غزل القلوب - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 109 - عددالزوار : 64022 )           »          مختارات من تفسير " من روائع البيان في سور القرآن" (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 207 - عددالزوار : 125040 )           »          حيـــــــــاة الســــــعداء (متجدد إن شاء الله) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 229 - عددالزوار : 146834 )           »          السَّدَاد فيما اتفقا عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 110 - عددالزوار : 25207 )           »          إعانة الفقيه بتيسير مسائل ابن قاسم وشروحه وحواشيه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 69 - عددالزوار : 24386 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4617 - عددالزوار : 1469741 )           »          (وَلَن تَرضى عَنكَ اليَهودُ وَلَا النَّصارى) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          من أعظم ما يُفسد العلاقة بين زوجين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          من فوائد غضِّ البصر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 25 )           »          من وسائل استشعار النعم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-12-2020, 09:27 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,495
الدولة : Egypt
افتراضي غزل القلوب

غزل القلوب



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
أما بعد :
فهذه رسالة ابعثها من قلب مشفق محب قد ملئ حزناً وكمداً أرسلها في موكب الأخوة الإيمانية المهيب تتقدمه عساكر النصيحة وحراس الفضيلة موشحين بأردية الإخلاص وأزر الصدق .
ابعثهم إلى قلبي المكلوم ، ليصلحوا ما فسد ويرمموا ما تصدع حتى يستقيم البنيان ويعلو صرح الإيمان .
ومن هنا تبدأ انطلاقة جيوش الإصلاح ودعاة الفلاح موفقة سديدة ، ومهتدية رشيدة يذعن لها الأحباب ، ويقر بحكمها أولوا الألباب .
لقد ساءني وآلم قلبي ما أراه من مصارع بعض الأصحاب وجراحات قلوبهم التي لا تزال تنزف لا أقول دماً . بل العلم والإيمان .
والذي كدر علي صفو فكري وأحزن قلبي أن أكثر هؤلاء الصرعى لا يعلمون بهذه الجراحات ، ولا يشعرون بتلك الكدمات .
فإن القلوب ضعيفة والفتن كبيرة وخطيرة والشياطين تعبث في الحصون المهدمة متنكرة في ثياب العلم والدين مع غفلة الحراس وطيش النفس .
وفي خضم هذه المشاهد المحزنة ، والمناظر المؤلمة ابعث كلماتي إليك أيها السلم ، وأيتها المسلمة مع نسائم الوحي الكريم : {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً}[الأحزاب:22]. أي : " لئلا يطمع أهل الخنى فيهن " قاله الشنقيطي .

فإن الكلمة ذات الرنين في نبرات قائلها ، أو رصف حروفها ، أو موطن سياقها تفتك في القلوب الممزقة وتنفذ إلى الحصون الخاوية بسبب الآفة التي نزلت بها فحرمتها الإيمان ومنعتها الهداية .

فكيف تقيك من برد خيام *** إذا كانت ممزقة الرواق
ومن هذه الآفات : ( غزل القلوب ) .
ليس كلامي مع فساق الجوارح الذين ماتت قلوبهم أو كادت ، ولكن حروفي المنتظمة في الطوابير المحتشدة تَهُبُّ أسرع من الريح إلى من عم الفسق الشهواني باطنهم لتدك عساكر الغزل وتفضح خبيئة العشاق تحت ستائر التدين .
فليس من المروءة أن يتخاطب الصنفان من الإناث والذكران بالكلمات رخوة الباطن لينة المغزى ، وإن كانت في ألفاظ محتشمة في ظاهرها لبقة في أسلوبها .
فإن تحت هذه الحشمة المصطنعة ( ثعبان غزل ) يدب مع رقة المعنى ، ولين الخطاب مهيجاً أمراض القلوب من الجانبين ويدرك هذا كل ذي عينين .
وهذا اللون من ( العشق الصامت ) لا يخفى على العبد إذا ضرب بمطرقة الزجر لتكبح النفس عن غيها ويزول معها تلبيس الشياطين .
وهذه الرغبة في الخلطة بين الصنفين ولو عبر قنوات التواصل وخلف شاشات الحاسوب مع قلة الداعي ووجود البديل ليشعر بوجود لون من غزل القلوب .
تأمل عبد الله - وتبعاً له أنت أمة الله – أنك تلمس في كثير من التعليقات والمشاركات والحوارات أنها تتخللها جمل أو كلمات لم تكتب بأصابع اليد بل بنبضات القلب .
هذا وأنت ( عابر سبيل ) فكيف بمن قلبه أو قلبها ( بيت القصيد ) .
و لا تستنكر هذا المعنى فقد قال بعضهم :
ولا ملقٍ لذي الودعات سوطى ... ألاعبه وريبته أريد
أي : " يصف عفته فيقول : لا ألقي سوطي بين يدي الصبي الذي في عنقه عوذٌ وتمائم لصغره ، ألاعبه في الظاهر ، وأضمر التودد إلى أمه " (شرح ديوان الحماسة : 1/122) .
فالقلب إذا مرض يصبح ثعلبان لا يهرول عبثاً بل يحصل على شهادة الثانوية والجامعية والعالمية . بل والأستاذية من مدرسة ( خطوات الشيطان ) .
ولا يخفى على الفطن اللبيب والعارف الأريب ما ثبت عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما ، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : " مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً هِيَ أضَرُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّساء " ( مُتَّفَقٌ عَلَيهِ ) .
فأُخَيّ الكريم انفذ بجلدك واسلم على قلبك ، وأختك المسلمة لن يضيعها الله سيرصد لها من يرشدها ويبين لها ويعلمها .
واحذر يوماً قال الله عنه : {يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ}[الطارق : 9] .
قال القرطبي : " قيل : . . . أي تخرج مخبآتها وتظهر "(20/8) .
وقال السعدي – رحمه الله - : " ففي الدنيا، تنكتم كثير من الأمور، ولا تظهر عيانًا للناس، وأما في القيامة، فيظهر بر الأبرار، وفجور الفجار، وتصير الأمور علانية " .
كررها أكثر من مرة تجويداً – حدراً وتدويراً وترتيلاً – أخرج حروفها من شغاف القلب وتأملها حتى تنال بركتها موعظة وذكرى لأولي الألباب .
و : { سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى }[الأعلى : 10]

بقلم الشيخ
ابو زيد العتيبي







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 61.21 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 59.50 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]