من أخلاق القرآن: العدل والإنصاف - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري .....متجدد (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1174 - عددالزوار : 131433 )           »          3 مراحل لانفصام الشخصية وأهم أعراضها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 27 )           »          متلازمة الشاشات الإلكترونية: كل ما تود معرفته (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          ما هي أسباب التعرق الزائد؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          أضرار الوجبات السريعة على الأطفال: عواقب يُمكنك تجنبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 19 )           »          الوقاية من القمل بالقرنفل: أهم الخطوات والنصائح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 20 )           »          علاج جفاف المهبل: حلول طبيّة وطبيعية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 26 )           »          الوقاية من القمل في المدارس: دليل شامل للأهل والمعلم! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          الوقاية من التهاب الكبد: 9 خطوات بسيطة لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          الوقاية من الجلطات: دليلك الشامل لصحة أفضل! (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصوتيات والمرئيات والبرامج > ملتقى الصوتيات والاناشيد الاسلامية > ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الخطب والمحاضرات والكتب الاسلامية ملتقى يختص بعرض الخطب والمحاضرات الاسلامية والكتب الالكترونية المنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 18-11-2020, 01:40 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي من أخلاق القرآن: العدل والإنصاف

من أخلاق القرآن: العدل والإنصاف
الشيخ محمد جمعة الحلبوسي





نقف اليوم مع خلق من أخلاق القرآن الكريم، هذا الخلق هو عامل أساسي في استقرار المجتمعات، هذا الخلق به تنتزع صفات الحقد والكراهية والحسد من القلوب، وبه تسود علاقات المحبة والاحترام والأخوة لدى المسلمين، بل بهذا الخلق يأمن الناس على نفسه وماله وعرضه.

هذا الخلق أصبح ضائعاً لدى الكثير من المسلمين في دنيا اليوم، وإن ما نسمع ونرى من الخلافات التي تجري في هذه الأيام بين الرجل وزوجته، وبين الأب وأولاده، وبين الأخ وإخوانه، وبين الجيران، وبين أهل التجارات وأهل الصناعات، بين أهل الوظائف والمناصب، فالسبب يعود إلى غياب هذا الخلق العظيم.

هذا الخلق تحدث عنه القرآن الكريم، وتحدثت عن السنة النبوية، وترجمه الصحابة والتابعون في واقع حياتهم، هذا الخلق هو خلق العدل والإنصاف، فالإنصاف هو العدل، والعدل هو الإنصاف.
ولو طفت في بحار القرآن التي لا ساحل لها ستجد أن الله تعالى تحدث عن هذا الخلق، وحث الأمة على التمسك لما فيه من السعادة والخير في الدنيا والآخرة، فقال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].

يقول سيدنا الحسن البصري (رحمه الله) عن هذه الآية: "إِنَّ اللَّهَ جَمَعَ لَكُمُ الْخَيْرَ كُلَّهُ وَالشَّرَّ كُلَّهُ فِي آيَةٍ وَاحِدَةٍ، فَوَاللَّهِ مَا تَرَكَ الْعَدْلُ وَالإِحْسَانُ شَيْئًا مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلا جَمَعَهُ، وَلا تَرَكَ الْفَحْشَاءُ وَالْمُنْكَرُ وَالْبَغْيُ مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ شَيْئًا إِلا جَمَعَهُ ". حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (2/ 158).

فأين الأمة من هذا الخلق العظيم؟
ويقول الله في آية أخرى: ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾ [الأنعام: 152].
أي إذا تكلمت أيها المسلم فتكلم بإنصاف، وإذا حكمت فاحكم بالعدل، ولا تجعل العداوة والبغضاء تدفعك إلى ظلم أخيك، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
ويقول الله في آية أخرى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ﴾ [المائدة: 8].

يعني يا مؤمن لا تنتصر لنفسك، ولا لعشيرتك، ولا لحزبك، ولا تنتصر لجماعتك، ولا لشهواتك، ولا تنتصر لجماعتك، بل لله: ﴿ كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ ﴾ [المائدة: 8] كن منصفاً وقل الحق ولو على نفسك.
لكن مع الأسف الشديد تجد الكثير من المصلين الملتزمين بالمساجد إذا حكم على بعض الناس لا يحكم إلا بالظلم والإجحاف، بل كم من الناس من تقدم له الخير، وتصنع له معروفاً، وتمشي معه في قضاء حوائجه، ولكنك إن أخطأت معه مرة أو اعتذرت له عن أمر ما، فإنه سينسف كل معروفك وكل حسناتك وكل ما قدمته له، وراح يشهر بخطئك أمام الناس، أي ظلم هذا؟!

اسمع إلى الإمام الشعبي (رحمه الله) ماذا يقول، وكأنه قد عرف الناس واختبرهم، فعرف معادنهم وحقيقتهم، قال: (والله لو أصبت تسعاً وتسعين مرة وأخطأت مرة واحدة لعدوا عليَّ خطئي) ينسون تلك المحاسن والفضائل التي فعلتها معهم من أجل خطي واحد. أي ظلم هذا؟
وقال محمّد بن سيرين: (ظلم لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما رأيت وتكتم خيره) (صفة الصفوة (2/ 145) إياك والظلم! أخوك زل زلة أو أخطأ خطأً، فلا تحملك المواقف الشخصية، والانفعالات النفسية على أن تنشر خطأه بين الناس وتنسى محاسنه.

ثم تعال معي إلى نبينا (صلى الله عليه وسلم)، هذا النبي الذي خاطبه شوقي (رحمه الله) قائلا:
أنصفت أهل الفقر من أهل الغنى
فالكل في حق الحياة سواء

فلو أن إنسانا تخير ملة
ما اختار إلا دينك الفقراء


وهذا الخلق يؤدبنا به (صلى الله عليه وسلم) حتى مع الزوجات، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه)، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم): ((لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ)) أَوْ قَالَ: ((غَيْرَهُ)). صحيح مسلم (2/ 1091)برقم (1469).
فالنبي (صلى الله عليه وسلم) من خلال حديثه أراد أن يقول: المؤمن الحق لا يبغض مؤمنة، ولا يكرهها، ولا يطلقها من أجل خطأ أو سيئة؛ لأن المؤمن منصف ولا يرضى بالظلم، ويعرف أن جاءت المرأة بسيئة واحدة فعندها حسنات كثيرة فيرضى بها.

فأنا أقول لكم من خلال هذه الخطبة إن أردتم الاستقرار والحياة السعيدة والبعيدة عن الخلافات والمشاكل والنزاعات في مساجدكم وبيوتكم ودوائركم ومحل أعمالكم فتخلقوا بخلق العدل والإنصاف وإن ابتعدتم عن هذا الخلق فستبقى حياتكم مليئة بالنزاعات والمشاكل وبالتالي ستخسرون سعادة الدارين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله وأتوب إليه.

الخطبة الثانية
مسألتنا الفقهية تتعلق بسنة لبس النعال (أجلكم الله):
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه)، أَنَّ رَسُولَ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: ((إِذَا انْتَعَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِالْيُمْنَى، وَإِذَا خَلَعَ فَلْيَبْدَأْ بِالشِّمَالِ، وَلْيُنْعِلْهُمَا جَمِيعًا، أَوْ لِيَخْلَعْهُمَا جَمِيعًا)) صحيح مسلم (3/ 1660) برقم (2097).
من خلال هذا الحديث نقول: أن من السنة النبوية أن المسلم إذا أراد أن يلبس نعاله فليبدأ بلبس اليمنى ثم بعد ذلك يلبس اليسرى، وإذا أراد أن يخلع فليبدأ بخلع اليسرى ثم بعد ذلك اليمنى، فإن فعلت ذلك كتب لك إحياء سنة.

وليسأل كل واحد منا نفسه: يا ترى كم يفوتنا في اليوم الواحد من الأجر والثواب في عدم تطبيقنا لهذه السنة، كم مرة نلبس النعال ونخلعه في اليوم الواحد، والله لو طبقنا هذه السنة البسيطة لكتبت لنا حسنات كثيرة، والحسنة الواحدة يوم القيامة ربما تكون سببا في دخولك الى الجنة، فلا تستهن بها.
وكذلك من السنة أن يلبس النعلين جميعاً، أو يخلعهما جميعاً، بحيث لا يمشي بنعل واحدة، لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) نهى عن المشي بنعل واحدة، فإن قيل: ما الحكمة في النَّهي عن المشي بنعل واحدة؟

قال النَّووي رحمه الله: " قال العلماء: وسببه أن ذلك تشويه، ومثلة، ومخالف للوقار، ولأن المنتعلة تصير أرفع من الأخرى فيعسر مشيه وربما كان سبباً للعثار، وهذه الآداب الثلاثة التي في المسائل الثلاث مجمع على استحبابها وأنها ليست واجبة، وإذا انقطع شسعه، ونحوه فليخلعهما، ولا يمشي في الأخرى وحدها حتى يصلحها، وينعلها كما هو نصّ في الحديث.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ (رضي الله عنه) قَالَ: ((نَهَى رَسُولُ الله أَنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ وهو قَائِمٌ)). رواه ابن ماجة.


قال صاحب تحفة الأحوذي: " قال الخطابي: إنما نهى عن لبس النعل قائماً لأن لبسها قاعداً أسهل عليه وأمكن له وربما كان ذلك سبباً لانقلابه إذا لبسها قائماً. فأمر بالقعود له والاستعانة باليد فيه ليأمن غائلته. وقال المظهر: هذا فيما يلحقه التعب في لبسه كالخف والنعال التي تحتاج إلى شد شراكها ".

فعلى المسلم أن يحافظ على تطبيق هذه السنة لينال بها الاجر العظيم والثواب الكبير، نسأل الله أن يجعلنا من المحافظين على سنة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) والمتمسكين بها إنه ولي ذلك والقادر عليه.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 71.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 69.51 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (2.42%)]