كان بجوار بيتنا - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         فتح العليم العلام الجامع لتفسير ابن تيمية الإمام علم الأعلام وشيخ الإسلام (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 371 - عددالزوار : 155213 )           »          6 مميزات جديدة فى تطبيق الهاتف الخاص بنظام iOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          إيه الفرق؟.. تعرف على أبرز الاختلافات بين هاتف iPhone 12 و Google Pixel 9 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          برنامج الدردشة Gemini متاح الآن على Gmail لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          كيفية حذف صفحة Word فى 3 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          خطوات.. كيفية إعادة ترتيب الأزرار وتغيير حجمها في مركز التحكم بـiOS 18 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          يوتيوب يقدم الآن رموز qr لمشاركة القنوات.. كيف تحصل عليه (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          تعملها إزاى؟.. كيفية إضافة صفحات متعددة إلى مركز التحكم بأيفون (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          كيف تضاعف المسافة فى صفحة Word فى 4 خطوات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          اختصار جديد بواتساب يضع علامة على الكل كـ"مقروء" لمستخدمى أندرويد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-12-2020, 08:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,549
الدولة : Egypt
افتراضي كان بجوار بيتنا

كان بجوار بيتنا


حسام العيسوي إبراهيم



فُوجئت صباحًا بأن فُلانًا جارنا قد مات، تأثَّرْتُ كثيرًا بموته؛ فهو رجل كان في الدنيا كأنَّه غريب أو عابر سبيل، عاش حياته كُلَّها بسيطًا، لا يعرف إلاَّ عمله وبيته، حتى إننا لم نسمع صوته في يوم من الأيام، ولكن ما جال في خاطري في هذا الوقت هو أنَّ ملَكَ الموت كان بجِوَارنا، كان قريبًا منَّا، ليس بينه وبيننا إلاَّ بيتٌ واحد، كان ملَكُ الموت بجوار بيتنا، جلس في شارعنا مُدَّة بسيطة لِقَبْض روح جارنا، فهو قريب جدًّا، لم يكن بيننا وبينه مسافات بعيدة، ولا أوقات طويلة.

هذه فعلاً موعظة بالغة لمن يعتبر، ورقيقة حيَّة لمن يتَّعظ، قد يكون ملك الموت بجوارك، قد يكون في بيتك لقبض روح أحَدِ سُكَّان البيت من أب عزيز، أو أُم غالية، أو أخٍ حبيب، ولكن غدًا سيأتي لقبض روحي أنا، نعم أنا، سيأتي يومًا لي شخصيًّا بميعاد محدَّد، وميقات معلوم، لا يُخْطِئ طريقه، فهو يعلم إلى مَن يذهب، ولكن السؤال: متى يأتي هذا اليوم؟ هل في هذه الساعة التي أكتب فيها؟ أم في ساعة أخرى، قد أكون فيها آكلاً أو شاربًا، قد أكون في عملي أو في وسيلة أركبها، قد أكون في بيت الله أو في الشارع أو في مَسْكني، قد أكون ذاكرًا، أو أكون عاصيًا، قد أكون صائمًا أو أكون مفطرًا، قد أكون نائمًا أو أكون مستيقظًا؟ فما عليَّ إلا أن أستعِدَّ لهذا اليوم، فقد أنذَرَني ملَكُ الموت أكثر من مرة، فهو لا يأتي لقبض روح مَن كتب عليه الموت فقط، ولكنه جاء مُذَكِّرًا واعظًا لمن حضر هذه المواقف.

إننا مهما طال عمرنا، ومكَثْنا في هذه الحياة، فنحن راجعون إلى الله، تُقْبَض أرواحنا، ونعيش سكرات الموت، وندخل القبر، ويسألنا الملَكان، ونحن سائرون إلى مقعد في الجنة، أو إلى مقعد في النار، ألا يستحقُّ هذا الموقف الاتِّعاظ والاعتبار؟! والله لو تذكَّره كلُّ حي لما رأينا هذه الحروب، ولا هذه المنافسات التي تحدث أمام أعيننا، ولم يحدث ظُلْم من الإنسان لأخيه الإنسان، ولم يسلب أحدٌ حقَّ أخيه في الحياة، ولانْتَشَرت قِيَم الحُبِّ والرحمة والمساواة بين الإنسان وأخيه الإنسان، فنحن إن لم نتساوَ في الدنيا فحتمًا سنتساوى في الآخرة.

هذا ما جال في خاطري أوَّلاً.

أمَّا الشيء الآخر الذي جال في خاطري، هذه المفارقة الخطيرة التي تحدث لأهل الميِّت بعد موته، فهم قبل الموت تراهم في حالة يُرْثَى لها؛ بكاء، وصريخ، فهُم قد فارقوا إنسانًا عزيزًا قد يكون أبًا كريمًا، أو أُمًّا غالية، أو أخًا حبيبًا، أو زوجًا، أو زوجةً، ولكن بعد مُضِيِّ القليل تنقضي هذه الحال، وتعود الأوضاع كما كانتْ.

نعم هذه مِن رحمة الله أن ينسى الإنسانُ؛ حتى يستطيع أن يعيش في هذه الحياة، ولكنِّي أتأثَّر كثيرًا، وأسأل نفسي: أليس هذا هو الأب الذي ضحَّى وتعب؟! أليست هذه هي الأُمَّ التي ربَّت وسهرت؟! أليست هي الزوجة التي قضينا معًا أجمل لحظات الحياة؟! وهذا مما يعطيني يقينًا أنَّ الإنسان ليس له إلاَّ الله - تبارك وتعالى - فهو أفضل من الأم والأب والأخ، والزوج والزوجة، فمهما طالت مُدَّة الإنسان أو قصرت، ومهما قضى الإنسان حياته طولاً وعرضًا، فليس له إلاَّ الله - تبارك وتعالى - فهيا بنا نحسن في هذه الحياة، حتى نتشوَّق إلى لقاء الله، ويرضى اللهُ عنَّا، ونرضى عن الله - تبارك وتعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ﴾ [البينة: 7 - 8].


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 47.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.29 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.48%)]