الإيمان والعمل - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         يقظة الضمير المؤمن وموت قلب الفاجر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          خواطرفي سبيل الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 43 - عددالزوار : 10493 )           »          قلبٌ وقلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 42 - عددالزوار : 9695 )           »          استقلال مالي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          أخلاق عالية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          الانتقام للنفس منقصة، ولله كمال وإيمان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          البشريات العشر الثالثة للتائبين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          العالم المؤرخ المحقق جوزف فون هَمَر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          الإسلام في أفريقيا (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 7 - عددالزوار : 308 )           »          الدعاء والذكر عند قراءة القرآن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 5 - عددالزوار : 597 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > الملتقى الاسلامي العام
التسجيل التعليمـــات التقويم

الملتقى الاسلامي العام مواضيع تهتم بالقضايا الاسلامية على مذهب اهل السنة والجماعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-11-2020, 09:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 162,853
الدولة : Egypt
افتراضي الإيمان والعمل

الإيمان والعمل
الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر




الإيمان بالقدَر يقتضي مِن المؤمنين العملَ لا الكسل



من أسمائه سبحانه "الحكيم"، ومعناه: الحَكَم، ذو الحكمة، الذي يُحكِم الأمور ويتقنها ويضعها في مواضعها اللائقة بها، والحاكم الذي يحكُم بالحقِّ، فله الحكم وإليه الحكم، وهو مُحكِم الأشياء وذو الحكمة البالغة في كلِّ شأنه - تبارك وتعالى.
وهو تعالى: "القدير" الذي لا يعجزه شيءٌ، ولا يمتنع منه شيءٌ، بل إذا أراد شيئًا فإنما يقول له: كن فيكون، وخلق كلَّ شيء فقَدَّرَه تقديرًا: ﴿ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ﴾ [الفرقان: 59].

فإذا تقرَّر ذلك فإنَّ الله تعالى بعلمه وخبرته وقُدرته ومشيئته وخلقه وقوَّته وفضله ورحمته قد جعَل للمُسبَّبات أسبابًا تُنالُ بها، وللمَقاصد طُرقًا ووسائل تُحصَّل بها، وقرَّر هذا في الفِطَر السليمة، ودلَّ عليه العُقول الصحيحة، وقرَّر ذلك في الشرائع والرِّسالات، ونفَّذه في الواقع وجعَلَه مُدرَكًا من خَلقِه في الواقع والمشاهدات، فأعطَى كلَّ مخلوقٍ خلقَه اللائق به، ثم هَداه لما خلقه له من أصناف السعي والحركة والتصرُّفات المتنوِّعة، وبنى أمورَ الدُّنيا والآخِرة على ذلك النِّظام البديع العجيب الشاهد لله سبحانه بكَمال العلم والحكمة والقُدرة والقوَّة، وأشهَد العِباد أنَّه بهذا التنظيم الدقيق والتصرُّف الحكيم والتيسير البيِّن وجَّه العالمين إلى أعمالهم، ونشَّطهم إلى أشغالهم؛ ليَحرِصوا على ما ينفَعُهم، ويُباشِروا من الأسباب الشرعيَّة والمباحة ما أمكَنهم، مُستَعِينين بربِّهم، مُتوكِّلين عليه ومُعتمِدين عليه، واثقين به في تحصيل مَقصودهم؛ ولذلك قال الله تعالى: ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة: 105] ، وقال - صلى الله عليه وسلم -: "اعمَلوا، فكُلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلق له"[1].

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "المؤمن القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير، احرص على ما ينفَعُك، واستَعِنْ بالله ولا تعجز، فإنْ أصابك شيءٌ فلا تقلْ: لو أني فعلتُ كذا كان كذا، ولكن قُلْ: قدر الله وما شاء فعل"[2].

فعلى العباد أنْ يعمَلُوا جُهدهم ويُباشِروا ما تيسَّر لهم من أسبابٍ في طلَب المنافع واتِّقاء المضارِّ من أمور الدنيا والآخِرة، ويتَّكلوا على ربهم، فإنْ حصَل لهم ما يحبُّون من طاعته وممَّا لا يُخالِف شرعه شكَرُوا الله تعالى، وإنْ أصابَتْهُم مصيبةٌ سلَّموا له وحمدوه وصبروا، وإنْ أذنبوا تابوا إلى ربهم واستغفروه، وإنْ تبيَّن لهم سبيلُ رشدٍ في أمر دِينهم ودُنياهم وشمَّروا إليه متكلين على ربهم معتمدين عليه مستعيذين به واثقين به راضين بقِسمته، فتكون كلُّ أمورهم لهم خيرًا فيما يحبُّون وما يكرهون؛ قال - صلى الله عليه وسلم -: "عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمرَه كلَّه له خير وليس ذلك إلا للمؤمن، إنْ أصابَتْه سرَّاء شكَر فكان ذلك خيرًا له، وإنْ أصابَتْه ضرَّاء صبر فكان خيرًا له"[3].


يَشكُرون عند حُصول المحابِّ، ويصبرون عند المصائب، ويتوبون ويستغفرون من المعائب، وما فاتَهم من أمور الدنيا بعد استكمال أسبابه لم يأسَفُوا عليه؛ لإيمانهم بحكمة الله تعالى فيه، وأنَّ اختيار الله تعالى لهم مع الطاعة وفي الأمور المباحة خير لهم من اختيارهم لأنفُسهم، ومع المعصية من رحمته بهم؛ قال تعالى: ﴿ لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ ﴾ [الحديد: 23].


[1] أخرجه البخاري برقم (1362)، ومسلم برقم (2647)، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

[2] أخرجه مسلم برقم (2664)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.

[3] أخرجه مسلم برقم (2999)، عن صهيب رضي الله عنه.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 48.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 46.51 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.46%)]