خطبة عيد الأضحى عام 1438هـ (وحدة العيد) - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحاجة إلى القرآن لتحديد الصلة بين الدين والعلم بدران بن لحسن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          ما أصول التكريم السبعة للإنسان الأول آدم عليه السلام ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 10 )           »          متى يكرهك الطفل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          كتاب “حضارة الإسلام” .. تشريح لروح الحضارة بعيون غربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 4 )           »          3 ألعاب لتعزيز تعليم القراءة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          بيان فضل علم النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 7 )           »          نقد المنهج المعاصر في تضعيف الأحاديث الصحيحة: دراسة في مظاهر الخلل المنهجي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 5 )           »          ذكر الله سبب من أسباب مغفرة الله لك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          النهي عن إنزال الحاجة بالناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 6 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 473 - عددالزوار : 157620 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-12-2020, 06:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,222
الدولة : Egypt
افتراضي خطبة عيد الأضحى عام 1438هـ (وحدة العيد)

خطبة عيد الأضحى عام 1438هـ (وحدة العيد)
د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم





الحمد لله ذي الحكمة البالغة، جاد على الخلق بالنعم السابغة، وأظهر الحق بالحجج الدامغة؛ فبلغ دينه من الحسن مبلغه، ومن الكمال أسبغه. والصلاة والسلام الأتمان على من بعثه للعالمين رحمة مهداة ونعمة مسداة؛ محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد. الله أكبر ما أهل حاج وكبّر، الله أكبر ما أهدى مهدٍ وأشعر، الله أكبر ما أريق يوم المنحر، الله أكبر ما دعا داعٍ وأكثر، الله أكبر ما تلا تالٍ وحبَّر، الله أكبر ما أبلى مجاهد وغبّر، الله أكبر ما رق خاشع وأعبر، الله أكبر ما همى وابل وأمطر، الله أكبر ما سبّح ملَك وسطّر، الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.

أيها المؤمنون والمؤمنات!
إن من أجلى مظاهر العيد الدالة على أجل مقاصده إظهارَ لحمة الأمة المسلمة، وتذكيرها بالألفة التي أمر الله - سبحانه - بها، وأبدى فيها وأعاد، وجعلها محوراً تنسج على منواله التكاليف الشرعية؛ كي تبقى حافظة له وراعية. كما قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ ﴾ [المؤمنون: 52]، وقال جل وعز: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103]. ورقَب هذا المعنى في أدق التكاليف التي بلغت حد تحريم البيع على بيع أخيه، والخطبة على خطبته، وتحريم تناجي الاثنين دون الثالث؛ كي لا يحزن!

كيف ومقومات ائتلاف المسلمين ووفاقهم مدركة بالفطرة والبديهة ونصوص الوحيين القطعية ! أليس ربهم واحداً؟ ودينهم واحداً؟ ونبيهم واحداً، وكتابهم واحداً؟ ونسكهم واحداً؟ وقبلتهم واحدة؟ وغايتهم الأخروية واحدة؟ فما بالهم إذاً يتفرقون؟! ويتقاطعون؟! ويعتدي بعضهم على بعض؟! ويبخس بعضهم حق بعض؟!
بحثت عن الأديان في الأرض كلها
وجبتُ بلاد الله غرباً ومشرقا

فلم أر كالإسلام أدعى لألفة
ولا مثل أهله أشدَّ تفرقا


إن مرد ذلك إلى تركهم ما أمر الله، وتزداد النفرة وتعظم القطعية ويفدح الاعتداء بقدر ما تركوا من أمر الله، كما قال تعالى: ﴿ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ [المائدة: 14].
إذا أدركنا هذه الحقيقة، وتشربتها نفوسنا؛ تفتحت بصائرنا للسبب الذين وصلت به الأمة إلى ما وصلت إليه من هذا التشرذم والاستضعاف والهوان، وسمت نفوسنا لاستصلاح الحال، والتماس معونة الله في التغيير الإلهي المقرون بتغيير النفوس؛ ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

أيها المسلمون والمسلمات!
وحين نمعن في دركات نسياننا لما ذُكرنا به من أوامر ربنا؛ نجد أن ثمة أموراً تكثر المخالفة فيها، ويظهر أثر ذلك الزلل جلياً في الفرقة وفشو البغضاء بيننا. ومن أبرز هذه الأسباب: التعلق بالدنيا، وقصر الهم عليها، وجعلها أكبر الهمّ. وهذا ما خوّف النبي صلى الله عليه وسلم به صحابته الكرام وحذّرهم منه وأشفق عليهم به. قدم أبو عبيدة بن الجراح - رضي الله عنه - بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافت صلاة الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما صلى بهم الفجر انصرف، فتعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، وقال: «أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء؟»، قالوا: أجل يا رسول الله، قال: «فأبشروا وأملوا ما يسركم؛ فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم » رواه البخاري ومسلم. والتاريخ والواقع شاهدان على مصداق ما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. وترك شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وضعف الاحتساب وإضعافه من أسباب هوان الأمة وفرقتها؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن أول ما دخل النقص في بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجل فيقول: يا هذا اتق الله، ودع ما تصنع؛ فإنه لا يحل لك، ثم يلقاه من الغد وهو على حاله، فلا يمنعه ذلك من أن يكون أكيله وشريبه وقعيده، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض "، ثم قال: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ *كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ * تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ ﴾ [المائدة: 78 - 80] إلى قوله: ﴿ فَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 81]، ثم قال: " كلا والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطرا، ولتقصرنه على الحق قصرا؛ أو ليضرين الله بقلوب بعضكم على بعض، ثم ليلعنكم كما لعنهم " رواه أبو داود والترمذي وحسنه. والتحريش سلاح شيطاني فاتك يفضي إلى البغضاء. وأبرز ما يكون فيه، ويبعث عليه، ويصطنعه أعداء الأمة أو يستغلونه ثلاث؛ الكلمة الخشنة، وسوء الظن، والغيبة، وكل ذلك مما نهى عنه في قوله: ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الإسراء: 53]، وقوله: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ﴾ [الحجرات: 12]، وقوله: ﴿ وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ [الحجرات: 12]. والبدع والأهواء تشظّي وحدة الأمة، وتزرع فيها الفرقة والبغضاء، قال أبو العالية: " إياكم وهذه الأهواء؛ فإنها توقع العداوة والبغضاء بينكم ". ووصف كعب بن مالك - رضي الله عنه - حال قتلة عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، وهم أول من أحدث الأهواء في الأمة:
فكفّ يديه ثم أغلق بابه
وأيقن أن الله ليس بغافل

وقال لأهل الدار: لا تقتلوهمُ
عفا الله عن كل امرئ لم يقاتل

فكيف رأيتَ الله صبّ عليهم ال
عداوة والبغضاء بعد التواصل

وكيف رأيت الخير أدبر بعده
عن الناس إدبار النعام الجوافل

وبإدراك سبب الداء يعلم ناجع الدواء؛ إذ الأدواء تعالج بمعالجة سبب الداء.

الخطبة الثانية
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
عباد الله!
إن يومكم هذا هو يوم الحج الأكبر، وهو عيد الأضحى والنحر، وإن من أعظم ما يؤدى في هذا اليوم الأضحيةَ الشرعية التي ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحبَّ إلى الله من إراقة دم، وإن للمضحي بكل شعرة وبكل صوفة حسنة، وهي سنة أبينا إبراهيم المؤكدة، ويكره تركها لمن قدر عليها، وذبحها أفضل من التصدق بثمنها. وتجزئ الشاة عن واحد، والبدنة والبقرة عن سبعة.

والانفراد بالشاة أفضل من سبع البقرة والبدنة. ثم اعلموا أن للأضحية شروطاً ثلاثة:
الأول: أن تبلغ السن المعتبر شرعاً، وهو خمس سنين للإبل، وسنتان للبقر، وسنة كاملة للمعز، وستة أشهر للضأن.

والشرط الثاني: أن تكون سالمة من العيوب التي نهى عنها الشرع، وهي أربعة عيوب: العرجاء التي لا تعانق الصحيحة في الممشى، والمريضة البين مرضها، والعوراء البين عورها، والعجفاء، وهي الهزيلة التي لا مخ فيها. وكلما كانت أكملَ في ذاتها وصفاتها فهي أفضل.

والشرط الثالث: أن تقع الأضحية في الوقت المحدد شرعاً والذي يبدأ من الفراغ من صلاة العيد وينتهي بغروب شمس اليوم الثالث بعد العيد؛ فصارت الأيام أربعة. ومن كان منكم يحسن الذبح فليذبح أضحيته بنفسه، ومن كان لا يحسن فليوكل من يذبحها عنه ممن يحسنه ولو بأجر، لكن لا يكون ذلك الأجر من الأضحية، وليرفقِ الجميع بالبهيمة، وليرح أحدكم ذبيحته وليحدَّ شفرته لا أمامها؛ فإن الله قد كتب الإحسان على كل شيء، ويوجهها للقبلة عند الذبح، ويسمي قائلاً: بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، اللهم هذا عن فلان أو فلانة، ويسمي صاحبها. والأفضل أن يهدي منها ويتصدق ويَطعم، إن فعل واحدة منه جاز. هذا، ويستحب إظهار الفرح والسرور في هذا اليوم بما لا يُتجاوز فيه حد المشروع، وأن توصل الأرحام، ويعفى عن المظالم، وأن يوسع على العيال.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 56.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 55.03 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]