فتاة منحرفة في أسرة ملتزمة - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         وما أدراك ما ناشئة الليل (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 34 )           »          كف الأذى عن المسلمين (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          انشراح الصدر (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          فضل آية الكرسي وتفسيرها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 38 )           »          المسارعة في الخيرات (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 39 )           »          أمة الأخلاق (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »          الصحبة وآدابها (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 21 )           »          البلاغة والفصاحة (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 36 )           »          مختارات من كتاب " الكامل في التاريخ " لابن الأثير (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 40 )           »          ماذا لو حضرت الأخلاق؟ وماذا لو غابت ؟ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 22 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > القسم العام > ملتقى مشكلات وحلول
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-11-2020, 12:59 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,095
الدولة : Egypt
افتراضي فتاة منحرفة في أسرة ملتزمة

فتاة منحرفة في أسرة ملتزمة



الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي




السؤال

ملخص السؤال:
فتاة من أسرة محافظة، لديها أختٌ عاهرٌة، وتسأل عن كيفية توجيهها وإصلاحها.

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

نحن أسرة محافظةٌ، لكن للأسف ابتُلينا بأختٍ منحرفة، ولا أستطيع توجيهها؛ لأني لا أملك مَلَكة الكلام، وأخاف مِن ألفاظها النابية.

أبكي وأدعو عليها ليلًا ونهارًا، وأخشى مِن حساب الله لي، فدلوني ماذا أفعل؟

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فشكر الله أيتها الأخت الكريمة تلك الغيرةَ على تعدِّي حدود الله، ورغبتك الصادقة في نجاة أختك مِن الهلاك.

وبعدُ فلا بد أن تعلمي أن طريق الدعوة والإصلاح شاقٌّ، ويحتاج لجهدٍ متواصِل، وتضحيات متواصِلة، واحتساب للأجر عند الله تعالى الذي أخبر على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -: ((فوالله، لَأَن يُهْدَى بك رجلٌ واحدٌ خيرٌ لك من حمر النَّعَم))؛ متفق عليه.

ولكن لكي تتمكني مِن دعوة أختك، يَلْزمك اتباع خطوات خاصة؛ عسى الله أن يوفقك في مهمتك التي هي وظيفة الأنبياء والمخلصين من أتباعهم، ودعكِ من مسألة مَلَكة الكلام، فأنت لستِ مُطالبةً معها بالخطابة، ولا إلقاء درس، ولكن هي كلمات صادقة تخرج من القلب تُصادف محلًّا فتستجيب لك، ولتتبعي تلك الخطوات:
أولًا: تقربي منها، ولْتُحْسِني إليها، واحذري أن تُظْهِرَي استعلاءً عليها، بل على العكس كوني متواضعةً مُظْهِرَةً للشفقة والرحمة بها، والخوف عليها، مع الرفق واللين، وإنشاء حوار عقلي، تستدعين فيه الأدلة الشرعيةَ والقيم والمبادئ الصحيحة، فهذا أدعى - إن شاء الله - للقَبول، ولا تتعجلي النتائج، ولا تكثري عليها؛ فهدايةُ النفس البشرية أمرٌ شاقٌّ، وليس بالأمر الهين، وترك هذا النوع مِن المعاصي يحتاج إلى مجاهدةٍ ذاتيةٍ وصراع كبير مع النفس؛ لإخراج الهوى من القلب الذي هو حجابٌ عن الله والدار الآخرة، لينتصرَ الإيمان الكامن في النفس إن كان موجودًا من الأساس؛ لأن إدمان الكبائر شديد الخطورة على التوحيد بشريها بقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69]؛ فلتبدأْ بالمجاهدة، وسيعينها الله.

ولِتعلمي أن مفتاح ذلك كله الصدق منكما.

ثانيًا: ذكِّريها بالاستعداد للقاء الله؛ فمَن استعدَّ للقاء الله خَمَدَتْ مِن قلبه نيران الشهوات، وأخبت قلبه إلى الله، وعكفتْ همته على الله، وعلى محبته وإيثار مرضاته، واستحدث همة أخرى، وعلومًا أخر، وَوُلِدَ وِلَادةً أخرى.

ثالثًا: حدِّثيها عن الحياء من الله، وكيفية مراقبته، وأنه - سبحانه - مُطَّلِعٌ عليها في جميع أحوالها، ويعلم خائنةَ عينها، وما يُخْفِي صدرها؛ لتتعلم كيف تُراقبه - سبحانه - في أفعالها.

واضربي لها أمثالًا: لو أن شخصًا مهيبًا، وصاحب دين وخُلق، اطَّلَع عليها وهي منهمكة في فُجورها، كيف سيكون حالها؟ كما قال النبي: ((أن تستحي من الله تعالى كما تستحي من الرجل الصالح من قومه))؛ صحيح؛ رواه الطبراني في الكبير والبيهقي.

استعيني على نُصحها بالدعاء الصادق والمستمر لها، بالهداية في ظهر الغيب، واصدقي في دعائك أن يعصمَها الله مِن المعاصي، ويبغِّضها لها، ويحبِّب إليها الإيمان، ويزينه في قلبها، وأن يهدي قلبها، ويُوفِّقها للهدى، ويجعل عملها في رضاه سبحانه، واللهُ سميع مجيب، وتذكَّري دائمًا أن للدعاء والافتقار إلى الله أثرين عجيبين في الهداية.

واستفيدي بكلام ابن القَيِّم في دعوتها في كتاب "الجواب الكافي"، عند معرض كلامه عن علاج إطلاق النظر للحرام؛ حيث قال: "وكم مِن نظرة أوقعتْ في قلب صاحبها البلاء، فصار - والعياذ بالله - أسيرًا لها! كم مِن نظرة أثرتْ على قلب الإنسان حتى أصبح أسيرًا في عشق الصور! ولهذا يجب على الإنسان إذا ابتلي بهذا الأمر، أن يرجع إلى الله - عز وجل - بالدعاء بأن يعافيه منه، وأن يعرض عن هذا، ولا يرفع بصره إلى أحد من النساء، أو أحد مِن المُرْد، وهو مع الاستعانة بالله تعالى واللجوء إليه، وسؤال العافية من هذا الداء، سوف يزول عنه - إن شاء الله تعالى.

احرصي على إصلاح دينها، وتقوية إيمانها، ورعاية حدود الله، فهذه أعظم الخطوات وأشدها تأثيرًا، فإن صلاح الدين هو الصلاح في الخُلق.

ذكّريها بأداء الصلاة؛ فإنها مفتاحُ كل خير، وتنهى عن كل شرٍّ.

أشعريها بقُربك منها، وكذلك حثّي باقي أفراد الأسرة على التواصُل معها، وقد يكون الأمرُ عسيرًا عليهم، ولكن يهونه عليه احتساب الله فيه ليعاونوك.

حاولي أن تصحبيها للمقابر لتتذكرَ الموت وسكرته، والقبر وظلمته، أو الذهاب لزيارة بعض المرضى.

لا تستعظمي هدايتها أو توبتها، ولا تظني أن هذا شيء بعيد المنال، فاللهُ على كل شيء قدير، وإنما عليك أن تبحثي عن بذور الصلاح فيها، فتعملي على إحيائها في قلبها، وإيقاظها في روحه، وتذكري أن أكابر الصحابة كانوا مشركين، ثم فتح الله قلبهم للتقوى، وكان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مِن أشد أعداء الإسلام حتى قال قائلهم: (لو أسلم حمارُ آل الخطاب ما أسلم عمر)، وشاء الله أن يسلم، ويكون إسلامه فتحًا للإسلام.

واحتساب الأجر من الله، فهو - سبحانه - لا يضيع أجر المحسنين، وتعاونوا جميعًا في إيجاد صحبة صالحة ملتزمة بالشرع لها.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

 

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 52.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 50.97 كيلو بايت... تم توفير 1.71 كيلو بايت...بمعدل (3.25%)]