السؤال عن الحال من جميل وجليل الخلال - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         حدث في مثل هذا اليوم ميلادي ... (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4949 - عددالزوار : 2053017 )           »          إشــــــــــــراقة وإضــــــــــــاءة (متجدد باذن الله ) (اخر مشاركة : أبــو أحمد - عددالردود : 4525 - عددالزوار : 1320886 )           »          المنافقون والمنافقات .. خطرهم وصفاتهم في كتاب الله (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          حكم تخصيص أدعية معينة لكل يوم من أيام رمضان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          حديث موضوع مكذوب حديث يا علي لا تنم قبل أن تأتي بخمسة أشياء لا يصح (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          كيف نستعد لرمضـــــان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          تدبر جزء تبارك فضيلة الشيخ/ ماجد الجاسر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          ما يهمكم من معلومات عن بقية شهر شعبان (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          ميزة جديدة من واتساب ستمنعك من مشاركة رقم هاتفك المحمول (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 32 )           »          كيف يجنب الآباء أطفالهم من اضطراب fomo ويقللون الاعتماد على وسائل التواصل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 23 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-11-2020, 09:18 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,416
الدولة : Egypt
افتراضي السؤال عن الحال من جميل وجليل الخلال

السؤال عن الحال من جميل وجليل الخلال
وليد بن عبده الوصابي



طَبَعِيٌّ أن يسألك الصغير والكبير - ومَن عرَفتَ ومَن لم تعرف - عن حالك.

حتى صارت عادة معتادة لدى البعض، لا تعني شيئًا سوى الكذب والسخرية! حاشا بعض الكرام الذي (إذا قال فعل).

ويكون الجواب: الحمد لله، أيًّا كان حاله!
ولكن أن يَطرأ عليك تغيُّر، ويَحل بك تحيُّر؛ فلا يشعر بك إلا المُحب الشَّعُور، الذي بصحبتك فخور؛ فيسألك سؤالًا زائدًا عن: "كيف حالك؟"؛ كأن يقول: أراك مهمومًا، أو إنك تشعر بشيء، أو إنك تعاني أمرًا؟

فيكون جوابك: الحمد لله رب العالمين، فيُصرُّ عليك: نعم، الحمد لله، ولكن أنت صديق، فأنا أشعر بك يا رفيق، ثم يُضيف: ولا خير في صحبة بدون شعور!

فيكون جوابك: نعم، أمرُّ ببعض الكروب، وزارتْني بعض الخطوب، والحمد لله، وأرجو دعاء ربك الكريم علام الغيوب.

فيمضي لك داعيًا، ولشكواك شاكيًا، ولبُكاك باكيًا، ولكن بعد أن عمل معك ما يُخفف الوَطْأة، ويَقضي النُّسْأة، ويَروي الغُلَّة، ويسد الخَلَّة، بما يسطيع ويستطيع.

فتشعر بنفسك وقد ارتاحت ولانت، وشعرتْ بالوَنيس والأنيس، وأيقنتْ أن الصاحب ليس مجرَّدَ جليس، بل له واجبات، وعليه مهمات.

ولكن... ولكن أين هؤلاء الشَّعُورون، الذين يُؤنِسون ويُوَنِّسون إخوانهم وأصدقاءهم ومن يعرفون؟

أين هم؟ لا تجدهم إلا في النَّزْر النادر، والقليل السائر، فَهُم أندر من الكِبريت الأحمر، وأقلُّ من الجَمل الأحمر، وأعدمُ من البقر الأصفر، في القلة والندرة! فإلى الله المَشكَى والمَلجَى.

بل بعضهم لا يسأل حتى عن زوجته إذا رأى عليها تغيُّرًا، أو لمس منها تنكُّرًا! وكأنه أمرٌ لا يعنيه، وشأن ليس شأنه! وكأنه حَسِبه يوم القيامة: ﴿ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ [عبس: 37]، والله المستعان.

لا يا أُخيَّ، ما زلتَ في الدنيا، وأُعيذك بالله أن تكون منهم يوم يقوم الناس لرب العالمين، فاعمَل جميلًا تلقَه هناك.

وإذا نظرنا إلى هذا الخُلُق اللئيم، رأينا أنه خُلُق وافدٌ علينا من الغرب الكافر الغادر، الذي يؤمن بالمادِّيات والمحسوسات، ولا يعرف معنى الإخاء، بل لا يعلم للقرابة معنى!

فالزوجة: خَرَّاجة وَلَّاجة، لا يعلم حيث خرجت ولا متى ذهبت، وهكذا البنت، وكذا الأخت... وهَلُمَّ جرًّا، بل إنه غير كفيل برزقهم، بل هم مَن يَكْفُونَ أنفسهم بعَرَق الجبين، أو حتى بقطع الوَتِين، ولو بعمل المَشِين، والأكل بالثديَيْن، والتجارة بالفرجَيْن!

فيا أيها الأصدقاء، تفقَّدوا إخوانكم، واسألوا عن أحوالهم، وتلمَّسوا حاجتهم، فلا يخلو أحدُهم من أمر، وكل بحَسَبه؛ فهذه تعاليم الإسلام، وأخلاق رسول الأنام، فكان دائمًا ما يَسأل عن أصحابه، في كل زمان ومكان، ولا يرضى بالسؤال فقط كحال بعضنا العاجز! بل يعمل بمُوجب السؤال، فمَن كان مريضًا زاره، ومن كان محتاجًا مارَه، ومن كان في مَشُورة شارَه، وهكذا يَقضي لكلٍّ حاجتَه، ويسدُّ فاقتَه، ويَفتُق خَلَّتَه، بل حتى إنه زار اليهوديَّ ليدعوه إلى دين الإسلام!

فأيُّ خُلُق يحمله؟! وأيُّ نفس كبيرة لديه؟! وأيُّ صدر فسيح عنده؟!

لا ضير؛ فقد زكَّاه ربه: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

فيَجدُر بنا ويَجمُل، ويَحسُن ويَفضُل، أن نتَّبع رسولنا الكريم، عليه الصلاة والتسليم، بل هذا هو الواجب علينا؛ قال الله: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ﴾ [المائدة: 92]؛ وهذا أمر، والأمر يقتضي الوجوب إلا لصارف، ولا صارف.

ويا أخي، لا تقل: أنا لا أحتاج لأحد! كلا؛ وربِّي أنت في حاجة إلى أصغر صغير، فكَيْف بالكبير؟ مِصداق ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان))، وهل رأيتم بنيانًا يقوم دون تكاتف من بعضه؟!

وصَدَق من قال:
الناس للناس ما دام الوفاء بهم...
والدنيا ليست دائمًا مواتية لك ومؤاتية، بل هي دُوَل، والرحمن﴿ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ ﴾ [الرحمن: 29].

ولله درُّ شيخي ابن الوردي حيث قال في (نصيحة الإخوان) - يسر الله طبع شرحها؛ للفقير -:
اترك الدنيا فمِن عاداتها ♦♦♦ تُخفِض العالي وتُعلِي من سَفَلْ

فأَحسِنْ يُحسَنْ إليك.

وبعدُ، فهذه كلمات كتبتها؛ لأني عايشت أثرَها ولمستُه ووجدتُه من صديق واحد! على الحقيقة، وعلى أرض الواقع، وصديقين اثنين! على بساط التواصل الاجتماعي المعنوي! الذي هو لدى البعض حقيقيٌّ.

ولكُم أن تتخيلوا حجم القضية التي لم ننتبه لها، من آلاف الأصدقاء لم يسأل عن الحال، إلا ثلاثةٌ من الرجال!

وبمقدار ما لُمْتُ إخواني وألومهم؛ ألوم نفسي وأُوبِّخها.

وعلى كلٍّ... هي ذكرى وزفرى لي ولكم؛ علَّها تجد كريمًا يقبلها بمعروف، ويجعلها من المألوف.

والله يمنُّ عليَّ وعليكم بالأخلاق النبيلة، والخصال الجميلة، فـ((إنَّ الله جميلٌ يحب الجمال))؛ فتجمَّلوا بالجمال والجمال والجمال.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 51.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.90 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]