|
ملتقى مشكلات وحلول قسم يختص بمعالجة المشاكل الشبابية الأسرية والزوجية |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أبي يشك في، وأمي تهملني
أبي يشك في، وأمي تهملني أ. أسماء حما السؤال ♦ ملخص السؤال: فتاةٌ في العشرين مِن عمرها، تُعاني من شك أبيها في أخلاقها، فهو يريد أن يحصرَ حياتها بين المدرسة والمنزل، وتفكِّر في الانتحار. ♦ تفاصيل السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أنا فتاةٌ في العشرين مِن عمري، ناجحةٌ في دراستي، أُعاني مِن شكِّ أبي في أخلاقي؛ فهو يمنعني مِن زيارة صديقاتي، ويريد أن يحصرَ حياتي بين المدرسة والمنزل، حتى عندما أتحدَّث مع إحداهنَّ في الهاتف في غرفة لوحدي يقوم بتوبيخي، ولا أستطيع أن أتحدَّثَ أمامه؛ فهو يُفسِّر ويُؤَوِّل كلامي معهنَّ على غير معناه، وبما يخدم شُكوكه. أصبحتُ أخاف عندما يرن جرَسُ الهاتف، وأنا متأكِّدةٌ مِن أنها صديقتي، لكن مِن شدة شك أبي أخشى أن يكونَ رجلًا غريبًا! أبي رجلٌ حنونٌ وطيبٌ، لكنه كثير الشك، ولا أستطيع العيشَ بهذه الحياة؛ فقد تعبتُ كثيرًا مِن سوء المعاملة! سببُ كلِّ ذلك أنني عندما كنتُ في سن 14 عامًا أخطأتُ وتعرَّفْتُ إلى شبابٍ؛ لقلة الحنان الذي أجده مِن والدتي ووالدي، وعندما عرَف بالأمر تغيرتْ معاملته لي! أما والدتي فلا تهتم بي، فكلُّ ما يهمها التحدُّث على مواقع التواصُل مع صديقاتها، والضحك معهنَّ، ولا تُبالي بمشاعري ولا بأحاسيسي. والدي منع عني هاتفي النقال وسمح به لجميع إخوتي، وغير مسموح بالنسبة لي أن أستخدمَ إلا هاتف المنزل فقط! أنا معترفةٌ بخطئي السابق، لكن لا أتحمَّل مُعامَلة والدي لي بهذا الشك المبالَغ فيه، أريد أن أكونَ مثل صديقاتي، أريد حنان والدي ووالدتي، أريد أن تُقَدِّرني أمي وتحترمني وتحبني مثلما أرى صديقاتي. فماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟ فليس لي مكانٌ ألْجَأ إليه؟ وليس لي ظهرٌ أتَّكِئ عليه غير الله - عز وجل، وصلتُ لمرحلة أُحَدِّث فيها نفسي بأن الموت أفضل لي، لا أريد أن أكونَ عاقَّةً وأدعو عليه، لكن كل ما يفعله بي يقهرني. فكَّرْتُ في الانتحار عدة مرات، ولكن كلما تذكرتُ عاقبة المُنْتَحِر ترددتُ، فماذا أفعل لأتخلص مِن تسلُّطه وشكوكه؟ هل أهرُب من المنزل وأستَقِلُّ بحياتي؟ حينها سأكون أنا الخاسرة، ولو صبرتُ على ما أنا فيه فأخاف أن يقضيَ عليَّ الحزن والغيظُ، وأن تزيد أفكار الانتحار. الوَضْعُ الذي أنا فيه يُؤَثِّر على نفسيتي وصحتي، أصبحتُ أخرج مِن مرضٍ إلى مرضٍ، أفيدوني ماذا أفعل؟ وجزاكم الله خيرًا. الجواب أختي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حياك الله في شبكة الألوكة. لا يشعر الابنُ بقيمة ما يصنعه أبواه إلا حين يصير أبًا، وهذا لا ينفي أن الآباء يقَعون في أخطاءٍ تربويةٍ تُؤذي أبناءهم؛ لجَهْلِهم وعدم وعْيِهم بأسلوب التربية الصائب؛ لكن في جميع الأحوال ما يفعلونه يكون بدافع الخوف والحب والحرص. ولو أن أبويك لا يُحبانك لما خافا عليكِ، وحرصَا على إبعاد ما يعتقدانه مصدرَ خطر عليكِ؛ (الهاتف النقَّال). التجربةُ السابقةُ جعلتْهما حذرَين؛ لذلك لا يمكن لَوْمُهما كثيرًا، بل دورك أن تسعي لنيل رضاهما، وكسْب ثقتهما، وأن تُقَدِّمي لهما الحبَّ والحنان الذي تفتقدينه، وفي المقابل ستجدين منهما حبًّا وعطاءً وثقةً. استعيذي بالله مِن الأفكار الشيطانيَّة التي تُراودك؛ فالانتحارُ مصيرُ صاحبه النار؛ فعن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيهِ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ، فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ، فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا فِي بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا)) "متفق عليه"، وقال تعالى:﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]. الدنيا حلوةٌ طيبة للمؤمن، رغم بعض الحرمان الذي يُعاني منه الإنسان أحيانًا، والله يرزق بعده فرَجًا قريبًا؛ ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6]. وهل مِن شيء يستحقُّ أن تُنْهِيَ حياتك لأجْلِه؟! هل الحرمان مِن الهاتف النَّقَّال سببٌ لتنهي حياتك؟ تقرَّبي إلى الله بالعبادة، والطاعة، والصلاة، والذِّكر، وقراءة القرآن الكريم، واسأليه تعالى أن يرزقك الزوجَ الصالح الذي يُعَوِّضك بالحب والحنان الذي تفتقدينه. أصلح الله شأنك، ودَلَّك على الخير
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|
Powered by vBulletin V3.8.5. Copyright © 2005 - 2013, By Ali Madkour |