذين يستمعون القول فلا يتعبون أحسنه، فأذنه كالقمع، تأخذ لكن لا يستجيب القلب لشيء، وخالف هؤلاء فصاروا أقماعا لغيرهم يستقبلون وتدخل على أفئدتهم ما يمليه السمَّاعون لهم.







كذلك هؤلاء من صفاتهم أنهم مصرون و(المصرُّون) أَيْ: على الذنوب، على مخالفة الله ورسوله، على مخالفة الصحابة والتابعين، العازمين على المداومة عليها[13].



(يُصِرُّونَ عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) أَيْ: يَعْلَمُونَ أَنَّ مَنْ تَابَ، تَابَ الله عَلَيْهِ ثُمَّ لَا يَسْتَغْفِرُونَ[14].







أخي المؤمن! وظِّف سمعك وبصرك وجميع جوارحك لطاعة الله، وكرر هذا الدعاء الرباني:



﴿ رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ [آل عمران: 193، 194].







ولْنكُنْ ممن قال الله فيهم: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة: 285].







اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، اللهم ارض عن الخلفاء الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وبقية العشرة وعن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وجميع الصحابة يا رب العالمين.







"اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا، وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا، وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ، وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا، وَتُبْ عَلَيْنَا، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ، وَاجْعَلْنَا شَاكِرِينَ لِنِعْمَتِكَ، مُثْنِينَ بِهَا، قَابِلِيهَا وَأَتِمَّهَا عَلَيْنَا".







اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنْ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مصائب الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا، وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا، وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا، وَلَا تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا، وَلَا مَبْلَغَ عِلْمِنَا، وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لَا يَرْحَمُنَا".







واحفظنا اللهم وأمَّتَنَا أجمعين؛ من كيد الكائدين، وحسد الحاسدين، وطعن الطاعنين.



وأقم الصلاة فـ ﴿... إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ [العنكبوت: 45].







[1] (خ) (3344).




[2] حاشية السندي على ابن ماجه (1/ 159).




[3] (حم) (20398)، (20464)، (جة) (174، 175)، وقال الأرناؤوط: إسناده قوي على شرط مسلم.




[4] حاشية السندي (1/ 159).




[5] (خ) 6535، (م) 1068، (حم) 16020، وقال الأرناءوط: صحيح.




[6] (خ) (3344).




[7] (خ) (3610).




[8] (خ) (4667).




[9] (جة) (172).




[10] (د) (4765).




[11] (خ) (7562).




[12] (خد) (380)، (حم) (6541)، صَحِيح الْجَامِع: (897)، الصَّحِيحَة: (482)، صَحِيح التَّرْغِيبِ والترهيب (2257).




[13] انظر فيض القدير (1/ 607).




[14] (فتح).







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 91.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 89.39 كيلو بايت... تم توفير 2.13 كيلو بايت...بمعدل (2.33%)]