التفسير الموضوعي وفوائده في الدعوة إلى الله - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         مشروبات دافئة بالقرفة والتفاح لمواجهة تقلب الطقس فى الخريف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          5 طرق لتعطير حمامك ومنحه رائحة منعشة.. منها استخدام صودا الخبز (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 17 )           »          مع بداية الخريف.. وصفات طبيعية تحافظ على نضارة وجمال بشرتك (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 15 )           »          5 خطوات بسيطة تساعد الأمهات على إدارة التوتر قبل عودة المدارس (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »          مقارنات الأطفال فى السابلايز والأدوات المدرسية.. إزاى تتعاملى معاها بحكمة؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »          5 تسريحات شعر تزيد التقصف ابعدى عنها.. أولها الكحكة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 13 )           »          4 مشروبات ديتوكس تعزز نضارة البشرة وتحافظ على ترطيبها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          طريقة عمل تارت الشوكولاتة بمكونات خفيفة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 16 )           »          أفضل تنسيقات غرفة الأطفال لخلق مساحة مبهجة.. موضة ديكور 2025 (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 14 )           »          5 عادات بسيطة تساعدك على فقدان الوزن بسرعة مع بداية الخريف (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 18 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم العلوم الاسلامية > ملتقى الشباب المسلم
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى الشباب المسلم ملتقى يهتم بقضايا الشباب اليومية ومشاكلهم الحياتية والاجتماعية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 05-11-2020, 11:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,305
الدولة : Egypt
افتراضي التفسير الموضوعي وفوائده في الدعوة إلى الله

التفسير الموضوعي وفوائده في الدعوة إلى الله


أ. د. مصطفى مسلم









التفسير الموضوعي وفوائده في الدعوة إلى الله










محاضرة ألقاها أ. د. مصطفى مسلم



في جمعية الإرشاد الاجتماعي بعجمان



بتاريخ 19 ربيع الأول 1425 الموافق 8/ 5/ 2004م







الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.



أما بعد:



فإن القرآنَ الكريم منبعُ الهداية، وأساليبه فطرية تلائم المستويات الفكرية والعلمية والنفسية جميعًا.



ومنهج القرآن في الدعوة إلى الله منهج يَجمع بين استجاشة العواطف في الإنسان، وبين إثارة التأمل والتدبر في الكتاب المنزل وآياته، وفي كتاب الكون المفتوح مما يُحِسُّ به من حوله.







وكثيرًا ما يبدأ القرآن الكريم بالقضايا البدهية التي تدخل في حياة كل إنسان، فمثلًا في قوله تعالى: ﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ﴾ [الواقعة: 57]، قضية توحيد الله وتفرُّده بالخلق، تُساق الأدلة التالية عليها:



1 - ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ * أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ * نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ * عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ * وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الواقعة: 58 - 62].







2 - ﴿ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ * إِنَّا لَمُغْرَمُونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴾ [الواقعة: 63 - 67].







3 - ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 68 - 70].







4 - ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ * فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ﴾ [الواقعة: 71 - 74].







5 - ﴿ فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ * وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الواقعة: 83 - 87].



هذه القضايا الخمس التي تدخل في حياة كلِّ إنسانٍ، الإنسان الذي يعيش في الغابات وفي الكهوف وفي الصحراء، وكذلك الإنسان الذي يعيش في ناطحات السحاب؛ لأنها محيطة بالإنسان، تدخل في حياته اليومية، فهل يجهل أحد من الناس بساعة ولادة، أو نبتة زرع، أو مسقط ماء ونزول مطر، أو شعلة نار وقدح زِناد، أو لحظة سكرات الموت، ومفارقة الروح.







سبقت هذه القضايا البسيطة التي تحيط بالإنسان للاستدلال من خلالها على عجز الإنسان المطلق؛ حيث لا يستطيع خلق شيء منها، ليتوجه إلى خالقها وموجدها المتفرد في خلقها: ﴿ نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ﴾ [الواقعة: 57].



إن الدعاة بحاجة إلى تتبُّع الأساليب القرآنية في الإقناع، وإيرادها في الموقف المناسب، فلكل مقام مقالٌ، ويتجنب - بقدر الإمكان - الابتعادَ عن القضايا الفلسفية المجردة، وإنما يربط بين المعقول والمحسوس، فإنَّ النفس تتأثر بالمحسوس المشاهدِ أكثر من الفكرة العقلية المجردة، وتتأثر بالمثلِ والتشبيهِ أكثر من التقريرات الجدلية.







وأمر آخر ينبغي مراعاته في دعوتنا، وهو الربط بين العقائد والمصالح؛ فإن النفس تميل إلى تحقيق المصلحة العاجلة قبل الآجلة، ولا مانع في ذلك، وهو أسلوب قرآني تكرَّر كثيرًا في آياته، فمثلًا نجد في دعوة نوح عليه السلام لقومه، أنه كان يدعو قومه إلى عبادة الله تعالى وحده، وترك عبادة الشركاء، فتارة كان يُخوِّفهم بالعذاب الأخروي، وهي مصلحة آجلة، وتارة يرغبهم بالمصالح الدنيوية العاجلة: ﴿ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [نوح: 2 - 4] ثم يقول: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ لقريشٍ: (قولوا كلمة واحدة، تَملِكون بها العربَ، وتَدين لكم بها العَجَمُ).







إن المثالية والترفع عن المصالح الدنيوية والعمل للآخرة، نهاية المطاف وغاية المنى، ولكن لا يمكنُ الوصول إليها إلا بالمرور عبر تحقيق المصالح الدنيوية العاجلة، فالإسلام دين واقعي يراعي الجوانبَ المختلفةَ في الإنسان - عقلَه، وروحَه، ونفسَه، وأحوالَه جميعًا، وحالاتِ الضَّعف والفتور، وحالَ الارتقاء والصعود، وحالاتِ الهبوط والانحدار - ليرفعه من خلال التدرج في تربيته إلى مصاف النبيين والشهداء والصالحين، وحَسُنَ أولئك رفيقًا.







إن تتبُّعَ هذه الأساليبِ من خلال الآيات القرآنية، وجمعَها وترتيبَها واستنطاقَها لأخذ العظات والعبر منها، ليس إلا منهجَ التفسير الموضوعي؛ إذ نحدِّد زاوية أو قضية أو موضوعًا، ندخل من خلاله إلى آيات الذكر الحكيم، ونتتبع المنهج القرآني في عرض حقائقه وأساليب تقريره.



هذا لونٌ من ألوان التفسير الموضوعي، وهو ما نُسميه: (موضوع من خلال القرآن الكريم).







ولون آخر لا يقلُّ أهمية عن اللون الأول، وهو التفسير الموضوعيُّ لسورة من سور القرآن الكريم؛ إذ نختار سورة من سور القرآن الكريم، وبعد الدراسة الكافية الشاملة لِما يحيط بها، نعرض للقضايا التي ذكرت في السورة من خلال مقاطعها التي تقسم السورة إليها، وفي كل مقطع نذكر معنى الآيات التي وردت فيها إجمالًا، ثم نَستنبط من كل مقطعٍ العظاتَ والعبرَ والآدابَ التي وردت في هذا المقطع، ونحاول الربط بينها وبين محور السورة الذي نحدده في البداية، وهي التي نسميها بالمناسبات بين المقاطع والمحور.







نموذج لموضوع من خلال القرآن الكريم



(قبسات من الذكر المبين في سيرة الصادق الأمين)



ونتناوله من خلال ثلاثة مباحث:



المبحث الأول: رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبجيله وتوقيره في النصوص الكريمة:



1 - النصوص الصريحة في ذلك التوقير:



أ - قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 8 - 9].







ب - قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا ﴾ [الأحزاب: 45 - 46].







2 - النصوص المشتملة على توقيره ضمنًا:



أ - عدم مناداته باسمه: يا محمد، يا أبا القاسم، وإنما مناداته بلقب الرسالة والنبوة؛ يقول عزَّ من قائل: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63].







ب - عدم مناداته باسمه المجرد:



لقد ذكر اسمُه الصريح في القرآن الكريم أربعَ مرات (محمد) ومرة (أحمد)، ومع كل مرة لقب الرسالة، ولم يناده باسمه المجرد كما نادى نوحًا: ﴿ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ... ﴾ [هود: 48]، وإبراهيم: ﴿ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا... ﴾ [الصافات: 104]،وعيسى: ﴿ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ... ﴾ [المائدة: 116].







قال تعالى: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ... ﴾ [آل عمران: 144].



وقال تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ﴾ [الأحزاب: 40].



وقال تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾ [الفتح: 29].



وقال تعالى على لسان عيسى: ﴿ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾ [الصف: 6].







وقال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾ [محمد: 2].







جـ - الأدب في مجلسه وعدم تقديم الآراء بحضرته، وعدم رفع الصوت عند الحديث معه؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾ [الحجرات: 1 - 2].







د - تقديم الصدقة بين يدي مناجاته:



قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المجادلة: 12 - 13].



وهذا الحكم وإن نُسِخَ، لكن بقاء تلاوته يعطي دلالات تربوية وآثارًا نفسية عند كل من يتلوها، لمعرفة مقام النبوة وتوقير رسول الله صلى الله عليه وسلم.







هـ - وصفه بصفة العبوديَّة المضافة إلى نفسه، وفي مقام التشريف والاختصاص.



قال تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1]؛ إذ جمع له أرواح النبيين ليصلي بهم إمامًا في المسجد الأقصى؛ إبرازًا لمكانته وعظيم قدره وفضله، فوصفه بصفة العبودية.







قال تعالى ﴿ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآَهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ﴾ [النجم: 8 - 18].







حيث ارتقى إلى مقامٍ لم يصل إليه مَلَكٌ مقرَّب ولا نبيٌّ مرسل ليكلمه شفاهًا، وأطلعه على ملكوت السموات: ﴿ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ﴾ [النجم: 10].



قال تعالى: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 1].







قال تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [البقرة: 23 - 24].



وكذلك سمَّاه عبدَه، وقد كلَّفه بمهمة الرسالة؛ ليكون للعالمين نذيرًا، وعندما أقام الحجة على الإنس والجن وتحدَّاهم أن يأتوا بمثل أقصر سورة من القرآن.







قال تعالى: ﴿ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [الأنفال: 41].



وسمَّاه عبده يوم النصر الأعظم يوم الفرقان يوم بدر.



لذا كانت العبوديَّةُ أعظمَ صفة تطلق على الإنسان؛ لأنها شهادة من الله تعالى بتحقيقه الغاية التي خُلِق من أجلها: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56].







المبحث الثاني: الدفاع عنه:



لقد نزلت الآياتُ الكريمةُ تدافعُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخاصَّة في المواطن التي قد يتبادر إلى ذهن القارئ أن من البدهي أن يرد الإنسان عن نفسه تهمةً تحطُّ من قدره، أو تطلق عليه صفة من الصفات التي لا تليق بالإنسان الحر الكريم، فتولى الله سبحانه وتعالى عن نبيِّه الدفاعَ وردَّ افتراءات الطاعنين:

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 153.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 152.16 كيلو بايت... تم توفير 1.72 كيلو بايت...بمعدل (1.12%)]