من يطرد حزن قلبك؟ - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         الحاجة إلى القرآن لتحديد الصلة بين الدين والعلم بدران بن لحسن (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ما أصول التكريم السبعة للإنسان الأول آدم عليه السلام ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          متى يكرهك الطفل؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          كتاب “حضارة الإسلام” .. تشريح لروح الحضارة بعيون غربية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          3 ألعاب لتعزيز تعليم القراءة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          بيان فضل علم النبي صلى الله عليه وسلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          نقد المنهج المعاصر في تضعيف الأحاديث الصحيحة: دراسة في مظاهر الخلل المنهجي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          ذكر الله سبب من أسباب مغفرة الله لك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          النهي عن إنزال الحاجة بالناس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 473 - عددالزوار : 157599 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-11-2020, 10:19 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,222
الدولة : Egypt
افتراضي من يطرد حزن قلبك؟

من يطرد حزن قلبك؟


صالح الشناط




جاء في "محاضرات الأدباء" للراغب الأصفهاني أن حزينًا من السلف قيل له: أَخرج هذا الحزن من قلبك! فقال: لم يَدخل بإذني حتى أخرجه بإذني.



ربما هذه الكلمات تُغني عن محاضرة، أو كتيِّب في طرد الحزن؛ حيث إن الذي جعل الحزن في قلب الحزين هو الله، والذي يَطرده منه كذلك هو الله؛ ﴿ وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ﴾ [النجم: 43].



ألَّف ديل كارنيجي DaleCarnegie كتابًا أسماه "دع القلق وابدأ الحياة" Howtostopworryingandstartliving طُبعت منه ملايين النسخ، وترجم إلى عدة لغات، غير أنه لم يطرد حزن القارئين، ولم يدخل الفرح إلى قلب الكاتب الحزين؛ حيث إنهم وجدوه قد علَّق نفسه بحبل في غرفته وانتحر!



نعم؛ إن لجلب السعادة وطرد الحزن أسبابًا، غير أن أخذَنا بها هو من باب الأدب مع الله، فلا نأخذ بالأسباب على أنها كل شيء، ولا ندعها على أنها ليست بشيء، وتأمَّل أيها الحبيب وأيتها الكريمة موقفًا صعبًا حزينًا مرَّ به نبيُّنا صلى الله عليه وسلم، لما تُوفِّي عمه أبو طالب الذي كان يناصره بين صناديد قريش، ويدافع عنه، بل إن العام الذي توفِّي فيه سمي عام الحزن.



فلما توفي أبو طالب خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ماشيًا على قدمَيه، فدعاهم إلى الإسلام فلم يجيبوه، فانصرف فأتى ظل شجرة فلم يُجيبوه، هنا لم يعدْ إلا فلان أو علان، ولم يكلْ نفسه إلى نفسِه في أساليب من صنع البشر في إزالة الهمِّ وتفريج الغم، بل توجه إلى من يملك ذلك قائلًا كلمات جميلة رقراقة، يطمئنُّ القلب كلما دعا بها: ((اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلَّة حيلتي، وهواني على الناس، أنت أرحم الراحمين، إلى مَن تَكِلُني؟ إلى عدوِّ يتجهمني؟ أو إلى قريب ملَّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليَّ غضب فلا أبالي، غير أن عافيتك أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، أن تُنزل بي غضبك أو تحلَّ عليَّ سخطك، لك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك))[1].



كلمات كلُّها استكانة وتذلل لله، ومع أن في الحديث ضعفًا إلا أن العلماء ما زالوا يُوردونه في كتبهم وتصنيفاتهم؛ لأنه غير شديد الضعف، وقد استشهد به ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله.



وقد وجدْنا في السنة النبوية أسبابًا وأدعية لتفريج الهمِّ، تُراجَع في مصادرها، لو تأملتها لوجدتها اعتمادًا على الله، واستعانةً به وتوكُّلًا عليه، وإنابة إليه، فلا يَغُرَّنَّك ما يكتبه الغرب عن السعادة دون إيمان ولجوء وخضوع للواحد الديان.



والأمة اليوم وقد أصابها ما أصابها من تكالب الأعداء عليها ما لها إلا الله، لا أحد سواه، يزيل همها، وينفِّس كربها، ويمسح حزنها، ويُعيدها إلى رشدها، فمن يطرد حزن قلبك غير الله؟!



ثم اعلم - يا رعاك الله - أن المؤمن المستقيم في خير عظيم وطمأنينة ونعيم، وحياة طيبة سعيدة، والحزن مطرود عنه، بعيد عنه؛ قال الله جل جلاله:

﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ﴾ [فصلت: 30 - 32].


وقال الله عز وجل: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97].



ذاق طعمها إبراهيم بن أدهمَ فقال: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من السعادة لجالَدُونا عليه بالسيوف"، وتلذَّذ بها شيخ الإسلام ابن تيمية، ولله درُّه حين يقول: "والله، إنه لتمرُّ بالقلب ساعات يرقص فيها طربًا فأقول: لو أنَّ أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش رغيد"!





[1] والحديث تناقله أهل العلم؛ كشيخ الإسلام وابن القيم رحمهما الله، وهو ضعيف الإسناد غير أن معناه صحيح، وليس شديد الضعف.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.13 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 48.47 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]