فضلا اسمعا همسي - ملتقى الشفاء الإسلامي

 

اخر عشرة مواضيع :         لا أستطيع دفع المتحرشين عني (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          خالي يتحرش بي (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          أخي الأصغر يشاهد إباحية الشذوذ (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 2 )           »          اختلال الآنية والأفكار الوجودية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          التحرش في الصغر وكره العلاقة الجنسية (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 3 )           »          تفسير قوله تعالى: {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه...} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 11 )           »          المبالغة في تشقيق العلم (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 9 )           »          كشف الأستار بشرح قصة الثلاثة الذين حبسوا في الغار (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 1 - عددالزوار : 14 )           »          من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (اللطيف، الخبير) (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 8 )           »          {يغشى طائفة منكم} (اخر مشاركة : ابوالوليد المسلم - عددالردود : 0 - عددالزوار : 12 )           »         

العودة   ملتقى الشفاء الإسلامي > قسم الصور والغرائب والقصص > ملتقى القصة والعبرة
التسجيل التعليمـــات التقويم

ملتقى القصة والعبرة قصص واقعية هادفة ومؤثرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-11-2020, 08:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,364
الدولة : Egypt
افتراضي فضلا اسمعا همسي

فضلا اسمعا همسي


أ. سميرة بيطام








سحبت ستار نافذة غرفتي بعد راحة ليل طويلة، سلمت أناملي لما خلف النافذة في إطلالة مني أن يكون هذا اليوم مباركًا وسعيدًا، وإن كنت دعوت في صلاة الفجر الاكتفاء بالرزق الحلال بدءًا وانتهاءً أن أكف نفسي عن الظلم بقدر ما استطعت، ولقد اخترت لتوي أن يكون الحديث معكم يا أبناء أمتي، إليكما أيها الشاب وأيتها الشابة أينما كان موطنكما وحيثما ركن هدوء انطلاقتكما وشُعاع وثبتكُما، إني ألازم الرفق والحرص على خطواتكما؛ لأن إبداعي يَنطلِق حيث تَصمت آخر خطوة لكما مع نهاية اليوم، وأتمناه موفقًا مليئًا بالإنجاز، فهلا سمحتما لي بالدردشة قليلاً معكما، ولست أغوص في خصوصياتكما لأني أريده كلامًا راقيًا معكما، ففضلاً تقبَّلا مني في البداية تحية صادقة طاهرة نابعة من قلب يَنبض تفاؤلاً بكما...

على زحمة المرور أرقب ذاك النشاط فيكما، وأرسم أبعاد البناء من زاوية واسعة الهندسة، تضمُّ في زواياها إشراقة الأمل من ذاك العِلم الذي تتعلمانه من أدراج الجامعة، ويا حبذا لو ركَّزتُما على العلم فيما بين السطور فتُبدِعا بفهم مغاير لفهم الأستاذ لتُشاركاه احتمالات وأطروحات جديدة لم يكن هو على علم بها، فألتمس فيكما نسمات البحث العلمي تتطلع من إصراركما على التغيير والتجديد وعدم الاكتفاء بعلم يُنقل فوق الأَسطر لتَحفظاه بل لتُسافرا إلى التخمين العميق في ضبطٍ منكما لنهاية الفرضيات أنكما تبغيان النماء لعقليكما، فبحر التفكير واسع جدًّا، ولو أن الله آتانا من العلم القليل، فتلك المثابرة مِنكما هي ما أستشعر منه تلك العبقرية التي على أُسسِها بُنيت حضارات ورتبت منها أفكار كانت في البدء لا تَخدم لا المصير ولا المستقبل ولا الحاضر، لذلك أعجب كثيرًا بتلك المراوغات منكما لأجهزة الحواسيب لتوظيف التقنية في معالم جديدة تَفي بغرض انطلاق الابتكار والاختراع، وإني واثقة جدًّا أن نسق حياتكما حينما يستفتح بصلاة في وقتها مع ذكر حافظ لليوم وبتسابيح في المساء لهو النسق الاعتيادي الموزون للحفاظ على أيِّ ذاكرة من التبديل أو التحويل، فما شاء الله عليكما حينما تديران عقارب الساعة بوقت أردتماه وفيرًا في رزنامة الجد والاكتفاء بما يفيد وطرح ما لا يفيد خارج موسوعة الاحتراس لديكما، هي هكذا عقول المفكِّرين الواعين بقيمة العقل وقيمة الوقت وقيمة الصحة والعافية، أسأل الله دوام الفضل لكما.

بدوري حينما أتابع صبركما على قراءة الكتب في مكتبة الجامعة أشعر أن التنمية تسكن بالقرب من التزامكما بذاك الجلوس المرتَّب، وذا الشغف المتقن الرؤى لكتب فتحت أمام أعينكما برفق المشاهد والمتعلم على السواء، وفي الحفاظ على نظافة ونقاء المكان وهدوئه شكل آخر لكما على حسن التربية والانضباط على الحفاظ على موروث بلديكما من صرح مؤسسات بُنيت من أموال طائلة فلزمتما مبدأ الحرص من أول يوم دخلتما فيه للجامعة فعرفتما أن التشييد صعب بناؤه، فقط لا داعي لتقليد الغير فيمَن يُعطي صورة أخرى لا تعكس روح طلب العلم ولا تطلعات شباب المستقبل، ولا داعي لاستغلال أقسام الجامعة في الحكايات غير المفيدة، وفي اللغو المضيع لكرامة ابن آدم، وفي ضحك يُميت القلب ويقزِّز السماع لدى كل مَن التقط تلك النوتات المقلقة، وإني أغيِّر أملي مع هذه الطموحات حينما أرى مشاهد للقمامة تُرمى على الطاولات بعد تناول وجباتٍ كان من المفروض أن تؤكل في النادي أو بالقرب من مبيعات الأكل والمشروبات ليتمَّ التخلص من بقايا الطعام وعلى طريقة تضمن الحفاظ على الخبز في مكان محترم يليق به بعيدًا عن رفس الأقدام أو رمي المعلبات في مكان يمر منه المارة، لذلك أعلِّق الأمل عليكما في تلك التربية البريئة على شاكلة الاحترام والتقدير لنِعَم الله علينا من غير تبذير أو تكبُّر عليها، فقد نُحرم منها، وهنا فقط نعرف قيمتها، بل مما نشاهده من معاناة إخواننا من جراء الحروب يجعل تقديرنا لتلك النعم ينمو كل يوم، فداوِما على الحمد والشكر على النعمة؛ لأن الشكر يُنمِّيها.

فضلاً، حينما ترقبان شيخًا واقفًا في حافلة ارفقا به في ترك المجلس له على عكس الشباب الآخر الذي يجلس مجلسًا فيه الكثير من اللامبالاة، فهذا نوع من عدم الإحساس بالغير فيه اعتياد على الأنانية المُفرِطة حتى ربما يكون أبوك واقفًا ولست تقدِّر فيه مرتبة البر، فتنسى أن تترك له مكانك، أو أنتِ أيتها الشابة حينما تتقدَّمين للتمريض فتُغرقين في الحديث مع الزملاء في المِهنة وتنسين أن مريضًا يَنتظر أن تفتحي له باب قاعة العلاج ليطلب مساعدة منك والتي هي في الحقيقة واجبك، وهو مقدَّس، وليس فيه حوار عن الزمن والأداء، أو أن تَصرخي في وجه متعبة حامل أو مسنَّة لتصمت عن الصراخ في حين أن المشقة والعجز والهرم هي ما يَجعلها تتأوه لمتاعب الزمن، فرفقًا بهذا الهرم؛ لأنك آيلة إليه بدورك لا محالة، فصوني رجاءً وديعة المهنة لتنالي رضا الله، ومِن ثَم دعوة خير من تلك المسنَّة ستجدينها في ضائقتك، ولستِ تَدْرين أي أشكال الخير ستعود لك، فربما هي في ابتسامة لأختك أو تفريج كربة عنها أو مؤازرة بالكلمة الطيبة لتنفسي الكدر عنها، إذًا كوني سفيرة الخير، ومن غير حساب لحجمه أو كميته؛ لأن خير الأعمال أدومها ولو قلَّتْ.

فضلاً أيها الشاب، أطفئ سيجارتك في مجالس الانتظار أو في قربك من آخرين تقاسَموا معك المجلس، فإن كنتَ قد قرَّرت الإضرار بصحتك وبعناد منك فعلى الأقل احترم غيرك ولا تنقل لهم المضرة، والخير كله في ذاك الاستغناء عن الأفيون القاتل، تذكَّر أنك تطعن نفسك بسمٍّ بطيء يُخرِّب جهاز التنفس في جسمك فتصبح معلول الصحة، فمن الحضارة أن تبدأ بوقف الإدمان والكل سيصبر على شجاعتك وقرارك، بل سيُساعدك في التخلص منها نهائيًّا، فقط أنت ابدأ وتوكل على الله والبقية تأتي، وستشعر بسعادة كبيرة حينما ترى أن وزنك زاد، وأن لياقتك البدنية جيدة.

فضلاً أختي، ارسمي لي لوحة منسقة وجميلة فيها مهارة أجدادك، وكوني نموذجًا يُحتذى به في الكلام الهادئ والابتسامة الخفيفة والمشي المتَّزن بلا خيلاء ولا ميول ولا التفات يمنة أو يسرة، فالقصد في المشي هو الاستقامة بعينها وببنود النظام لخطواتك التي ترقبت فيها الكثير من ملامح الأم في المستقبل، والأخت في البيت، والرفيقة في المسجد ومقر العمل، طبعًا مع أخواتك حينما تتقاسمين معهنَّ تذكيرًا في أمر دينك أو أكلاً اجتمعت عليه أيديكنَّ فزينتموه بنكهة البركة حينما تكاثفت الأنامل عليه، صدقًا ما أحوجنا لحضارة التكافل والتآزُر والتراحم بعد أن افتقدناها الآن وأصبحت مشاهد نادرة الحدوث!

فضلاً استكثِرا من أعمال الخير واترُكا الطيور تغرِّد فرحًا والورود تنور بألوانها الزاهية، والكل فرح بسواعد صممت على بناء الوطن والبدء من أسرة سعيدة تكامل فيها نصاب الصِّلة بتلك المودَّة والخوف على المصالح المشروعة، ومِن ثَمَّ يَنتقِل الرفق والتعاون ليشمل أسرًا أخرى، وبالتالي نراه مجتمعًا صالِحًا قويًّا مُتماسِكًا لا تُزعزعه هزات التفرقة أو سوء الخلاف، مجتمع يبني بعضه بعضًا ويسدُّ ثغرات الاختلاف بالتنازل مرة وبتمرير الأخطاء مرة أخرى، حينما لا تستحق اهتمامًا بالغًا، وإن كثرة النصح والتناصُح تزيد من المحبة وتصلح ما فسد من السلوك والعادات والتوجُّهات...


فضلاً... اتركاني اللحظة أهمس على خفة صوتي لأقول لكما: الرسول عليه الصلاة والسلام سيُباهي بكم الأمم، فهلا أدركتما قيمة المسؤولية والأمانة المُلقاة على عاتقكما؟

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


 


الاحد 20 من مارس 2011 , الساعة الان 01:21:21 صباحاً.

Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour

[حجم الصفحة الأصلي: 50.89 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.22 كيلو بايت... تم توفير 1.67 كيلو بايت...بمعدل (3.28%)]