|
ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
![]() مقياس جمالي أ. صالح بن أحمد الشامي إن الحس الذي يربيه الإسلام حس مرهف، فهو شبيه بميزان الحرارة، يتأثر تأثراً مباشراً بالجو المحيط به.. وحين لا يسجل هذا الميزان الدرجات الدنيا.. فذلك دليل على الخلل الذي أصابه.. ولا يغرنا منه، أن يسجل الدرجات المرتفعة. إن الادعاء العريض لا يستطيع أن يزيف الواقع ويغير الحقائق، ولكن كثيراً ما ينطلي الدجل على العامة، فيظنون الورم شحماً، والخبير لا يخدع بالمظاهر فهناك مقياس يرجع إليه لمعرفة الصحيح من البهرج. ذاك ما حدث في عهد أبي يزيد البسطامي، حين عمت شهرة أحد الناس ونسب إلى الولاية، حيث جعل من نفسه مربياً للناس وشيخاً لهم، واتخذ من لباس الزهد جلباباً يستر به حرصه.. واغتر به الناس... وأحب أبو يزيد أن يعرف حقيقة الرجل، فقال لواحد من أصحابه: قم حتى ننظر هذا الرجل الذي قد شهر نفسه بالولاية.. فمضينا، فلما خرج من بيته ودخل المسجد رمى ببزاقه تجاه القبلة، فانصرف أبو يزيد ولم يسلم عليه.. وقال: هذا رجل غير مأمون على أدب من آداب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف يكون مأموناً على ما يدعيه[1]. إنه لم يراع الآداب الصغيرة فكيف يستطيع استشعار الأمور الكبيرة. إنه مقياس.. ولكنه مقياس جمالي. [1] الرسالة القشيرية. في ترجمة أبي يزيد البسطامي. قال صاحب وفيات الأعيان: أبو يزيد, طيفور بن عيسى الزاهد المشهور توفي سنة 261. والبسطامي: نسبة إلى بسطام بلدة مشهورة من أعمال خراسان من جهة العراق.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |