|
ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() لكم الله يا أهل بورما الرهواني محمد الخطبة الأولى يقول الرب العظيم في سورة البروج: ﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ ﴾ [البروج: 4 - 7]. هذا خبر يدل على شناعة الذنب الذي يُثير غضب الحليم ونقمته على قوم جبابرة طغاة مستهترين بحق الإنسان في التمتع بدينه الحق، وقد عُرفوا بأصحاب الأخدود، لأنهم شقوا خندقاً مستطيلاً في الأرض فأضرموا النار فيه، ثم أحضروا المؤمنين بالله وطلبوا منهم ترك دينهم والدخول في الديانة اليهودية المُنحرفة التي كان عليها ملكهم، وكان مصير من يرفض أن يُلقى في النار وهو حي، فكانوا لعنهم الله يتلذذون من تعذيب أولئك المؤمنين المستضعفين الذين لم يكن لهم ذنب سوى الإيمان بالله، قال ربنا: ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [البروج: 8، 9]. وإن هذا الحدث ليتكرر من جديد أمام أعيننا اليوم، يتكرر بقسوته وضراوته وشدته ومرارته، وكأن هذه الآيات من سورة البروج ما نزلت إلا لتوافق هذا الزمان. فهنالك في جنوب شرق آسيا، كانت دولة مستقلة تسمى أراكان بها ثُلة من المسلمين يعيشون آمنين مطمئنين يعبدون الله ويوحدونه. فحقد عليهم البوذيون فحاربوهم وقتلوهم وفعلوا بهم الأفاعيل وضموا أراكان لبورما وغيروا اسمها لميانمار، وتتكرر الآية: ﴿ وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [البروج: 8].. فتصبح أراكان المسلمة جزءًا من بورما البوذية، التي تُرتكب فيها اليوم أكبر جريمة، ترتكبها وتنفذها جماعات بوذية متطرفة، تحت سمع وبصر الحكومة وبمباركة الجيش والشرطة، والعالم كله يقف أمام هولها مُتفرجا ساكتا، لا يعترض ولا يستنكر ولا يندد، ولا يحاول ولا يسعى لحماية الضحايا رغم أنهم يُستأصلون ويُذبحون ويُقَتَّلون، بل اكتفى برصد الجريمة وتوثيقها وتعداد ضحاياها، وتحديد زمانها ومكانها. وأمام هذا الوضع اتخذ البوذيون قرارهم بتصفية المسلمين والتخلص منهم، وكأن المسلمين شرٌ أو وباء، فشُقَّت الأخاديد، وأُضرمت فيها النيران بمسؤولية الحكومة، وحُرقت البيوت على الرجال والنساء، وحرق الأطفال والتلاميذ في مدارسهم، وشُرد السكان من مناطقهم، وأُخليت المدن والتجمعات منهم، وكأن هؤلاء المسلمين ليسوا شركاء في الأرض، أو كأنهم ليس لهم الحق في العيش شأنُهم شأنَ بقية الآدميين. إنهم البوذيون وتلك إرادتهم الحاقدة العمياء المتعصبة، السوداء المُقيتة، لها من يعينها ومعها من يساندها ويتآمر معها، قرروا القتل البغيض، والتصفية الجسدية الحاقدة، مُنفسين عن أحقادٍ دفينة وأماني قديمة. وهذا هو دأب وديدن الحاقدين على الإسلام في كل زمان ومكان.. فحدث ولا حرج عن قتلٍ وتشريدٍ وتعذيبٍ وانتهاكِ الأعراض وإحراقِ الأجساد. حدث ولا حرج عن استغاثة مسلمي بورما من تحت الأنقاض، ومِن داخل المسالخ والمذابح، ومِن بين الأخاديد المُشتعلة والأزقة المهجورة، وبقايا البيوت المُخربة، ومن بين أصوات الرصاص ووقع الفؤوس وضربات السكاكين والسيوف. حدث ولا حرج عن حرق رجالهم ونسائهم وأطفالهم وهم أحياء، وعن حرق بيوتهم، ونهب ممتلكاتهم وحاجياتهم البسيطة، فلا شئ من آثارهم قد سَلم، ولا بيتا من بيوتهم قد بقي، كل شيء قد نُسف ودُمرَ بحقدٍ ولُؤمٍ لا يعرفه الإنسان، وكُرهٍ وعُنفٍ لا يملكه حتى الحيوان. حدث ولا حرج عن أحياء بورما التي يُشنق فيها أطفال المسلمين، فتَلتفُ على أعناقهم الصغيرة حبالٌ خشنة مفتولةٌ بالحقد والشر تخنق أنفاسهم، فلا ترى إلا أجسادا بريئةً معلقة على الأعمدة والنوافذ، أو متدليةً من السقوف قد حُرمت من الحياة. حدث ولا حرج عن أطفال أبرياء حُرموا من طفولةٍ طاهرةٍ بريئة، لا تحمل الحقد ولا الكره، ولا تعرف الشر ولا الضرر، أطفال أبرياء قُطعت أوصالُهم، واستُأصلت أعضاءُهم، ومُزقت أجسامُهم تمزيقا، رغم أنهم أطفالٌ صغار ولا يعرفون من الحياة شيء. حدث ولا حرج عن فتيات صغيرات ونساء بل عجائز تنتهك أعراضهن، وهن يصرخن على فراش الهتك قبل القتل، أيا أيها المسلمون أنقذونا، أغيثونا. حدث ولا حرج عن الحصار المضروب على أحياء المسلمين حتى بات مصير الأمهات والأطفال إما الموتُ جوعا أو القتلُ بالرصاص لكل من خرج من بيته. حدث ولا حرج عن المساجد والمدارس التي تُهدم وتُنسف.. وعن الدعاة وحفظة القرآن الذين يُذبحون ويُحرقون. حدث ولا حرج عن الفارين إلى دول الجوار لكنهم يموتون في الطريق من الجوع والتعب والإرهاق والألغام المدفونة. حدث ولا حرج عن اللاجئين في معسكراتٍ لا طعامَ فيها ولا شرابَ ولا مأوى ولا دواء ولا كِساء. حدث عن هذا وغيرُه كثير. حدث ولا حرج عن البوذيين وأذنابُهم حين يفرحون بما يرتكبون، ويَطرَبُون لما يسمعون، ولا يأبهون ولا يخافون ولا يظنون أن يثور أو ينهض لنجدة المسلمين معتصم، فقد أيقنوا أن معتصم هذا الزمان، قد أصابه النعاس أو نال منه التعب فخَلد إلى النوم، فأوغلوا في القتل وبالغوا في التعذيب والقتل والتطهير. وخلاصة الحديث.. فمهما كان الحديث، فحال إخواننا في بورما أشد وأبشع، حالهم تتقطع لها القلوب وتبكي لها العيون. الخطبة الثانية تلكم هي بعضٌ من المآسي التي يئن تحت وطأتها إخواننا في العقيدة في منطقة أراكان بدولة بورما. ولكن للأسف الشديد، فمع كل هذه الأحداث المُؤلمة والإجرام البشع لا نكاد نرى من إعلامنا الهائل، لا العربي ولا الإسلامي، الاهتمام بسَرد ما يقع للمسلمين هناك، أو تفعيل قضيتهم، اللهم إلا البعض من هذه الوسائل التي تُمرر على استحياءٍ الخبر سريعا، وكأن أمر مسلمي بورما لا يعنيها. وأنا أسألكم.. لو كان هؤلاء الذين يُمارس عليهم ذلك القتل والدمار والتشريد، لو كانوا نصارى أو يهود، أتظنون هل سيسكت أعضاء مجلس الأمم المتحدة؟ هل ستسكت أمريكا؟ هل ستسكت أوروبا.. روسيا؟ هل سيسكت الفاتكان؟ هل سيسكتون إذا رأوا نصرانيا أو يهوديا أو حتى مجوسيا يُذبح أو يُقتل؟ هل سيسكتون؟؟ لا والله لن يسكتوا، وقد وقعت بعض الحوادث عندهم ولم يسكتوا. توعدوا وهددوا وأقاموا الدنيا.. بل من المسلمين من ندد واستنكر. ولكنه الصمت، صمت القبور عندما يتعلق الأمر بمواطنين في بورما أو فلسطين أو سوريا أو العراق، مواطنون يتم تشريدهم وتهجيرهم من أرضهم واغتصاب نسائهم وترويع أطفالهم، لا لشيء ولا لذنب اقترفوه، إلا أنهم مسلمون.. والمسلمون في هذا الزمن، زمنِ الفتن أصبحوا لا بواكي لهم. وأخيرا وليس آخرا، فنحن لا نملك من الوسائل لنصرتهم ألا الدعاء بأن يفرج الله عنهم كربهم، وينصرهم على عدوهم، فلا نبخل عليهم من هذه الوسيلة العظيمة، رغم استهزاء البعض من الدعاء. أتهزأ بالدعاء وتزدريه ![]() وما تدري ما فعل الدعاء ![]() سهام الليل لا تخطي ولكن ![]() لها أمد وللأمد انقضاء
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |