بين ورَقتَي تقويم - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-(سؤال وجواب) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 65 - عددالزوار : 52063 )           »          الحرص على الائتلاف والجماعة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          شرح كتاب الصلاة من مختصر صحيح مسلم للإمام المنذري (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 80 - عددالزوار : 45842 )           »          الدِّين الإبراهيمي بين الحقيقة والضلال (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 196 - عددالزوار : 64230 )           »          فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 374 - عددالزوار : 155272 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 28 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 31 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18-12-2020, 09:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,565
الدولة : Egypt
افتراضي بين ورَقتَي تقويم

بين ورَقتَي تقويم



إن نَزْعَ آخرَ ورقةٍ في التقويم، ووضعَ تقويمٍ جديد عددُ ورقاته 360 ورقة لها دلالات كثيرة.. إنه يعني نهاية عامٍ وبداية آخر.. وصفحات من الزمن طُوِيت ولن تعود!
وهذا قدْرٌ مشترك، لا بد منه لكلِّ من فسح الله في أجله، لكن الشأن في أثر هذا الهدم الذي نشاهده لأعمارنا، ونعيشه لأنفاسنا، فإن كلَّ يوم ندركه -وإن كان ظاهره زيادةً في العمر- إلا أنه مِن جهة أخرى نقصٌ من حياتنا، واقتراب من ساعة الصفر: الموت!
تمتلئ الأوراقُ الثبوتية بمثل هذه العبارة: في يوم .... من عام ..... ولد (فلان) وفي يوم .... مات (فلان)، وتناقل الناسُ في مجالسهم: (مات الرجل العادي).
يُقَدَّرُ لك أن تجلس مع شخصين، وُلِدا في شهر واحد، وربما في يوم واحد، وعاشا في بيئة واحدة، وظروف متشابهة، ولكنك تجد بينهما بَوناً شاسعاً في التحصيل والأثر على نفسَيهما، والتأثير على من حولهما، أحدهما يَصدُق عليه وصف (الرجل العادي)، فما السبب؟
من البدهي أن يقال: إن اليوم الذي يعيشه كل فردٍ منا عددُ ساعاته واحد، فلا يوجد أحدٌ يومه وليلته أكثر من أربعٍ وعشرين ساعة، لكن الفرق هو في استثمارها، والإفادة منها.
إنك حين تقرأ قوله تعالى في توبيخ الكفار: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّر﴾[فاطر: 37]؛ لتلمس فيه التقريع بعدم اغتنام الحياة، ولهذا يقول الواحد من هؤلاء -عند معاينة مقدمات الموت-: ﴿رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ﴾، فهي رغبة في إعطاء فرصة زمنية جديدة للاستدراك، ولكن هيهات: ﴿كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون﴾[المؤمنون: 99، 100].
بل إن في قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه...)) الحديث([1]) ما يدلُّ على هذا المعنى بوضوح.. فالعمر يفنى، لكن الشأن فيم فني؟
إن من المهم لمن أراد أن يغتنم ساعاتِ عمره، وأيامَ حياته، فيما يعود عليه بالنفع؛ أن يخطط لذلك تخطيطاً جيداً، وإن من أهم ما يعين على اغتنام الأوقات واستثمارها..ما يلي:
1) ضع لك هدفاً كبيراً في حياتك، يشبه أن يكون عنوان الكتاب، كأنك تنظر إليه كلما جدّت عليك صوارف تصرفك عنه.
2) ضع أهدافاً أصغر تُعِين على تحقيق الهدف الكبير، وتكون الأهداف الصغرى بمثابة الوسائل لتحقيق الهدف الكبير.
3) من المهم تحديد مدة زمنية مناسبة لتحقيق كل هدف من هذه الأهداف، فإن العمل الذي لا يمكن قياسه -بوضع معايير معتبرة عند أهل التخصص، بحيث يُتحاكم إليها- العمل الذي هذا شأنه؛ لا يمكن تقويمه أو تقييمه.
4) لا تبالغ في أهدافك، ولا تجعلها هزيلة أو ضعيفة، بل كن مراعياً في ذلك لهمَّتك، والإمكانات المتاحة حالياً، أو التي يمكن توفيرها مستقبلاً بإذن الله.
5) راجع أهدافك كل فترة؛ لتنظر فيما تم وما تأخر إنجازُه، وتبحث سببَ التأخر.
6) قبل ذلك وأثناءه وبعده: لا تغفل عن كثرة دعاء الله بالتوفيق، والتعلق به سبحانه، والتبرؤ من الحول والقوة إلا من حوله وقوته، فإن أعظم التوفيق ألا يَكِلك الله إلى نفسك طرفة عين، والخذلانُ والعجز أن تُوْكَل إلى نفسك وقدراتك.


وعليه، فاحذر من ترديد عبارات بعض الناس الذين يُفرِطون في الحديث عن الثقة في النفس، بل اعرف قدراتك، واحذر من الثقة في نفسك.
والأمثلة التي يمكن ضربها في هذا المقام لا يمكن حصرُها، والموفَّق من استعان بالله، واستشار، ثم انطلق: ﴿فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِي ن﴾[آل عمران: 159].
أسأل الله تعالى أن يستعملنا في طاعته، وأن يجعلنا ممن طال عمرُه وحسن عملُه.


ـــــــــــــــ ـــــــــــــ
([1]) رواه الترمذي ح(2417) وصححه.

* للدكتور/ عمر بن عبد الله المقبل






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 49.14 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 47.44 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]